هل ينسحب الاحتلال من محور فيلادلفيا أم يكرر سيناريو جنوب لبنان؟
تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT
تثار تساؤلات بشأن إمكانية انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من محور فيلادلفيا الحدودي بين قطاع غزة ومصر، بعد الانسحاب الإسرائيلي من محور نتساريم الذي كان يفصل شمالي القطاع عن وسطه وجنوبه.
ولم يستبعد الخبير العسكري العميد المتقاعد إلياس حنا أن يماطل جيش الاحتلال في مسألة الانسحاب من فيلادلفيا، في ظل الحديث الإسرائيلي عن تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، التي بدأت في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، وتمتد 42 يوما.
واستدل حنا -في حديثه للجزيرة- بمماطلة إسرائيل في تنفيذ البرتوكول الإنساني ضمن المرحلة الأولى، وتلكؤها بإدخال الأنواع والكميات المطلوبة من مستلزمات الإيواء العاجل للنازحين في شمال قطاع غزة.
وأشار إلى الرسائل التي يبعثها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بين فترة وأخرى، ومفادها أن "الجيش سيبقي في فيلادلفيا إذا استلمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المحور بعد الانسحاب"، لافتا إلى أن نتنياهو يعتبر الأمر مسألة "أمن قومي بالنسبة له".
وصباح اليوم الأحد، أكمل جيش الاحتلال انسحابه من محور نتساريم في إطار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وبحسب القناة الـ13 الإسرائيلية الخاصة، فإنه بعد الانسحاب من نتساريم سيبقى الجيش الإسرائيلي على محور فيلادلفيا (يفترض الانسحاب منه في اليوم الـ50 للاتفاق)، والمنطقة العازلة (أقامها على طول الحدود مع قطاع غزة) حتى نهاية المرحلة الأولى من الصفقة.
إعلانوفي يونيو/حزيران 2024، أعلن جيش الاحتلال سيطرته بالكامل على محور فيلادلفيا، من معبر كرم أبو سالم جنوبا إلى شاطئ البحر المتوسط شمالا، بعد نحو شهر من بدء العملية العسكرية في مدينة رفح الحدودية مع مصر.
وبشأن إمكانية تكرار سيناريو جنوب لبنان بتمديد جيش الاحتلال بقاءه في بعض المناطق، أشار الخبير العسكري إلى أن إسرائيل تتحكم فعليا بالواقع الميداني، ولا تزال تماطل في هذا الصدد.
وفي 27 يناير/كانون الثاني الماضي، أعلن البيت الأبيض تمديد ترتيبات اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل حتى 18 فبراير/شباط الجاري، مما منح إسرائيل مهلة إضافية لإكمال انسحاب قواتها من جنوب لبنان، بدل الموعد الذي كان محددا في أواخر الشهر الماضي.
وبدأ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 وقف لإطلاق النار أنهى قصفا متبادلا بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله بدأ في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول الماضي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات محور فیلادلفیا جیش الاحتلال من محور محور فی
إقرأ أيضاً:
تل أبيب تحت النار.. الصواريخ والمسيّرات الايرانية تشكف هشاشة الردع الإسرائيلي
14 يونيو، 2025
بغداد/المسلة: تمضي المواجهة بين إيران وإسرائيل نحو أفقٍ غير محسوم، بينما تتكشّف ملامح “تعادل استراتيجي” مرهق للطرفين، لا يخلو من مخاطر الانزلاق إلى مواجهة إقليمية أشمل.
وتتوالى الضربات المتبادلة منذ فجر السبت، حين أعلنت تل أبيب تنفيذ هجمات جوية على أكثر من مئة هدف إيراني، من بينها منشآت في تبريز وهمدان وأصفهان، بما يشمل منشآت بحثية ومنشآت إنتاج اليورانيوم المعدني. وردّت طهران بإسقاط مسيّرات إسرائيلية في سلماس، قبل أن تطلق موجة من الصواريخ والطائرات المسيّرة ضمن ما سمّته “الوعد الصادق 3″، مستهدفة العمق الإسرائيلي.
وانكشفت هشاشة الجبهة الداخلية في إسرائيل مجدداً، بعدما سقطت صواريخ إيرانية على تل أبيب وأشدود، وأُعلن عن قتيلين وعشرات المصابين رغم فاعلية منظومة القبة الحديدية.
وتجاوزت طهران بذلك حدود الحرب الرمزية، لتفرض معادلة ردع بالصواريخ لا يمكن الاستهانة بها، خصوصاً في ظل قدراتها على الإطلاق من مواقع متعددة ومتفرقة.
واستعرضت إسرائيل في المقابل تفوقها الجوي، بعدما استخدمت أكثر من مئتي طائرة مقاتلة في سلسلة غارات منسقة هدفت إلى ضرب مواقع حيوية، في مقدمتها البنية التحتية النووية في أصفهان، إلا أن نتائج الضربات تبقى غير محسومة في ظل تعذر الحصول على معلومات مؤكدة عن حجم الأضرار تحت الأرض.
وتعاني إسرائيل من تآكل في القدرات العسكرية على خلفية حرب مستمرة منذ أكثر من عامين في غزة، إضافة إلى جبهات مشتعلة في جنوب لبنان والضفة الغربية وسوريا، ما جعل قدرتها على خوض حرب طويلة محل تشكيك، خاصة مع تعاظم الأكلاف الاقتصادية وارتفاع أسعار النفط إلى أكثر من 90 دولاراً للبرميل، وانخفاض قيمة الشيكل في الأسواق العالمية.
وتعزّز إيران موقعها في هذه المعادلة عبر تصنيع مستمر للصواريخ والطائرات المسيّرة، وبتسويقها لتلك القدرات لدى حلفاء دوليين كروسيا.
وتحتفظ طهران بخبرة طويلة في إدارة المواجهات غير المتكافئة، عبر الحروب غير المتماثلة وضربات الاستنزاف، ما يجعلها في وضع يمكنها من الصمود، ولو جزئياً، في حال طالت الحرب.
وتتعقّد فرص التهدئة، بعدما علّقت إيران مفاوضاتها غير المباشرة مع الولايات المتحدة في مسقط، على خلفية الغارات الأخيرة، في وقتٍ تلوح فيه مؤشرات على تراجع الحماسة الأوروبية لمواصلة الدعم العسكري المفتوح لإسرائيل دون سقف زمني أو رؤية سياسية واضحة.
وتبدو واشنطن أمام مأزق مزدوج: دعم لا يمكن التراجع عنه لحليفها الإسرائيلي، يقابله تصعيد إيراني قد يجر المنطقة إلى انفجار واسع يهدد أمن الملاحة في الخليج ويقوّض مصالحها الاقتصادية والعسكرية في الشرق الأوسط.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts