تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

صدر حديثًا عن دار أوراس للنشر والتوزيع كتاب «جدارية أم كلثوم» للكاتب الصحفي بيمن خليل، يتضمن هذا الكتاب العديد من القصائد التي تعبر عن صراع الإنسان في أعماقه الداخلية، بما في ذلك صراعات النفس، وتجريد الروح، وفهم ماهيات الجسد، بما فيها الحياة والموت والحب والصداقة.
يتكون الكتاب من ثمانية فصول: "راهب عرش السماء"، "رهبة العشق"، "تأملات الهيام"، "ملامح ملائكية"، "ثمن الحب"، "أسرار العشق"، "مقامات الحب"، "جدارية الروح"
ويقول الكاتب: هذه النصوص ما هي إلا روح انقسمت داخلي، فتمردت على كل شيء.

. فكم هو مرير الإنقسام، وكم هي شديدة الرؤية في معرفة تلك التفاصيل الصغيرة التي تسكن أعماق إنسان ثائر.
وجاء على غلاف الكتاب: 
روحي يا روحي 
لملمي مَا بَقِي فِيكِ 
بعض الصلوات المبعثرة 
فِي كُلِّ إِتجَاهِ وَفِي كُلِّ زَمَانِ 
كَالأَشْلَاءِ عِندَ انْفِجَارِ الْمَكَان 
قِصَّةُ حُبِّ لَمْ تَكمل 
أَسَاسُهَا الْحِرْمَانِ 
وأسطوانة حَجَرِيَّةً 
ظَلَّتْ تَدُورُ عَلَى أُغْنِيَة 
وَدَارَتِ الأَيَّام
جدير بالذكر أن بيمن خليل صحفي مصري، ولد في 21 يوليو 1995، وتخرج في كلية التجارة متخصصًا في إدارة الأعمال، وله العديد من المقالات، والتغطيات الصحفية المتميزة، في المجال الثقافي، وخاصة الاتجاهات الأدبية، وكتب لعدد من المواقع الإجبارية والجرائد والمجلات المصرية والعربية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: دار أوراس القصائد صراع الإنسان

إقرأ أيضاً:

الحب في زمن التوباكو (13)

 

 

 

مُزنة المسافر

 

ماتيلدا: أنا، ربما لا أعرف، ماذا أشعر.

ألبيرتو: بالتأكيد بالخجل.

نعم ربما هي هذه الكلمة التي بعثرتني أمام ألبيرتو حين جاء من العالم المتقدم، وجاء بباقة ورد وساعة يد قال لي أنها تدق مثلما يدق قلبه من أجلي، كم كان كلامه حلوًا في تلك اللحظة، وكان شعوري هذا قد تعاظم أكثر بغضب من غيابه لكن فجأة أُثلج فؤادي، وصار ينادي بالحنين، وأنا استقلَّ حافلة الصباح، وجدت ألبيرتو قد اختار كرسيًا بجانبي، كيف عرف أنني سأذهب للمسرح هذا النهار، لقد عاد ليقول لي ربما كلمات الاشتياق، لكنه لم يحكِ ولم يخبر بشيء نظر نحو عيناي القلقتين وسألني إن كنت أشعر بشيء ما، كان جوابي الخجل!

أو ربما الوجل من الغد، إنني مبعثرة، متقلبة كما هي الألحان، التي تتوسد أذناي، وتدخل أحشائي وتأبى أن تخرج.

جوليتا: ماذا حدث بعدها؟

ماتيلدا: دعيني أتذكر، أين هي علبة التبغ؟

جوليتا: إنها هنا، سألقي بها في الهواء.

ماتيلدا: ضربة جيدة، لقد التقطتها يا ابنة أخي.

ماتيلدا: لقد شقلبني كلامه، وجدتُ نفسي مبعثرة، سألته بصراحة بالغة لماذا عدت يا إلبيرتو، ألم يعجبك العالم المتقدم؟

ألبيرتو: لا ليس كثيرًا، اشتقت للديار واشتقت لحديثك الجميل يا عزيزتي.

كتبت إليك كثيرًا، كتبت لفؤادك وكتبت لدلالك ولغنجك، هل وجدتِ كل رسائلي؟

ماتيلدا: أنا آسفة يا ألبيرتو، أنا متأكدة من أن أبي قد قام بحرقها، والناس في الأرياف قد ضيعوها بين حقول الذرة، لابد أن أغادر الحافلة.

ألبيرتو: لحظة، صوتك يشعرني بالضياع، أود أن أسمعك تُغَنّين يا عزيزتي.

تقدمت خطوتين، تمايلت حول عمود الحافلة، وخرجت وقلت له كلمتين: لا تتبعني، سأذهب للعمل، العمل بحاجة إلى تركيز.

ألبيرتو: سأنتظرك في المقهى، ذاك المقهى في السادسة، ما رأيكِ؟

ماتيلدا: اتفقنا، الحساب عليك طبعًا.

ألبيرتو: بالتأكيد.

جوليتا: وماذا حدث بعدها يا عمتي؟

ماتيلدا: ابتسم ويا ليته لم يبتسم، كانت لحظة ساحرة بالنسبة لي، وجدته أمامي بعد غياب، وكم كان هذا نفسه العذاب الذي شعرت به مكررًا، لم أستطع أن أركز يا جوليتا، كنت أغني، وكانت التدريبات صعبة، وقلبي قد خُطف خطفًا عظيمًا، لا يمكن له أن يعود هذا ما قلته لخورخيه حين سألني ما بكِ يا ماتيلدا؟، ضحك وقال إنكِ شابة ستنسين هذا حين تكبرين.

قلت له: لا أريد أن أكبر، أود فقط أن أبقى في هذه اللحظة أسيرة ومحصورة في هذا الزمن وهذا المكان، وذاك المقهى، وتلك الحافلة، في وقت وجدت فيها ألبيرتو بعد غياب، جاء بالتأكيد بالجواب.

خورخيه: وهل هذا جواب نجمة يا نجمة؟، نحن نرى أناسًا كُثر ولا نتعلق بالأمور البراقة، هذه الكلمات شعشاعة، لماعة، لنفوس طماعة يا ماتيلدا.

ماتيلدا: هكذا كانت جوابات خورخيه واقعية حتى يجعلني أشعر أنني على الخشبة تمامًا وليس فوق سحابة هائمة، لكنني قلت له إن ما أراه هو الإلهام بعينه، وأن عيشي لكل ذلك يجعلني أشعر بالفن يتغلغل في نفسي، لا أدري إن كان جوابي مقنعًا، لكنه يكفي لأن يدير خورخيه ظهره عني لوهلة.

ماتيلدا: وفعلًا جاءت السادسة، وكأنها أتت بعد وقت طويل، وعبرت ساعات عمري كلها، وقالت إنه وقت ألبيرتو يا عزيزتي، لا تقتربي من أي شخص أو أي محطة قطار أو أي ساعة عشاء أخرى.

إنها له وحده، لتكون هذه ساعة الحب بينكما في زمن لا يوجد فيه غير دخان التبغ والقهوة، وأولئك المتحذلقين الراغبين في معرفة القصة التي بينكما.

جوليتا: وهل جاء ألبيرتو يا عمتي؟

مقالات مشابهة

  • قاضٍ أميركي يأمر بالإفراج عن الناشط المؤيد لفلسطين محمود خليل
  • قاض أميركي يأمر بالإفراج عن الناشط الفلسطيني محمود خليل
  • بردة النبي لروي متحدة رحلة كتاب روائي في عقل إيران الثورة
  • لماذا يخفق القلب فرحًا أو حزنًا؟ وأيهما أشد وطأة؟
  • سحب عشرات الطائرات العسكرية الأمريكية من قاعدة العديد في قطر
  • انسحاب جوي أميركي مفاجئ من قاعدة العديد في قطر
  • المسلماني يهدي سفير باكستان مجموعة أم كلثوم
  • اكتشاف نوع جديد من الثعابين البحرية في أعماق المحيط الأطلسي
  • توماس لونغمان.. رائد النشر الذي وضع أسس صناعة الكتاب الحديثة ماذا تعرف عنه؟
  • الحب في زمن التوباكو (13)