مصر مفتاح السلام والاستقرار في المنطقة
تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
لا حرب دون مصر ولا سلام دون مصر.. هذه حقيقة تاريخية منذ دخول مصر الإسلام سنة ٦٤١ ميلادية. فقد كانت مصر دائما هى الدولة العربية الوحيدة القادرة على حماية المنطقة العربية من الغزو الخارجي. حدث هذا مع الحروب الصليبية والتى حسمها الجيش المصرى فى معركة حطين، بقيادة صلاح الدين الايوبى (الدولة الأيوبية) سنة ١١٨٧ ميلادية.
ومن بعدها وقعت معركة المنصورة سنة ١٢٤٩، والتى انتصر فيها المصريون (الدولة المملوكية) على الحملة الصليبية السابعة بقيادة لويس التاسع، والتى انتهت بأسره داخل بيت ابن لقمان فى المنصورة.
ثم جاء غزو التتار البربري، وتم احتلال وتدمير المشرق العربي، إلى أن استطاع الجيش المصرى بقيادة قائد المماليك سيف الدين قطز إنهاء الخطر المغولى فى معركة عين جالوت سنة ١٢٦٠، أى بعد ١١ عاماً فقط من معركة المنصورة. وبذلك يكون الجيش المصرى قد أنهى خطر الحروب الصليبية والتتارية وحمى الوطن العربى فى القرون الوسطى.
بعد ذلك، انهزم جيش المماليك بقيادة قانصوه الغورى فى معركة مرج دابق قرب حلب فى سوريا سنة ١٥١٦، من الجيش العثمانى بقيادة السلطان سليم الأول، ومن بعدها معركة الريدانية سنة ١٥١٧ ميلادية، بين طومان باى والسلطان سليم الأول، والتى انتهت بهزيمة طومان باي، وإنهاء حكم المماليك وبداية السيطرة العثمانية على مصر ومعظم بلدان الوطن العربي، والذى استمر حتى نهاية الحرب العالمية الثانية.
وبعد قيام دولة إسرائيل سنة ١٩٤٨، خاض الجيش المصرى معارك متتالية مع الكيان الوليد، أعوام ١٩٤٨، ١٩٥٦، ١٩٦٧، وانتهت بحرب التحرير فى أكتوبر سنة ١٩٧٣، والتى شاركت فيها القوات السورية إلى جانب القوات المصرية.
ولا سلام بدون مصر، حاول الرئيس الراحل محمد أنور السادات، حل القضية الفلسطينية من خلال السلام الدائم والشامل، ودعا كل الأطراف إلى مؤتمر للسلام فى فندق ميناهاوس فى ديسمبر عام ١٩٧٧. شارك فى المؤتمر كل من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية ومصر، وتم دعوة منظمة التحرير الفلسطينية ولبنان وسوريا والأردن والاتحاد السوفيتى ولكنها لم تحضر. بعد ذلك أقامت منظمة التحرير الفلسطينية مفاوضات مع إسرائيل انتهت بتوقيع اتفاقية إعلان المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتى الانتقالي، فى سبتمبر سنة ١٩٩٣ والمعروفة إعلامياً باسم اتفاقية أوسلو. ثم أقام الأردن اتفاقية سلام مع إسرائيل سنة ١٩٩٤، برعاية الرئيس الأمريكى بيل كلينتون.. ثم تم اغتيال رابين (١٩٩٥)، ومن بعده توفى ياسر عرفات (٢٠٠٤). وضعفت قوى السلام وسيطر اليمين المتشدد على مقاليد الحكم فى إسرائيل. وسيطرت حماس على قطاع غزة، وخفت صوت السلام فى المنطقة، وعادت أجواء الحرب والدمار والخراب، وامتدت لتشمل جنوب لبنان، إلى أن جاء يوم السابع من أكتوبر ٢٠٢٣، وماتلاه من أحداث حتى اليوم. والنتيجة هى تدمير قطاع غزة تدميراً كاملاً، والقضاء على قيادة حزب الله فى لبنان، وهروب الرئيس بشار الأسد وتقلد الشرع مقاليد الأمور فى سوريا.
طوال هذه الأعوام، كانت مصر هى الداعم الرئيسى للشعب الفلسطينى وقامت بدور فعال فى إنهاء كل الحروب المتكررة التى شنتها إسرائيل على قطاع غزة. وبعد جهد جهيد، نجحت الوساطة المصرية مع قطر والولايات المتحدة الأمريكية فى تحقيق وقف إطلاق النار فى غزة وبدء الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين.
وغداً وبعد غد، ستظل مصر هى الداعم الرئيسى للقضية الفلسطينية، والسند الأول لبقاء الشعب الفلسطينى على أرضه. وسوف تظل مصر بإذن الله تعالي، وبفضل تماسك شعبها وقوة جيشها، وشجاعة قادتها، هى مفتاح السلام فى المنطقة كما كانت على مر الزمان فهى القوة القاهرة لكل المعتدين والغزاة الطامعين فى خيرات الوطن العربي.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: السعيد عبد الهادي الجیش المصرى
إقرأ أيضاً:
مفتاح العودة والدبكة والكوفية.. رموز النضال والهوية الفلسطينية
لندن – تحمل كل بقعة من أرض فلسطين رموزا للنضال تجسد ارتباط شعبها الأصيل بأرضه وإصراره على حماية هويته الثقافية وتراثه الشعبي جيلا بعد جيل، صونًا له من الطمس والضياع، وحفاظا على العادات والتقاليد من الاندثار. وعلى مدى عقود، سعى الاحتلال إلى إسكات الصوت الفلسطيني بمختلف الوسائل، في محاولة لإنكار حق الشعب في أرضه وتاريخه.
ورغم ذلك، ظل الفلسطينيون متمسكين برموز تعبر عن كفاحهم من أجل الهوية الوطنية، تمامًا كما تبقى أزهار الزعتر البري وأشجار الزيتون شاهدة على صمودهم وجذورهم الضاربة في عمق الأرض.
مفتاح العودة.. رمز المقاومة وروح الانتصاريُعد المفتاح الفلسطيني، أو ما يُعرف بمفتاح العودة، رمزا قويا يخلّد تمسك الفلسطينيين بحقهم في العودة إلى أراضيهم التي هُجّروا منها قسرا عقب نكبة عام 1948، حين ارتكب الاحتلال عمليات قتل وتهجير جماعي طالت أكثر من 750 ألف فلسطيني أُجبروا على مغادرة بيوتهم.
وتنبع رمزية هذا المفتاح من احتفاظ اللاجئين بمفاتيح منازلهم القديمة والمقتنيات التي اصطحبوها معهم منذ لحظة التهجير إيمانا منهم بأن غيابهم سيكون قصيرا، وأنهم سيعودون قريبًا إلى أرضهم وبيوتهم.
ولم تقتصر دلالة المفتاح على اللاجئين وحدهم، بل امتدت لتشمل جميع الفلسطينيين، إذ بات رمزا للحق والكرامة والانتماء العميق إلى الأرض الفلسطينية.
لذا أصبح عرفا وتقليدا أن تتوارث العائلات الفلسطينية مفاتيح العودة، وما زال الكثير من سكان مخيمات الضفة وغيرها يحتفظون بمفاتيح بيوتهم التي أحضروها معهم عام النكبة، في حين سلّم من وافاهم الأجل مفتاحه إلى أبنائه وأحفاده. وغالبًا ما توجد نسخ مكبرة من مفتاح العودة حول مخيمات اللاجئين الفلسطينيين.
كما أصبح يستخدم مفتاح فلسطين في المظاهرات المنددة بالاحتلال الإسرائيلي حول العالم تعبيرا عن الأمل، وبات ينافس الكوفية في الدلالة على الهوية الفلسطينية، فالمفتاح بالنسبة لهم يحمل حب الوطن والتعلق بالسكن وحلم العودة إليه.
ويوجد أكبر مجسم لمفتاح العودة داخل الحي الثقافي (كتارا) بالعاصمة القطرية الدوحة، والذي يبلغ طوله 7.8 أمتار ووزنه 2.7 طن وعرضه 2.8 متر، وصُمم تحت إشراف قطري. وبعد أن استوفى جميع الشروط الخاصة، تم تسجيل هذا الرقم القياسي ضمن موسوعة غينيس العالمية كأكبر مفتاح في العالم.
الكوفية الفلسطينية بطاقة هوية وتعريف بالقضيةلم تعد وشاحا تقليديا بلونها الأبيض ونقوشها السوداء رمزا للفلسطينيين فحسب، بل باتت رمزا عالميا عابرا للحدود، ورمزًا لرفض الاستعمار ومقاومة الاحتلال الغاشم.
إعلانالكوفية التي كان يرتديها الفلاحون قديمًا لحمايتهم من الظروف المناخية القاسية، مثل أشعة الشمس الحارقة والعواصف الرملية، تحولت مع مرور الوقت إلى رمز نضالي، إذ أصبح المتظاهرون يلفونها حول أعناقهم أو يستخدمونها لتغطية وجوههم في الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين حول العالم.
وقد ارتبطت الكوفية ارتباطًا وثيقا بالرمز الوطني الفلسطيني بفضل الرئيس الراحل ياسر عرفات الذي ارتداها في إطلالاته السياسية، ولا سيما خلال خطابه الشهير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1974 لتصبح منذ ذلك الحين أيقونة للمناضلين الفلسطينيين. ومنذ النكبة عام 1948، ارتداها المتظاهرون في كل انتفاضة شعبية بمواجهة قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وتُعرف الكوفية لدى الفلسطينيين بعدة أسماء منها "الحَطّة" و"الوشاح". وبينما ارتبط ارتداؤها قديما بالفلاحين، كانت الطبقات الوسطى والعليا تفضّل "الطربوش". لكن هذا الأمر تغير بعد الانتفاضة الفلسطينية عام 1936 ضد الاحتلال البريطاني، حين اتخذت الجماعات الفلسطينية المسلحة -التي كان معظم أفرادها من الفقراء- الكوفية زيا رسميا. الأمر الذي سهّل على القوات البريطانية تمييزهم، مما دفع قادة المقاومة إلى دعوة جميع الرجال الفلسطينيين للتخلي عن الطربوش وارتداء الكوفية تضامنا ووحدة للصفوف.
الدبكة الفلسطينية.. نضال من نوع آخرتعدّ الدبكة الشعبية موروثا يلازم الفلسطينيين في أعراسهم وأفراحهم، ويحرصون على توريثه من جيل إلى آخر خوفا عليه من الضياع، وحفاظا على هويتهم من الاندثار. وتعدّ الدبكة إحدى أهم صور هذا التراث الذي يستند إلى إرث فني وثقافي يمتد زمنا طويلا عبر التاريخ.
تعود الدبكة الفلسطينية إلى طقوس الزراعة القديمة، حيث كانت الأيادي تتشابك للعمل وكان الفلاحون يرقصون في الحقول وقت حصاد الأرض تعبيرا عن فرحهم بما أنجزوه في ظل تعب جماعي.
وجاء في موقع وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أن الدبكة الشعبية قبل الاحتلال أخذت طابعا احتفاليا ثم أصبحت رمزا من رموز النضال الوطني بعد نكبة 48، لتأخذ شكلا منظما منذ بداية الثمانينيات من القرن العشرين.
وأصبح العمل على هذا النوع من التراث يتم بشكل مُنسق بهدف نقل ثقافة الشعب الفلسطيني وتراثه للمحافل العربية والعالمية. يذكر أن الدبكة الفلسطينية من أقدم الدبكات في المنطقة، وقد أدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) ضمن لائحتها للتراث غير المادي للبشرية عام 2023.
وترتبط الدبكة الفلسطينية بأناشيد وطنية كالحنين إلى الدار وما حل بالشعب الفلسطيني من تهجير وقتل ونكبة وترحيل قسري. والمتأمل في حركات الدبكة يشعر برمزيتها النضالية الرائعة، فتشابك الأيادي دليل الوحدة والتضامن، وضرب الأرجل بالأرض دلالة على العنفوان والإصرار، ترافقها أغان تعبر عن عمق الانتماء للأرض الفلسطينية التي يعشقها هؤلاء.
إعلانوتعتمد رقصات الدبكة على الإيقاع الجماعي، والتزامن الدقيق والتناغم المنضبط بين خطوات الراقصين، ويرتدي المؤدون خلالها ثيابا شعبية فلسطينية مستوحاة من ألبسة الريف التقليدي، وفيها تتشابك أيدي الراقصين وتهتز أكتافهم، ثم تروح أقدامهم وتجيء يُمنة ويسرة تضرب وجه الأرض، مما يشعل حماس الجمهور ويجعلهم عادة ينضمون إليهم في الأداء والرقص.
للدبكة قائد يتمركز عادة في أقصى يسار الصف، يمسك في يده اليمنى مسبحة أو عصا صغيرة، وقد ينفصل أحيانًا عن الصف ليتقدم أمامه مؤديًا حركات فردية، ليقوم الراقصون من خلفه بتكرارها.
حاول الاحتلال الإسرائيلي طمس الهوية الفلسطينية ومحو تعبيراتها الثقافية عبر السطو على الدبكة الشعبية ونسبها إلى "إسرائيل" من خلال ترجمة كلمات بعض أغانيها إلى العبرية وسرقة ألحانها، إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل.
ورغم ذلك، ظلت الدبكة الفلسطينية حاضرة بقوة، محافظة على مكانتها في جميع المناسبات الوطنية والاحتفالات والمهرجانات داخل فلسطين وخارجها، لتبقى إحدى أيقونات التراث الفلسطيني الحي.