وكالة الصحافة المستقلة:
2025-12-14@19:47:50 GMT

الشاهد غائب!

تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT

فبراير 24, 2025آخر تحديث: فبراير 24, 2025

د. عامر ممدوح

كاتب وأكاديمي

يعلمنا أساتذتنا في الدراسة الاكاديمية ان كلمات من قبيل (الحقيقة) و(الواقع) يجب ان تكون بعيدة جداً عن استخدام المؤرخ، ذلك لأن التاريخ سيبقى مدار ظن، وتحديث مستمر، وأفهام متعددة، والأمر مرتبط بشكل أساسي بمدى توفر المعلومة الموثقة الصحيحة من عدمها والأثر الدال عليها.

تذكرت تلك التعليمات الصارمة، والتي تمثل محدداً لازماً في عمل كل باحث يخوض او يتخصص في هذا الميدان، وانا اقرأ مذكرات أستاذ كبير، إذ لمحت وسط السطور إلى رأي ومعلومة وصلته تخص قضية ما ظلت مثار جدل وتحليل طويل، فان صحت نكون أمام طرح مغاير لكل ما سبق خلال عقود ماضيات.

ويبدو ان إصدار حكم نهائي بخصوص القضية أعلاه يبدو اليوم أكثر صعوبة في ظل غياب المادة المكتوبة، والأهم غياب الشاهد المواكب للحدث، فإذا كنا نتحدث عن قصة وقعت قبل 5 عقود تقريباً، فكيف الحال بحوادث وقعت قبل قرون؟!

وليس في ذلك دعوة إلى نسف كل تفاصيل هذا العلم بالمطلق كما يحلو للبعض، أبداً، ولكن هي إشارة اجدها لازمة للتأني في إطلاق الأحكام، تجاه الأحداث والجماعات والشخصيات على حدٍ سواء.

وحتى لو تم تكوين رأي او موقف ما يجب أن يظل اعتقادنا راسخاً بانه اجتهاد قابل للخطأ او الصواب بأي حال من الأحوال، وأن الأمر قد يتغير بالكلية ربما في حال العثور على معلومة ما او سماع رواية جديدة لم يسبق طرحها.

إننا ــ وهذا الحال ــ ننتصر للمنهج العلمي الرصين في التعاطي مع الماضي البعيد والقريب، وكذلك نحقق الانصاف المطلوب لمن سبقنا، ممن غادرونا وافتقدوا اليوم إلى الشاهد الثبت الذي قد ينصفهم، ويا لكثرة تلك القضايا الشائكة التي ما تزال تنتظر ولو حرفاً يضاف إلى سجلها العتيق.

واليوم ونحن نعيش مخاض العراق العسير منذ أكثر من عقدين، كم قصة مرت، وكم قول أطلق، وكم تقييم وضع بحدّة بالغة تجاه هذه الجهة او تلك، او هذا الشخص او ذاك، ونكتشف بعد حين أن كل تلك الأحكام كانت ظالمة لأن الشاهد الوحيد غاب واندثر أثره.

وفضلاً عن الزامية فعل التدقيق تجاه ما يحيط بنا بدءً من أصغر دائرة إلى أعلاها، فان ذلك السلوك المطلوب هو الذي يوجد البناء الصحيح الذي نفتقده، والجو الإيجابي العلمي الذي نحتاجه ونحن نسير وبتعثر كبير نحو مستقبلنا المجهول.

دعوة صادقة للتثبت، وخطوة مهمة لتقييم الماضي والحاضر والبيئة والمحيط، وبحث مطلوب عن كل شاهد صادق قد يكون منزوياً أو غاب وترك أثراً، وأساس لا غنى عنه للبناء إن أردناه أن يكون قوياً متيناً وقادراً على مجابهة الرياح العاتية، وما أكثرها اليوم.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

إقرأ أيضاً:

رفض مصري قطري لـسلوك إسرائيل تجاه وقف إطلاق النار بغزة.. الاتفاق متعثر

أكد مسؤولون مصريون أن تجاوز المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة "لا يزال متعثرا"، على الرغم من إعلان البيت الأبيض، وجود "جهد مكثّف يُدار خلف الكواليس للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق السلام في غزة"، والتأكيد على قرب تشكيل "مجلس السلام" المكلّف بإدارة القطاع.

وأضاف المسؤولون بحسب ما نقلت عنهم صحيفة "الأخبار" اللبنانية، أن ذلك يعود ذلك وفق معطيات ميدانية وسياسية إلى ما يمكن توصيفه بـ"العرقلة الواضحة" من جانب "إسرائيل" لمسارات كان يُفترض فتحها ضمن إطار الاتفاق. 

وذكروا أنه "في مقابل هذا التعطيل، تُسجَّل تحرّكات استخباراتية مصرية–قطرية نشطة تهدف إلى إزالة هذه العراقيل، رغم قناعة القاهرة والدوحة بأن الإدارة الأمريكية منشغلة حاليا بملف المفاوضات الروسية الأوكرانية على حساب المسار الغزّي".

وأشاروا إلى أن "الولايات المتحدة، المنهمكة بسلسلة اتصالات مرتبطة بالأزمة الأوكرانية، لا ترى ضرورة للاستعجال في الإعلان عن قرارات تخص المرحلة الثانية من الاتفاق، طالما أن المرحلة الأولى لا تزال قائمة شكليًا، رغم الخروقات الإسرائيلية المتكررة".


ويقابل هذا الموقف الأمريكي، وفق التقدير المصري، سعي إسرائيلي منهجي لفرض وقائع ميدانية جديدة داخل قطاع غزة. وخلال المباحثات الأخيرة مع الجانب الأميركي، عبّر المسؤولون المصريون عن قلق بالغ إزاء محاولات "إسرائيل" توسيع عمق المنطقة العازلة داخل القطاع إلى مسافة تصل إلى ثلاثة كيلومترات، مؤكدين رفض هذا الطرح رفضًا قاطعًا "تحت أي ظرف".

وفي إطار محاولة نزع الذرائع الأمنية الإسرائيلية، التي ترى القاهرة أنها "مبالغ فيها إلى حدّ كبير"، عرض الجانب المصري تقديم ضمانات تتعلّق بالوضع الأمني المستقبلي للقطاع، بما يحول دون تكرار سيناريو "طوفان الأقصى". 

ومن النقاط التي جرى تثبيتها خلال الاجتماعات، التزام الجانب الفلسطيني الكامل ببنود الاتفاق وتعهد عدم عرقلته، رغم ما تصفه القاهرة بغياب المرونة الإسرائيلية في التعامل مع المقاتلين العالقين في المناطق الخاضعة للاحتلال، فضلًا عن استمرار إغلاق معبر رفح، خلافًا لما نصّ عليه الاتفاق الذي يفترض تشغيله في الاتجاهين.

وتستند الطروحات المصرية، بحسب المصادر، إلى مبدأ "تحييد سلاح المقاومة" في المرحلة الراهنة، مع فتح المجال للتفاهم على قواعد محدّدة تضمن من جهة الأمن للمستوطنات الإسرائيلية، ومن جهة أخرى تحول دون اقتطاع أراضٍ جديدة من قطاع غزة. 

وتشمل الرؤية المصرية كذلك وجودًا أمنيًا فلسطينيًا وانتشارًا لقوات دولية داخل القطاع، إلى جانب خطة لإعادة إعمار مدينة غزة بالكامل وفق جدول زمني واضح يوفّر شروط حياة إنسانية للسكان، بالتوازي مع إنهاء المظاهر المسلحة، وذلك ضمن تفاهمات تقوم على مبدأ "الثقة المتبادلة".


وللمرة الأولى منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، أبلغ المسؤولون المصريون نظراءهم الأمريكيين باستحالة إقناع فصائل المقاومة بالتخلّي عن سلاحها في غياب ضمانات حقيقية تتعلق بأمن القطاع، وبالتزام "إسرائيل" الكامل ببنود أي اتفاقات لاحقة. وشدّدوا على أن أي نقاش جدي حول ملف السلاح يبقى مشروطًا بقيام دولة فلسطينية عاصمتها شرق القدس، وهو مسار لا تظهر حتى الآن أي مؤشرات جدية على قرب تحققه.

وفي السياق نفسه، حذّرت القاهرة من أن استمرار الاتفاق في صورته "الهشّة" الحالية لن يؤدي إلى استقرار دائم أو سلام فعلي على الأرض، كما تطمح إليه الإدارة الأمريكية. وأن التباطؤ الإسرائيلي المتعمّد في تنفيذ بنود وقف إطلاق النار، والإبقاء على حالة الحرب مفتوحة، يثيران شكوكًا عميقة بشأن جدية تل أبيب في الالتزام بتعهداتها.

وتضمنت النقاشات المغلقة مع المسؤولين الأمريكيين، والتي شارك في بعضها مسؤولون قطريون، تحذيرات واضحة من التقليل من شأن القدرات العسكرية التي لا تزال قائمة داخل قطاع غزة، رغم الحرب الممتدة لأكثر من عامين، والتنبيه إلى إمكانية تنفيذ تحركات فلسطينية من داخل القطاع. 

وخلصت هذه المداولات إلى التأكيد على ضرورة العمل الجاد لوقف الانتهاكات الإسرائيلية، سواء في غزة أو في الضفة الغربية، بحسب ما ذكرت المصادر التي نقلت عنها الصحيفة اللبنانية.

وبحسب أحد المسؤولين المشاركين في الاجتماعات، فإن التحذيرات التي نقلتها القاهرة بشأن التداعيات المحتملة لانهيار الاتفاق، والتي جاءت في توقيت وُصف بالمفاجئ لبعض المسؤولين الأميركيين، هدفت إلى تسريع مسار التفاهم، وترافقت مع مطالبات بضرورة توضيح عدد من الملفات الحساسة قبل زيارة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى البيت الأبيض نهاية الشهر الجاري، في ظل قناعة مصرية بأن الوقائع الميدانية الحالية لا يمكن استمرارها عند الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق. 

مقالات مشابهة

  • السياسة الأمريكية تجاه أفريقيا: ما الذي تغير؟
  • إسرائيل اليوم: هؤلاء قادة حماس الذي ما زالوا في غزة
  • سيناريوهات البيك أب والتسلّل البرّي.. ما الذي يتدرّب عليه الطيّارون الإسرائيليون اليوم؟
  • بـ 10 حيل مجرّبة.. كيف تزيد من شغف الأطفال بالمذاكرة؟
  • بعدما أبدى رغبته بالتحدث معه.. قرار جديد من مدرب ليفربول تجاه محمد صلاح
  • سأرتدي البشت وأحمل علم مصر.. تصرف لافت من إعلامي سعودي تجاه بيراميدز قبل مباراة فلامنغو
  • رفض مصري قطري لـسلوك إسرائيل تجاه وقف إطلاق النار بغزة.. الاتفاق متعثر
  • سياسي: خطة المفوضية الأوروبية تجاه أموال روسيا المجمدة تهدد الاقتصاد الأوروبي
  • الشاهد: الحزمة الثانية من التسهيلات الضريبية فرصة لتعزيز الاستثمار وتحسين مناخ الأعمال
  • الشاهد: لجنة مراجعة التشوهات الجمركية خطوة داعمة للصناعة الوطنية