2 مارس، 2025

بغداد/المسلة: يتابع أكراد العراق وإقليم كردستان التطورات الأخيرة بعد دعوة عبدالله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني (PKK)، لحل الحزب وإلقاء السلاح، في خطاب وجهه من سجنه في جزيرة إمرالي بتركيا يوم 27 فبراير 2025.

ويمثل هذا التحول نقطة مفصلية في مسار القضية الكردية، خاصة أن أوجلان تخلى عن فكرة الحكم الذاتي أو الدولة القومية، معتبرًا أنها لم تعد تلبي تطلعات المجتمع الكردي.

ويثير هذا السؤال: كيف سيؤثر ذلك على أكراد العراق الذين يتمتعون بحكم ذاتي منذ 1991؟

يُنظر إلى هذا التحول على أنه قد يعزز الاستقرار الإقليمي، لكنه يضع أكراد العراق أمام تحدٍ جديد يتمثل في إعادة تقييم تجربتهم الفدرالية الناجحة نسبيًا. وتشير بيانات رسمية إلى أن إقليم كردستان يضم حوالي 6 ملايين نسمة (حسب إحصاءات حكومة الإقليم 2023)، وهو ما يجعله قاعدة ديموغرافية وسياسية قوية في المنطقة.

ورحب قادة إقليم كردستان العراق بدعوة أوجلان، معتبرين إياها خطوة إيجابية. وأبدى مسعود بارزاني، زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، دعمه لأي جهود تُعزز السلام، بينما اعتبر نيجيرفان بارزاني، رئيس الإقليم، أن النضال السلمي هو السبيل الأمثل لتحقيق الحقوق.

وأشار بافل طالباني، زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني، إلى أن الدعوة “مسؤولة ومهمة”.

ويُظهر هذا الترحيب انفتاحًا على دعم مسارات السلام، لكن تحليل الموقف يكشف عن حرص القادة على عدم التعليق على الجزء المتعلق برفض أوجلان للحكم الذاتي. ويبدو أن هذا الصمت يعكس تمسكًا بالنموذج الفدرالي الذي كفل للإقليم استقلالية دستورية ضمن العراق منذ 2005، وهو ما يراه المحللون دليلًا على رفض التخلي عن مكتسباتهم.
ويؤكد غياث سورجي، القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني، أن تجربة أكراد العراق لا تشبه نظيرتها في تركيا أو سوريا، نظرًا للاختلافات الجغرافية والسياسية. ويضيف أن النظام الفدرالي في العراق، المنصوص عليه في الدستور، منح الأكراد استقرارًا نسبيًا، بينما لا يزال أكراد تركيا يواجهون قمعًا منهجيًا.

وتُثير دعوة أوجلان تساؤلات حول مستقبل تطلعات الأكراد في العراق نحو الاستقلال، خاصة بعد استفتاء 2017 الذي صوت فيه 92% لصالح الانفصال (حسب اللجنة الانتخابية الكردية). ويرى الكاتب سامان نوح أن رؤية أوجلان موجهة لأكراد تركيا، ولا تتماشى مع أحلام الدولة القومية في كردستان العراق.
 

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: أکراد العراق

إقرأ أيضاً:

العراق يستنكر تصريحات المبعوث الامريكي لسوريا حول التغيير بالعراق

7 دجنبر، 2025

بغداد/المسلة: عبّرت وزارة الخارجيّة، اليوم الأحد، عن استغراب الحكومة العراقية من التصريحات الأخيرة للمبعوث الأميركي بشأن الوضع الداخلي في العراق، مشددة على أن خيارات الشعب العراقي تُحترم، وإنّ الديمقراطية والنظامَ الاتحاديَّ مثبتان في الدستور، وباتا مساراً راسخاً لا بديلَ عنهما رغم التحديات.

وقالت الوزارة في بيان إن ” نائبُ رئيسِ مجلسِ الوزراء ووزيرُ الخارجيّة، فؤاد حسين، التقى مبعوثَ الرئيس الأميركي الخاص بالملف السوري، توماس باراك، وذلك على هامش أعمال منتدى الدوحة”.
وأضاف البيان، أنه “خلال اللقاء، استعرض فؤاد حسين المراحل التي مرّ بها العراق وصولاً إلى ترسيخ نهجه الديمقراطي بعد عام 2003، وما رافق هذه التحولات من تحديات معقّدة”، مؤكدًا أن “العراق ما يزال متمسكاً بخياره الديمقراطي وبناء مؤسساته، ونبذ أي شكل من أشكال الدكتاتورية التي عانى منها لعقود طويلة”.
وتابع “في سياق متصل، أشار الوزير إلى التحديات التي تواجه سوريا، والجهود المبذولة على صعيد المسار السياسي، ودور المبعوث الأميركي في هذا الملف”.

وعبر فؤاد حسين- حسب البيان – عن “استغراب الحكومة العراقية من التصريحات الأخيرة للمبعوث الأميركي بشأن الوضع الداخلي في العراق”، موضحًا أنّه “كان من المهم توضيح الرؤية بشكل آخر وبما يعكس حقيقة ما تحقق في العراق من تطور سياسي واستقرار نسبي”، مشدداً على أن “خيارات الشعب العراقي تُحترم، وإنّ الديمقراطية والنظامَ الاتحاديَّ مثبتان في الدستور، وباتا مساراً راسخاً لا بديلَ عنهما رغم التحديات”.

وأكد حسين، على “أهمية التعاون المشترك بين العراق والولايات المتحدة الأميركية، وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين”، مشيداً بـ”الدور الذي اضطلعت به الولايات المتحدة ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي”.

وشدّد على “ضرورة تمثيل جميع مكوّنات الشعب السوري في العملية السياسية، وبدء حوار وطني شامل، مع تأكيد استعداد الحكومة العراقية لتقديم الدعم والمشورة والاستفادة من التجربة العراقية في التعامل مع الأزمات السياسية والأمنية”.

من جانبه، قدّم توماس باراك – حسب البيان – عن “شكره وامتنانه لوزير الخارجية على الرؤية التاريخية والسياسية التي استعرضها بشأن العراق وما شهده قبل عام 2003″، مؤكدًا أن “الإدارة الأميركية تنظر بعين الاحترام إلى التجربة العراقية وإن ما صرح به يخص جانب التجربة الأمريكية في العراق”.

وختم البيان ان “المبعوث الأميركي تطرّق إلى الوضع الراهن في سوريا”، مشدداً على “أهمية التعامل بعدالة مع جميع المكوّنات السورية ودعم الجهود الساعية إلى إيجاد حلّول للوضع وهذا أمر يعود إلى الشعب السوري”.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • التعزيزات الأميركية في الكاريبي ضد فنزويلا تحت مرآة غزو العراق
  • طقس العراق.. الموجة الأعنف للامطار الخميس والجمعة
  • العراق يعطل الدوام الرسمي الأربعاء
  • كردستان.. 590 قضية فساد خلال 2025
  • العراق: انفجار التناقضات بين ثراء النخب وواقع البطالة والفقر
  • العراق يسترد نحو 17 مليون دولار من عائدات الفساد
  • العراق محور ضغوط أمريكية لإعادة ضبط التوازن مع إيران
  • العراق يستنكر تصريحات المبعوث الامريكي لسوريا حول التغيير بالعراق
  • تناقضات التعداد السكاني في محافظات إقليم شمال العراق
  • تجربة ملهمة في البناء والإعمار