الجزيرة:
2025-06-11@02:08:46 GMT

بحارة جنوب شرق آسيا بنوا قوارب متطورة قبل 40 ألف سنة

تاريخ النشر: 25th, February 2025 GMT

بحارة جنوب شرق آسيا بنوا قوارب متطورة قبل 40 ألف سنة

يعتقد فريق من الباحثين من جامعة "أتينو دي مانيلا" الفلبينية أن الشعوب القديمة في منطقة جنوب شرق آسيا قد بنوا قوارب متطورة وأتقنوا الملاحة البحرية منذ عشرات الآلاف من السنين، وغزوا المحيط قبل آلاف السنين من المستكشف البرتغالي فرناندو ماجلان، وهذا يتحدى الرأي التقليدي القائل إن التقدم التكنولوجي الكبير خلال العصر الحجري القديم كان مقتصراً على أوروبا وأفريقيا.

وبحسب الدراسة، التي نشرت في دورية "جورنال أوف أركيولوجيكال ساينس" أجرى الباحثون تحليلات مجهرية للأدوات الحجرية المستخرجة من مواقع في الفلبين وإندونيسيا وتيمور الشرقية، بعضها يعود تاريخه إلى ما يقرب من 40 ألف عام.

المجتمعات القديمة كانت تشارك في صيد الأسماك بالبحر المفتوح (رويترز) تدقيق علمي

استخدم الباحثون طريقة "تحليل الاستخدام-التلف" لاستنتاج وظائف الأدوات الحجرية المستخرجة، وتتضمن هذه التقنية فحص أسطح وحواف الأدوات تحت تكبير عالٍ لتحديد أنماط التآكل الناتجة عن أنشطة معينة.

وفي هذه الدراسة، تم إيلاء اهتمام خاص للتآكل الذي يشير إلى التعامل مع النباتات، وبشكل خاص عمليات التشقيق والتلميع التي تقترن مع استخراج الألياف، التي تستخدم بدورها في صناعة الحبال والشباك والروابط الأساسية لبناء القوارب وعمليات صيد الأسماك التي تجري في البحر المفتوح.

إعلان

وتتضمن الأدلة الإضافية من المواقع الأثرية في الفلبين وتيمور الشرقية بقايا أنواع أسماك أعماق البحار مثل التونة وأسماك القرش، مما يشير إلى أن المجتمعات القديمة كانت تشارك في صيد الأسماك بالبحر المفتوح، الأمر الذي يتطلب ليس فقط قوارب قوية ولكن أيضًا معرفة بالبيئات البحرية وأنماط هجرة الأسماك.

وبحسب الدراسة، فقد كشف الباحثون عن وجود أدوات صيد مثل الخطافات وأوزان الشبكة. وما يدعم وجود ممارسات بحرية متقدمة، ظن العلماء من قبل أنها لم تظهر إلا بعد آلاف السنين في أوروبا وأفريقيا.

اختيار هذه المواقع بناءً على الاكتشافات السابقة للأدوات الحجرية وبقايا الحيوانات (رويترز) بحارة مهرة

تشير هذه النتائج التي توصل إليها الباحثون إلى أن الهجرات في تلك المناطق خلال عصور ما قبل التاريخ كانت منفذة بمهارة، ومن المرجح أن البحارة القدماء قاموا ببناء قوارب متطورة باستخدام مواد مركبة مربوطة بحبال نباتية.

كما أن رحلاتهم البحرية لم تكن عبارة عن انجرافات عشوائية على طوافات بسيطة، بل كانت رحلات مخططة من قبل ملاحين مجهزين بالتكنولوجيا اللازمة والمعرفة البيئية لعبور مسافات شاسعة من المحيط.

وقد ركز الباحثون على المواقع الأثرية الساحلية في جميع أنحاء الفلبين وإندونيسيا وتيمور الشرقية، والتي يعود تاريخ بعضها إلى ما يقرب من 40 ألف سنة، وتم اختيار هذه المواقع بناءً على الاكتشافات السابقة للأدوات الحجرية وبقايا الحيوانات التي تشير إلى السكن البشري والأنشطة البحرية.

إعادة بناء الماضي

وللتحقق من صحة التفسيرات التي توصلوا إليها، قام الباحثون ببناء نفس الأدوات الحجرية باستخدام تقنيات النحت التقليدية واستخدموا هذه النسخ في معالجة العديد من النباتات المحلية المعروفة بخصائصها الليفية، ومن خلال مقارنة أنماط التآكل والبقايا على الأدوات التجريبية بتلك الموجودة على العينات الأثرية، أمكن للفريق استنتاج الوظائف الأصلية للأدوات القديمة بشكل أكثر دقة.

إعلان

كما تضمنت الدراسة بيانات إثنوغرافية من مجتمعات أصلية معاصرة في جزر جنوبي شرق آسيا مازالت تمارس تقنيات بناء القوارب التقليدية ومعالجة النباتات. وقد وفرت ملاحظات هذه المجتمعات رؤى للعلماء حول أنواع النباتات المستخدمة في بناء المركبات المائية والطرق المستخدمة في معالجة هذه المواد.

وإلى جانب ذلك، تعاون الباحثون مع خبراء في الهندسة المعمارية البحرية، بهدف تصميم واختبار نماذج مصغرة للمركبات البحرية المحتملة التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ استنادًا إلى البيانات الأثرية والإثنوغرافية التي تم جمعها.

وقد سمح هذا التعاون بين التخصصات المختلفة بفهم أكثر شمولاً للجوانب التكنولوجية والهندسية للرحلات البحرية المبكرة في المنطقة.

وبناءً على البيانات التي تم جمعها، بدأ الفريق مشروع المركبات البحرية الطويلة المدى بالبحر المفتوح، والذي تضمن بناء واختبار نسخ طبق الأصل من القوارب القديمة باستخدام المواد والتقنيات المستنتجة من الدراسة.

ومن خلال هذه المنهجية المتعددة الأوجه، تقدم الدراسة أدلة عميقة على أن سكان تلك المناطق طوروا تقنيات أكثر تقدما مما ظن العلماء، تعتمد على النباتات، مما مكنهم من بناء سفن مائية متقدمة، وقد سهلت هذه الابتكارات الملاحة الماهرة عبر مسافات محيطية شاسعة، مما يساهم بشكل كبير في فهم العلماء للهجرة البشرية المبكرة والتكيف البحري في جزر جنوب شرق آسيا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات قمة الويب شرق آسیا

إقرأ أيضاً:

دراسة تكشف الوجه الآخر لروتين البشرة المنتشر بين المراهقات على تيك توك

أظهرت دراسة حديثة أن روتينات العناية بالبشرة التي تروّج لها فتيات مراهقات على تطبيق تيك توك لا تعود بأي فائدة تُذكر، بل على العكس، تزيد من خطر الإصابة بتحسس جلدي دائم قد يرافقهن طيلة حياتهن. اعلان

وقد لاحظ فريق البحث الذي أجرى الدراسة ازدياداً في عدد الفتيات الصغيرات اللواتي ينشرن مقاطع فيديو تُظهر روتينات معقدة تشمل مرطبات، وتونر، وعلاجات حب الشباب، وحتى مستحضرات مقاومة للتجاعيد.

وفي أول دراسة من نوعها، قام الباحثون بتحليل محتوى هذه الفيديوهات، وخلصوا إلى أن هذه الروتينات ليست فقط مرهقة، إذ تستيقظ بعض الفتيات في الرابعة والنصف صباحًا لتطبيقها، بل مكلفة وغير ضرورية، بل وقد تكون ضارّة.

وقالت الدكتورة مولي هيلز، الباحثة الرئيسية من جامعة نورث ويسترن: "المخاطر المرتبطة باستخدام هذه المنتجات، خاصةً عند الفتيات الصغيرات، تفوق بفارق كبير أي فائدة ضئيلة قد تجنيها من المكونات الفعالة".

روتينات العناية بالبشرة لدى المراهقات على تيك توك تُلحق الضرر ببشرتهن

وأضافت أن وسائل التواصل الاجتماعي قد تكون مساحة للتعبير والمرح، لكن لا حاجة للفتيات الصغيرات لمثل هذه الروتينات. وأوضحت: "يكمن الخطر في إيصال رسالة مفادها أن العناية بالبشرة أمر ضروري لحماية الصحة. فالحقيقة أن هذه المنتجات لا تحسّن صحة الجلد، بل على الأرجح تضعف بنيته بمرور الوقت".

وشددت على أن غسولاً لطيفًا يُستخدم مرة أو مرتين يوميًا مع واقٍ شمسي يكفي تمامًا.

وقد أوضحت الدراسة، التي نُشرت في مجلة بدياتركس (Pediatrics)، أن الباحثين أنشأوا حسابين مزيفين على تيك توك يُفترضان لفتيات بعمر 13 عامًا، وراقبوا 100 فيديو لروتينات عناية بالبشرة من إنتاج أطفال ومراهقين.

ووجد الفريق أن 81 من أصل 82 منشئ محتوى كانوا من الفتيات، تتراوح أعمارهن بين 7 و18 عامًا. وكتب الباحثون: "غالبية الفتيات يظهرن ببشرة صافية وفاتحة وخالية من العيوب"، لافتين إلى أن هذه الفيديوهات تكرّر مفاهيم الجمال المرتبطة بالبشرة البيضاء.

سكارليت جودارد ستراهان (11 عامًا) تلتقط صورة في منزلها في ساكرامنتو، كاليفورنيا، الثلاثاء 20 آب/أغسطس 2024، في إطار تقرير عن هوس العناية بالبشرة على وسائل التواصل الاجتماعي.Juliana Yamada/Copyright 2024 The AP. All rights reserved

وتبين أن الروتين الواحد يتضمن في المتوسط ستة منتجات، وغالبًا ما تكون من العلامة التجارية نفسها، بتكلفة إجمالية تقارب 168 دولارًا (124 جنيهًا إسترلينيًا). إلا أن بعض الروتينات تضمنت أكثر من 12 منتجًا، بكلفة تجاوزت 500 دولار (369 جنيهًا إسترلينيًا).

وغالبًا ما جاءت الفيديوهات على شكل "استعدي معي" أو "روتين العناية بالبشرة" أو "روتين بعد المدرسة".

وبحسب الدراسة، فإن العديد من المنتجات تحتوي على مكونات مثل حمض الستريك، المعروف بتسببه بتحسس البشرة وزيادة حساسيتها لأشعة الشمس، ما يعزز خطر الحروق والتلف. ورغم ذلك، أظهرت النتائج أن 26% فقط من فيديوهات روتينات العناية النهارية تضمنت استخدام واقي الشمس، وهو ما وصفه الباحثون بأنه "فرصة ضائعة بشكل كبير".

وأشارت هيلز إلى أن استخدام منتجات تحتوي على مكونات نشطة متعددة، أو استخدام عدة منتجات تحتوي على نفس المكوّن النشط، يعزز احتمالية التهيج الجلدي.

كما وجد الباحثون أن 76% من الفيديوهات الـ25 الأعلى مشاهدة احتوت على مكون واحد على الأقل من مسببات الحساسية الجلدية المحتملة، وغالبًا ما تكون العطور.

بدورها، قالت الدكتورة تيس ماكفيرسون، من الجمعية البريطانية لأطباء الجلدية – والتي لم تشارك في الدراسة – إن النتائج تدعم ملاحظات ميدانية سابقة حول زيادة عدد الزيارات لعيادات الجلدية بسبب التهيجات بين الأطفال والمراهقين. وأضافت: "نشهد زيادة كبيرة في الرغبة بالحصول على بشرة مثالية أو خالية من العيوب، وهو مفهوم غير واقعي ولا يُشعر الناس بالسعادة".

وأشارت إلى أن بعض الأطفال يطلبون أموالًا كهدايا أعياد ميلادهم لشراء منتجات العناية بالبشرة باهظة الثمن، والتي تُسوّق بقوة للفتيات الصغيرات من خلال تغليف جذاب.

Relatedمانويل نوير يطلق منتج للعناية بالبشرة ويكشف عن إصابته السابقة بسرطان الجلدشركات مستحضرات التجميل تزيل من قاموسها عبارات "تبييض" و"تفتيح" البشرة خبراء يربطون بين مستحضرات ترطيب البشرة واشتعال الحرائق

وحذرت ماكفيرسون من أن هذه الفيديوهات تسهم في تعميق الوصمة المرتبطة بمشاكل مثل حب الشباب والإكزيما، وتغذي الخوف من الشيخوخة، وهو ما تعززه صور النساء اللواتي يستخدمن البوتوكس والفيلر.

وختمت قائلة: "الأطفال يلجأون بشكل متزايد إلى منتجات لا يحتاجونها، ولا تفيدهم. هذا يعكس نظرة مقلقة للغاية في المجتمع تجاه مفهوم الجمال".

من جهته، قال متحدث باسم تيك توك: "هذا النوع من المحتوى شائع في جميع وسائل الإعلام، وقد أقرّ الباحثون بأنهم لم يقيموا تأثيره الفعلي على رفاه المراهقين. إلا أنهم وجدوا فوائد حقيقية مثل التعبير عن الذات، وتعزيز الروابط بين الوالدين والأبناء، وبناء مجتمع داعم على المنصة".

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي يوجه المسيّرات رغم العوائق الطبيعية
  • مؤتمر آبل WWDC 2025.. تقنيات متطورة وإعلان تفاصيل النظام الجديد ios 26
  • دراسة حديثة: دواء شائع للسكري يطيل عمر النساء فقط
  • متحدث جوازات مكة: تسهيلات متطورة بمدة زمنية قياسية لرحلات الحجاج المغادرة
  • النوم أكثر من 9 ساعات يهدد دماغك وصحتك
  • دراسة تكشف الوجه الآخر لروتين البشرة المنتشر بين المراهقات على تيك توك
  • يديعوت أحرونوت: توترات بين الجيش ومسؤولين بشأن السفينة “مادلين”
  • الستاتينات تعزز فرص النجاة من حالة مهددة للحياة
  • ما هي النباتات التي تعيش في الجو الحار؟
  • من أرز المياه المالحة إلى السواك.. السعودية تدجن نباتات جديدة بالصحراء