عربي21:
2025-06-18@05:45:35 GMT

الثلاثة الكبار في فن الكوميديا

تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT

ثلاثة فنانين كبار يدين لهم فن الكوميديا، ألا وهم نجيب الريحاني، وإسماعيل ياسين، وفؤاد المهندس.

وهنا السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: لماذا أولا نجيب الريحاني؟ لمجموعة عوامل، لعل أهمها أنه وضع أسس وقواعد للمسرح الكوميدي، كانت الأساس الذي بنى عليه كل من جاء بعده.

أما العامل الثاني فهو تطور مدرسة الأداء لدي نجيب الريحاني، فمن يتعمق في أعماله السينمائية، يجد مسحة أداء طبيعي كانت تعد سابقة لعصرها، إذ كان التمثيل المتعارف عليه هو المبالغة تعبيرا في الإماءة واللفتة والحركة وتعبير الوجه.



أما العامل الثالث فهو طبيعية الأداء الكوميدي، وهنا تظهر عبقرية الريحاني، فهو ينتزع منك الضحك دونما أي افتعال أو تقعير بل ببساطة وطبيعية مبهرة.

إسماعيل ياسين هو الفنان الوحيد الذي قدم الكوميديا بثبات النمط وتكرار التعبير، وبرغم كل هذا فقد سكن إسماعيل ياسين قلوب الجماهير في السينما والمسرح، وأيضا في فن المونولوج، ولقد حاول الكثيرون تقليده، ولكنهم فشلوا فشلا ذريعا، ولم ينعموا بنجاح ياسين.

وكالعادة، كوّن إسماعيل ياسين فرقة مسرحية خاصة مع صديق عمره أبو السعود الإبياري وقدما من خلال تلك الفرقة أجمل الأعمال الكوميدية، بل إن إسماعيل ياسين هو النجم الوحيد التي أُنتجت أفلام باسمه مثل إسماعيل ياسين في الأسطول، وإسماعيل ياسين في الجيش.. إلخ.. إلخ.

ولقوة نجاح إسماعيل ياسين، كانت فرقته تضم محمود المليجي وعبد الفتاح القصري وحسن فايق وغيرهم.

الثالث هو الأستاذ بلا منازع، الكبير فؤاد المهندس، ومما لا شك فيه أن المهندس، رغم أنه يرى نفسه امتدادا للريحاني ويعتز بأستاذيته، إنما نقديا فقط شكل المهندس بأفكاره الجريئة وإبداعه والمناخ الذي أتاح له الفرصة يعد نقلة جديدة في المسرح المصري والسينما على حد سواء، فكما كان الريحاني وإسماعيل ياسين أبناء النظام الملكي بامتياز، كان فؤاد المهندس ابن حركة يوليو بامتياز، وفد أفرزت حركة يوليو قوتها الناعمة التي شكلت كوادرها الحركة الفنية بمصر، وكان من أولى كوادرها فؤاد المهندس بفن الكوميديا، وانضمت إليه شويكار فيما بعد ليكونا من أنجح ثنائيات الفن، وينطلقا إلى سماء النجومية.

إذن كانت حركة يوليو هي الأرض الخصبة التي بزغ نجم فؤاد المهندس في سمائها، إضافة إلى اختيار موضوعاته التي تهتم بالطبقة الوسطى، وهي الطبقة السائدة وقت ذاك، فكان النجاح حليفه لا محالة.

هذه هي الأرضية الاجتماعية والسياسية التي انطلق منها فؤاد المهندس، متسلحا بفنه وموهبته اللتين لفتتا نظر الجمهور العريض، فقد أضاف فؤاد مسحة أمريكية وإيطالية دونما إخلال بالنكهة المصرية، فاستحسن الجمهور المصري ذلك.

فعلى سبيل المثال، ابتكر شخصية مستر إكس في فليميه؛ أخطر رجل في العالم، وعودة أخطر رجل في العالم.

وكذلك قدم النقد الاجتماعي في فيلمه المهم أرض النفاق ليوسف السباعي، سيناريو وحوار سعد الدين وهبة، وإخراج فطين عبد الوهاب، بل وعمل على تطوير فن الكوميديا في مجموع أفلامه مثل فيلم سفاح النساء، أنت اللي قتلت بابايا، شنبو في المصيدة، والعتبة جزاز، وغيرها، ولعل إضافات فؤاد المهندس في الفيلم الكوميدي قد نتناولها بالتفصيل في مقالة أخرى.

وإذا كان الأستاذ يقلل من قيمة إضافاته الكوميدية في السينما المصرية، لكننا ندركها ونقدرها ونحتفي بها.

على أية حال، هذه مقالة بسيطة تشير إلى الثلاثة الكبار وتشكل فن الكوميديا في سينماهم، ومسرحهم بالطبع، ونرسل لهم تحية من القلب على الذي منحه فنهم الكثير من البهجة والشباب.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الكوميدي التمثيل المصري مصر كوميدي فن تمثيل مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة أفكار سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إسماعیل یاسین فؤاد المهندس

إقرأ أيضاً:

الثلاثاء الحمراء ذكرى فلسطينية وفاء لشهداء ثورة البراق

الثلاثاء الحمراء ذكرى يحييها الفلسطينيون في 17 يونيو/حزيران من كل عام استذكارا لشهداء ثورة البراق الذين أعدمتهم سلطات الانتداب البريطاني في اليوم نفسه من عام 1930 بسجن القلعة في مدينة عكا، وهم: عطا الزير وفؤاد حجازي ومحمد جمجوم.

ومنذ ذلك التاريخ يحيي الفلسطينيون داخل فلسطين وخارجها هذه الذكرى ويتغنون ببطولات شهدائها، كونها تشكل جزءا أصيلا من ذاكرتهم الثورية، ونقطة بارزة في تاريخهم وإيمانهم بعدالة قضيتهم.

دفاع عن حائط البراق

بدأت قصة الشهداء الثلاثة عندما اعتقلت الشرطة البريطانية مجموعة من الشبان الفلسطينيين إثر اندلاع ثورة البراق على خلفية تنظيم مجموعة من اليهود مظاهرة ضخمة يوم 14 أغسطس/آب 1929 بمناسبة ما سموه "ذكرى تدمير هيكل سليمان"، أتبعوها في اليوم التالي بمظاهرة كبيرة في شوارع القدس حتى وصلوا إلى حائط البراق، وهناك أخذوا يرددون النشيد القومي الصهيوني ويشتمون المسلمين.

وكان اليوم التالي ذكرى المولد النبوي الشريف، مما دفع الفلسطينيين للتوافد إلى منطقة حائط البراق للدفاع عنه، فوقعت صدامات عمت معظم فلسطين.

على خلفية ذلك حمّلت سلطات الانتداب البريطاني المواطنين العرب في فلسطين المسؤولية الرئيسية عما حدث، وشنّت حملة اعتقالات واسعة استهدفت 900 فلسطيني ممن شاركوا في الدفاع عن حائط البراق، فضلا عن المناهضين للانتداب البريطاني والهجرة الصهيونية إلى فلسطين.

وأصدرت السلطات البريطانية أحكاما بالإعدام شنقا على 27 من المعتقلين، لكنها أمام الضغط الشديد الذي مارسه الرأي العام العربي في فلسطين خففت الحكم على 24 منهم إلى السجن المؤبد، وأبقت على حكم الإعدام بحق 3 شبان، وهم: محمد جمجوم وعطا الزير من مدينة الخليل وفؤاد حجازي من مدينة صفد، بعد اتهامهم بقتل يهود في ثورة البراق، وقد نفذت الحكم يوم 17 يونيو/حزيران 1930، رغم الاستنكارات والاحتجاجات العربية.

وتقول المؤرخة رنا بركات إن تلك الإعدامات سعت إلى زرع الخوف في قلوب الفلسطينيين العرب، وتكميم حركتهم الاحتجاجية المتعاظمة، لكنها فشلت في ذلك.

الرسالة الأخيرة

تحتفظ السجلات والوثائق التاريخية برسالة موقعة بأسماء شهداء "الثلاثاء الحمراء"، سمح لهم بكتابتها في اليوم السابق لموعد الإعدام، وجاء فيها "الآن ونحن على أبواب الأبدية، مقدمين أرواحنا فداء للوطن المقدس، لفلسطين العزيزة، نتوجه بالرجاء إلى جميع الفلسطينيين، ألا تنسى دماؤنا المهراقة وأرواحنا التي سترفرف في سماء هذه البلاد المحبوبة".

إعلان

وكتب الشهداء "نتذكر أننا قدمنا عن طيب خاطر، أنفسنا وجماجمنا لتكون أساسا لبناء استقلال أمتنا وحريتها، وأن تبقى الأمة مثابرة على اتحادها وجهادها في سبيل خلاص فلسطين من الأعداء، وأن تحتفظ بأراضيها فلا تبيع للأعداء منها شبرا واحدا، وألا تهون عزيمتها وألا يضعفها التهديد والوعيد، وأن تكافح حتى تنال الظفر".

وأضاف الشهداء في رسائلهم "لنا في آخر حياتنا رجاء إلى ملوك وأمراء العرب والمسلمين في أنحاء المعمورة، ألا يثقوا بالأجانب وسياستهم وليعلموا ما قال الشاعر بهذا المعنى: ويروغ منك كما يروغ الثعلب".

وأثناء تنفيذ حكم الإعدام، زاحم محمد جمجوم رفيقيه ليأخذ دورهم في الإعدام غير آبه؛ وكان له ما أراد؛ أما عطا الزير فطالب بإعدامه دون قيود؛ إلا أنه قوبل بالرفض؛ فحطم قيده وتقدم نحو المشنقة رافعا رأسه.

سبب تسمية "الثلاثاء الحمراء"

يعود أصل التسمية بـ"الثلاثاء الحمراء"، إلى وقت تنفيذ الإعدام بحق الشبان الثلاثة، فقد أعدموا يوم الثلاثاء، وكانوا 3، وشنقوا في 3 ساعات متتالية: الساعة 8 فؤاد حجازي، والساعة 9 عطا الزير، والساعة 10 محمد جمجوم، فكان ذلك اليوم يوما حزينا وخالدا في تاريخ فلسطين.

وفور تنفيذ الحكم أضرب السكان العرب في فلسطين، وتظاهروا في الشوارع وهم يلبسون الشارات السوداء حدادا على شهدائهم الثلاثة، الذين استقبلوا الموت بشجاعة وإيمان كبير بعدالة قضيتهم.

الأبطال الثلاثة فؤاد حجازي

ولد فؤاد حسن حجازي في مدينة صفد في شمال فلسطين المحتلة عام 1904. درس الابتدائية في مدرسة الجامع الأحمر في مسقط رأسه ثم الثانوية في الكلية الإسكتلندية، وعمل بعد ذلك في مصلحة الصحة بصفد.

وعرف حجازي منذ صغره بشجاعته وحبه لوطنه، وشارك مشاركة فعالة في ثورة البراق، وكان أصغر الشهداء الثلاثة سنا.

عطا الزير

ولد عطا أحمد الزير في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة عام 1895، وعمل في الزراعة وعرفت عنه جرأته وقوته الجسدية منذ طفولته.

وشارك الزير في المظاهرات التي شهدتها مدينة الخليل احتجاجا على الهجرة اليهودية إلى فلسطين، ورفضا للانتداب البريطاني.

محمد جمجوم

ولد محمد خليل جمجوم في مدينة الخليل جنوب الضفة المحتلة عام 1902، وتلقى تعليمه في مدارسها. فيما أكمل دراسته الجامعية في الجامعة الأميركية في بيروت.

عرف عنه معارضته للصهيونية والانتداب البريطاني منذ صغره، وشارك في مقاومة المحتل، وكان يتقدم مظاهرات مدينة الخليل في ثورة البراق.

وفي الحديث الأخير لجمجوم مع والدته حين رآها تبكي، قال لها: "ولماذا تبكين يا أماه؟ أتبكين علي لأنني أريد أن أموت شهيدا؟ زغردي يا أماه، زغردي، لأن هذا اليوم هو يوم عرسي".

المناهج الدراسية في خمسينيات القرن الـ20 خلدت ذكر الشهداء الثلاثة (الجزيرة) قصائد ومؤلفات

تحولت "الثلاثاء الحمراء" إلى أيقونة في مسار النضال الوطني الفلسطيني ضد الاحتلال البريطاني وبعده الاحتلال الإسرائيلي، فهي تدرس في المنهاج الفلسطيني، وخلدها عدد من الشعراء والكتاب بكتاباتهم.

وكانت مرثية الشاعر الشعبي نوح إبراهيم الشهيرة من أبرز هذه القصائد، وجاء فيها:

من سجن عكا طلعت جنازة  محمد جمجوم وفؤاد حجازي

إعلان

محمد جمجوم ومع عطا الزير  فؤاد حجازي عز الذخيرة

ويقول محمد أنا أولكم    خوفي يا عطا أشرب حسرتكم

ويقول حجازي أنا أولكم   ما نهاب الردى ولا المنونا

كما خلد شاعر فلسطين إبراهيم طوقان ذكرى هؤلاء الأبطال الثلاثة في قصيدته المعروفة "الثلاثاء الحمراء"، التي كتبها بعد أسابيع من استشهادهم، وعرض فيها وقائع "الساعات الثلاث"، وفي جزء منها يقول طوقان:

أجسادهم في تربة الأوطان   أرواحهم في جنة الرضوان

وهناك لا شكوى من الطغيان    وهناك فيض العفو والغفران

وغنت فرقة العاشقين المحلية كلتا القصيدتين، فيما لا يزال الفلسطينيون يرددونهما في كل وقت وحين. كما كتب العديد من المؤلفين عن واقعة إعدام الشبان الثلاثة، ومن أهم تلك المؤلفات كتاب "الثلاثاء الحمراء في الحركة الوطنية الفلسطينية" للكاتب عادل مجاهد العشماوي، وصدر بطبعات عدة في 206 صفحات.

ويسلط الكتاب الضوء على مناضلي "الثلاثاء الحمراء"، مع التعرض لتفاصيل حياتهم ومواقفهم أمام مقصلة الإعدام، فضلا عن أصداء الإعدام وتضامن الشعوب العربية معهم.

كما يحتوي الكتاب على ملاحق وصور حول الواقعة، وملحق برسائل شخصيات اعتبارية لأمهات الشهداء، ونماذج من القصائد التي كتبت فيهم.

عدنان بدوي جمجوم يحمل صورة عمه الشهيد محمد جمجوم (الجزيرة) يوم وطني

في 17 يونيو/حزيران من كل عام، يحيي الشعب الفلسطيني في كل أماكن وجوده يوم "الثلاثاء الحمراء"، وفاء لتضحيات الشهداء الثلاثة من أجل حقوقهم وحماية مقدساتهم.

ويرى الفلسطينيون أن هذه الذكرى تعد نقطة بارزة في تاريخ نضالهم ومقاومتهم ضد الاحتلال الإسرائيلي ومن قبله الانتداب البريطاني، ولا يمكن للذاكرة الفلسطينية أن تنسى تضحيات أبنائها في سبيل التحرر والانعتاق من المحتل.

وفي مارس/آذار 2023، دعا الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي، لجعل يوم الثلاثاء من كل أسبوع "ثلاثاء الحرية"؛ إحياء لذكرى الشهداء الثلاثة.

وحول ذلك يقول المدير العام لمركز "الزيتونة" للدراسات والاستشارات محسن صالح، إن "الشهداء الثلاثة، كانوا من أوائل النماذج البطولية في مواجهة الاحتلال البريطاني والمشروع الصهيوني في فلسطين، وارتبط جهادهم بدورهم الكبير في ثورة البراق التي اشتعلت في أغسطس/آب 1929، في مواجهة مزاعم الصهاينة بحق لهم في الحائط الغربي للمسجد الأقصى".

مقالات مشابهة

  • أحمد عبد الوهاب بين الكوميديا والتاريخ: موسم فني مزدحم وأدوار متنوعة في السينما والدراما
  • في ذكرى رحيله.. "الخواجة بيجو" فؤاد راتب: من الجار الهادئ لعبد الحليم إلى رائد الكوميديا الإذاعية
  • الثلاثاء الحمراء ذكرى فلسطينية وفاء لشهداء ثورة البراق
  • في عيد ميلاده.. بيومي فؤاد “جوكر الدراما” وصاحب البصمة الذهبية في الكوميديا المصرية (بروفايل)
  • العجائز الثلاثة وفناء العالم ورهائن نتنياهو
  • توضيح جديد حول مستقبل النجم الجزائري إسماعيل بن ناصر
  • محمد أبوالعلا: الكبار لا يعرفون الكيد والصغائر
  • موسيالا يدخل نادي الكبار.. خامس "هاتريك" في تاريخ كأس العالم للأندية
  • إدارة سجون الاحتلال تلغي جميع زيارات الأسرى التي كانت مقررة اليوم
  • ما الذي ينتظر المتهم بالاعتداء على الطفل ياسين بعد أسبوع