تساءل الإعلام الإسرائيلي عن المغزى الحقيقي للرسائل التي أرادت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إيصالها من خلال مراسم تسليم الأسرى الفلسطينيين، مشيرا إلى أن الحركة لم تكتف بإدارة الحدث، بل استغلته لتوجيه رسائل داخلية وخارجية.

وأكد محللون أن حركة حماس لا تبدي اهتماما بالتهديدات الإسرائيلية، بل ترد عليها بتحدّ واضح، مما يعكس ثقتها في موقفها السياسي والميداني.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2اكتشاف مخطوطات عربية بهولندا بها أبحاث مفقودة لعالم يونانيlist 2 of 2منطاد التجسس الصيني على الولايات المتحدة كان محملا بتكنولوجيا أميركيةend of list

وخلال نقاش في القناة 12 الإسرائيلية، تساءلت المذيعة عن الأهداف التي تسعى حماس لتحقيقها من خلال هذه المراسم، خاصة مع ظهور الأسرى الإسرائيليين في وضع صعب.

وردا على ذلك، أوضح مراسل الشؤون العربية في القناة أوهاد حمو أن الحركة وجّهت رسائل متعددة، أولها إلى الإسرائيليين باللغة العبرية، وأخرى إلى الإدارة الأميركية، في إشارة إلى رفضها خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن مستقبل الوضع في قطاع غزة.

أما القناة 13، فقد سلطت الضوء على عدم استجابة حماس للرسائل الإسرائيلية، مشيرة إلى أن الحركة بدورها تبعث بتهديدات مباشرة.

حماس لا تبالي

وأكد محلل الشؤون الفلسطينية حِزي سيمانتوف أن حماس لا تبالي بالضغوط الإسرائيلية، مشددا على أنها تريد الإسراع في تنفيذ المرحلة الثانية من عمليات تبادل الأسرى، وإذا تأخر الاتفاق فإنها قد تعرقل الدفعات القادمة.

إعلان

وفي السياق ذاته، اعتبر محلل الشؤون العسكرية ألون بن دافيد أن صور قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية خلال متابعة عملية الإفراج كشفت عن عنصر المفاجأة لديهم، رغم معرفتهم المسبقة بالحدث.

وأكد أن هذه الصور تعكس بوضوح قدرة حماس على إدارة المشهد الميداني والسياسي داخل غزة.

في حين أشار مذيع القناة 12 إلى أن المشاهد الصادرة من غزة تؤكد أن حماس ما زالت تفرض سيطرتها الكاملة على القطاع.

أما ميخائيل ميلشتين، رئيس قسم الدراسات الفلسطينية بجامعة تل أبيب، فأوضح أن الحركة أرادت إيصال رسالة واضحة بأنها القوة الحاكمة والمسيطرة، معتبرا أن ذلك يتناقض مع الطروحات الإسرائيلية التي تسعى لفرض سيناريو "اليوم التالي" بعد حماس.

عمى إستراتيجي

من جهته، انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك تعامل الحكومة الإسرائيلية مع الوضع في قطاع غزة، مشيرا إلى أن استمرار حكم حماس هو نتيجة "العمى الإستراتيجي" الذي أصاب القيادة الإسرائيلية.

وأضاف أن القضاء على حماس لا يكون بملاحقة مقاتليها أو استهداف ترسانتها العسكرية، بل بإيجاد بديل حقيقي يحكم غزة.

أما قناة "آي 24″، فقد ركزت على استمرار ظهور الأسلحة في قطاع غزة خلال كل عملية تبادل للأسرى، مؤكدة أن ذلك دليل على أن العمل العسكري لم يحقق أهدافه.

وأوضح المحلل العسكري يوسي يهوشوع أن إسرائيل لم تنجح في القضاء على حماس عسكريا أو سياسيا، معتبرا أن هذا الواقع لم يكن مفاجئا، لكنه يفرض تحديات جديدة على الحكومة الإسرائيلية.

وفي السياق ذاته، تطرق الإعلامي أفري جلعاد في القناة 12 إلى الصور المتداولة للأسرى الإسرائيليين والفلسطينيين، مشيرا إلى أن الجانبين يظهران في حالة سيئة، مما يعكس صعوبة الظروف التي يمر بها الأسرى في كلا المعسكرين.

وأضاف أن هناك تفاعلا واسعًا على شبكات التواصل الاجتماعي مع هذه المشاهد، مما يزيد من الضغط الشعبي على القيادة الإسرائيلية.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات أن الحرکة حماس لا إلى أن

إقرأ أيضاً:

جراح الحروب أبو ستة: طواقم غزة الطبية تباد بشكل ممنهج وشعبنا لن يرحل

وأكد أبو ستة وهو طبيب فلسطيني بريطاني، في حلقة استثنائية من برنامج "المقابلة" على قناة الجزيرة، أنه لا يشعر بالنجاة رغم خروجه حيّا من مجزرة مستشفى المعمداني، معتبرا أن من ينجو من الموت في مثل هذه الأحداث يبقى أسيرا لتجربتها طوال حياته، ويحمل في داخله شعورا بالذنب وواجبا أخلاقيا بأن يكون صوتا للذين قضوا.

وأضاف أن العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة كشف عن رغبة صهيونية في تغيير البنية المجتمعية لمجتمعات المقاومة، سواء في فلسطين أو لبنان، عبر استهداف منهجي للعائلات وقتلها بأكملها، مؤكدا أن ما يميّز هذه الحرب هو التحول من استهداف أفراد إلى محو سلالات كاملة.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4غسان أبو ستة.. "طبيب الحروب" الشاهد على مجزرة المعمداني بغزةlist 2 of 4فرنسا تمنع دخول الطبيب الفلسطيني غسان أبو ستة إلى أراضيهاlist 3 of 4غسان أبو ستة يتحدى الحظر ويلقي محاضرة بمجلس الشيوخ الفرنسيlist 4 of 4استباحة حرمات المستشفيات والمدارس واستهداف إسرائيلي للجامعاتend of list

وتحدث الطبيب الفلسطيني عن صراعه الدائم بين مهنة الطب بوصفها ممارسة للحياة، وبين واقع الحروب الذي يقحم الأطباء في قلب الموت، مستذكرا لحظة استعداده للموت داخل غرفة العمليات في مستشفى الشفاء خلال قصف عنيف، حين جلس في الزاوية لمراجعة مسيرة حياته.

وأوضح أن وعيه السياسي والمهني بدأ منذ طفولته، وتحديدا في سن الـ13 حين شاهد على التلفاز مشاهد اجتياح بيروت عام 1982 واستهداف الطواقم الطبية، وهو ما جعله يقرر أن يصبح طبيبا في خدمة مشروع شعبه، وهو القرار الذي التزم به منذ ذلك الحين.

إعلان تجارب سابقة

وذكر أبو ستة أنه شارك متطوعا في الضفة الغربية وقطاع غزة أثناء الانتفاضة الأولى، وتوجه لاحقا إلى العراق بعد حرب الخليج الأولى ضمن فريق طبي لدراسة آثار الحرب، قبل أن يعمل في جنوب لبنان خلال عدوان "عناقيد الغضب"، ثم في سوريا واليمن لاحقا.

وأشار إلى أن انتقاله إلى الجامعة الأميركية في بيروت عام 2011 أتاح له تأسيس مسار أكاديمي في طب النزاعات، حيث دمج بين الممارسة الميدانية والبحث العلمي، مما ساعده في توثيق العلاقة بين الحرب وصحة الإنسان من منظور طبي ومجتمعي أوسع.

وكشف أن قطاع غزة كان بمثابة حقل تجارب لأسلحة الاحتلال الإسرائيلي، موضحا أن استخدام الفسفور الأبيض بدأ يظهر بشكل متكرر منذ عام 2009، وأنه شخصيا عاين الإصابات المروعة الناتجة عنه، حيث يحترق الجلد ويتفاعل الفسفور مع الأكسجين ليعود للاشتعال داخل الجسد.

وأوضح أن الطواقم الطبية في غزة عملت ضمن إمكانيات شحيحة، مشيدا بجهود وزارة الصحة في غزة التي استطاعت تطوير كوادرها الطبية رغم الحصار، ونجحت في تدريب فرق الإسعاف لتقديم الإسعاف الأولي المتقدم وتثبيت الإصابات في ظروف شبه ميدانية.

وتوقف عند أصعب اللحظات التي عاشها خلال العدوان، حين اضطر إلى إجراء عمليات جراحية للأطفال دون تخدير بسبب نفاد الأدوية، مؤكدا أن مثل هذه التجارب تترك أثرا نفسيا بالغا على الطفل، وتغيّر عتبة الألم لديه بشكل دائم.

فقد الأحبة

وتحدث بحرقة عن استشهاد عدد من زملائه الأطباء، ومن بينهم الدكتور مدحت صيدم والدكتور همام اللوح والدكتور عدنان البرش، الذين فقدوا حياتهم إما تحت القصف أو بعد الاعتقال، واصفا ما جرى بأنه استهداف متعمد للكوادر الطبية لِشلّ القطاع الصحي.

وأوضح أن أكثر من 1200 من الطواقم الطبية استشهدوا، وتم تدمير 33 من أصل 36 مستشفى، ولم يتبقَ إلا 4 غرف عمليات لا تعمل بطاقتها الكاملة، معتبرا أن إعادة بناء هذا القطاع ستحتاج إلى ما لا يقل عن 10 سنوات ماديًا، وجيل كامل بشريًا.

إعلان

ولم يتردد أبو ستة في تقديم شهادته أمام المحكمة الجنائية الدولية، متحدثا عن قصف مستشفى المعمداني واستهداف الجرحى داخل المستشفيات بطائرات مسيّرة، وقد تم اعتماد هذه الشهادة ضمن مذكرات الاعتقال الصادرة عن المحكمة، رغم الضغوط السياسية الهائلة لعرقلة المحاسبة.

وانتقد أبو ستة صمت المؤسسات الغربية الطبية والحقوقية، رغم تحرك العديد من الأفراد في أوروبا وأميركا، مشيرا إلى أن القيم الليبرالية التي تأسست عليها الدولة الأوروبية بعد الحرب العالمية الثانية يتم التضحية بها اليوم دفاعا عن مشروع الإبادة الإسرائيلي.

وحذر من أن قطاع غزة يواجه خطر التحول إلى منطقة غير قابلة للحياة، إذ إن الأطفال المصابين بالحرب يبلغ عددهم نحو 50 ألفا، وكل واحد منهم بحاجة إلى 8 إلى 12 عملية جراحية، مما يعني الحاجة إلى مئات آلاف العمليات بمجرد انتهاء الحرب.

تواطؤ الغرب

وأبدى استغرابه من تواطؤ النخب الحاكمة في الغرب مع هذه الجرائم، مقابل تعاطف شعبي كبير ظهر في الجامعات والشارع الغربي، مشيرا إلى أن أكثر من 3200 طالب أميركي اعتقلوا خلال مظاهرات دعم غزة، في حين تواصل الأنظمة الغربية قمع الأصوات المتضامنة.

وانتقد ضعف التفاعل في العالم العربي، لاسيما في الجامعات والمؤسسات التعليمية، مؤكدا أن هذه الحرب كشفت عزلة المجتمعات العربية عن القضية الفلسطينية، بل وغيابها عن التاريخ، وفق تعبيره، مقارنة بما يجري من حراك غربي متقدم.

وتحدث عن انتخابه رئيسا لجامعة غلاسكو بنسبة تأييد تجاوزت 80% من الطلاب، معتبرا أن ذلك يمثل رسالة رمزية مؤثرة، خصوصا أن بلفور نفسه كان رئيسا سابقا لنفس الجامعة، وها هو أحد ضحاياه يعود إلى المنصب ذاته، في دلالة تاريخية عميقة.

وعند سؤاله عن أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، رأى أبو ستة أن ما جرى كان محاولة لقطع الطريق على تصفية القضية الفلسطينية، لافتا إلى أن الوضع في غزة قبل العملية كان يشير إلى قبول دولي باستمرار الحصار وتهميش النكبة، مما عزز الشعور بضرورة التحرك.

إعلان

وختم بالتأكيد على أن الشعب الفلسطيني لن يرحل، وأن اللاجئ الذي تذوّق مرارة النكبة لن يقبل بإعادة إنتاجها، مضيفا أن من يعيشون في غزة يفضلون الموت الجسدي على الموت الاجتماعي المرتبط باللجوء، وأن هذه القناعة المتجذرة ستحول دون تمرير أي مشاريع ترحيل.

1/6/2025

مقالات مشابهة

  • إعلام إسرائيلي يتحدث عن حادث أمني صعب في جباليا
  • إعلام إسرائيلي: حماس تقدم رداً ضبابياً وسموتريتش يعرقل جميع الصفقات
  • جراح الحروب أبو ستة: طواقم غزة الطبية تباد بشكل ممنهج وشعبنا لن يرحل
  • إعلام إسرائيلي: حماس لم تغلق الباب بشأن المفاوضات وترامب بحاجة لإنجاز
  • مصادر: رد حماس على مقترح ويتكوف كان إيجابياً وهذه التعديلات التي تطلبها الحركة
  • والد أسير إسرائيلي بغزة يطلب من ترامب إجبار نتنياهو على إنهاء الحرب
  • حماس: سلمنا ردنا على مقترح ويتكوف بما يحقق وقفا دائما للنار
  • قناة عبرية: واشنطن وعدت عائلات أسرى بطلب معلومات من حماس عن ذويهم
  • ‏مقتل شاب في قصف إسرائيلي استهدف سيارته في جنوب لبنان
  • إعلام إسرائيلي: محاكمة نتنياهو قد تستغرق عاما