الهزات الارتدادية في الشرق الاوسط
تاريخ النشر: 18th, February 2025 GMT
18 فبراير، 2025
بغداد/المسلة:
محمد حسن الساعدي
منذ السابع من اكتوبر وما زالت المنطقة العربية وتحديداً الشرق الاوسط واقع تحت تأثيرها،وبالرغم من عدم اعلان الكيان الاسرائيلي توجعه من أثر الصدمة التي كشفت كل نقاط الضعف داخل هذا الكيان،الا أن المنطقة تتعامل الآن مع الهزات الارتدادية لهذا الحدث والزلزال الذي ما زالت آثاره على المشهد سواءً على فلسطين وتحديداً غزة او جنوب لبنان الذي ما زال يعاني من آثاره.
من أهم الارتدادات التي نتجت عن هذا الحدث هو القواعد الاساسية التي وضعها الكيان الاسرائيلي في مقدمة اولوياته الا وهي تدمير البنى التحتية لحماس والقضاء عليها تماماً كقوة على الارض،وكذلك إنهاء الانفاق التي تمر عبر أغلب المدن الفلسطينية والتي لم يستطع الكيان الاسرائيلي السيطرة عليه او إنهاءها، وبالرغم من أغتيال كبار قادتها وتعرض حماس الى ضربات موجعة، الا انها ما زالت توقع خسائر كبيرة بين صفوف جنود الكيان ، بالإضافة الى ما تعرض له حزب الله من فقد لقياداته وجنوده في محنة”البيجر” الا انه ما زال يضرب العمل الاسرائيلي بقوة،وشاهدنا في آخر يوم قبل الهدنة كيف أستطاع من ضرب أكثر من400 صاروخ في العمق الاسرائيلي،وما لحقه من سقوط لنظام بشار الاسد الذي كان يعول عليه تماماً في إنهاء حماس وجنوب لبنان كقوة ارتدادية على الارض.
ويبدو من خلال الاحداث السابقة ان المشهد الجيوسياسي في الشرق الاوسط قد بدأ بالتحول الكبير على أثر هذه الارتدادات، ومع جميع المتغيرات التي حدثت على الارض على جميع الجبهات الا ان السؤول المطروح اليوم إذا ما كانت هذه الهزات الارتدادية قد أقتربت من نهايتها ام لا؟
وينبغي أن الاجابة نقرأ واقع العالم وخصوصاً بعد مجيئ ترامب الى البيت الابيض، فالرجل لا يريد الحروب وان رغبته تتجه نحو منطقة المحيطين الهندي والهادي، ولكن من الناحية العملية فان الانسحاب الامريكي اصبح اكثر صعوبة من قبل، وان الهزات الارتدادية ستستمر حتى عام 2025 مما يضع المصالح الامريكية في المنطقة في دائرة الخطر، وهذا ما انعكس في الهزة الارتدادية الاولى في اليمن والتي بدأت قساوتها تنعكس على العمق الاسرائيلي،ويبدو ان الحوثيين والقوات المسلحة اليمنية غير مكترثين وغير خائفين من الضربات الانتقامية التي يقوم الكيان في اليمن امام الاصرار الاسرائيلي، ما يعني ان المواجهة سوف تتصاعد اكثر فاكثر على البحر.
اليمن تبعد أكثر من 1300 ميل عن إسرائيل ما يجعل أمكانية شن حملة جوية مستمرة مسألة معقدة من الناحية اللوجستية بالنسبة لإسرائيل مقارنة بغزة او لبنان المجاورتين،كما أن الكيان الصهيوني لم ينظر الى اليمن والقوات المسلحة على انها تهديد من وقت قريب،على العكس من حزب الله الذي أقرب تهديد ومستمر على امن الكيان الصهيوني لذلك فان عملية المواجهة مع الحوثيين تكون مرهقة لا يمكن الصمود امامها لتعقيد الجغرافية وسيطرة الحوثي على الممر المائي بالإضافة الى بعد المسافة مع فلسطين المحتلة.
ومن الناحية التحليلية فانه ومنذ طوفان الاقصى واعلان الكيان الصهيوني حربه ضد إيران وان حماس وحزب الله وسوريا والحوثيين ما هي الا ادوات والبداية والاستعداد للمواجهة الكبرى مع إيران، وربما يعتقد الغرب أن إيران في أضعف حالاتها بل يمكن اعتبار مضاعفة عملها على البرنامج النووي ما هو الا احد نقاط القوة لإيجاد التوازن في المنطقة وإيجاد إلية الردع المناسبة مع إسرائيل وقبلها الولايات المتحدة الامريكية،لذلك يبقى التساؤل مطروحاً عن مدى قرة العقوبات الامريكية على العمل بسرعة كافية لمنع اندلاع حرب نووية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: الهزات الارتدادیة الکیان الا
إقرأ أيضاً:
تفاصيل مخطط تحالف “العيون الخمس” الجديد في الشرق الأوسط ودور 6 دول عربية في إبادة غزة ومواجهة اليمن
يمانيون|متابعات
كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، أمس السبت، أن عدداً من الدول العربية التي وجّهت انتقادات علنية قاسية لـ”إسرائيل” خلال حرب غزة، حافظت في السر على تعاون عسكري واستخباراتي وثيق معها، في إطار آلية دفاعية إقليمية سرية تقودها الولايات المتحدة.
ووفقاً للوثائق الأمريكية المسربة التي حصلت عليها الصحيفة بالتعاون مع الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين (ICIJ)، فإن ست دول عربية على الأقل — هي السعودية ومصر والأردن والإمارات والبحرين وقطر — شاركت في إطار يُعرف باسم “الهيكل الأمني الإقليمي” (Regional Security Construct)، في حين أُدرجت الكويت وسلطنة عمان كمرشحتين للانضمام مستقبلاً.
وبحسب التقرير، أُنشئ هذا الهيكل الأمني تحت إشراف القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) ليكون بمثابة شبكة سرية لتبادل المعلومات وتنظيم المناورات والتنسيق العملياتي، بمزاعم مواجهة ما يسمى “النفوذ الإيراني” وتعزيز الروابط العسكرية مع “إسرائيل”.
جميع الاجتماعات صُنّفت على أنها “سرّية ومحمية بالرعاية الأمريكية”، مع تعليمات صارمة تحظر التصوير أو التواصل مع وسائل الإعلام. وتشير الوثائق إلى أن المذكرات الداخلية تناولت حتى تفاصيل “الطعام الكوشر” المخصص للمشاركين الإسرائيليين، بما في ذلك حظر لحم الخنزير والمأكولات البحرية في اللقاءات المشتركة.
خلال السنوات الثلاث الماضية، نظّم هذا الإطار سلسلة من القمم الأمنية والتدريبات العسكرية في دول عربية وغربية، من البحرين والأردن إلى قاعدة العديد في قطر، وصولاً إلى قاعدة فورت كامبل في ولاية كنتاكي الأميركية. أحد التقارير السرية وصف تدريبات ميدانية على تحديد وتدمير الأنفاق تحت الأرض — وهي التكنولوجيا التي استخدمتها “إسرائيل” في مواجهاتها مع حماس — فيما تحدثت وثيقة أخرى عن مناورات جرت في مصر في سبتمبر الماضي، شاركت فيها قوات من الولايات المتحدة و”إسرائيل” والسعودية والأردن ومصر واليونان والهند وبريطانيا وقطر.
الهدف المعلن من هذه المبادرة، وفق الوثائق، هو تحقيق تنسيق لحظي بين أنظمة الدفاع والرادارات والاتصالات السيبرانية ومنظومات الدفاع الصاروخي، بحيث تندمج بيانات الرادار والمستشعرات للدول المشاركة في شبكة أمريكية موحدة لمواجهة الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية. كما كشفت الوثائق أن دولتين عربيتين — لم يُذكر اسمهما — قدمتا معلومات استخباراتية مباشرة لسلاح الجو الأمريكي، وأن المشاركين باتوا يستخدمون منصة تشفير خاصة للتواصل الفوري مع واشنطن والعواصم الحليفة.
تجاوز التعاون البعد الإقليمي ليصل إلى تحالف “العيون الخمس” الاستخباراتي الذي يضم الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، في مؤشر على الطابع العالمي للمشروع. وتشمل الخطط المستقبلية إنشاء “مركز الشرق الأوسط للأمن السيبراني” و ”مركز دمج المعلومات” لتسهيل تبادل البيانات وإجراء تدريبات رقمية مشتركة بين الخبراء “الإسرائيليين” والعرب.
وتوضح الوثائق أن السعودية لعبت دوراً محورياً داخل هذا الإطار، إذ قدمت معلومات استخباراتية لـ”إسرائيل” ولدول عربية أخرى بشأن الأوضاع في سوريا واليمن. كما شاركت في اجتماع كبير عُقد في يناير الماضي بقاعدة فورت كامبل الأمريكية، تضمن تدريبات على كشف الأنفاق الهجومية وتحييدها — وهي تقنية تستخدمها “إسرائيل” في حربها ضد غزة. وتضمنت اجتماعات أخرى احاطات سعودية–أمريكية عن النشاط الروسي والتركي والكردي في سوريا، إلى جانب تحديثات حول تهديدات “الحوثيين” في اليمن.
وشددت الوثائق على أن هذا التعاون “لا يشكل تحالفاً جديداً”، وأن جميع الاجتماعات يجب أن تبقى “خارج نطاق العلن”، بينما واصل القادة العرب في الوقت ذاته إصدار بيانات حادة ضد “إسرائيل”. فقد وصف أمير قطر العملية العسكرية التي شنّها الاحتلال في غزة بأنها “حرب إبادة”، فيما اتهمت السعودية “إسرائيل” بارتكاب “تجويع وتطهير عرقي بحق الفلسطينيين”. واعتبر محللون تحدثوا للصحيفة أن الوثائق تؤكد معادلة التناقض العربي: فالدول الخليجية تخشى “إسرائيل” المنفلتة لكنها تعتمد على المظلة الأمنية الأميركية وتخاف من تصاعد “القوة الإيرانية”.
وترى واشنطن في هذه المنظومة امتداداً لاتفاقيات التطبيع، ومحاولة لبناء تطبيع أمني تدريجي بين “إسرائيل” والعالم العربي، تمهيداً لتشكيل منظومة دفاع إقليمي أوسع. وتشير الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة نشرت مؤخراً 200 جندي في المنطقة للإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار، بينما صرح ترامب بأن الدول المشاركة في الشبكة قد تساهم لاحقاً بقوات ضمن بعثة دولية لإدارة قطاع غزة. ومع أن هذه الدول أعلنت تأييدها العلني لخطة ترامب لإنهاء الحرب — بما في ذلك إنشاء قوة متعددة الجنسيات وتدريب شرطة فلسطينية جديدة — إلا أنها لم تقدم حتى الآن أي التزام فعلي بإرسال قوات، مفضّلة إبقاء التطبيع الأمني في نطاق السرّ لا العلن.