عواصف الترحيل ترعد في سماء غزة وتمطر في الضفة الغربية!!
تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT
جاءت خطة الترحيل التي طرحها الرئيس الأمريكي ترامب، والتي أثارت زوبعة كبيرة من الرفض والتنديد، من دون أن تظهر تحركات عملية للتصدي لها، صحيح أن هناك مواقف رسمية عربية خاصة الدول المعنية مباشرة إلى جانب الفلسطينيين وهي مصر والأردن والسعودية، ولا يمكن التقليل من أهمية وقوة هذه المواقف الرسمية، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل هذه المعركة الحقيقية أم ـن هناك أهدافا أبعد من الحديث عن تهجير أهل غزة؟
لا يمكن التقليل من الحديث عن تهجير أهل غزة، وتقديرنا أن يلجأ الاحتلال إلى أسلوب التهجير الناعم من خلال تحويل قطاع غزة إلى جحيم لا يطاق، فمن غير المتوقع أن تبدأ عملية الإعمار إن بقيت المعطيات الحالية على ما هي عليه من تفرد إسرائيل بالتحكم بقواعد اللعبة.
تقديرنا أن يلجأ الاحتلال إلى أسلوب التهجير الناعم من خلال تحويل قطاع غزة إلى جحيم لا يطاق، فمن غير المتوقع أن تبدأ عملية الإعمار إن بقيت المعطيات الحالية على ما هي عليه من تفرد إسرائيل بالتحكم بقواعد اللعبة
لذلك سيكون الحديث عن التهجير في غزة هو نوع من الإلهاء السياسي؛ لأن تقديراتهم بأن التهجير سيحدث نتيجة طبيعة للحرب وهذا أمر طبيعي في كل الحروب في العالم، والأهم هنا أنه مخطط له وجرت محاولات سابقة في 1948، و1953، و1970، و1971، لكنها فشلت بصمود الشعب وإصراراه على البقاء.
السؤال الآن: إذا كان التهجير بعد الحرب أمرا مسلما به لأي مجتمع يتعرض للحرب ولا يجد سبل الحياة، فلماذا فجر ترامب فكرة الترحيل؟ الجواب على ذلك لا يتسع له المقال هنا، فهناك عدة أسباب موضوعية يطول شرحها، لكن هنا أتناول مسألة بذر فكرة التهجير، فهي لم تأت من فراغ، فصهره الصهيوني هو من يقف خلف الفكرة مدعيا أنها ليست المرة الأولى التي يتم إجلاء شعب من مكانه. وبالرغم من أن خطة كوشنير مرفوضة إسرائيليا لأنها تفترض نقل سكان غزة إلى النقب، إلا أن خطورتها تأتي بطريقة طرحها، ومن وضع البذرة الأولى لفكرة التهجير لأهل غزة، وبالتالي أحيت فكرة التهجير، فدغدغت عواطف الصهاينة، وأثارت الأفكار التي لا يخجلون من التصريح بها وإعادة الحياة لها في الوعي الجمعي الإسرائيلي، فخلقت حالة من الجرأة غير المسبوقة من أجل تنفيذها.
وبالنظر إلى المفاهيم الصهيونية الدينة فإن غزة لا تمثل أمرا جوهريا، وليست بالأمر الملح للمبادرة بتهجير أهلها بالقوة، لكن هناك وسائل أخرى يمكن اللجوء إليها بأدنى جهد بحسب ما يتصورن، لذلك أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس تعليماته للجيش بإعداد خطة للسماح لسكان غزة بمغادرة القطاع طواعية. وستتضمن الخطة خيارات للخروج عند المعابر البرية، فضلا عن ترتيبات خاصة للخروج عن طريق البحر والجو.
المعركة التي نشهدها حول التهجير من غزة ليست المعركة الأساسية، وأن هذه الضجة مفتعلة لأنه بحسب التقديرات الإسرائيلية فإن التهجير من غزة ليس مسألة معقدة، وإن الهدف الإسرائيلي هو أبعد من ذلك. ففي الوقت الذي ينشغل الجميع في ضجيج معركة تهجير أهل غزة تجري عملية تهجير بشكل عملي في الضفة الغربية، وبصمت ومن بدون ضجيج سياسي
النتيجة هي أن المعركة التي نشهدها حول التهجير من غزة ليست المعركة الأساسية، وأن هذه الضجة مفتعلة لأنه بحسب التقديرات الإسرائيلية فإن التهجير من غزة ليس مسألة معقدة، وإن الهدف الإسرائيلي هو أبعد من ذلك.
ففي الوقت الذي ينشغل الجميع في ضجيج معركة تهجير أهل غزة تجري عملية تهجير بشكل عملي في الضفة الغربية، وبصمت ومن بدون ضجيج سياسي، تتركز حاليا في مخيمات شمال الضفة الغربية وهي الهدف المركزي لعملية التهجير الذي تريده إسرائيل.
إن ما نشاهده من تهجير سكاني وتدمير المنازل والبنية التحتية في عدد من المخيمات في شمال الضفقة الغربية وبعض البلدات مؤشرا خطيرا، خاصة بعد تهجير حوالي 80 في المئة من سكان مخيم جنين أي حوالي 20 ألف مواطن، ثم مخيم نور شمس، واليوم كانت صور التهجير في مخيم الفارعة تذكر بصور تهجير سكان غزة أو ما يمكن أن نسميه حالة التغريبة الفلسطينية المستمرة.
الأخطر أن ما يصرح به قادة الجيش الإسرائيلي بأن العملية ستتوسع وستستمر في تدمير قواعد المقاومين، أو ما يسميها "أوكار المخربين" يشير إلى أننا أمام مسلسل دموي تدميري في الضفة خاصة في الشمال، وإذا أضفنا إلى ذلك حالة الحصار التي تفرض على باقي المدن والقرى الفلسطينية والاعتداءات المستمرة للمستوطنين خاصة في القرى برعاية الجيش، فهذا كله لا يبشر إلا بحالة ضغط مستمر وبصمت في ظل الضجيج عن التهجير في غزة حتى يتم إحداث ترتيب سكاني في الضفة لإجبار عدد أكبر من سكان الضفة على الرحيل أو تغيير التوزيع السكاني لضم مناطق تعدها إسرائيل ضرورية لأمنها القومي وتراثها الديني، فهل ننتبه لهذه الجريمة؟
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ترامب الفلسطينيين تهجير غزة الاحتلال إسرائيل الضفة إسرائيل احتلال فلسطين غزة الضفة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التهجیر من غزة الضفة الغربیة تهجیر أهل غزة فی الضفة
إقرأ أيضاً:
نتانياهو يسرّع إجراءات ضم الضفة الغربية
آخر تحديث: 3 يونيو 2025 - 12:35 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- ذكرت صحيفة «هآرتس» العبرية، أمس، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يسرّع إجراءات ضم الضفة الغربية، مستغلاً انشغال العالم بحربه على قطاع غزة، مشيرة إلى أن هذه السياسة من شأنها أن تهدد الاستقرار الإقليمي وتضعف آفاق السلام.ونقلت وكالة «معا» الفلسطينية عن صحيفة «هآرتس» أن نتانياهو يعمل بهدوء مسرّعاً عملية ضم الضفة بحكم الأمر الواقع، مشيرة إلى أن جهود حكومته بدأت حتى قبل هجوم السابع من أكتوبر 2023، لكنها استمرت بوتيرة أسرع تحت «ستار الحرب»، مكتسبة زخماً أكبر بعد عودة دونالد ترامب إلى رئاسة أمريكا.في غياب إعلان رسمي بالضم، تبذل حكومة نتانياهو قصارى جهدها للإشارة إلى نيتها ضم الضفة التي يقطنها أكثر من مليوني فلسطيني، إلى إسرائيل. وتشير «هآرتس» إلى الخطوات الأخيرة نحو ضم كامل الضفة، مثل الإعلان عن بناء 22 مستوطنة جديدة، والسعي لشرعنة البؤر الاستيطانية، وتوسيع الطرق التي تخترق الضفة وتُرسّخ السيطرة الإسرائيلية.وقالت الصحيفة إن كل تلك التحركات كانت بالتوازي، وهي جميعها جزء من استراتيجية موحدة أوسع نطاقاً، مشيرة في المقابل إلى أن هذه الاستراتيجية لا تشمل منح الفلسطينيين في هذه المناطق الجنسية الإسرائيلية أو الحقوق المدنية أو حق التصويت.كما لفتت «هآرتس» إلى إشارة «رمزية» تؤكد مضي حكومة نتانياهو بمخططها، بعد منعها وفداً يضم وزراء خارجية عرباً من زيارة مدينة رام الله، والتي كانت تمثل دفعة إقليمية متجددة نحو حل الدولتين، معتبرة أن المنع الإسرائيلي أكد أن تل أبيب لم تعد تكترث حتى بالحفاظ على المظاهر الدبلوماسية لإخفاء سعيها لضم الضفة.وخلُصت الصحيفة إلى أن خطط نتانياهو المتسارعة لضم الضفة ستؤدي إلى صِدام مع حكومات أوروبية وعربية، كما ستُهدد بتقويض إنجازات ترامب في المنطقة.