كيف يعيد ترامب تشكيل السياسة الخارجية لأمريكا؟
تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT
لا يكتفي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتغيير القواعد، بل يرسم نهجاً جديداً بالكامل للولايات المتحدة.
الطريق إلى النجاح سيتمثل في تعزيز عناصر ثلاثة
وكتب أرتورو مكفيلدس في مجلة "ذا هيل" الأمريكية، أن استراتيجيته "أمريكا أولًا" لا تعني فقط إعادة ترتيب الأولويات الداخلية، بل تمثل قطيعة مع السياسة التقليدية، إذ يسعى ترامب إلى استعادة القيادة الأمريكية عالمياً من خلال 3 عناصر رئيسية: كبح نفوذ الصين، تعزيز التحالفات الإقليمية، واستعادة الهيمنة الأمريكية.
ونجحت إدارة ترامب في إجبار المكسيك على نشر أكثر من 10 آلاف جندي لمكافحة تهريب المخدرات والهجرة غير الشرعية، بعدما اعتبر أن لديها "تحالفاً لا يُطاق" مع العصابات، كما ردّت واشنطن على تقارب المكسيك مع الصين بفرض واقع اقتصادي جديد، بعدما تفوقت مبيعات السيارات الصينية على الأمريكية هناك.
وصادرت الولايات المتحدة طائرة تابعة لفنزويلا، وأمنت إطلاق 6 مواطنين أمريكيين، وضمنت ترحيل النظام الشيوعي لمئات المجرمين الخطرين من عصابة شارع ترين دي أراغوا. وتدفع فنزويلا حتى تكاليف الرحلات الجوية. وهذه نتائج باهرة بعد أقل من شهر من تولي ترامب لمنصبه.
"Conquering in Chaos: How Trump is reinventing America’s foreign policy" (@TheHillOpinion) https://t.co/y5IDHNpfnS
— The Hill (@thehill) February 16, 2025في غضون ذلك، عرضت السلفادور استقبال وإعادة سجن المجرمين ليس فقط من عصابات السلفادور سيئة السمعة، بل وأيضاً من العصابات المكسيكية والمدانين من جنسيات أخرى، بما في ذلك الأمريكيون، وقد وعد الرئيس نجيب أبو كيلة، بأن يكون شريكاً رئيسياً في الأمن والهجرة ومكافحة تهريب المخدرات.
وأعلنت الولايات المتحدة أيضاً، أنها ستدعم التعاون في مجال الطاقة النووية المدنية في السلفادور، لضمان توليد كهرباء أكبر وأرخص وأكثر آماناً.
كما حقق ترامب ووزير خارجيته الجديد ماركو روبيو انتصاراً سريعاً وساحقاً في بناما.
وفي أقل من 24 ساعة، رسماً حدوداً أمام الصين، ووسعاً التعاون في مجال الهجرة مع بناما، وعززا الأجندة التجارية والتعاون الأمني.
وتعهد الرئيس خوسيه راؤول مولينو بعدم تجديد أو تمديد مشاركة بلاده في مبادرة الحزام والطريق الصينية الشيوعية، ولعل هذا هو الانتصار الأكثر دوياً لزيارة روبيو إلى هذا البلد.
Trump’s foreign policy
— The aspirations of locals are beside the point in Trump’s ambition to redraw the map
— With lightning speed, knock critics off-balance
— Present the world with a fait accompli
— Unbound by any ideologyhttps://t.co/MU2g7DMuhS
والخطوة التالية هي زيادة الضغط على الشركات التي يسيطر عليها الحزب الشيوعي الصيني، حيث تقوم شركة هاتشيسون بورتس التي تتخذ هونغ كونغ، بتشغيل محطات الميناء على طرفي القناة، وحازت مؤخراً على امتياز لمدة 25 عاماً من دون تقديم عطاءات، وستخضع هذه الاتفاقات للتدقيق وإعادة النظر فيها وربما إلغائها.
وخلال زيارته الأخيرة لغواتيمالا، صرح روبيو بأن الصين مهووسة بإنشاء الاتصالات أو السيطرة عليها من خلال شركة هواوي وغيرها من الشركات. وأكد أن الحكومة الأمريكية تدعم قرار غواتيمالا الثابت بالحفاظ على العلاقات الديبلوماسية مع تايوان، وستفعل كل ما هو ممكن لجلب المزيد من الاستثمارات إلى الدولة الواقعة في أمريكا الوسطى.
ونجح ترامب في الفوز بمعارك مهمة في المنطقة، موضحاً أولوياته واهتماماته. وهذه ليست بالضرورة سياسة "العصا الغليظة" التي انتهجها الرئيس تيدي روزفلت، ولكن ربما نستطيع أن نطلق عليها أسلوب "التقدم وسط الفوضى".
وهذا شكل جديد من أشكال السياسة الخارجية الصعبة، ولكنه يمثل أيضاً فرصة جديدة لتحقيق الرفاهية والأمن والازدهار في نصف الكرة الغربي.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: آيدكس ونافدكس رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ترامب
إقرأ أيضاً:
ترامب في اسكتلندا: زيارة تجمع بين السياسة والغولف في موطن والدته الأصلي
وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى اسكتلندا في زيارة تستمرّ خمسة أيام يتنوّع برنامجها بين اللقاءات السياسية وافتتاح ملعب جديد لرياضة الغولف المفضلة لديه يحمل اسم علامته التجارية والتي اختار موطن والدته الأصلي ليكون موقع المشروع. اعلان
وهبطت الطائرة الرئاسية في مطار بريستويك قرب غلاسكو ليتنقل بعدها إلى ترنبري، أحد منتجعيْ الغولف في اسكتلندا المملوكين لشركة عائلية يديرها أبناؤه.
افتتاح ملعب للغولف
يُعرف ترامب بحبّه لرياضة الغولف، إذ تمتلك شركات عائلته عدّة منتجعات للرياضة حول العالم تُعرف بأنها المفضلة للأثرياء، ويوجد أشهرها المنتجعات في فلوريدا.
تُعدّ كثبان الرمال الخلابة على الساحل الشمالي الشرقي لاسكتلندا، المُطلة على مياه بحر الشمال الرمادية المتلاطمة، من بين الأماكن المُفضّلة لدى دونالد ترامب. ففي عام 2023، قال خلال محاكمته بتهمة الاحتيال المدني في نيويورك، مُتحدثًا عن خططه للتطوير المُستقبلي على ممتلكاته في بالميدي، أبردينشاير: "في مرحلة ما، ربما في شيخوختي، سأذهب إلى هناك وأُنجز أجمل ما رأيتموه في حياتكم"، وهي منطقة في شمالي اسكتلندا.
بعد أن بلغ 79 عامًا وعاد إلى البيت الأبيض، يُحوّل ترامب جزءًا على الأقل من هذا الوعد إلى واقع، حيث وصل إلى اسكتلندا يوم الجمعة بينما تستعدّ شركة عائلته لافتتاح ملعب غولف جديد يحمل اسمه في 13 أغسطس/ آب.
تتشابك علاقات ترامب ومشاكله في اسكتلندا مع رياضة الغولف.
اقترح ترامب لأول مرة بناء ملعب على امتداد بري وجميل على ساحل بحر الشمال شمال أبردين عام 2006.
حظي مشروع ترامب إنترناشونال اسكتلندا بدعم الحكومة الاسكتلندية، لكنه قوبل بمعارضة شديدة من بعض السكان المحليين ونشطاء حماية البيئة، الذين قالوا إن امتداد الكثبان الرملية الساحلية موطن لبعض أندر الحيوانات البرية في البلاد، بما في ذلك طيور القبرة، والنورس البري، والغرير، وثعالب الماء.
حظي الصياد المحلي مايكل فوربس بشهرة عالمية بعد رفضه عرض منظمة ترامب البالغ 350 ألف جنيه إسترليني (690 ألف دولار آنذاك) لبيع مزرعة عائلته المهجورة في قلب العقار. ولا يزال فوربس يعيش في ممتلكاته، التي وصفها ترامب ذات مرة بأنها "حي فقير وحظيرة خنازير".
"لولا أمي، هل كنت سأترك هذا الموقع؟ أعتقد أنني كنت سأفعل، نعم"، هذا ما قاله ترامب عام 2008 خلال معركة التخطيط لملعب الغولف. "ربما، لو لم تكن أمي قد وُلدت في اسكتلندا، لما كنت قد بدأته على الأرجح".
تمت الموافقة على ملعب الغولف في النهاية وافتتح عام 2012. لم تتحقق بعض الجوانب الأروع للمشروع المخطط له، بما في ذلك 500 منزل وفندق من 450 غرفة، ولم يحقق الموقع أي ربح، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".
من المقرر افتتاح ملعب ثانٍ من 18 حفرة في المنتجع هذا الصيف. سُمي ملعب ماكليود تكريمًا لوالدة الرئيس الملياردير.
كان هناك جدل أقل حول ملعب تيرنبيري على الجانب الآخر من اسكتلندا، وهو ملعب عريق اشتراه ترامب عام 2014.
دفع ترامب باتجاه إقامة بطولة بريطانيا المفتوحة على هذا الملعب لأول مرة منذ عام 2009.
يُعد ملعب تيرنبيري واحدًا من عشرة ملاعب ضمن قائمة الملاعب التي ستستضيف البطولة. لكن المنظمين يقولون إن هناك مشاكل لوجستية تتعلق "بالبنية التحتية للطرق والسكك الحديدية والإقامة" يجب حلها قبل عودة البطولة.
كان المنتجع في مارس/ آذار الماضي هدفاً لمؤيدي فلسطين، حيث رسمت مجموعة من فناني الغرافيتي شعارات مؤيدة لغزة في منتجع تيرنبيري.
عودة إلى موطن الأموُلدت والدة ترامب، ماري آن ماكليود، عام 1912 بالقرب من بلدة ستورنواي في جزيرة لويس، إحدى جزر هبريدس الخارجية قبالة الساحل الشمالي الغربي لاسكتلندا.
صرح ترامب عام 2017: "وُلدت والدتي في اسكتلندا - ستورنواي، أي اسكتلندا الحقيقية".
نشأت في عائلة كبيرة تتحدث اللغة الغيلية الاسكتلندية، وغادرت إلى نيويورك عام 1930 كواحدة من آلاف المهاجرين من تلك الجزرخلال السنوات الصعبة التي أعقبت الحرب العالمية الأولى.
تزوجت ماكليود من والد الرئيس، فريد سي. ترامب، ابن مهاجريْن ألمانيين، في نيويورك عام 1936. وتوفيت في أغسطس/ آب 2000 عن عمر يناهز 88 عامًا.
لا يزال لترامب أقارب في لويس، وقد زارها عام 2008 حيث أمضى بضع دقائق في المنزل الرمادي البسيط الذي نشأت فيه والدته.
وعند وصوله إلى اسكتلندا، تناول دونالد ترامب أيضا قضية الهجرة في أوروبا، داعيا الدول الأوروبية إلى “تنظيم أمورها” و”وضع حد لهذا الغزو الرهيب”، مشيرا إلى سياساته في ترحيل المهاجرين غير المسجلين كمثال.
إجراءات أمنية ولقاء مع فون دير لاينوتُحاط زيارة ترامب بإجراءات أمنية مشددة تحسبا لاحتجاجات. وأعلنت شرطة اسكتلندا التي تستعد لاحتجاجات في إدنبرة وأبردين وكذلك قرب ملاعب الغولف، عن "عملية كبيرة في جميع أنحاء البلاد تستمر لعدة أيام".
ولم ينص جدول أعمال ترامب على التزامات رسمية ليومي السبت والأحد، حتى أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية التي تأمل في التوصل إلى اتفاق بشأن الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة، الجمعة أنها ستلتقيه في اسكتلندا الأحد لإجراء محادثات.
وكانت فون دير لاين قد قالت إنهما "سيناقشان العلاقات بين دول الاتحاد الأوروبي والأطلسي"، في أسبوع تكثفت فيه المفاوضات قبل الأول من أغسطس/ آب، وهو الموعد النهائي الذي حدده ترامب من حيث قال إنه سيفرض رسومًا جمركية بنسبة 30% على واردات الاتحاد الأوروبي. وفي الوقت نفسه، وافقت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على قائمة من التدابير المضادة الخاصة بها إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.
من جانبه، قال ترامب يوم الجمعة إن التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي بشأن التجارة سيكون "أكبر صفقة على الإطلاق إذا توصلنا إليها".
ستارمر والرسوم الجمركيةوبحسب وكالة "أسوشييتد برس"، من المتوقع أيضًا أن يسافر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى اسكتلندا لإجراء محادثات مع ترامب. وقد بنى الزعيم البريطاني علاقة وطيدة مع ترامب، الذي قال هذا الشهر: "أنا معجب جدًا برئيس الوزراء، على الرغم من كونه ليبراليًا". ومن المرجح أن يناقشا التجارة، حيث يسعى ستارمر إلى إعفاء واردات الصلب البريطانية من رسوم ترامب الجمركية.
ولم يُعلن بعد ما إذا كان ترامب وستارمر - وهو ليس لاعب غولف - سيلعبان جولة في أحد ملاعب الغولف.
وفي مايو/ أيار الماضي، أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا التوصّل إلى اتفاق تجاري، غير أن لندن ما زالت تترقّب قرارات ترامب.
لكن عند وصوله إلى اسكتلندا، أكد الرئيس الأمريكي أن الوقت قد حان "للاحتفال"، مؤكداً أن "الاتفاق أُبرم" مع لندن، مضيفاً أنه سيناقش مع ستارمر "أموراً أخرى".
لكنه قبل مغادرته واشنطن، بدا وكأنه يخيّب آمال بريطانيا في الحصول على تخفيضات دائمة في الرسوم الجمركية على الصلب والألمنيوم. وقد أُعفيت لندن حتى الآن من الرسوم البالغة 50 بالمئة المطبّقة على واردات المعدنين إلى الولايات المتحدة.
وقال ترامب عندما سأله أحد الصحافيين عن منح "مجال مناورة" للمملكة المتحدة: "إذا فعلت ذلك من أجل دولة ما، فيجب أن أفعل ذلك من أجل الجميع".
وسيعود الرئيس الأمريكي إلى بريطانيا في سبتمبر/ أيلول بدعوة من الملك تشارلز الثالث في زيارة دولة يتوقّع أن تتميز بالحفاوة.
قضيّة إبستين حاضرةحتى في اسكتنلدا، لاحقت الرئيس الأمريكي قضيّة جيفري إبستين، الخبير المالي الأمريكي الذي اتّهم بجرائم جنسية وعثر عليه مشنوقا في زنزانته قبل بدء محاكمته.
وأكد ترامب للصحافيين بعد نزوله من الطائرة إنه “لم يتم إبلاغه مطلقا” بأن اسمه كان مدرجا في وثائق المحكمة التي أدت إلى توجيه الاتهام في عام 2019 لإبستين بالاتجار الجنسي بالقاصرات.
ويعيب بعض أنصار ترامب على الرئيس نقص الشفافيّة في هذه القضيّة المتمحورة على شخصية بارزة من الطبقة المخملية في نيويورك كانت تجمعها صداقة بالملياردير الجمهوري وأصبحت رمزا لانحطاط نخبة محظية في نظر جزء كبير من تيّار “ماغا” نسبة إلى شعار ترامب المختصر “لنجعل أميركا عظيمة مجدّدا”.
وقد حُرمت صحيفة “وول ستريت جورنال” التي نشرت مقالا عن علاقة ترامب بإبستين من المقعد المخصّص لمراسليها في الطائرة الرئاسية خلال الرحلة إلى اسكتلندا.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة