وزير الأوقاف: رمضان شهر السمو الأخلاقي والصفاء الروحي والاصطفاف الوطني
تاريخ النشر: 3rd, March 2025 GMT
افتتح الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، الملتقى الفكري عقب صلاة التراويح بساحة مسجد مولانا الإمام الحسين في القاهرة، وسط أجواء إيمانية مفعمة بالروحانية، وذلك في إطار جهود الوزارة لتعزيز الوعي الديني ونشر الفكر الوسطي المستنير خلال شهر رمضان المبارك.
وحضر الملتقى كل من الدكتور عبد الهادي القصبي، شيخ مشايخ الطرق الصوفية - رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية، والأستاذ الدكتور محمد مهنا، أستاذ القانون الدولي بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، والأستاذ الدكتور ممدوح غراب، رئيس جامعة السادس من أكتوبر - محافظ الشرقية السابق، والأستاذ الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي، أمين عام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والشيخ خالد خضر، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، إلى جانب عدد من قيادات الوزارة ومديرية أوقاف القاهرة، وجمعٍ غفير من الطلاب الوافدين وطلبة العلم بالأزهر الشريف، الذين توافدوا للاستفادة من محاضرات الملتقى العلمية والتربوية.
وفي كلمته، أكد الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، أن ملتقى الفكر الإسلامي يُعقد هذا العام بفضل الله وتوفيقه ليكون منارة للفكر المستنير، ومنبرًا لنشر القيم الأخلاقية والروحانية والوطنية، في رحاب مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) والجامع الأزهر العريق، إذ تتجلى الهوية المصرية الأصيلة وتتعمق معاني الوسطية والاعتدال.
وأعرب وزير الأوقاف عن اعتزازه بإطلاق هذا الملتقى السنوي، الذي يجمع نخبة من علماء مصر ومفكريها، ليضيئوا العقول بالمعرفة، ويرشدوا الناس إلى مكارم الأخلاق. كما وجَّه تحية تقدير لشعب مصر العظيم، مهنئًا الأمة الإسلامية بحلول شهر رمضان المبارك، وسائلاً الله -عز وجل- أن يجعله شهر خير وبركة.
وأشار الوزير إلى أن وزارة الأوقاف تسعى إلى خدمة بيوت الله -تعالى- ورعاية ضيوف الرحمن، وتحرص على أن تكون أنشطتها خلال رمضان مرتكزة على ثلاث قيم رئيسة: الروحانية، والأخلاق، والوطنية. فالروحانية تعني تعلّق القلب بالله، والتزود بالتقوى، والاستنارة بأنوار القرآن الكريم. والأخلاق هي جوهر الصيام، إذ يُطهّر اللسان من الكذب والبهتان، ويحثّ على الكلمة الطيبة والتعامل الراقي، امتثالًا لقوله تعالى: "وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا". أما الوطنية، فهي الركن الثالث، إذ يتجلّى في رمضان معنى التضامن والتكاتف، ويتعزز الشعور بالمسئولية تجاه الوطن، في ظل الاصطفاف خلف مؤسساته وحمايته من التحديات.
ودعا الوزير أهل الفضل إلى إغاثة الملهوفين، وإدخال السرور على المحتاجين، والتخفيف عن المعسرين، تماشيًا مع روح رمضان، إذ كان النبي ﷺ أجود ما يكون في هذا الشهر، وكان يواسي الضعفاء ويغيث المكروبين.
وفي ختام كلمته، وجَّه وزير الأوقاف رسالة إلى الأشقاء الفلسطينيين، مؤكدًا أن مصر، قيادةً وشعبًا، ترفض رفضًا قاطعًا أي مخطط لتهجير الفلسطينيين، وأن الحل العادل لقضيتهم يكمن في إقامة دولتهم المستقلة على حدود ١٩٦٧م وعاصمتها القدس الشرقية.
وأعلن الوزير انطلاق ملتقى الفكر الإسلامي، ليكون نداءً للخير، وصوتًا للروحانية، وشعارًا للوطنية، سائلًا الله -عز وجل- أن يجعله منبرًا لنشر الوعي المستنير، وبابًا من أبواب الفضل في هذا الشهر الكريم.
وقد أشاد الدكتور عبد الهادي القصبي بجهود وزارة الأوقاف في نشر الفكر الوسطي، مؤكدًا أن بناء الوعي الديني الصحيح هو أساس نهضة المجتمعات.
وفي كلمته، أكد الدكتور محمد مهنا أن الملتقى يؤكد تفاعل الفكر الإسلامي مع قضايا الواقع، مشددًا على أن الروحانية، والأخلاق، والوطنية هي دعائم أساسية لبناء الفرد والمجتمع.
وشدد الدكتور ممدوح غراب على أهمية نشر الوعي وتعزيز الانتماء الوطني، موضحًا أن التعليم وحده لا يكفي دون غرس القيم الدينية والفكرية الصحيحة لمواجهة التحديات الفكرية المعاصرة.
ويعد ملتقى الفكر الإسلامي أحد أهم المنابر الفكرية التي تقدمها وزارة الأوقاف خلال شهر رمضان، إذ يهدف إلى تصحيح المفاهيم المغلوطة، ومواجهة الفكر المتطرف، وتعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي. كما يمثل منصة تجمع العلماء والمفكرين لتقديم رؤى مستنيرة حول قضايا المجتمع، مما يسهم في رفع الوعي الديني والفكري بين أبناء الوطن، وترسيخ الانتماء والولاء لمصر وهويتها الحضارية.
واختُتم الملتقى بابتهال ديني رائع قدَّمه المبتهل الشيخ عبد اللطيف العزب وهدان، وسط تفاعل وإعجاب كبير من الحضور، الذين أشادوا بأهمية هذه اللقاءات الفكرية في إثراء معارفهم وتعميق فهمهم للدين والوطنية.
اقرأ أيضاًوزير الأوقاف ومحافظ القاهرة يتفقدان مسجد السيدة نفيسة استعدادًا لشهر رمضان
رئيس الوزراء ينيب وزير الأوقاف في حضور احتفال دار الإفتاء باستطلاع رؤية هلال شهر رمضان
وزير الأوقاف يعقد جلسة علمية مع القيادات الدينية بولاية سلانغور الماليزية
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: وزير الأوقاف مسجد الحسين الدكتور أسامة الأزهري الملتقى الفكري مصر ترفض تهجير الفلسطينيين الفکر الإسلامی وزیر الأوقاف شهر رمضان
إقرأ أيضاً:
نائب وزير “البيئة” يؤكد أهمية الشراكات مع القطاع غير الربحي لتعظيم دور المسؤولية الاجتماعية وتحقيق التنمية المستدامة
البلاد (الرياض)
أكد نائب وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس منصور بن هلال المشيطي على أهمية تعزيز التكامل بين قطاعات المنظومة، والقطاع غير الربحي، لتوسيع الشراكات الإستراتيجية، وتعظيم دور المسؤولية الاجتماعية في رفع الوعي البيئي، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.
جاء ذلك خلال افتتاحه ملتقى القطاع غير الربحي الأول في البيئة والمياه والزراعة، الذي انطلقت أعماله اليوم بالرياض، ويستمر لمدة يومين، بمشاركة أكثر من 40 جهة حكومية وخاصة، والمنظمات غير الربحية، والمهتمين بمجالات البيئة والمياه والزراعة.
وأضاف أن القطاع غير الربحي في منظومة الوزارة، شهد قفزاتٍ نوعية تمثلت في نمو عددٍ من المنظمات، ونطمح في مواصلة هذا النمو، ورفع مساهمته في الاقتصاد الوطني، ليصل بحلول عام 2030م إلى نحو 5٪ من الناتج المحلي الإجمالي؛ مما يعظّم من أثر هذا القطاع الحيوي ودوره في المجتمع، تحقيقًا لمستهدفات رؤيتنا الطموحة.
من جانبه، أوضح وكيل الوزارة لخدمة المستفيدين وشؤون الفروع المهندس ماجد بن عبد الله الخليف، أن الملتقى يمثّل منصة وطنية مهمة لإبراز دور القطاع غير الربحي في معالجة التحديات البيئية، والمائية، والزراعية، إلى جانب الإسهام في تحقيق الأمن الغذائي، مشيرًا إلى أهمية أهداف الملتقى في تسليط الضوء على التجارب الدولية التي تُسهم في تطوير وتعزيز أثر القطاع غير الربحي، بالإضافة إلى تشجيع العمل التطوعي وإبراز جهود التطوع في قطاعات الوزارة، وتبني حلول ابتكارية وإبداعية في أعمال القطاع غير الربحي، إلى جانب تعزيز الشراكات، وتبني الخبرات والمعارف بين القطاع غير الربحي والجهات الحكومية والخاصة ذات العلاقة؛ لإبراز دور القطاع في معالجة التحديات البيئية، وتحقيق التنمية المستدامة.
وبين المهندس الخليف أن جهود منظومة الوزارة المتواصلة لدعم منظمات القطاع غير الربحي، أسهمت في ارتفاع أرقام التطوع في قطاعاتها بشكلٍ كبير حتى عام ٢٠٢٥ م؛ حيث وصل عدد المنظمات غير الربحية إلى ٥٥٨ منظمة، كما تم تمكين ١٠٨ منظمات أهلية، وتجاوز عدد الساعات التطوعية 9 ملايين ساعة، شملت أكثر من 23 ألف فرصة تطوعية، قدّمها ما يزيد عن 213 ألف متطوعٍ ومتطوعة، وبلغ عدد شراكات الوزارة مع القطاعين العام والخاص، لدعم وتمكين منظمات القطاع غير الربحي 25 شراكة، وحققت عائدًا اقتصاديًا تجاوز 114 مليون ريال، مضيفًا أن الوزارة حققت العديد من جوائز العمل التطوعي الوطنية، كان آخرها الحصول على المركز الأول للجائزة الوطنية للعمل التطوعي لعام 2025 عن مسار تمكين العمل التطوعي؛ مما يجسّد ريادتها في هذا القطاع الحيوي.
إلى ذلك، شهد الملتقى، توقيع 55 اتفاقية تعاون وشراكة إستراتيجية بين الوزارة وعددٍ من الجهات الحكومية والخاصة والمنظمات غير الربحية؛ بهدف دعم المبادرات البيئية، وتعزيز الأدوار التكاملية، وتحفيز الممارسات المستدامة التي ترفع من أثر القطاع في حماية الموارد الطبيعية وتنميتها، كما تم إطلاق توجيهات الوزارة للقطاع غير الربحي البيئي، التي تسهم في رفع جاهزية المنظمات، وتعزيز كفاءتها المؤسسية، وتطوير ممارساتها في مجالات البيئة والمياه والزراعة، بالإضافة إلى إطلاق المنظومة الرقمية للقطاع غير الربحي في البيئة والمياه والزراعة، التي توفر خدمات رقمية تكاملية، وتتيح للمنظمات الوصول إلى البيانات والفرص والمبادرات بطريقة أكثر فاعلية؛ بما يعزز جودة العمل ويدعم اتخاذ القرار، إلى جانب إطلاق مبادرة (خبرتنا لها) للتطوع الاحترافي، التي تهدف إلى تسخير خبرات المختصين والقيادات في نقل المعرفة، وتقديم الاستشارات، وبناء القدرات للمنظمات غير الربحية؛ مما يُسهم في تعزيز أثرها في المجال البيئي ويزيد من جاهزيتها التشغيلية.
كما شهد الملتقى انعقاد الجلسة الحوارية الرئيسية بعنوان: “القطاع غير الربحي وأثره في التنمية”، بحضور صاحب السمو الأمير متعب بن فهد آل سعود، رئيس مجلس إدارة جمعية البيئة ومكافحة التصحر وجمعية الطقس والمناخ، ومشاركة نخبة من المتحدثين والخبراء؛ لمناقشة دور القطاع غير الربحي في تطوير الأثر البيئي، واستعراض الفرص المستقبلية لتعزيز دوره التنموي.
يأتي تنظيم الملتقى استمرارًا لجهود وزارة البيئة والمياه والزراعة في تمكين القطاع غير الربحي ودعم مشاركته في المحافظة على البيئة واستدامة مواردها، وبناء منظومة مجتمعية واعية تشارك بفاعلية في التنمية البيئية.