الرسوم والعقوبات.. هل يخاطر ترامب بفقدان أميركا مكانتها لصالح الصين؟
تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT
تشهد السياسة التجارية والاقتصادية للولايات المتحدة تحولا جذريا بعد أن بدأ الرئيس دونالد ترامب بتنفيذ إستراتيجيته القائمة على فرض الضرائب الجمركية، ليس فقط للضغط على الدول الكبرى، ولكن أيضا كأداة لإعادة تشكيل المشهد الاقتصادي العالمي، وفقا لما ذكرته بلومبيرغ.
هذه السياسات لا تقتصر على الضرائب التجارية فحسب، بل تمتد أيضا إلى تعليق المساعدات الخارجية، وهذا قد يؤدي إلى تداعيات كارثية في العديد من الدول النامية.
وبحسب بلومبيرغ، أصبحت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية "يو إس إيد" في وضع غير مستقر بعد إغلاق موقعها الإلكتروني ووضع كبار مسؤوليها قيد الإجازة الإدارية. وصرّح ترامب قائلا: "هذه الوكالة تُدار من قبل مجموعة من المتطرفين، وسنتخذ إجراءات حازمة بشأنها".
أما إيلون ماسك، الذي يترأس وزارة الكفاءة الحكومية التي كانت طرفا في مواجهة حادة حول الوصول إلى أنظمة الوكالة، فقد وصفها بأنها "منظمة إجرامية" بحسب بلومبيرغ.
وأثر الاضطراب الحاصل بشكل مباشر على العديد من البرامج الإنسانية، إذ توقفت الخدمات مؤقتا، وهذا أثار مخاوف من تداعيات خطيرة على المستفيدين منها.
إعلان تداعيات خطيرة على برامج الصحة العالميةوتشير بيانات بلومبيرغ إلى أن نحو 222 ألف شخص حول العالم يعتمدون يوميا على الأدوية المضادة لفيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، والتي يتم تمويلها من خلال برنامج الطوارئ الأميركي لمكافحة الإيدز المعروف باسم بيبار.
ورغم أن الإدارة الأميركية أدرجت خدمات علاج الإيدز في قائمة الاستثناءات مؤقتا، فإن توقف العمليات بالفعل ترك أثرا سلبيا على المرضى.
وتوضح بلومبيرغ أن هذا التوقف قد يؤدي إلى انقطاع العلاج عن المرضى وجعلهم عرضة لمخاطر صحية خطيرة، وهذا قد يزيد من انتشار المرض عالميا.
إيقاف المساعدات يهدد استقرار الدول الناميةوتؤكد بلومبيرغ أن تجميد مساعدات أميركية بقيمة 72 مليار دولار موجهة إلى بعض أكثر دول العالم فقرا قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات الإنسانية، وتزايد الهجرة غير الشرعية، واندلاع النزاعات، وارتفاع نشاط القرصنة البحرية في بعض المناطق الإستراتيجية.
وأبرز مثال على ذلك هو جنوب أفريقيا، حيث تعتمد البلاد بشكل كبير على تمويل بيبار، إذ إن خُمس السكان هناك مصابون بفيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز).
وأعلن ترامب أن واشنطن ستوقف جميع المساعدات المستقبلية لجنوب أفريقيا ردا على تشريعها قانونا جديدا لمصادرة الأراضي، وهو ما وصفه بأنه "غير مقبول اقتصاديا".
هل تتخلى واشنطن عن نفوذها لصالح الصين؟وبحسب تقرير بلومبيرغ، فإن تقليص المساعدات الأميركية يمنح الصين فرصة ذهبية لتعزيز وجودها في الجنوب العالمي من خلال تقديم مساعدات واستثمارات بديلة.
وتُشير التوقعات إلى أن بكين قد تستغل هذا الفراغ لتعزيز نفوذها السياسي والاقتصادي في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية.
وفي سياق آخر، أفادت بلومبيرغ أن الاتحاد الأوروبي حذر من أنه سيتخذ "إجراءات حازمة" في حال فرضت واشنطن ضرائب جمركية على بضائع دول الاتحاد. ومن المقرر أن يعقد وزراء الاقتصاد في وارسو اجتماعا طارئا لمناقشة إمكانية الرد على هذه السياسات.
إعلان سياسة العصا من دون الجزرةوبينما يستمر ترامب في استخدام الضرائب الجمركية كوسيلة ضغط على الحكومات الغنية، فإن قراره بتعليق المساعدات الخارجية قد يكون له عواقب بعيدة المدى.
ويبدو أن الصين والاتحاد الأوروبي يراقبان الوضع عن كثب، في وقتٍ تتزايد فيه المخاوف من دخول الاقتصاد العالمي في مرحلة اضطراب جديدة.
قلق أمميمن جهته قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك الاثنين إن الأمم المتحدة "قلقة بكل تأكيد بشأن التأثير الذي يمكن أن تخلفه تدابير تقييد التجارة المتزايدة على الاقتصاد العالمي، وخاصة في الدول النامية وفي الأماكن التي يوجد بها سكان معرضون للخطر".
وفيما يتعلق بوقف المساعدات الخارجية الأميركية، قال دوجاريك: "بعضها له تأثير فوري على أنشطة إنقاذ الأرواح".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
يضحون بالبشر.. من هم أنصار تحسين النسل في أميركا؟
"إن صورة أغنى رجل في العالم وهو يقتل أفقر أطفال العالم ليست جميلة"، قالها مؤسس مايكروسوفت، الملياردير الخيري بيل غيتس عن إيلون ماسك خلال مقابلة مع صحيفة فايننشال تايمز، في وقت سابق من هذا الشهر.
وقد أشار غيتس بشكل غير مباشر إلى دور ماسك في تقويض الوكالة الفدرالية للمساعدات الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، وهي الوكالة التي تم توجيه مليارات الدولارات عبرها لعقود نحو الحد من الفقر العالمي، والقضاء على الأمراض.
لكن ذلك تغيّر، عندما قاد ماسك الحملة لإنشاء وزارة الكفاءة الحكومية غير الرسمية التابعة للرئيس دونالد ترامب (DOGE) لتفكيك الوكالة في فبراير/ شباط.
وقال غيتس في مقابلة لاحقة في برنامج (The Late Show with Stephen Colbert)، موسعًا تعليقاته السابقة: إنّه "ما لم نعكس المسار بسرعة، فإننا سنشهد وفاة أكثر من مليون طفل إضافي حول العالم".
لكن بغضّ النظر عمّا يراه بيل غيتس أو غيره، فإن استخفاف إيلون ماسك بحياة البشر لا يقتصر فقط على دوره في قيادة وزارة الكفاءة الحكومية (DOGE). بل إن هذا النهج الفكري لا يخصّ ماسك وحده، بل يُعبّر عن توجّه أوسع داخل إدارة ترامب وعلاقاته مع عدد من المليارديرات.
فقد أفسح ترامب المجال لنفوذ مجموعة من أنصار فكر "تحسين النسل"، سواء من التيارات القديمة أو بصيغها المعاصرة. ويؤمن بعض هؤلاء بفلسفة تُعرف بـ"المدى الطويل" (longtermism)، والتي تقوم على فكرة أن بقاء البشرية وامتدادها عبر المجرة بمليارات من البشر مستقبلًا يتطلب قيادة نُخبوية تتخذ قرارات صعبة، من بينها التضحية بأعداد كبيرة من البشر المعاصرين لحماية هذا المستقبل البعيد.
إعلانوضمن هذا السياق، يشارك ماسك وآخرون في توجيه السياسات الأميركية، داخليًا وخارجيًا، على أسس تجمع بين أفكار "تحسين النسل" و"المدى الطويل"، ما يجعل ملايين البشر عرضة لأخطار فعلية أو محتملة.
أبرز رموز تحسين النسل التقليدي في محيط ترامبربما أبرز مثال على فكر تحسين النسل التقليدي في دائرة ترامب، هو روبرت ف. كينيدي الابن، الذي يشغل حاليًا منصب وزير الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية (HHS).
وهناك موقفان له يُظهران بوضوح تبنّيه فكرَ تحسين النسل في القرن العشرين. أولهما موقفه المعادي للقاحات على مرّ السنين، خصوصًا لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (MMR).
ففي التسعينيات، ادعى عدد محدود من العلماء أن هذا اللقاح مسؤول عن ازدياد تشخيص التوحد لدى الأطفال. ورغم أن العديد من الدراسات فنّدت تلك المزاعم، فقد استمر مناهضو اللقاحات أمثال كينيدي في تقويض الثقة العامة في برامج اللقاحات.
وقال كينيدي في عام 2015 عن لقاح MMR: "يتلقون اللقاح، وفي تلك الليلة يصابون بحمى تصل إلى 103 درجات، ينامون، وبعد ثلاثة أشهر يتلف دماغهم. هذه محرقة، ما يفعله هذا الأمر ببلدنا". وقد اعتذر لاحقًا عن مقارنته المهينة بين التوحد والمحرقة.
الموقف الثاني هو نزعة التمييز ضد ذوي الإعاقة لديه، المتداخلة مع نزعة عنصرية. ففي أبريل/ نيسان، انتقد كينيدي ازدياد حالات التوحد في أميركا باعتبارها أمرًا "يدمر العائلات"، مضيفًا أن الأطفال الذين "تراجعوا.. إلى التوحد.. لن يدفعوا ضرائب أبدًا، ولن يعملوا أبدًا، ولن يلعبوا البيسبول، ولن يكتبوا شعرًا، ولن يواعدوا، والكثير منهم لن يستخدموا المرحاض دون مساعدة".
أصرّ كينيدي على تجاهل البيانات العلمية التي تؤكد أن التوحد ليس مرضًا في طور الانتشار، بل إن المجتمع بات يمتلك أدوات أدق وأكثر تطورًا تساعد على تشخيص من هم ضمن طيف التوحد، وهم أشخاص يشارك كثير منهم في الحياة الاجتماعية والعقلية بشكل نشط.
إعلانوفي السياق نفسه، روّج كينيدي عام 2023 لشائعة مناهضة للقاحات تنطوي على مضمون عنصري وتمييزي ونزعة تآمرية. ففي يوليو/ تموز من ذلك العام، وخلال فعالية لجمع التبرعات لحملته الرئاسية التي أُلغيت لاحقًا، ظهر في مقطع مصوّر زاعمًا أن "كوفيد-19 يستهدف البيض والسود، بينما يتمتع اليهود الأشكناز والصينيون بأعلى درجات المناعة".
غير أن هذا الادعاء يفتقر تمامًا إلى أي دليل علمي؛ فلا توجد مؤامرة تستهدف أعراقًا بعينها، كما لا توجد فئة سكانية محصّنة من الفيروس بطبيعتها. ومن الواضح أن تصريحات كينيدي العنصرية تنطوي أيضًا على معاداة للسامية.
استخدام بيانات خاصة لأهداف تحسين النسلفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلن كينيدي أنه خوّل برنامجَي "ميديكيد" و"ميديكير" بمشاركة البيانات الخاصة مع معاهد الصحة الوطنية (NIH) لإنشاء قاعدة بيانات وطنية للمصابين بالتوحد "لكشف الأسباب الجذرية للتوحد" – والذي يعتبره "مرضًا يمكن الوقاية منه"- بحلول سبتمبر/ أيلول. ويتجاوز هذا التصريح مجرّد الرأي ليذكّر بممارسات دعاة تحسين النسل في القرن الماضي.
فقد استخدمت حكومات الولايات الأميركية، والحكومات الفاشية مثل النازية، مثل هذه القوائم لعزل المصابين بالتوحد وغيرهم من ذوي الإعاقات عن المجتمع.
في الولايات المتحدة، كانت التعقيم القسري الوسيلة لحماية "نقاء الجينات"، بينما استخدم النازيون القتل الرحيم. من الواضح أن كينيدي يمثل نموذجًا تقليديًا لداعية تحسين نسل معادٍ للقاحات ولذوي الإعاقة وعنصري في آنٍ واحد.
تحسين النسل الجديد: فلسفة المدى الطويلغير أن فكر "تحسين النسل" في القرن الحادي والعشرين لم يختفِ، بل أعاد إنتاج نفسه في صورة جديدة تُعرف بفلسفة "المدى الطويل" (Longtermism). هذه الفلسفة تُعد امتدادًا حديثًا لمبادئ "الداروينية الاجتماعية" و"البقاء للأصلح" والحركات الإقصائية التي نشأت عنها.
وعلى الرغم من أنها لا تروّج صراحة لفكرة الحفاظ على "عرق أبيض متفوق"، فإنها تتقاطع بوضوح مع منطق تحسين النسل. يؤمن أنصار "المدى الطويل" بأن إنقاذ البشرية من الانقراض يكمن في تطوير الإنسان ذاته وخلق "بشرٍ أفضل" قادرين على حمل مشعل الحضارة نحو المستقبل البعيد.
إعلانلكن هذا "التحسين" يرتكز على فرضيتين أساسيتين: الأولى أن الرجال البيض من أصحاب الثروة والنفوذ -مثل إيلون ماسك، وبيل غيتس، وجيف بيزوس- هم الأجدر باتخاذ القرارات المصيرية نيابة عن البشرية جمعاء.
والثانية أن عليهم أن يُحدّدوا مَن مِن البشر يُمكنه الاستمرار في استخدام موارد الكوكب، ومن يُفترض التضحية به، إذ يُنظر إلى مليارات من البشر الحاليين على أنهم عقبة محتملة في وجه "مستقبل أفضل" يستحق -في نظرهم- إنقاذه حتى لو تطلب الأمر إقصاءهم.
ماسك ونظرية "الانتحار الحضاري عبر التعاطف"كشف ماسك عن قناعته العميقة بشأن من يستحق الحياة ومن لا يستحقها خلال مقابلة مطوّلة استمرت ثلاث ساعات في بودكاست جو روغن في فبراير/ شباط. قال ماسك حينها: "نحن نعيش حالة من التعاطف الانتحاري على مستوى الحضارة.. الضعف الجوهري في الحضارة الغربية يكمن في التعاطف. إنه استغلال للتعاطف. إنهم يستغلون ثغرة في الحضارة الغربية، وهي الاستجابة العاطفية".
وبحسب رؤيته، فإن أولئك الذين لا يظهرون تعاطفًا مع "الحضارة ككل" -أي من منظور شامل وبارد- يساهمون، في رأيه، في انتحارها الجماعي.
أما "هم" الذين يشير إليهم ماسك وروغن طوال المقابلة، فهم فئات متعددة تشمل: المهاجرين غير النظاميين، الليبراليين البيض، التقدميين، أعضاء الحزب الديمقراطي، وغيرهم من أفراد مجتمع الميم.
الضمان الاجتماعي وسياسات شيخوخية قاسية
في دائرة أنصار فلسفة "المدى الطويل" ضمن عالم ترامب، يبرز اسم الملياردير التقني بيتر ثييل، الذي يصف نظام الضمان الاجتماعي الأميركي بأنه "احتيال بين الأجيال".
هذا التصريح يعكس دعمه الصريح لسياسات ماسك في إطار وزارة الكفاءة الحكومية (DOGE)، التي تستهدف تقليص برامج الرعاية الاجتماعية، لا سيما تلك المخصصة لكبار السن.
كما يُظهر ذلك توجه إدارة ترامب نحو تبنّي سياسات تتسم بالتمييز العمري والوظيفي، تحت غطاء "تقليص الإنفاق الحكومي"، بينما تُعد هذه السياسات في جوهرها امتدادًا لفكر تحسين النسل، حيث يجري التلميح -أو التمهيد- لإقصاء الفئات التي تُعتبر عبئًا اقتصاديًا أو غير منتجة، مثل المسنين وذوي الإعاقات. وهي مقاربة قد تفضي فعليًا إلى تعريض هذه الفئات للهلاك.
إعلان إعادة تشكيل الحكومة الفدرالية على صورة دعاة تحسين النسلجنبًا إلى جنب مع ترامب، عمل كينيدي وماسك على إعادة تشكيل الحكومة الفدرالية على صورتهم الخاصة كدعاة تحسين نسل. وقد تعاون كينيدي مع DOGE التابعة لماسك لقطع التمويل عن وزارة الصحة والخدمات الإنسانية، ومعاهد الصحة الوطنية، وبرامج اللقاحات، والوقاية من الأوبئة، وأبحاث السرطان، منذ توليه منصبه في منتصف فبراير/ شباط.
وهناك حاليًا أمر حظر فعلي يمنع مسؤولي مراكز مكافحة الأمراض من التحدث عن انتشار سلالات إنفلونزا الطيور بين الحيوانات والبشر العاملين في صناعة الدواجن.
وعندما تم استجوابه في جلسة استماع بالكونغرس في 14 مايو/ أيار حول عمله كوزير للصحة في تفكيك الوزارة، اعترف كينيدي بأنه "ربما" سيلقّح أطفاله ضد الحصبة في عام 2025.
لكنه، في الجلسة ذاتها، عاد وشكّك في لقاح MMR، مما يشير إلى موقفه المتحيز ضد الأشخاص المصابين بالتوحد، بينما تمر الولايات المتحدة، وتحديدًا ولاية تكساس، بأحد أسوأ تفشيات الحصبة خلال الخمسين عامًا الماضية، حيث سُجل أكثر من ألف حالة حتى الآن، معظمها بين الأطفال غير الملقحين، توفي منهم اثنان.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline