كيف نأخذ عهدًا من الله بدعاء ليلة النصف من شعبان؟.. داعية يوضح
تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT
بعد ساعات قليلة، تحل علينا ليلة مباركة عظيمة، ليلة النصف من شعبان، التي شهدت حدثًا فارقًا في التاريخ الإسلامي، وهو تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام، تكريمًا وجبرًا لخاطر النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وتُعد هذه الليلة من الليالي التي اختصها الله بفضل عظيم، حيث أكد العلماء أنها تضاهي في منزلتها ليلة القدر من حيث الرحمة والمغفرة واستجابة الدعاء، مما يدفع الكثيرين للبحث عن فضلها وأدعية مستحبة فيها.
من بين الأدعية المأثورة في هذه الليلة المباركة، ورد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه كان يقول:
"اللهم فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، إني أعهد إليك في هذه الحياة بأني أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمداً عبدك ورسولك، فلا تكلني إلى نفسي، فإنك إن تكلني إلى نفسي تباعدني من الخير، وتقربني من الشر، وإني لا أثق إلا برحمتك، فاجعل لي عندك عهدًا توفينيه يوم القيامة، إنك لا تخلف الميعاد".
ويقال إن من ردد هذا الدعاء، فإن الله يطبع عليه طابعًا ويضعه تحت العرش، حتى إذا جاء يوم القيامة نادى منادٍ: "أين الذين لهم عند الله عهد؟" فيقومون ويدخلون الجنة.
وفي هذا السياق، أوضح الشيخ محمد أبو بكر، الداعية الإسلامي، أن هذا الدعاء يُعد بمثابة العهد الذي يُرفع إلى الله في هذه الليلة، خاصة في الثلث الأخير من الليل، الذي يبدأ بعد منتصف الليل حتى أذان الفجر، حيث يختمه الملائكة ويرفعونه إلى المولى عز وجل، ليكون عهدًا بين العبد وربه.
أعمال مستحبة في ليلة النصف من شعبانإلى جانب الدعاء، هناك أعمال يستحب للمسلم الإكثار منها خلال هذه الليلة، مثل:
الصلاة: الإكثار من النوافل وقيام الليل.الاستغفار والتوبة: فهي ليلة يغفر الله فيها لعباده إلا لمشرك أو مشاحن.قراءة القرآن: خاصة سورة يس وبعض الأدعية الواردة في هذه الليلة.الصيام: لمن صام الأيام البيض أو أراد التقرب إلى الله بصيامها.دعاء ليلة النصف من شعبان لقضاء الحاجاتمن الأدعية المستحب ترديدها في هذه الليلة المباركة لقضاء الحاجات وتيسير الأمور:
"اللهم يا مقيل العثرات، يا قاضي الحاجات، اقضِ حاجتي وفرج كربتي، وارحمني ولا تبتلني، وارزقني وأكرمني من حيث لا أحتسب."
كما ورد دعاء مأثور عن بعض الصالحين يُقال في هذه الليلة:
"اللَّهُمَّ يَا ذَا الْمَنِّ وَلَا يُمَنُّ عَلَيْهِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، يَا ذَا الطَّوْلِ وَالإِنْعَامِ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ظَهْرَ اللَّاجِئينَ، وَجَارَ الْمُسْتَجِيرِينَ، وَأَمَانَ الْخَائِفِينَ..."
وفي الختام، فإن ليلة النصف من شعبان فرصة عظيمة لمن أراد أن يأخذ عهدًا مع الله، ويجدد توبته، ويدعوه بيقين، فهذه الليلة من الليالي التي تتنزل فيها الرحمة، ويُستجاب فيها الدعاء، فاغتنموها بالدعاء والتضرع إلى الله، عسى أن يكتب لنا فيها السعادة والمغفرة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ليلة النصف من شعبان دعاء لیلة النصف من شعبان فی هذه اللیلة
إقرأ أيضاً:
كثرة السجود.. من الصحابي الذي أوصاه النبي بهذا السلوك ؟
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن كثرة السجود تكون بكثرة الصلاة، وكان النبي يُكثر من الصلاة، فكان يحافظ على الرواتب، ولم يدعها إلا في نحو سفر، وهي سبع عشرة ركعة فرضًا، ومثلها سنةً مؤكدةً.
واستشهد علي جمعة، في منشور له عن كثرة السجود، بما روي عن ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه قال: كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ. فَقَالَ لِي : «سَلْ». فَقُلْتُ : «أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ». قَالَ : «أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ؟» قُلْتُ : «هُوَ ذَاكَ». قَالَ : «فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ».
وتابع: كان النبي يقوم الليل، امتثالًا لأمر ربه سبحانه وتعالى: {قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} [المزمل: 2 - 4].
وكان يأمر بصلاة الضحى، ويُرغِّب فيها، ويقول: «مَنْ حَافَظَ عَلَى شُفْعَةِ الضُّحَى، غُفِرَ لَهُ ذُنُوبُهُ، وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ ». وقد ثبتت عنه من ركعتين إلى اثنتي عشرة ركعة.
وأشار علي جمعة، إلى أن الصلاة في لغة العرب تعني "الدعاء بخير"، ومن هنا كان دعاؤنا لرسول الله جزاءً على تبليغه، فنقول: "اللهم اجزه عنا خير ما جازيت نبيًّا عن أمته"، ونقول كذلك: "اللهم صلِّ وسلِّم على سيدنا محمد وآله".
وقد يظن بعض الناس -من غير المسلمين، أو منهم ممن جهلوا- أن الله يُصَلي على النبي كما نصلي نحن له، وليس الأمر كذلك؛ فالصلاة من الله على عبده معناها: الثناء عليه، والدعاء له بالرحمة والرفعة. فـ "فاللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد" تعني: "اللهم أنزل عليه مزيدًا من الرحمات، وأعلِ درجته"، وعلو الدرجات لا نهاية له، وكلما صلّى عليه أحد من أمته، زاده الله شرفًا ورفعة، وهو أهلٌ لذلك بما صبر وبلّغ وترك.
وذكر أن الصلاة موطن لاستجابة الدعاء، وقد دلَّنا رسول الله على ذلك فقال: « وأما السجودُ فاجتهدوا فيه في الدعاءِ، فإنه قَمِنٌ أن يُستجابَ لكم ». أي: جدير بأن يُستجاب، بل يُستجاب فورًا بقوة.
وفي الحديث الآخر: «أقرب ما يكون العبد إلى ربه، وهو ساجد» فصلّوا، فإن الصلاة ركن الدين، وعموده، وذروة سنامه، والعمود هو الذي تقوم عليه الخيمة، فإذا قام، قام الدين، وإذا هُدم، هُدم الدين.