صحيفة الاتحاد:
2025-07-27@09:42:27 GMT

«دختر الفريج».. مبادرة تؤسس لمجتمع صحي

تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT

أبوظبي (الاتحاد) 

أخبار ذات صلة «برجيل للأورام» يطلق مركزاً جديداً في العين «الإيكمو» يشيد بجهود أبوظبي في الرعاية الصحية الفائقة

في ظل التحديات الصحية التي تواجه المجتمعات اليوم، ومع انتشار المعلومات الطبية المغلوطة والخاطئة، تظهر الحاجة إلى مبادرات توعية تهدف إلى تعزيز الوعي الصحي وإرشاد الأفراد نحو السبل العلاجية المناسبة، من هنا، جاءت مبادرة «دختر الفريج» التي أطلقها الدكتور منصور أنور حبيب، استشاري طب الأسرة والصحة المهنية، لتعكس التزامه بخدمة المجتمع وشغفه بنقل المعرفة الصحية السليمة، حيث تقدم هذه المبادرة استشارات مبنية على أسس علمية، تهدف إلى تمكين الأفراد من اتخاذ قرارات واعية تسهم في تحسين صحتهم وجودة حياتهم.



وعي صحي
في يونيو 2022، أطلق د. منصور حبيب مبادرة «دختر الفريج»، التي تهدف إلى تعزيز وعي المجتمع الصحي والوصول إلى أكبر شريحة من فئاته، وترتكز هذه المبادرة على تقديم التوجيه والإرشاد للأفراد حول كيفية التصرف في مواجهة التحديات الصحية المختلفة، وإرشادهم إلى المسار العلاجي المناسب، مع السعي إلى خلق مجتمع واعٍ قادر على اتخاذ القرارات الصحيحة في الوقت المناسب.
ود. حبيب، استشاري طب الأسرة والصحة المهنية، يُعد أحد النماذج الرائدة في دولة الإمارات في مجال تقديم الرعاية الصحية المجتمعية، وهو خريج الكلية الملكية للجراحين في أيرلندا، ويحمل شهادة الدكتوراه في طب الأسرة إلى جانب درجة الماجستير في الصحة المهنية والزمالة البريطانية في طب الأسرة، الأمر الذي يبرز مسيرته الأكاديمية والمهنية بشكل متميز. 

حماية المجتمع
انطلقت فكرة المبادرة من رغبة د. حبيب في خدمة مجتمعه، من خلال عمله اليومي، حيث لاحظ وجود تحديات كبيرة لدى بعض الأفراد في فهم المعلومات الصحية، فضلاً عن انتشار المعلومات الطبية المغلوطة على وسائل التواصل الاجتماعي، الأمر الذي دفعه إلى اتخاذ خطوة لنقل المعلومات الصحية المبنية على أدلة علمية، لحماية المجتمع من أي تداعيات سلبية ناجمة عن المعلومات الخاطئة.
وأطلق على المبادرة اسم «دختر الفريج»، وهي عبارة محلية متداولة منذ القِدم، إضافة إلى ارتباط كلمة «الفريج» في الثقافة الإماراتية بمعاني التكاتف بين أفراد المجتمع في الفرجان، ويعكس الاسم فكرة تقديم الدعم الصحي والإرشاد لأفراد المجتمع بطريقة بسيطة، مستوحاة من دور الطبيب المحلي قديماً الذي كان يُعد مرجعاً أساسياً للأسرة في الماضي، واختيار الاسم يجسد الرغبة في إعادة إحياء هذا الدور المجتمعي بروح حديثة مبنية على أسس علمية.

نصائح
حول الخدمات المقدمة في هذه المبادرة، يقول د. حبيب: «تستهدف مبادرة (دختر الفريج) جميع أفراد المجتمع، حيث أقدم لهم خدمات تشمل مراجعة التقارير والفحوص الطبية، وتوجيه المرضى إلى التخصص الطبي المناسب بناءً على الأعراض المرضية، وتقديم نصائح للتعامل مع الحالات البسيطة التي يمكن معالجتها في المنزل، ومن المهم الإشارة إلى أن هذه المبادرة لا تشمل صرف الأدوية أو التعامل مع الحالات الطارئة، إذ تقتصر على الإرشاد والتوعية»، لافتاً إلى أن هذه الاستشارات تقدم عبر خدمة «واتساب»، حيث يقوم د. حبيب بالرد على استفسارات المرضى، وتوجيههم بناءً على حالتهم المرضية.

إقبال واسع
عن أثر المبادرة على المجتمع، يشير د. حبيب إلى أن مبادرة «دختر الفريج» حققت تأثيراً إيجابياً منذ انطلاقها، حيث لاقت إقبالاً واسعاً من أفراد المجتمع، كما حظيت بتغطية إعلامية كبيرة من جهات حكومية عدة، مما ساهم في تعزيز الوعي الصحي، وقد تمكن د. حبيب من تحقيق التوازن بين أدواره المختلفة بفضل الدعم الكبير من أسرته، مما ساعده في تنظيم وقته بين عمله كطبيب، وإدارته للمبادرة، وأدواره الأسرية، والمجتمعية.

تلاحم وتكافل
قال د. منصور حبيب إن مبادرة «دختر الفريج» تؤكد أهمية صحة المعلومات الطبية قبل مشاركتها أو الاعتماد عليها، لضمان سلامة الأفراد والمجتمع، ويتطلع إلى رؤية المزيد من الأطباء والمتخصصين في مختلف المجالات، يطلقون مبادرات مشابهة لخدمة المجتمع، ويأمل أن يمتد هذا النموذج ليشمل قطاعات أخرى، مثل الهندسة والمحاماة، بحيث يساهم كل متخصص بجزء من وقته لخدمة أفراد المجتمع، تعزيزاً لقيم التلاحم والتكافل التي تميز مجتمع دولة الإمارات.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الوعي الصحي التوعية الصحية طب الأسرة الرعاية الصحية أفراد المجتمع هذه المبادرة طب الأسرة

إقرأ أيضاً:

الناشط أنس حبيب لـعربي21: نظام السيسي متواطئ ضد غزة.. وحراكنا الشعبي لن يتوقف

اتهم الناشط وصانع المحتوى المصري أنس حبيب، نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بـ"التواطؤ الكامل والتآمر الصريح" ضد قطاع غزة، مُشدّدا على أن ما يمارسه النظام المصري من حصار وتضييق ومنع للمساعدات الإنسانية، يجعله شريكا مباشرا في المجازر التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين.

وفي مقابلة مصوّرة مع "عربي21"، أكد حبيب أن الحراك الشعبي في الخارج الداعم لأهل غزة لن يتوقف، وأنه يُمثل "صوت الضمير الحي" في مواجهة خذلان الأنظمة وصمتها المخزي، لافتا إلى أن "الشعوب لم ولن تنسلخ عن قضاياها، مهما حاولت السلطات تقييدها أو تغييبها".

وأشار إلى أن إقدامه على إغلاق مقر السفارة المصرية في هولندا مؤخرا، جاء "رفضا لتورّط النظام المصري في الحصار المفروض على قطاع غزة، وتواطئه المباشر في جرائم التجويع والقصف والإبادة التي يتعرّض لها الفلسطينيون منذ نحو عامين كاملين".

View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
وفي موقف احتجاجي لافت، قام الناشط أنس حبيب، يوم الثلاثاء الماضي، بغلق بوابة سفارة بلاده في هولندا باستخدام قفل حديدي تعبيرا عن رفضه للحصار المفروض على قطاع غزة، وأثارت هذه الواقعة جدلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط احتفاء واسع بما فعله من قِبل الكثيرين.


وأكد حبيب أن تحركه لم يكن مُخططا له أو بحثا عن الأضواء، بل جاء بدافع القهر والغضب مما يراه يوميا من مشاهد الدم والدمار في غزة، ومن الصمت العربي الذي وصفه بـ "المخزي والمشين"، مضيفا: "كنت أبحث عن أي فعل يُبرئ ضميري.. لا أريد أن أكون شاهدا صامتا على هذه الجريمة".

وشدّد صانع المحتوى المصري، على أن "تحركات النشطاء المصريين والعرب في الخارج باتت أداة ضغط حقيقية على الأنظمة المتواطئة"، مطالبا الجميع – شعوبا وأفرادا – بأن لا يقفوا موقف المتفرج، قائلا: "نحن أمام لحظة فاصلة. ما قبل السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 ليس كما بعده، وغزة لا تحتاج كلمات بل أفعالا تُغيّر المعادلة".

وتاليا نص المقابلة الخاصة مع "عربي21":

ما الذي دفعك إلى اتخاذ قرار إغلاق مقر السفارة المصرية في هولندا قبل أيام؟


السبب واضح ومباشر: النظام المصري شريك أساسي في المجازر، وفي سياسة التجويع والإبادة الجماعية التي تُرتكب بحق أهلنا في غزة. هو خادم مطيع لإسرائيل، ينفذ أوامرها بلا تردّد. ومن المعيب أن يدّعي هذا النظام أن إدخال المساعدات إلى القطاع أمر مستحيل، بينما لا يفصلنا عن غزة سوى كيلومترات معدودة. الحقيقة أنه لا يريد إدخال المساعدات عبر معبر رفح، لا أكثر.

فلو كان الأمر مستحيلا فعلا، كيف دخلت المساعدات حينما كان الرئيس الراحل محمد مرسي في الحكم؟ بل إن مرسي أوقف المجازر فعلا، وقال حينها كلمته الخالدة: "لن نترك غزة وحدها."

اليوم، يُترك أهل غزة يجوعون ويُقصفون ويُذبحون ليل نهار، دون أن يهتز لنا جفن أو يتحرّك فينا ضمير. الصمت في هذه اللحظة لا يعني سوى الموافقة الضمنية على الجريمة. ولذلك قرّرت أن أفعل شيئا، أن أُعلن رفضي لهذه الخيانة العلنية، ولو بإغلاق باب سفارة تُمثّل سلطة متواطئة.

هل تعرّضت لأي مضايقات أو محاولات ترهيب بعد قيامك بإغلاق السفارة المصرية في هولندا؟

لم أتعرض لأي مضايقات تُذكر، لكن كما شاهد الجميع، كانت هناك محاولات بسيطة من بعض العاملين بالسفارة لمحاولة منعي، وقد تعاملت معهم وقتها بالشكل المناسب.

هل كنت تتوقع أن تنتشر هذه الواقعة بهذا الشكل الواسع؟

بصراحة، لا. حين أقدمت على هذا الفعل، لم أكن أفكر بردود فعل الناس أو مدى انتشار الحدث. كنت فقط إنسانا مقهورا، ينفطر قلبه كل ليلة على ما يحدث في غزة. كنت أبكي من القهر وأنا أشاهد صور الأطفال المذبوحين، والنساء المكلومات، والدمار الذي طال كل شيء. تخيّل أن كل ذلك يحدث لجيراننا وأهلنا وأشقائنا، ولا نحرك ساكنا.

كان لا بد أن أفعل شيئا، أي شيء. وما حدث بعد ذلك من تفاعل واسع وكبير فاق توقّعاتي، وهو فضل من الله. غزة على حق، ومَن يقف معها، فإن الله يوفّقه ويُعلي صوته ويُكرمه، لأن هذه معركة بين الحق والباطل.

View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
كيف تقيّم ردود الفعل على تحركات النشطاء المصريين في الخارج ضد استمرار إغلاق معبر رفح؟ وما مدى تأثيرها؟

ردود الفعل كانت مشجعة وجيدة. النظام المصري يحرص دائما على تجميل صورته في الخارج، وعلى كسب رضا الغرب بأي ثمن. النظام المنقلب بطبيعته يحتاج دوما إلى الإطراء الخارجي ليمنح نفسه شرعية مفقودة في الداخل.

لذلك، حين تهتز صورته دوليا، يتأذى بشدة، ويشعر بالخطر، وقد يُجبر تحت الضغط على اتخاذ قرارات ما كان ليتخذها من تلقاء نفسه.

ولهذا لا ينبغي الاستهانة بأي تحرّك مهما كان حجمه. كل كلمة، كل لافتة، كل وقفة، كل اعتصام، خطوة مهمة في مواجهة الصمت والتواطؤ. نحن نتحرك لا لنتفرج، بل لإعذار أنفسنا أمام الله وأمام التاريخ. وإن تكثف الحراك الخارجي، من مصريين وعرب وأحرار العالم، ضد تواطؤ السيسي على غزة، فذلك يُمثل دعما حقيقيا لأهل غزة، ويُضعف قبضة الاحتلال وأعوانه في المنطقة.

كيف ترد على من ينتقدونكم بأنكم تهاجمون السفارات العربية ولا تقتربون من السفارات الإسرائيلية؟

سؤال في غير محلّه. الجزار معروف، والمجرم واضح، والعدو لا يحتاج إلى تعريف. السفارة الإسرائيلية هي رمز للعدوان والقتل، ولا أحد يجهل أنها تُمثّل الكيان المجرم.

لكننا عندما نتحرك تجاه سفارات دولنا، فذلك لأننا نحمّل حكوماتنا المسؤولية، ونطالبها بالتحرك ورفع الغطاء عن الجرائم. هؤلاء – بكل أسف – يتواطؤون مع الاحتلال، ويغلقون المعابر، ويمنعون الدواء والماء والطعام، رغم أن بإمكانهم أن يغيّروا مجرى الأمور تماما إن أرادوا.

نُخاطبهم لأنهم – شئنا أم أبينا – لا يزالون يُمثلون مفاتيح جغرافية وإنسانية يمكنها أن تنقذ الأرواح. أما مَن يطالبنا بالتوجّه إلى السفارات الإسرائيلية، فنقول له: الطريق مفتوح أمامك، افعل أنت ذلك، ولا تكن جالسا تزايد على من تحركوا. نحن نقاوم الاحتلال وأعوانه، كلٌّ بحسب مسؤوليته ومكانه وتأثيره. والاحتلال ما كان ليُمعن في جريمته لولا أن هناك من وفّر له الغطاء من بني جلدتنا.

ما تقييمك للموقف الرسمي المصري من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة؟

الموقف الرسمي المصري متواطئ حتى النخاع، لا يمكن وصفه إلا بالخيانة والعمالة الصريحة. نظام لا يرى في الدم الفلسطيني إلا ورقة للمساومة، ولا في معاناة غزة إلا فرصة للابتزاز السياسي. لا عذر ولا مبرر لما يفعله سوى أنه نظام باع ضميره، وتنكر لواجبه، وارتمى في حضن الاحتلال، خادما مطيعا لأوامره، وشريكا مباشرا في الحصار والمجزرة.

كيف تقيّم الموقف الشعبي في مصر تجاه الحرب الجارية في غزة؟

الخذلان الشعبي مؤلم، لكنه مفهوم ومبرر في ظل القمع والبطش الذي يكمم الأفواه ويُحاصر أي تحرك حر. لكن رغم ذلك، لم يكن أحد — لا في غزة ولا في العالم — يتوقّع هذا الصمت شبه التام من شعبٍ بحجم وتاريخ مصر.

نحن نتحدث عن مصر، عن بلدٍ يقارب عدد سكانه 110 ملايين نسمة، عن عمق تاريخي واستراتيجي لفلسطين، عن دولة كانت غزة جزءا منها فعليا وجغرافيا حتى عام 1967. بعد نكبة 1948، خضعت غزة للإدارة المصرية، وبقيت كذلك حتى نكسة حزيران/ يونيو 1967. اليوم، حين يُباد أهل غزة على مرأى ومسمع من العالم، لا يصدر من مصر الرسمية سوى الصمت أو التبرير، بل يُغلق معبر رفح، ويُمنع الدواء والغذاء من الدخول، فيما يفتح المجال أمام تصدير الغاز والكهرباء إلى من يقتل أطفال غزة.

الشعب المصري في جوهره، في أعماقه، لا يقبل هذا، لكن السلطة القائمة تمارس كل ما بوسعها لعزله عن قضاياه الكبرى، ولفصله قسرا عن عمقه الفلسطيني.

في رأيك، ما المطلوب من الرأي العام الشعبي اليوم لدعم القضية الفلسطينية بشكل فعّال؟

ما يحدث في غزة اليوم ليس مجرد عدوان. إنها محرقة مكتملة الأركان: مئات آلاف الشهداء والجرحى، أحياء أبيدت بالكامل، أطفال بلا أهل، نساء بلا مأوى، وأرضٌ تُقصف وتُجرف وتُدمر فوق رؤوس ساكنيها.

في وجه هذا الجحيم، لا يكفي التعاطف، ولا الشعارات، ولا مشاركة منشور أو رفع علم. المطلوب تحرّك حقيقي. تحرك يُعبّر عن الإرادة الشعبية، ويكسر حاجز الصمت، ويزيح الطبقات التي خنقت صوت الشعوب، وقيّدت ضميرها.

المطلوب أن تتحرّك الشعوب في الشوارع، في الساحات، في الإعلام، في المقاطعة، في الضغط، في العصيان، إن لزم الأمر. لا بد أن ترتفع الأصوات وتُرفع الرايات وتُبعث الروح في جسد أُريد له أن يموت.

غزة لا تنتظر كلمات، بل أفعالا تُغيّر الواقع، وتفضح المتواطئين، وتُسقط ورقة التوت عن الأنظمة التي باعت كل شيء. فمصر — كما نعرفها وكما يجب أن تكون — دورها أعظم من كل هذا الخذلان. وإن استمر الصمت، فإن هذه الحقبة ستكون وصمة عار في تاريخنا لن تُغتفر.

ما رسالتك إلى أهل غزة؟

سامحونا كمصريين. لا نملك الكلمات التي توازي حجم القهر، ولا نملك الأعذار. القلوب تحترق، والضمائر تُذبح، لكن ما يمنعنا من نصرتكم هو نظام لا يُمثلنا، ولا يُمثل تاريخ مصر ولا روحها.

نحن نعلم أنكم لم تُخذلوا من مصر، بل من سلطة نُصبت على جثثنا وإرادتنا منذ 2013، وسارت بنا إلى هذه اللحظة السوداء التي أصبح فيها المعبر مغلقا أمام الأطفال المرضى، ومفتوحا أمام الغاز إلى الاحتلال.

لكن تأكدوا أن مصر الحقيقية لم تمت، وأن هذا الشعب سينهض مُجددا، وسيمحو عار الصمت، ويكفّر عن ذنبه بالفعل، لا بالشعارات. أنتم في القلب، في الوعي، في الضمير، في الدم. أنتم عنوان الكرامة، ونحن مدينون لكم إلى الأبد.

ثقوا أن الله لن يترككم وحدكم، وأن هذه الأرض هي لله، يمنحها لمن يستحقها، وأن النصر في النهاية سيكون للحق، مهما طال زمن الظلم والخيانة.

ما رسالتك إلى الشعوب العربية التي تتابع المجازر دون أن تملك أدوات التدخل المباشر؟

رسالتي إليهم: لا تكونوا شهود زور على مجزرة القرن. كلنا سنُحاسب. كل واحد منّا سيُسأل أمام الله عن موقفه من هذا الطوفان من الدم. لا أحد معفي من المسؤولية. لا أحد يستطيع أن يدّعي الحياد؛ فالصمت شراكة، والسكوت خيانة.

بعد مئات الآلاف من الشهداء، لا يحق لأحد أن يقول: "لا أستطيع أن أفعل شيئا". بلى، تستطيع. تستطيع أن ترفع صوتك، أن تقاطع، أن تفضح، أن تكتب، أن تُحرّض على الفعل، وأن تحرّك مَن حولك. تستطيع أن ترفض الحياة في ظل أنظمة خذلت القضية وتآمرت على أهلها.

اسأل نفسك: هل مَن يحكمك اليوم، هل مَن يقرر سياستك، هل مَن يتحدث باسمك في الإعلام والمحافل، يشبهك؟ يمثل ضميرك؟ ينتمي إليك؟ إن كانت الإجابة لا — وهي لا شك كذلك — فعليك أن تتحرك.

نحن الآن أمام لحظة فاصلة. ما قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر ليس كما بعده. هذه الحرب ليست كسابقاتها، وهذه الدماء ليست مجرد أرقام. إنها الاختبار الأخلاقي الأعظم لهذا الجيل، فإما أن نكون على قدر اللحظة، أو نخسر أنفسنا إلى الأبد.

مقالات مشابهة

  • قرار بإغلاق منصة VSA بعد الاستيلاء على أموال المصريين.. وهذه عقوبة النصب الإلكتروني
  • تدشين "بازار نفط عُمان" المتنقل في ظفار
  • الناشط أنس حبيب لـعربي21: نظام السيسي متواطئ ضد غزة.. وحراكنا الشعبي لن يتوقف
  • تنفيذ مبادرة مجتمعية لاستصلاح الأراضي المتضررة من السيول في المراوعة
  • «شارع آمن».. مبادرة مجتمعية لتحسين شوارع وميادين حلوان
  • محافظ المنيا يضع حجر الأساس المرحلة الأولى من مبادرة “بيوت الخير” بعزبة الرملة بسمالوط
  • للأسبوع الخامس .. استمرار مبادرة تخفيض أسعار الأسماك بالإسماعيلية
  • أسطورة مصارعة المحترفين.. أبرز المعلومات عن هالك هوجان وسبب وفاته
  • احذر.. الابتزاز الإلكتروني يعرضك للحبس وغرامة 300 ألف جنيه
  • «ثلاجة الفريج» توزع مليون عبوة مياه ومثلجات على العمال في دبي