من هو رجل الظل الذي يعول عليه بوتين للتقارب مع واشنطن؟
تاريخ النشر: 25th, February 2025 GMT
سلطت صحيفة "لوموند" الفرنسية الضوء على الدور الذي يمكن أن يلعبه "رجل الظل" المقرب من بوتين، كيريل ديمترييف، في استعادة العلاقات الاقتصادية الطبيعية بين روسيا والولايات المتحدة.
وقالت الصحيفة في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن كيريل ديمترييف الذي يشغل منصب رئيس صندوق الثروة السيادي الروسي، كان ضمن الوفد الذي أرسله بوتين إلى السعودية لإجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة بهدف تعزيز التقارب مع الإدارة الأمريكية الجديدة.
وقد أجرى ديمترييف العديد من المحادثات التي أكد على إثرها إمكانية استئناف العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة في الشهور القليلة القادمة.
وحسب ديمترييف، فإن العقوبات أثرت على واشنطن أكثر من موسكو، حيث خسرت الشركات الأمريكية 300 مليار دولار بعد مغادرتها السوق الروسية، وخاصة شركة إكسون موبيل التي لم تتمكن من بيع حصتها البالغة 30 بالمئة في مشروع "سخالين1" للغاز والنفط في روسيا، حيث قام الكرملين بحظر البيع.
وأضاف ديمترييف بأن إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن نشرت الكثير من المعلومات المغلوطة والكثير من الرسائل الخاطئة، مؤكدا بأن الاقتصاد الروسي يتطور بشكل جيد.
أهمية رفع العقوبات
أشارت الصحيفة إلى أن مساعدي فلاديمير بوتين يروجون باستمرار رسالة مفادها بأن "العقوبات لا تؤثر على روسيا"، لكن وجود ديمترييف في الرياض يؤكد تعويل الروس على التقارب الاقتصادي مع واشنطن لإنقاذ الاقتصاد الروسي الذي يعاني بسبب الحرب والتضخم ونقص اليد العاملة وقلة الاستثمارات.
واعتبرت الصحيفة أن كيريل ديمترييف، الرجل الذي يثق به الرئيس بوتين ويرأس صندوق الثروة السيادي الروسي، يمتلك الشخصية المثالية لإقناع واشنطن برفع العقوبات.
وقد أدرجت الولايات المتحدة ديمترييف ضمن قائمة الشخصيات الروسية الخاضعة للعقوبات منذ الساعات الأولى لغزو أوكرانيا في 24 شباط/ فبراير 2022، كما أن صندوق الثروة الروسي الذي يرأسه، يقع أيضا تحت طائلة العقوبات، وقد وصفته وزارة الخزانة الأمريكية بصندوق بوتين الأسود.
كيف أصبح مقربا من بوتين؟
ذكرت الصحيفة أن كيريل ديمترييف يبلغ من العمر 49 عاما، وقد ولد في كييف وتخرج من جامعتي ستانفورد وهارفارد، وعمل في شركات غولدمان ساكس وماكنزي. كما قاد في موسكو خلال العقد الأول من القرن الحالي شركة "دلتا برايفت إيكويتي"، وهي صندوق استثمار أمريكي روسي، ثم عمل لدى الملياردير الأوكراني فيكتور بينتشوك، صهر الرئيس الأوكراني السابق ليونيد كوتشما، حيث أدار صندوقه الاستثماري.
وحسب الصحيفة فإن ديمترييف أصبح مقربا من بوتين بعد زواجه من ناتاليا بوبوفا، وهي صديقة لابنة بوتين الصغرى كاتيرينا تيخونوفا، وقد عينه في عام 2011 على رأس صندوق الاستثمار السيادي الروسي.
العلاقة مع واشنطن
أضافت لوموند أن ديمترييف لعب منذ الولاية الأولى للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، دور الوسيط بهدف إنشاء قنوات اتصال غير رسمية مع واشنطن. وقد التقى في سيشيل مع إريك برينس، مؤسس شركة بلاك ووتر العسكرية الخاصة، وأحد المانحين للحزب الجمهوري. كما التقى مع أنطوني سكاربوتشي، مستشار ترامب، وذلك على هامش منتدى دافوس.
وأكدت الصحيفة بأن عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض أعادت ديمترييف إلى الواجهة مجددا، حيث لعب خلال الفترة الماضية دورا بارزا في عملية تبادل الدبلوماسي الأمريكي السابق مارك فوغل، الذي كان مسجونا في روسيا منذ 2021، مع الروسي ألكسندر فينيك، المدان في الولايات المتحدة بغسيل الأموال.
وقال ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، والذي ذهب إلى موسكو خلال الأيام الماضية خصيصا لاستعادة مارك فوغل: "هناك رجل في روسيا يدعى كيريل، كان له دور مهم في هذه القضية وأصبح وسيطا مهما بين الطرفين".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية روسيا امريكا روسيا اوكرانيا صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة مع واشنطن
إقرأ أيضاً:
واشنطن تقود الإرهاب في الشرق
محمد بن سالم التوبي
الرئيس الأمريكي أو الرئيس رقم واحد في العالم وهي الحقيقة التي لا مناص من الاعتراف، بها لأنه الواقع المُرّ الذي يعيشه العالم وتعيشه البشرية سواءً، كان ترامب أو سابقوه ممّن جعلوا سيوفهم في رقاب الملايين من البشر الذين سفكت دمائهم منذ الحرب العالمية الأولى إلى يومنا هذا. وما زالت الآلة الأمريكية تفتك بالبشرية شرقًا وغربًا، ولنا في اليابان عبرةً وعظه؛ فقد قُتِل من جرّاء القنابل الذريّة ما يزيد عن (٣٠٠) ألف شخص إمّا بالموت المُباشر أو من خلال الأمراض الفتّاكة التي سبّبتها الإشعاعات
إن المُتتبّع للحروب الأمريكية منذ حرب الاستقلال إلى يومنا هذا يجد أنّها حروب عبثية مُقيته لم يكن الإنسان فيها ذا قيمة؛ سواء كان الإنسان جُندي أمريكي أم شعوب يُمَارَسْ ضِدَّها الاستعمار أو القتل من أجل القتل والتصفية. لقد خاضت الولايات المتحدة الأمريكية حروبها في الشرق والغرب من غير أسباب مُقنعة، وحتى حربهم على السُّكّان الأصليين من الهنود الحُمر الذين ما زالوا يعانون من التمييز في القرن الواحد والعشرين هي حرب تطهير عرقي .
لقد قتل الجيش الأمريكي من جنوده ما يزيد عن المليون جندي في حروب عبثية لا يمكن وصفها بالحروب التي تنادي بها أمريكا من أجل حُرّية الشعوب، أو من أجل الديموقراطية أو مكافحة الإرهاب؛ بل جُلّها حروب تتمحور حول الإمبريالية والسلطة والتوسع والنفوذ؛ فالعقيدة الأمريكية من أجل النفوذ يجب أن تشعل حروبا هنا وهناك حتى يتأتّى لها أن تمسك بقيادة العالم ليأتوا إليها صاغرين تتسابق إليهم الرقاب حتى إذا ما وجدت الفرصة للتخلص منها أقاموا عليها الحدّ وأتوا بقيادة جديدة تكون خاضعة منقادة مسلوبة الحرية والكرامة .
لقد عانى العالم من الحروب الأمريكية سواء في أمريكا اللاتينية أم في الشرق القريب أو البعيد كما هي الحرب في كوريا (١٩٥٠–١٩٥٧) التي أودت بحياة ما يزيد عن ٣٦ ألفًا من الجنود الأمريكان، وما يزيد عن مليوني إنسان من الكوريتين ومن الصينيين الذين دخلوا الحرب عندما وجدوا الأمريكان على حدودهم وهذه الحرب جرّت لاحقًا إلى الحرب في فيتنام (١٩٥٠-١٩٧٥) التي راح ضحيتها ما يقارب ٦٠ ألفًا من الجنود الأمريكان وأكثر من مليونين من الأبرياء الفيتناميين إلى أن تحررت وخسرت الولايات المتحدة الأمريكية الحرب وعادت منكسة الرأس، وما هو الداعي لهذه الحرب التي شنّتها واشنطن من أجل دحر الشيوعية وكانت النتيجة أن توحّد المعسكر الشمالي والجنوبي تحت حكم شيوعي .
الحرب في العراق كلّفت العراق أمنه واستقراره وتفكيكه؛ فبعد أن كان بلدًا ينعم بالاستقرار والوحدة تحوّل إلى وطن تحكمه الطائفية والقبلية والمذهبية التي مزّقته شر ممزق وكلّفت اقتصاده رقمًا فلكيًا لا يمكن أن يحصره مركز بحثي ولا حجم الدمار الذي تعاني منه العراق في الوقت الحالي أو مستقبلاً. لقد شردت الحرب ملايين من أبناء العراق وقتلت الجيوش ما يزيد عن مائتي ألف مدني وتسببت الحرب في فشل منظومة الخدمات وزيادة مستوى الفساد وانهيار البنى التحتية لكل العراق. كما أن ما زاد وعمّق المشاكل الاقتصادية هو ظهور ميليشيات مسلّحة وتفشّي الطائفية وانقسام المجتمع إلى سنّي وشيعي.
حصيلة الحرب في أفغانستان ونتائجها على مدى عشرون عامًا كانت وخيمة على الشعب الأفغاني؛ حيث قتل ما يزيد عن ٤٧ ألف مدني و٦٦ ألف قتيل من الجيش الأفغاني وما يقارب من ٦٥ ألف من حركة طالبان، والملايين من البشر الذين نزحوا داخل أفغانستان وخارجها، وفي نهاية المطاف حكم طالبان افغانستان وخرج الأمريكان من الحرب بخسائر تقدر بما يزيد من ٢ ترليون دولار ضاعفت من حجم الديون في الخزانة الأمريكية التي تعاني من أثر هذه الديون، وقد صُنّفت تلك الحرب كأطول الحروب على البشرية وقد استنزفت الكثير من الموارد المالية؛ مما أدّى إلى فقدان الثقة في قيادة الولايات المتحدة الأمريكية للتحالفات في الحروب
إن التدخلات التي قامت بها الولايات المتحدة الأمريكية في ليبيا وسوريا والسودان واليمن ومؤخرًا ضرباتها الأخيرة لإيران على إثر رد إيران المستحق على ما قامت به إسرائيل من هجوم مباغت عليها، وكذلك قيام واشنطن بوقوفها مع إسرائيل في حرب الإبادة في غزة ومدّها بالسّلاح والجنود والتكنولوجيا المتقدمة؛ كل ذلك يثبت جليًا إصرار الولايات المتحدة الأمريكية على جعل الشرق الأوسط منطقة غير مستقرة من أجل هيمنتها وحماية إسرائيل الدولة اللقيطة التي صنعها الغرب على حساب الفلسطينيين.