مجلس النواب يمرر بالإجماع مشروع قانون يهدف إلى حماية التراث المحلي من القرصنة الأجنبية
تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT
صادق مجلس النواب في جلسة تشريعية عقدها اليوم الأربعاء، بالإجماع، على مشروع قانون رقم 33.22 يتعلق بحماية التراث.
وفي معرض تقديمه لهذا النص التشريعي، أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد أن أهم مقتضياته تتمثل في إدراج التعاريف الجديدة المتعلقة بمختلف أصناف التراث الثقافي والطبيعي والجيولوجي والتي تواكب المفاهيم الجديدة المعترف بها دوليا فيما يتعلق بالتراث الثقافي وتتلاءم مع التعاريف الحديثة المعمول بها لدى منظمة اليونيسكو.
وأضاف الوزير أن مشروع القانون يقضي بإحداث مفهوم « المجموعات التاريخية » والتي تتكون من ممتلكات عقارية مجتمعة، مبنية أو غير مبنية، والتي تكتسي أهمية بحكم طابعها المعماري أو حمولتها التاريخية أو تفردها أو انسجامها أو اندماجها مع محيطها مثل المدن العتيقة أو المدن المندثرة أو القرى أو القصور أو القصبات.
كما ينص على إدراج صنف التراث الثقافي المغمور بالمياه الذي يقصد به آثار الوجود الإنساني ذات الطابع الثقافي أو التاريخي أو الأثري أو العلمي أو الفني، والتي ظلت مغمورة بالمياه جزئيا أو كليا، بصفة دورية أو متواصلة والموجودة تحت المياه الوطنية لمدة 100 سنة على الأقل، ولاسيما المواقع والبنيات والبنايات والمواد والبقايا الآدمية أو الحيوانية وحطام السفن.
ووفقا للوزير، فإن هذا النص التشريعي ي درج صنف التراث الطبيعي الذي يراد به المواقع الطبيعية والبيئات والفضاءات والمناظر الطبيعية، كما يدرج صنف التراث الجيولوجي الذي يشمل التشكيلات الجيولوجية والمواقع الجيولوجية والعينات المعدنية والمستحثات والأحجار النيزكية والوثائق الجيولوجية والتي تنتمي للأزمنة الجيولوجية لحقبة ما قبل العصر الجيولوجي الرابع.
من حهة أخرى، أبرز بنسعيد أنه تم إدخال صنف التراث الثقافي غير المادي الذي يتمثل في مجموع الممارسات والتمثلات وكذا الأدوات والقطع والمصنوعات والفضاءات الثقافية المرتبطة بها التي تعتبرها الجماعات والمجموعات والأفراد، جزءا من تراثهم الثقافي، بالإضافة إلى مفهوم منظومة الكنوز الإنسانية الحية التي تمكن من نقل المعارف والمهارات ضمانا لاستمرار التراث الثقافي غير المادي.
ومن بين مقتضيات مشروع القانون إحداث سجل وطني لجرد التراث والذي يشتمل على الجرد الوطنية للتراث الثقافي غير المنقول والجرد الوطنية للتراث المنقول وكذا الجرد الوطني للتراث الثقافي غير المادي والجرد الوطني للتراث المغمور بالمياه والجرد الوطني للتراث الطبيعي والجرد الوطني لتراث الجيولوجي.
وفي مداخلاتهم خلال هذه الجلسة، نو ه النواب البرلمانيون بهذا النص، مؤكدين أنه لا يأتي فقط استجابة لتطورات تشريعية ضرورية ومواكبة للالتزامات الدولية « بل هو رد صارم وحازم على محاولات السطو الممنهجة التي تستهدف التراث الوطني ورموز الهوية المغربية »، معتبرين أن التراث « ليس مجرد موروث ثقافي بل هو جزء أساسي من السيادة الوطنية ».
وأكد النواب أن هذا النص التشريعي يأتي، كذلك، لملاءمة القوانين الوطنية مع التشريعات الدولية، خاصة دمج المفاهيم الجديدة المعتمدة دوليا في التراث الثقافي غير المادي، كما يسعى إلى تثمين التراث الوطني وجعله أحد رافعات التنمية المستدامة وجزءا من الصناعة الثقافية.
وسجلوا أن هذا النص هو خطوة جد مهمة لوضع تشريع جديد ينسخ ما تقدم من تشريعات في المجال سعيا إلى بناء ترسانة قانونية كفيلة للمحافظة عليه وصيانته من عوامل التدهور ومخاطر السرقة باعتباره إرثا للأجيال القادمة والإنسانية.
كلمات دلالية المغرب برلمان تراث حكومة
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: المغرب برلمان تراث حكومة الثقافی غیر المادی التراث الثقافی
إقرأ أيضاً:
تعزيز التعاون في المجال الثقافي بين المتحف الوطني وجامعة الشيشان التربوية
العُمانية/ تم بجامعة الشيشان التربوية الحكومية اليوم تدشين ركن مخصص للإصدارات العُمانية، وذلك في إطار التعاون الثقافي القائم بين المتحف الوطني والجامعة، وبمناسبة الاحتفاء بمرور (40) عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين سلطنة عُمان وروسيا الاتحادية.
ويهدف ركن الإصدارات العُمانية إلى تمكين الطلبة الناطقين بغير العربية المتخصصين في مجال الدراسات العُمانية، وإكسابهم المعارف المتعلقة بالجانب الحضاري والفكري لسلطنة عُمان، بما يسهم في مد جسور التعارف والتقارب بين البلدين الصديقين، وتشجيع المزيد من التعاون الأكاديمي والبحثي. ويضم الركن مجموعة متنوعة من الكتب والإصدارات الثقافية والتعليمية في مجالات: الأدب واللغة، والتاريخ، والعلوم، والإعلام، والفنون، والعلوم الإسلامية، والجغرافيا، والبيئة.
وفي السياق ذاته، أقام المتحف الوطني -من خلال مركز التعلم- برنامجًا ثقافيًا بمشاركة (180) طالبًا من مدارس محافظة مسقط؛ بهدف تعريف الطلبة العُمانيين بالأدب الروسي عبر عرض مختارات أدبية وفنية تجسّد عمق اللغة والثقافة الروسية؛ بهدف توسيع آفاقهم الثقافية والمعرفية.
وتضمّن البرنامج سلسلةً من العروض الفنية والمسرحيات القصيرة المستوحاة من أعمال الكاتب الروسي الشهير أنطون تشيخوف، أحد أبرز كُتّاب المسرح في العالم، والذي تُرجمت أعماله إلى أكثر من مائة لغة، كما شمل البرنامج عرضًا شعريًا وموسيقيًا مميزًا عن الشاعر سيرجي يسينين، بعنوان: "شعر يسينين: رسالة من العالم الروسي إلى البشرية جمعاء"، حيث يُسلّط الضوء على القيم الإنسانية العالمية التي لا تزال تحظى بصدى واسع حتى اليوم.
وتضمّن البرنامج كذلك حلقات عملٍ متخصصة للتعريف بالحرف اليدوية والفنون التقليدية، تحت عنوان "تراث أجدادنا"، ومنها صناعة "الماتروشكا" - وهي أحد رموز روسيا الاتحادية - وسجاد بزخارف شيشانية تقليدية، كما اشتمل البرنامج على معرض للفنون الزخرفية والتطبيقية بعنوان "قوس قزح الحِرَف"، عُرض فيه أكثر من خمسين قطعةً فنية تعبّر عن التنوع الثقافي والفني لروسيا الاتحادية.