ابيضاض الشعاب المرجانية يصل إلى مستوى كارثي يهدد الحياة البحرية «فيديو»
تاريخ النشر: 18th, February 2025 GMT
في أعماق المحيطات حيث تواجه الشعاب المرجانية خطرا متزايدا قد يحولها إلى هياكل بيضاء خالية من الحياة إنها ظاهرة ابيضاض المرجان التي تتسارع بفعل تغير المناخ والاحتباس الحراري، مهددة واحدا من أغنى الأنظمة البيئية على كوكب الأرض.
جاء ذلك وفق تقرير تلفزيوني عرضته قناة «القاهرة الإخبارية» بعنوان «ناقوس الخطر.
ابيضاض المرجان يأتي عند التعرض لدرجات حرارة مرتفعة
يحدث ابيضاض المرجان عندما تتعرض الشعاب المرجانية لدرجات حرارة مرتفعة تؤدي إلى طرد الطحالب المجهرية التي تعيش داخل أنسجتها، فتفقد ألوانها وتصبح أكثر عرضة للموت، هذه الظاهرة لم تعد مجرد أحداث متفرقة بل تحولت إلى كارثة عالمية متكررة، إذ شهد العالم حتى الآن 4 أحداث ابيضاض واسعة النطاق منذ عام 1985، آخرها بدأ في 2023 ولا يزال مستمرا.
وأشار التقرير إلى أن الشعاب المرجانية ليست مجرد مشهد جمالي فهي موطن لآلاف الكائنات البحرية ومصدر رزق لملايين البشر ودرع طبيعي يحمي السواحل من العواصف، ومع ذلك فإن استمرار ارتفاع حرارة المحيطات قد يؤدي إلى اختفاء 90% من الشعاب المرجانية بحلول منتصف القرن الحالي، ما لم يتم اتخاذ إجراءات جذرية للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة وتقليل التلوث البحري.
هل يمكن إنقاذ الشعاب المرجانية قبل فوات الأوان، الإجابة تكمن في يد البشرية، فالتغير المناخي ليس مجرد أزمة مستقبلية بل تحدي حقيقي يهدد كوكبنا اليوم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: تغير المناخ المناخ الشعاب المرجانية القاهرة الإخبارية الشعاب المرجانیة
إقرأ أيضاً:
تابع زلازل المحيطات الأخطر.. كيف تحدث موجات تسونامي العاتية؟
مع أن موجات تسونامي أو أمواج المد العاتية نادرة الحدوث، فإن لها عواقب مدمرة. ففي القرن الماضي حدث 58 تسونامي فقط، لكنها أودت بأكثر من 260 ألف شخص. وفي المتوسط تسببت كل كارثة في وفاة 4600 شخص، وهو ما يفوق أي خطر طبيعي آخر حسب منظمة الأمم المتحدة.
وليست هناك علاقة مباشرة بين الزلازل أو موجات تسونامي مع التغير المناخي. لكن في القرن الحالي، زادت الخسائر بشكل كبير، ففي ديسمبر/كانون الأول 2004 أدى تسونامي بالمحيط الهندي إلى أكبر عدد من الوفيات تلك الفترة وتسبب ما يقدر بـ 227 ألف حالة وفاة في 14 بلدا، حيث كانت إندونيسيا وسريلانكا والهند وتايلند الأكثر تضررا.
اقرأ أيضا list of 3 itemslist 1 of 3علماء يحذرون من تأثير التغير المناخي على زيادة خطر الزلازلlist 2 of 3"شيء كبير قريب".. لم ارتفعت أعداد الزلازل مع الزمن؟list 3 of 3ما علاقة الزلازل بالأنشطة البشرية والتغير المناخي؟end of listوعام 2011، ضرب زلزال بقوة 9 درجات سواحل اليابان وغمرت موجات تسونامي سواحل شمال وشرقي البلاد مخلفة أكثر من 18 ألف قتيل ومفقود، وكارثة بيئية مدمرة بسبب انفجار مفاعل نووي لتوليد الطاقة في منطقة فوكوشيما.
وعقب الزلزال بقوة 8.8 درجات على مقياس ريختر -الذي ضرب اليوم الأربعاء شبه جزيرة كامتشاتكا قبالة الساحل الروسي- تشكلت موجات تسونامي في بعض سواحل المحيط الهادي، خصوصا جزر الكوريل الروسية والجزيرة الشمالية الكبرى لليابان هوكايدو، ووصلت إلى بعض سواحل كاليفورنيا بالولايات المتحدة.
كما انطلقت صفارات التحذير في عدة دول، وطُلب من السكان التوجه إلى مناطق مرتفعة. ومن جانبها حذرت كل من إندونيسيا والمكسيك والإكوادور من تشكل موجات تسونامي، ولم يتم حصر الخسائر بعد.
تشير كلمة تسونامي اليابانية إلى الأمواج العاتية وغير الطبيعية، وتعني مفردة "تسو" الميناء، أما "نامي" فتعني موجة. وهي موجات ضخمة تنشأ بفعل اضطرابات تحت الماء ولها علاقة مع الزلازل التي تحدث في الأسفل أو بالقرب من المحيط.
إعلانويمكن أن تتسبب ثوران البراكين والانهيارات الأرضية الغواصة، وتساقط الصخور الساحلية أيضا، في توليد موجات المد العاتية، كما يمكن لكويكب كبير أن يؤثر على المحيط. إنها تنشأ نتيجة الحركة العمودية بقاع البحر والتي تتسبب في نزوح الكتلة المائية.
وتظهر موجات تسونامي في كثير من الأحيان كجدران من الماء ويمكن أن تهاجم الشاطئ وتصبح خطرة لعدة ساعات، مع قدوم موجات كل 5 دقائق إلى 60 دقيقة، ويختلف ارتفاع الموجات المد البحري حسب أسبابها.
وقد لا تكون الموجة الأولى هي الأكبر، ولكن غالبا ما تكون الثانية أو الثالثة او الرابعة أو حتى الموجات اللاحقة هي الأكبر. وبعد أن تفيض موجة واحدة، أو تفيض في المناطق البرية، فإنها تتراجع باتجاه البحر في كثير من الأحيان بقدر ما يمكن للشخص أن يرى ذلك، وبالتالي يصبح قاع البحر معرضا للخطر أو مكشوفا.
وبعد ذلك تندفع الموجة المقبلة إلى الشاطئ خلال دقائق، وتحمل في طياتها الكثير من كتل الحطام العائمة التي دمرتها موجات سابقة.
تعد الزلازل من أهم أسباب حدوث موجات تسونامي، وتولد الزلازل عن طريق تحركات على طول الصدوع المرتبطة بحدود الصفائح التكتونية، وتحدث معظم الزلازل القوية في مناطق الاندساس حيث تنزلق شرائح لوحة المحيط تحت الصفيحة القارية أو لوحة محيط أصغر. ولا تتسبب كل الزلازل في حدوث تسونامي. فهناك 4 شروط لازمة لتتسبب الزلازل في حدوث تسونامي:
– أن يحدث الزلزال تحت المحيط أو نتيجة انزلاق المواد في المحيط.
– أن يكون الزلزال قويا، أي ما لا يقل عن حجم 6.5 درجات على مقياس ريختر.
– أن يمزق الزلزال سطح الأرض، وأن يحدث في عمق ضحل أي أقل من 70 كيلومترا تحت سطح الأرض.
– أن يتسبب الزلزال في حركة عمودية لقاع البحر (تصل إلى عدة أمتار).
من الممكن أن يجبر الانهيار الأرضي الذي يحدث على طول الساحل كميات كبيرة من المياه باتجاه البحر، مما يتسبب في إخلال حركة المياه وبالتالي توليد تسونامي. ويمكن أيضا أن تؤدي الانهيارات الأرضية تحت الماء لموجات تسونامي عندما تتحرك المواد العائمة جراء الانهيارات الأرضية بعنف، مما يدفع الماء أمامها.
الثورات البركانيةعلى الرغم من ندرتها نسبيا، تتسبب الثورات البركانية العنيفة أيضا في تسريع الاضطرابات، والتي يمكن أن تحل محل وحدات كبيرة من المياه وتوليد موجات تسونامي مدمرة للغاية في المنطقة المجاورة للمصدر.
ففي 26 أغسطس/آب 1883، تم تسجيل أكبر تسونامي وأكثرها تدميرا على الإطلاق بعد انفجار وانهيار بركان كراكاتوا بإندونيسيا. حيث ولد هذا الانفجار موجات وصلت طولها إلى 41 مترا تقريبا، ودمرت المدن والقرى الساحلية على طول مضيق سوندا في كل من جزيرتي جاوة وسومطرة، مما أسفر عن مقتل أكثر من 36 ألف شخص.
وقد تنشأ أمواج تسونامي أيضا جراء سقوط أجسام من خارج الأرض مثل الكويكبات والنيازك، وهو أمر نادر الحدوث للغاية. ولم يتم تسجيل تسونامي نتيجة نيزك أو كويكب بالتاريخ الحديث، لكن العلماء يدركون أنه في حالة اصطدام الأجرام السماوية هذه بالمحيط فإنها ستتسبب في موجات تسونامي عاتية.
ونظرا لخطورتها، حددت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 5 نوفمبر/تشرين الثاني ليكون اليوم العالمي للتوعية بأمواج تسونامي، ودعت البلدان والهيئات الدولية والمجتمع المدني لإذكاء الوعي بأمواج تسونامي وتبادل الأساليب المبتكرة للحد من مخاطرها.
إعلانوعام 2022، دشن مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث حملة "اصعدوا إلى الأرض المرتفعة" (#GetToHighGround) للتوعية بمخاطر أمواج تسونامي، والتشجيع على المشاركة في التدريبات المتعلقة بأساليب الهروب من الأمواج على طول الطرق المحددة للإخلاء، مما يساعد المجتمعات على الاستعدادات للكوارث الطبيعية وبناء قدرتها على الصمود.
وأكدت هذه الحملة أن الموت بالأمواج ليس أمرا حتميا. فالإنذار والاستعداد المبكر أداتان ناجعتان في حماية الناس وصون الأنفس، والحيلولة دون تحول الأخطار إلى كوارث.
ولنجاعة تلك الأدوات، ينبغي أن تشمل أنظمة الإنذار المبكر من أمواج تسونامي كل من يمكن أن يكون معرضا لمخاطرها، فضلا عن ضرورة أن تكون تلك الأنظمة قادرة على الإنذار من مخاطر متعدة، كما ينبغي أن تكون المجتمعات المعنية على أهبة الاستعداد لتستطيع التصرف بشكل سريع.