التعريفات الجمركية الأمريكية تهدد مستقبل الأزياء السريعة.. ولكن هل ستفيد البيئة؟
تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT
تثير التعريفات الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على المنتجات المصنوعة في الصين تساؤلات حول مستقبل صناعة الأزياء السريعة في الولايات المتحدة، وسط توقعات بارتفاع الأسعار وزيادة القيود على استيراد الملابس منخفضة التكلفة.
إنّ إنتاج اللملابس والإكسسوارات المستوحاة من أحدث صيحات الموضة بسرعة وكميات هائلة، يجعلها متاحة بأسعار منخفضة.
فرضت إدارة ترامب تعريفات إضافية بنسبة 10% على جميع السلع الصينية الواردة إلى الولايات المتحدة، والتي دخلت حيز التنفيذ الثلاثاء. ومن المتوقع أن تؤدي هذه الخطوة إلى رفع أسعار العديد من المنتجات الرخيصة، بما في ذلك الملابس التي تباع عبر منصات التسوق الإلكتروني مثل Shein وTemu.
ويأتي هذا القرار بعد أن أنهت الإدارة الأمريكية إعفاءً تجاريًا كان يسمح بدخول السلع التي تقل قيمتها عن 800 دولار إلى الولايات المتحدة دون رسوم جمركية، وهي سياسة استفاد منها تجار الملابس منخفضة التكلفة لتجنب الضرائب.
وقد أدى هذا التغيير إلى إخضاع شحنات شركات الأزياء السريعة الصينية للرسوم الجديدة، مما قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار أو تباطؤ عمليات الشحن نتيجة الإجراءات الجمركية الإضافية. وبحسب المحلل يوسف سكوالي، فإن الغالبية العظمى من الطلبيات على هذه المنصات تقل قيمتها عن 800 دولار، ما يعني أن جميعها تقريبًا ستتأثر بالتعريفات الجديدة.
الأزياء السريعة والتلوث البيئيتمثل صناعة الأزياء السريعة أحد أكبر الملوثات البيئية، إذ تتسبب في انبعاث كميات هائلة من الغازات الدفيئة وتستهلك موارد ضخمة من المياه والطاقة. فعلى سبيل المثال، يتطلب إنتاج قميص قطني واحد نحو 2650 لترًا من المياه، بينما يحتاج إنتاج بنطلون جينز إلى ما يقارب 7570 لترًا، وفقًا لموقع بيزنس إنسايدر.
ويقدر العلماء أن قطاع المنسوجات مسؤول عن 1.2 مليار طن من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري سنويًا، وهو ما يتجاوز إجمالي الانبعاثات السنوية للاتحاد الأوروبي. كما يتوقع أن تستحوذ صناعة الأزياء على 25% من ميزانية الكربون العالمية بحلول عام 2050، مما يبرز التحديات البيئية الضخمة التي تفرضها هذه الصناعة.
علاوة على ذلك، تساهم الملابس الرخيصة في تعزيز ثقافة الاستهلاك السريع والتخلص من الملابس، حيث يستهلك العالم نحو 80 مليار قطعة جديدة سنويًا، أي أكثر بأربعة أضعاف مما كان عليه قبل عقدين. ومع ذلك، لا تتم إعادة تدوير سوى 12% من المنسوجات عالميًا، بينما يعاد تدوير 1% فقط من الملابس المستهلكة إلى ملابس جديدة، فيما يستخدم معظمها لصناعة مواد منخفضة القيمة.
هل ستحد التعريفات الجمركية من إنتاج الأزياء السريعة؟يرى يوزاس كازيوكيناس، مؤسس شركة "Marketplace Pulse"، أن الزيادات في الأسعار على منصات مثل Shein وTemu ستكون "طفيفة جدًا"، ما يعني أن تأثير التعريفات الجمركية على صناعة الأزياء السريعة قد يكون محدودًا. ومع ذلك، يتوقع أن تتسبب القواعد الجديدة في تأخير عمليات الشحن بسبب الإجراءات الجمركية.
أما ميج بيري، الباحثة في مركز "المائدة المستديرة للأزياء" المتخصص في السياسات البيئية، فتشكك في جدوى هذه التعريفات، قائلة إن العلامات التجارية الكبرى للأزياء السريعة قادرة على استيعاب هذه التكاليف بسهولة، بينما ستتضرر العلامات التجارية الأصغر التي قد تضطر إلى تغيير هيكل الإنتاج عبر تنويع مصادر المواد الأولية من دول مختلفة.
Relatedشاهد: عندما تنافس القطط والكلاب عارضات الأزياءدور الأزياء العالمية تُغازل أسواق الخليج بطرح تشكيلة خاصة بشهر رمضان هل سيحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في عالم تصميم الأزياء؟وتحذر بيري من أن هذه التعريفات قد تؤدي إلى تأثير عكسي على البيئة، حيث يمكن أن تدفع الشركات إلى إعادة هيكلة سلاسل التوريد بطرق تزيد من انبعاثات الكربون.
وعلى الجانب الآخر، ترى لوسي تمام، المديرة الإبداعية لعلامة الأزياء المستدامة "تمام"، أن هذه الإجراءات قد تكون خطوة إيجابية، حيث ستقلل من الفجوة الأسعار بين الملابس الرخيصة ذات الجودة المنخفضة وتلك المستدامة المصنوعة محليًا. وتضيف أن ارتفاع الأسعار قد يدفع المستهلكين إلى التفكير مرتين قبل شراء الملابس الرخيصة التي غالبًا ما تكون قصيرة العمر.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية متطوعون بأزياء الأبطال الخارقين ينشرون الفرح بين الأطفال المرضى بالسرطان في مستشفى بريشتينا بكوسوفو ميت غالا.. ولكن هذه المرة للكلاب: أزياء الحيوانات الأليفة توائم ملابس المشاهير هل تخلت ماركة الأزياء "ديور" عن بيلا حديد واستبدلتها بعارضة إسرائيلية بسبب تضامنها مع غزة؟ دونالد ترامبموارد مائيةالصينالولايات المتحدة الأمريكيةالرسوم الجمركيةأزياءالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل قطاع غزة دونالد ترامب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس ضحايا إسرائيل قطاع غزة دونالد ترامب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس ضحايا دونالد ترامب موارد مائية الصين الولايات المتحدة الأمريكية الرسوم الجمركية أزياء إسرائيل قطاع غزة دونالد ترامب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس ضحايا روسيا إطلاق سراح اليابان شرطة الحرب في أوكرانيا حزب الله التعریفات الجمرکیة صناعة الأزیاء یعرض الآنNext
إقرأ أيضاً:
على الخريطة.. مواقع الضربات الأمريكية التي دمرت تماما أبرز منشآت نووية
(CNN)-- أعلن الرئيس دونالد ترامب، فجر الأحد، أن الولايات المتحدة قصفت ثلاثة مواقع نووية رئيسية في إيران و"دمرتها تماما" على حد تعبيره، وهذه المواقع هي فوردو وأصفهان ونطنز، التي تُعدّ جوهر طموحات إيران النووية.
فيما يلي ما نعرفه عن هذه المنشآت الثلاث:
نطنز: يُعتبر هذا المجمع النووي، الواقع على بُعد حوالي 250 كيلومترًا (150 ميلًا) جنوب العاصمة طهران، أكبر منشأة لتخصيب اليورانيوم في إيران.
يقول المحللون إنه يُستخدم لتطوير وتجميع أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم، وهي تقنية أساسية لتحويل اليورانيوم إلى وقود نووي.
تضم نطنز ستة مبانٍ فوق الأرض وثلاثة مبانٍ تحت الأرض، اثنان منها قادران على استيعاب 50 ألف جهاز طرد مركزي، وفقًا لمنظمة مبادرة التهديد النووي (NTI) غير الربحية.
وفقًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية، كانت إيران تُخصب اليورانيوم بنسبة نقاء تصل إلى 60% في مفاعلها التجريبي لتخصيب الوقود فوق الأرض. ويُخصب اليورانيوم المستخدم في صنع الأسلحة بنسبة نقاء تصل إلى 90%.
فوردو: لا يزال الكثير مجهولًا حول الحجم الكامل وطبيعة هذه المنشأة، الواقعة بالقرب من مدينة قم المقدسة والمدفونة في أعماق مجموعة من الجبال. يأتي جزء كبير مما نعرفه من مجموعة من الوثائق الإيرانية التي سرقتها المخابرات الإسرائيلية قبل سنوات.
تقع القاعات الرئيسية على عمق يتراوح بين 80 و90 مترًا (حوالي 262 إلى 295 قدمًا) تحت الأرض. وقد ذكر مسؤولون إسرائيليون وتقارير مستقلة سابقًا أن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي تمتلك هذا النوع من القنابل اللازمة لضرب هذا العمق.
أشارت تقارير حديثة للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أن إيران زادت إنتاج اليورانيوم المخصب إلى مستوى 60% في منشأة فوردو. ويحتوي المرفق الآن على 2700 جهاز طرد مركزي، وفقًا للخبراء والوكالة الدولية للطاقة الذرية.
أصفهان: تقع أصفهان في وسط إيران، وهي موطن أكبر مجمع للأبحاث النووية في البلاد.
بُنيت المنشأة بدعم من الصين وافتُتحت عام 1984، وفقًا لمبادرة التهديد النووي. ووفقًا للمبادرة، يعمل في أصفهان 3,000 عالم، ويُشتبه في أن الموقع "يُمثل مركزًا" للبرنامج النووي الإيراني.
وتدير إيران "ثلاثة مفاعلات بحثية صغيرة مقدمة من الصين"، فضلاً عن "منشأة تحويل، ومصنع لإنتاج الوقود، ومصنع لتكسية الزركونيوم، ومرافق ومختبرات أخرى"، بحسب مبادرة التهديد النووي.
إليكم الخريطة أعلاه لمواقع الغارات الأمريكية على مواقع نووية في إيران.
أمريكاإسرائيلإيرانانفوجرافيكنشر الأحد، 22 يونيو / حزيران 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.