حذرت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، من أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه، "تصعيد خطير يرقى لتطهير عرقي منهجي" لفلسطينيي القطاع، ويمثل "جريمة حرب".

وقالت المنظمة الحقوقية في بيان، الأربعاء، إنه "في حال نُفِّذ تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 4 فبراير/ شباط 2025 بشأن سيطرة بلاده على قطاع غزة ووجوب نزوح السكان الفلسطينيين منه، فإن ذلك سيرقى إلى تصعيد خطير للنزوح القسري والتطهير العرقي بحق الفلسطينيين في غزة".

وذكّرت المنظمة بأن "القانون الإنساني الدولي يحظر التهجير القسري الدائم لسكان الأراضي المحتلة، ويرقى إلى جريمة حرب عندما يُنفّذ بقصد إجرامي. وإذا نُفّذ التهجير القسري ضمن هجوم واسع أو منهجي ضد سكان مدنيين بطريقة تعكس سياسة دولة، فهو يشكل جريمة ضد الإنسانية".

ونقل البيان عن لما فقيه، مديرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في هيومن رايتس ووتش، قولها، إن "الدمار الشديد في غزة يعكس سياسة إسرائيلية مدروسة لجعل أجزاء من القطاع غير صالحة للعيش".

وأضافت فقيه: "اقترح ترامب تهجير الفلسطينيين على نطاق أوسع والسيطرة على غزة كسياسة أمريكية محتملة في ضوء الدمار هناك، بينما كان يقف إلى جانب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ، الذي تتحمل حكومته مسؤولية هذه السياسة وهو مطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم وحشية".

وأكدت أن ذلك "سيحوّل الولايات المتحدة من متواطئة في جرائم الحرب إلى ارتكاب الفظائع مباشرة".

وأشارت إلى أنه "منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تسببت السلطات الإسرائيلية في التهجير القسري الجماعي المتعمد بحق المدنيين الفلسطينيين في غزة، وبعضهم لأكثر من مرة. وأعلن مسؤولون إسرائيليون كبار عن نيتهم ​​تهجير السكان الفلسطينيين من غزة".

وقالت إنها "وجدت أنه لا يوجد مبرر معقول للتهجير القسري وأنه كان متعمدا، فضلا عن كونه واسع النطاق ومنهجيا وجزءا من سياسة الدولة (إسرائيل)، ويرقى إلى جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، ويرقى إلى تطهير عرقي على الأقل في أجزاء من القطاع".

كما بيّنت أن "السلطات الإسرائيلية عمدت إلى خلق ظروف معيشية محسوبة لتدمير جزء من السكان الفلسطينيين في غزة بسبلٍ منها حرمانهم عمدًا من الغذاء والماء وباقي المستلزمات الكفيلة ببقائهم، ما يشكل الجريمة ضد الإنسانية المتمثلة في الإبادة، وأفعال الإبادة الجماعية".

ولفتت إلى أن "توفير إدارة (الرئيس الأمريكي السابق جو) بايدن الأسلحة لإسرائيل، والتي استُخدمت مرارا في ارتكاب جرائم حرب مفترضة، تسبب في تواطؤ الولايات المتحدة في الاستخدام غير القانوني لتلك الأسلحة".

وأشارت إلى أن "تصريحات ترامب بشأن غزة رُفضت على نطاق واسع، ليس فقط من الدول المجاورة للقطاع، مثل مصر والأردن، بل أيضا من قبل حكومات عديدة أخرى، مثل ألمانيا وأستراليا وإيرلندا وبريطانيا والبرازيل والصين وروسيا، وكذلك مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان".

وأكدت أن "على الحكومات الإجماع على التعبير بوضوح عن معارضتها القوية لدعوة ترامب إلى التهجير القسري في غزة والعمل على تجنب المزيد من الفظائع ضد الشعب الفلسطيني".

ومساء الثلاثاء، كشف ترامب بمؤتمر صحفي جمعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، عزم بلاده الاستيلاء على غزة بعد تهجير كامل سكانه من الفلسطينيين إلى دول أخرى.

ولم يستبعد ترامب إمكانية نشر قوات أمريكية لدعم إعادة إعمار غزة، متوقعا أن تكون للولايات المتحدة "ملكية طويلة الأمد" في القطاع الفلسطيني.

والأربعاء، أعلنت السعودية والإمارات والأردن ومصر وسلطنة عمان، فضلا عن فلسطين، وجامعة الدول العربية والبرلمان العربي ومجلس التعاون الخليجي وجماعة الحوثي اليمنية، رفض خطط ترامب، فيما لاقت إشادة وامتنانا واسعين على المستوى السياسي بإسرائيل، بما يشمل مختلف التوجهات.

وفي أوروبا، أعربت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإسبانيا وبولندا وسلوفينيا وإسكتلندا وبلجيكا وسويسرا، الأربعاء، عن رفضها القاطع لمخططات ترامب، محذرة من أن ذلك يشكل "انتهاكا خطيرا للقانون الإنساني الدولي" وقد يؤجج الكراهية والاضطرابات بالشرق الأوسط.

كما أكدت هذه الدول على ضرورة الدفع نحو تنفيذ حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية) كسبيل وحيد لإنهاء الصراع وتحقيق السلام بالمنطقة.

ومنذ 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، يروج ترامب لمخطط نقل فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذي رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى، ومنظمات إقليمية ودولية.

وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 159 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين ماليزيا تعارض بشدة أي خطة لإعادة توطين الغزيين بالقوة أبو ردينة: موقف عربي حاسم قريبا رفضا لخطط ترامب تسليم مصلحة مياه بلديات الساحل فلاتر لتحلية مياه البحر الأكثر قراءة كتائب القسام تنعى 5 من عناصرها بالضفة الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة جنين ومخيمها لليوم العاشر الاحتلال يستعد لتضييق الخناق لمنع الاحتفالات بتحرير الأسرى خطبة عن فضل شهر شعبان 1446 عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: التهجیر القسری جریمة حرب فی غزة

إقرأ أيضاً:

سموتريتش وقرعي يدعوان للتصعيد بغزة وتعزيز التهجير بعد الحرب مع إيران

دعا وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الثلاثاء، إلى التصعيد "بقوة" في قطاع غزة بعد الحرب مع إيران، بينما حث وزير الاتصالات شلومو قرعي على تعزيز تهجير الفلسطينيين من القطاع.

 

جاء ذلك تعليقا على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صباح الثلاثاء، التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.

 

ومنذ 13 يونيو/ حزيران تستهدف إسرائيل - بدعم أمريكي - منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين بإيران، بينما ترد الأخيرة بضرب مقرات عسكرية واستخباراتية إسرائيلية بصواريخ بالستية وطائرات مسيّرة، ما خلف قتلى وجرحى لدى الجانبين.

 

وفي إشارة إلى مقتل 5 إسرائيليين بسقوط صاروخ إيراني على "بئر السبع" صباح الثلاثاء، قال سموتريتش: "لا شك أن هذا الصباح يحمل في طياته مرارة، ولكن مع كل هذا الحزن، فإن الحقيقة هي أننا حققنا نصرًا ساحقًا في المعركة ضد إيران".

 

وأضاف زاعما في منشور على منصة "إكس": "أزلنا تهديدًا وجوديًا مباشرًا على إسرائيل، وألحقنا أضرارًا بالغة بنظام آية الله الإيراني، بما في ذلك تدمير عشرات الأهداف في طهران الليلة".

 

وتابع: "الآن، بكل قوتنا إلى غزة، لإتمام المهمة - القضاء على حماس وإعادة رهائننا (المحتجزين الإسرائيليين)".

 

ومن جانبه، قال قرعي في منشور على منصة "إكس": "أوفى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بالتعاون التاريخي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بوعده بمنع إيران من امتلاك أسلحةٍ نووية، وضمن بذلك خلود إسرائيل" وفق تعبيره.

 

وأضاف: "ما كان كل هذا ليتحقق لولا روح وعزيمة شعبنا، ولولا بطولة جنودنا في الجو والبحر والبر".

 

وأردف: "لم تنتهِ المهمة في غزة بعد، وهذه هي المهمة الرئيسية الآن: القضاء على حماس، وإعادة المختطفين (المحتجزين الإسرائيليين)، وتعزيز برنامج الهجرة (تهجير الفلسطينيين من القطاع)".

 

ومثل كثير من وزراء اليمين المتطرف، ظل قرعي يدعو مرارا إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، معتبرا ذلك "الحل الحقيقي" لمشكلة القطاع بالنسبة لإسرائيل.

 

وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 187 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.


مقالات مشابهة

  • رايتس ووتش: تصاعد خطير للعنف والانتهاكات يدفع مليون هايتيّ للنزوح
  • الأمم المتحدة: الأرقام لا تكذب وقتل الفلسطينيين أثناء انتظار المساعدات غير مقبول
  • "جريمة حرب".. الأمم المتحدة تدين استخدام الغذاء كسلاح في غزة
  • تقرير: الأمم المتحدة تدين استخدام الغذاء كسلاح في غزة وتعتبره جريمة حرب
  • الأمم المتحدة: استخدام الغذاء كسلاح في غزة جريمة حرب
  • مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: استخدام الغذاء كسلاح ضد المدنيين في غزة جريمة حرب
  • الأمم المتحدة تدين استخدام الغذاء كسلاح في غزة وتعتبره “جريمة حرب”
  • لافروف يتهم إسرائيل بارتكاب جريمة الاغتيال السياسي في إيران
  • سموتريتش وقرعي يدعوان للتصعيد بغزة وتعزيز التهجير بعد الحرب مع إيران
  • الأمم المتحدة: غزة تشهد مذبحة وتهجير قسري لمحو حياة الفلسطينيين