الجزيرة:
2025-10-12@12:33:19 GMT

ماذا يقول الأطباء عن الأحلام؟

تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT

ماذا يقول الأطباء عن الأحلام؟

اهتم الإنسان منذ زمن طويل بسبر أغوار الأحلام وفهمها، ولم يستثنِ الأطباء هذه الظاهرة الغامضة من أبحاثهم، فقد بدأ علماء النفس مبكرا في دراسة الآليات التي تنتج عنها الأحلام، إلا أنهم مؤخرا تحولوا عن ذلك وبدؤوا يبحثون في المعاني والأسرار التي تحملها أحلامنا.

يقول الدكتور أنطونيو زادرا، الباحث في النوم والأحلام بجامعة مونتريال بكندا، في مقابلة له مع صحيفة واشنطن بوست "يا لها من تجربة غريبة ورائعة أن نجد أنفسنا في هذه العوالم الافتراضية حيث نلتقي الناس ونتفاعل معهم، ونتمكن من تجربة جميع أنواع المشاعر".

ترى ماذا تحمل هذه الأحلام في طياتها؟

النوم على ضوء الشموع

في أواخر القرن التاسع عشر بدأ العلماء في البحث عن الأصل العصبي لنشوء الأحلام في أذهاننا أثناء النوم، حيث قادت عالمة النفس الأميركية ماري كالكنز في عام 1893 دراسة حول النوم أقامتها على ضوء الشموع، وقد كانت توقظ المشاركين طوال الليل ليصفوا لها ما يرون في أحلامهم وتدون ذلك، وتعد كالكنز أول من قام بقياس عناصر وتوقيت الأحلام.

وقد وجدت كالكنز أن الأحلام تحدث عموما في الزمن ذاته الذي يعيش فيه الحالم، فحتى لو حلم بمنزل طفولته أو بشخص لم يره منذ زمن بعيد إلا أن عمره الظاهري في الحلم يتطابق مع عمره في الحاضر، وهذا يدل على ارتباط الأحلام بحياة الحقيقة.

إعلان

نوم حركة العين السريعة

تغير لاحقا مجال الاهتمام بالأحلام عند اكتشاف نوم حركة العين السريعة (REM) Rapid Eye Movement، حيث لوحظ أن الناس عندما يستيقظون من النوم أثناء مرحلة نوم حركة العين السريعة، فإنهم غالبا ما يتذكرون أحلامهم بوضوح.

ونوم حركة العين السريعة هو مرحلة النوم التي تحدث فيها معظم الأحلام، حيث يزداد نشاط الدماغ وسرعة التنفس ومعدل ضربات القلب وضغط الدم، وتتحرك العينان بسرعة أثناء إغلاقهما، ويعتقد أن نوم حركة العين السريعة يلعب دورا مهما في الذاكرة والتعلم، وفقا للمعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة.

كما أظهرت الأبحاث أن الأحلام يمكن أن تحدث أثناء مراحل عديدة من النوم، فالمرضى الذين يعانون من إصابات في الدماغ تقضي على فترة حركة العين السريعة أو يتناولون أدوية تفعل ذلك يرون الأحلام، وقد تم قياس وجود نشاط كهربائي في الدماغ يرتبط بوجود الأحلام أو غيابها، إلا أنه لم يحدد بعد أي مؤشر حيوي دقيق يشير إلى أن هذا الشخص يحلم الآن.

شبكة الوضع الافتراضي

وفي العقد الماضي اهتم العلماء بدراسة ما يُسمى بـ"شبكة الوضع الافتراضي" ("Default Mode Network "DMN)، معتقدين أن هذه العملية قد تشبه ما يحدث أثناء الحلم. وتعرف شبكة الوضع الافتراضي وفقا لمجلة سايكولوجي توداي بأنها مناطق متصلة في الدماغ تظهر نشاطا متزايدا عندما يكون الإنسان غير منتبه لما يحدث حوله، أي أنه في وقت الراحة الذهنية.

وتظهر الأبحاث أن شبكة الوضع الافتراضي تنشط بشكل خاص عندما ينخرط الشخص في أنشطة ذهنية مثل أحلام اليقظة أو التأمل في الماضي أو المستقبل أو التفكير في رأي شخص آخر.

آلية للتكيف

تقول فرضية قديمة إن الحلم يعمل كوسيلة لمحاكاة التهديدات المحتملة في الحياة الحقيقية، حيث تساعد المرء على التأهب لمواجهة بعض الأخطار. ويقول الدكتور زادرا حول هذه النقطة "لكن العديد من الأحلام لا تحمل أي تهديدات جسدية أو نفسية". وهو يرى أننا نحلم لفهم تجارب اليقظة في سياق الماضي، وهذا يشبه حالة التأمل التي نستطيع ممارستها بواسطة شبكة الوضع الافتراضي. ويضيف "عندما تستيقظ بعدما تحلم، تكون قد اندمجت أشياء في فهمك لنفسك وللعالم، ومكانك فيه بطرق غريبة وغير ذات صلة، وهذا يساعدك على التنبؤ، أو بالأحرى التكيف مع ما ينتظرك".

إعلان العلاج العاطفي

هناك تفسير آخر يقول إن الأحلام تساعدنا في تنظيم ومعالجة عواطفنا. وتقول سارة ميدنيك، عالمة الإدراك في جامعة كاليفورنيا في إيرفين بالولايات المتحدة، إنها تنظر إلى الأحلام باعتبارها "مساحة آمنة حيث يمكننا أثناء الحلم أن نخوض تجارب شديدة ومشحونة عاطفيا ونجرب ما قد يحدث، ورغم زيادة الإثارة في الحلم، فإنك ترى تهدئة هذه الإثارة فيه أيضا".

وقد وجدت الدكتورة سارة في أحد أبحاثها أن الأحلام تساعد الأشخاص الذين تعرضوا لحدث عاطفي سلبي في تهدئة مشاعرهم المرتبطة بهذا الحدث. وتقول "إذا حلمت بحدث ما، فإنك ستحتفظ بذاكرة مفصلة لهذا الحدث لفترة أطول، ولكنك أيضا بمرور الوقت ستشعر بإثارة عاطفية أقل كلما فكرت في هذا الحدث". وترى الدكتورة سارة أيضا أن الأحلام هي نوع من العلاج الليلي.

كيف تتذكر أحلامك؟

يشير الواقع إلى أن بعض الأشخاص لا يتذكرون أحلامهم، رغم أن دراسات النوم التي يتم فيها إيقاظ المشاركين كل 5 دقائق طوال الليل، يتم تسجيل روايتهم للعشرات من الرؤى أثناء فترات قصيرة، ما يدل على أن الأشخاص الذين يستيقظون كثيرا خلال النوم قد يتذكرون المزيد مما يحلمون به.

كما يُعتقد أن الاهتمام بالحلم يؤثر أيضا على تذكره بما يشبه حالة الاستيقاظ دون منبه، فلو كان لديك أمر مهم يستولي على تفكيرك ستستيقظ قبل أن يدق المنبه، وكذلك الأحلام فقد تتذكر الحلم الذي يتعلق بالأمور التي تستولي على مساحة أكبر من تفكيرك.

يقول جينج تشانج، عالم الإدراك في كلية الطب بجامعة هارفارد ومستشفى ماساتشوستس العام في الولايات المتحدة، "إذا استيقظت بشكل تلقائي فهناك فرصة أكبر لأن تستيقظ في فترة نوم حركة العين السريعة"، إذ إن الاستيقاظ أثناء نوم حركة العين السريعة يزيد احتمالات وجودك في خضم الحلم، وهذا يزيد احتمالية تذكرك للحلم. ويقترح الدكتور تشانج تدوين الأحلام التي تتذكرها فور استيقاظك، حيث أظهرت الدراسات أن القيام بذلك يحسن عملية تذكر الأحلام.

إعلان

الصحة النفسية

هناك تفسير آخر يقترح أن الأحلام تقدم نظرة ثاقبة على مدى صحة الشخص النفسية، حيث يقول الدكتور زادرا إن الأشخاص الذين يعانون من ضغوطات أو يتعرضون للقلق أكثر "لديهم أحلام سلبية أكثر، ولديهم تفاعلات أكثر عدوانية في الأحلام من التفاعلات الودية، ولكن مع تحسن الصحة النفسية للحالم، تحدث تغييرات مقابلة في محتوى الأحلام".

ويقول الدكتور تشانغ، الذي بدأ في دراسة دور الأحلام في تأثيرها على المصابين ببعض الأمراض النفسية، "الكثير من الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات المزاج -الاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة– يروون أنماطا مختلفة من الأحلام، حيث تكون لديهم أحلام مفرطة".

ويضيف الدكتور تشانغ معلقا على حالة المصابين باضطراب ما بعد الصدمة، الذين يعانون من الكوابيس، إن "تشخيصهم باضطراب ما بعد الصدمة يكون أسوأ من حيث الأعراض، إنه مؤشر على أن نظامه النفسي لا يتكيف كما ينبغي"، وهذا يشكل علامة على أن المريض يحتاج مزيدا من المساعدة، حيث يقول الدكتور زادرا "يمكن إعادة صياغة هذا كفرصة للشخص المصاب باضطراب ما بعد الصدمة لطلب المساعدة، إذ يدل ذلك على أنهم بحاجة إلى العلاج، ويحتاجون إلى الأدوية، ويحتاجون إلى شيء ما".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات نوم حرکة العین السریعة الذین یعانون من الأشخاص الذین ما بعد الصدمة یقول الدکتور أن الأحلام على أن

إقرأ أيضاً:

ماكرون يبحث عن سادس رئيس وزراء لفرنسا.. ولوكورنو يقول: حل البرلمان تبدد

يتجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نحو تعيين رئيس وزراء جديد خلال اليومين المقبلين، في خطوة تُنهي التهديد بإجراء انتخابات برلمانية مبكرة وتمنح الطبقة السياسية فسحة لالتقاط الأنفاس وسط أزمة مالية متصاعدة.
 
وقالت "روتيرز"، إن رئيس الحكومة المنتهية ولايته سيباستيان لوكورنو أجرى  محادثات استمرت يومين للبحث عن مخرج لأسوأ أزمة سياسية تشهدها فرنسا منذ عقود، وأصبح إقرار موازنة تقشفية، يطالب بها المستثمرون الذين يزداد قلقهم من زيادة العجز المالي في فرنسا، أمرا بالغ الصعوبة بسبب الشلل السياسي.


وقال لوكورنو إنه أخبر ماكرون بأن رئيس الوزراء المقبل يجب ألا يكون مرتبطا بالحزب السياسي الذي ينتمي إليه الرئيس وألا يكون لديه أي طموح لخوض الانتخابات الرئاسية المقررة في 2027، وهناك عدة أسماء مطروحة في الأوساط السياسية، ومن بينها رئيس الوزراء الاشتراكي السابق برنار كازنوف ورئيس ديوان المحاسبة بيير موسكوفيسي والسياسي المخضرم جان لوي بورلو المنتمي لتيار الوسط.

Après mes consultations de ces 48 dernières heures, je suis convaincu qu'il y a bien une majorité absolue à l'Assemblée nationale qui refuse une nouvelle dissolution.

Un chemin est possible, il est difficile, mais les conditions sont là. pic.twitter.com/8D66kcKka3 — Sébastien Lecornu (@SebLecornu) October 8, 2025
فرنسا على حافة شلل حكومي
وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، يأتي هذا التحول بعد أسابيع من التوتر السياسي الحاد الذي فجرته استقالة رئيس الوزراء السابق سيباستيان ليكورنو بشكل مفاجئ؛ ما وضع فرنسا على حافة شلل حكومي جديد، كما يعكس قرار ماكرون بالتخلي عن التلويح بحل الجمعية الوطنية إدراكه لخطورة الوضع الراهن في ظل برلمان منقسم إلى ثلاث كتل متناحرة، جعلت إدارة البلاد أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى منذ تأسيس الجمهورية الخامسة.

فمنذ الانتخابات التشريعية المبكرة التي دعا إليها ماكرون العام 2024، باتت الجمعية الوطنية الفرنسية الأكثر تجزؤًا في تاريخها الحديث، حيث لم يعد لأي حزب أغلبية واضحة، وتوزعت القوى السياسية بين معسكر يساري يضم "فرنسا المتمردة" والاشتراكيين، وكتلة وسطية يقودها حزب ماكرون وحلفاؤه المحافظون، ويمين متطرف بزعامة مارين لوبان التي تسعى إلى استثمار الأزمة لتقويض شرعية الرئيس نفسه.

كما جاءت استقالة ليكورنو بعد خلافات حول تشكيل الحكومة الجديدة ومحاولاته الفاشلة لإيجاد توازن بين هذه القوى، لكن ماكرون كلّفه بمحاولة أخيرة لإقناع الأحزاب بتمرير الميزانية قبل نهاية العام، وهي المهمة التي دفعت ليكورنو للعودة إلى قصر الإليزيه مساء الأربعاء حاملاً تطمينات بأن هناك فرصة لتسمية رئيس وزراء جديد خلال 48 ساعة.

وقال ليكورنو في مقابلة متلفزة: "أشعر بإمكانية المضي قدمًا، لقد أخبرت الرئيس أن احتمال حل البرلمان يتضاءل"، وهو ما أكده مكتب ماكرون لاحقًا، مشيرًا إلى أن الهدف هو إخراج فرنسا من حالة الشلل السياسي التي تهدد قدرتها على ضبط ماليتها العامة.


أزمة مالية تضغط على القرار السياسي
ويمثل العجز المالي المتنامي لفرنسا المحرك الأساسي وراء تحركات ماكرون الأخيرة؛ فبعد سنوات من الإنفاق المرتفع، تواجه البلاد مستويات غير مسبوقة من الديون وتكاليف الاقتراض، تقارب تلك التي تشهدها اقتصادات هشة في منطقة اليورو.

وقد فشل أربعة رؤساء وزراء متعاقبين في إقرار إصلاحات مالية مستدامة أو تمرير ميزانيات تحظى بدعم برلماني كافٍ، ويتمثل التحدي الأكبر أمام الحكومة الجديدة في تمرير الميزانية المقبلة دون إثارة اضطرابات اجتماعية أو سياسية، خصوصًا في ظل الجدل المستمر حول إصلاح نظام التقاعد الذي رفع سن الإحالة إلى المعاش من 62 إلى 64 عامًا العام 2023، كما تطالب الأحزاب اليسارية بتجميد هذا الإصلاح مقابل دعم الحكومة، لكن هذا الخيار يبدو شبه مستحيل بالنسبة لماكرون.

المعارضة تحذر
حتى في حال نجاح ماكرون في اختيار رئيس وزراء يحظى بقبول نسبي، فإن التحدي الحقيقي سيبدأ في الجمعية الوطنية، حيث تمتلك مارين لوبان وحزبها اليميني المتطرف أكبر عدد من المقاعد، محذرة من أن حزبها سيعيق تأليف أي حكومة جديدة، داعية ماكرون مجددا إلى "حل" الجمعية الوطنية (البرلمان) أو حتى إلى "تقديم استقالته"، وقالت "لن أمنح الثقة لأي حكومة. كفى. لقد طالت هذه النكتة كثيرا".


وأظهر استطلاع أجرته مؤسسة "أودوكسا باكبون" لحساب صحيفة "لوفيغارو"، أن 57 بالمئة من الفرنسيين يرون أن رئيس الجمهورية "مسؤول بالكامل" عن استقالة رئيس حكومته، وأن 70 بالمئة يؤيدون استقالته، ويرى مراقبون أن ماكرون بات يفضل خيار "الاستقرار الهادئ" على المغامرة الانتخابية، خصوصًا بعد أن أثبتت تجربة 2024 أن أي اقتراع جديد قد يفاقم حالة الشلل ويمنح اليمين المتطرف موقعًا أقوى داخل البرلمان.

مقالات مشابهة

  • «حقنة غير معقمة».. ميسرة تكشف تفاصيل تعرضها للتسمم أثناء إجرائها عملية تجميل
  • ما لا يخبرك به الأطباء.. القلق والاكتئاب ودورهما في ارتفاع السكر بالدم
  • ماذا يحدث عند استخدام الهاتف أثناء الشحن؟
  • «حققت حلم الأحلام لما عملت أغنية معاك».. ويجز يُوجّه رسالة لـ محمد منير في عيد ميلاده
  • علي جمعة: الحلم والأناة هما دليل النضج والإيمان
  • السيسي يقول إن ترامب يستحق نوبل للسلام ويدعوه لرعاية اتفاق غزة
  • صاحب الانضباط التكتيكي والتحولات السريعة.. المصري عماد النحاس مدرباً للزوراء
  • ماكرون يبحث عن سادس رئيس وزراء لفرنسا.. ولوكورنو يقول: حل البرلمان تبدد
  • بن غفير يقول إنه سيصوت ضد اتفاق إنهاء الحرب في غزة
  • مسابقة سيارة الأحلام من تويوتا تنطلق مجدّدًا مع المركزية لتنمي المستقبل المستدام برؤية الأطفال