زنقة 20:
2024-05-31@07:30:40 GMT

الجريمة الأخطر من حرق الكتب هي عدم قراءتها

تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT

بقلم : التيجاني بولعوالي – هولندا

بينما كنت أتمشى في شارع ليس بعيدا عن منزلي، إذا بي ألمح هذه الكتب (في الصورة) التي وضعها هنا أصحاب المنزل المقابل لمن يرغب في أن يأخذها مجانا. ربما ليقرأها بدوره أو ليهديها لمن يريد قرأتها أو لمكتبة خاصة أو عامة.

وقفت هنيهة لأتصفح عناوين هذه الكتب، لكن وجدت أنها بعيدة عن تخصصي واهتمامي.

بعضها أعمال روائية باللغة الهولندية تحت عنوان: “القارة السخية”، و”الانتصار”، و”قل لي من أنا”، و”مسرح الزنبق”. وهي عناوين مثيرة تغري بالقراءة لمن له الوقت الكافي لذلك، وله أيضا مساحة كافية في المنزل لاستيعاب مزيد من الكتب التي لا تريد أن تنقضي، ولا يتوقف عاشقها عن شرائها ولو كلفته ميزانية إضافية على حساب مصاريف أخرى قد تكون ضرورية.

وقد حرصت على التقاط صورة لهذه اللحظة المهمة التي تنطوي على رسالة عميقة لمجتمعنا المسلم، الذي لم يعد يكترث بالقراءة ولا بالكتاب ولا بتقاسم المعرفة وتذليل الوسائل لنشرها وتحبيبها إلى النشء والأطفال والشباب.
أثناء العودة إلى المنزل سرحت بخاطري متأملا بتحسر وضعية القراءة والمعرفة في أمتنا التي كان يُنظر إليها في الماضي على أنها “أمة إقرأ”. تذكرت كيف نقل القرآن الكريم عرب الجاهلية من ظلام الجهل إلى نور العلم، وكيف تعاطى المأمون في بيت الحكمة مع علوم الإغريق والفرس والسريان والأقباط، وكيف كان يدفع وزن الكتاب المترجم ذهبا، وكيف كان هارون الرشيد لا يقبل الجزية نقدا ومتاعا فقط، بل كتبا أيضا.
وتذكرت في مقابل ذلك كيف آلت إليه الأمور في حاضرنا، وكيف تُباع الكتب والجرائد والمجلات بأبخس ثمن لباعة التوابل والأعشاب والمكسرات لاستعمالها بدل الورق العادي الأغلى بكثير من كتب ومنشورات العلم والثقافة والأدب!

هناك حقا شريحة قارئة وعالمة في مجتمعنا تعشق الكتاب والمعرفة والعلم، لكنها قلة قليلة جدا جدا. وهناك أيضا شريحة أخرى، قد تكون أفرادا أو مؤسسات، تمتلك مكتبات هائلة لكنها لا تعدو أن تكون “إكسيسوارا” للزينة والتأثيث، وقلما تفتح الكتب للقراءة، أو على الأقل في وجه الطلبة والباحثين والمهتمين.
خلاف ذلك، لا يشتري أكثر الناس الكتاب في الغرب إلا ليقرؤوه ثم يتخلصون منه بعد ذلك، إما بإهدائه لصديق، أو لمكتبة، أو وضعه أمام أبواب المنازل لمن يرغب في أخذه مجانا. وإذا اضطر البعض لبيع الكتاب، فيبيعونه بثمن رمزي أقل من ثمنه في المكتبة بأضعاف مضاعفة، فالكتاب الذي يقدر ثمنه ب 25 يورو تشتريه في أسواق الكتب المستعملة أو عبر الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي بيورو واحد أو نصف يورو، وإذا كان في تخصص مهم ربما بثلاثة أو خمسة يوروهات.

ولعل قول جوزيف برودسكاي ينطبق إلى حد ما على هذه الظاهرة: “الجريمة الأخطر من حرق الكتب هي عدم قراءتها!”

المصدر: زنقة 20

إقرأ أيضاً:

«روّاد إعلام دبي».. كتاب يحتفي بمسيرة العطاء المهني

دبي: «الخليج»

في إطار توجيهات سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي رئيس مجلس دبي للإعلام، بالاحتفاء برواد الإعلاميين ممن أسهموا في بناء قطاع الإعلام في دبي، ضمن مختلف مساراته الصحافية والتلفزيونية والإذاعية، أطلق مجلس دبي للإعلام كتاباً بعنوان «روّاد إعلام دبي» يضم ملامح من المسيرة المهنية الحافلة لنخبة من الشخصيات الإعلامية الرائدة الذين أثروا العمل الإعلامي المحلي على مدى سنوات من العمل والعطاء كل في مجال اختصاصه.

الكتاب تم إطلاقه بحضور سمو الشيخ حشر بن مكتوم بن جمعه آل مكتوم، رئيس مؤسسة دبي للإعلام، ومنى غانم المرّي، نائب الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام رئيسة نادي دبي للصحافة، وعدد من رواد إعلام دبي، خلال ثاني أيام «قمة الإعلام العربي 2024» التي ينظّمها نادي دبي للصحافة، وضمن فعاليات اليوم الأول لمنتدى الإعلام العربي ال22.

ويسلّط الكتاب الضوء على أبرز المحطات في حياة رواد إعلام دبي المهنية، ويعرّف بمسيرتهم الحافلة بالإنجازات في المجال الإعلامي التي ساهموا عبرها في إقامة قواعد منظومة إعلامية شاملة واكبت نهضة دبي الحديثة وما شهدته من تحولات اقتصادية واجتماعية وثقافية في فترة مهمة في تاريخها، مع سعيهم الدؤوب لتحقيق شغفهم في الوصول بقطاع الإعلام إلى النموذج الذي يتناسب مع مكانة دبي كمدينة عالمية تسعى اليوم لتكون الأفضل في العالم للعيش والعمل والزيارة.

قالت نهال بدري، أمين عام مجلس دبي للإعلام: «استلهمنا في هذه المبادرة نهج دبي ودولة الإمارات في الوفاء لكل من أسهم في دعم تقدمها وتحقيق نهضتها، وكل من شارك في صنع إنجازات ساعدت على الارتقاء بمسيرة التطوير الشاملة، كل في مجاله، وبتوجيهات سمو رئيس مجلس دبي للإعلام، تم حصر مجموعة من أبرز الكوادر الإعلامية التي كان لها فضل كبير في تأسيس إعلام دبي والارتقاء به، من أجل توثيق ملامح من عطائهم ورحلتهم مع العمل الإعلامي، كبادرة تقدير وعرفان لما قدموه من جهود وعطاء مهني متميز على مدار سنوات».

من جانبها، قالت حمدة النجار، تنفيذي أول - إدارة مشاريع، بمجلس دبي للإعلام: «حرص المجلس أن يكون الكتاب بمثابة مرجع يمكن للأجيال الشابة أن تعود إليه للتعرف على تجارب وقصص نجاح مجموعة من أهم إعلاميين دبي الذين شاركوا في صنع إعلامها، وكان لهم الفضل في تشكيل ملامحه، والكتاب يضم قائمة من المبدعين الإماراتيين الذين نعتز بدورهم في وضع الأسس التي يقوم عليها إعلام دبي اليوم».

مقالات مشابهة

  • معرض طهران الدولي للكتاب
  • فيروس حمى الضنك.. أعراضه وكيف ينتقل إلى البشر وطرق الوقاية منه
  • «تحويل الكارثة إلى مشروع».. ناسا تخطط للاستفادة من البركان الأخطر في العالم
  • البركان المتبقي الأخطر.. خطة ناسا لاحتوائه قبل "الكارثة"
  • رئيس مدينة الشلاتين يفتتح معرض الكتاب الأول (صور)
  • ”يمارس الرذيلة ثم يقتل الضحية”.. نشر اعترافات ”سفاح التجمع” وكيف استدرج ضحاياه قبل قتلهن في مصر
  • مع نصر الدين والي في أروقته السنارية
  • «روّاد إعلام دبي».. كتاب يحتفي بمسيرة العطاء المهني
  • إرتباط الفقر بمعدل الجريمة
  • صبا مبارك تكشف سبب قلقها من “أنف وثلاث عيون”.. ومهنة الإعلام