حصيلة الميليشيات: قتلى وجرحى وعمليات تشريد

رغم أن قوات ما يسمى بـ«جهاز الردع» وقوات «اللواء 444» بدأت بالانسحاب من مواقع الاشتباكات المسلحة، مؤخرا، في مدينة طرابلس، الليبية، التي تسيطر عليها قوات تابعة لرئيس الحكومة المنتهية ولايتها، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، إلا أن ما يحدث يكشف عن هشاشة الوضع الأمني، في العاصمة الليبية.

جاء ذلك فيما تبادلت الميليشيات المتصارعة جثامين القتلى، تمهيدا لعملية تبادل الأسرى من الطرفين، بموجب اتفاق مع أعيان المنطقة يتضمن وقف إطلاق النار، وانسحاب القوات من مواقع الاشتباكات، بعد سقوط عشرات القتلى والجرحى، بعد احتجاز ميليشيات «الردع» قائد ميليشيات لـ«444» خلال وجوده في مطار معيتيقة الدولي.

وكان قد تم اقتياد ميليشيات لـ«444» محمود حمزة، من داخل الطائرة قبل إقلاعها، بعدما تعرض للضرب من أفراد قوة تابعة لـ«الردع» الذين اقتادوه إلى مكان مجهول، حيث فقد الاتصال به، ومن ثم بادرت ميليشياته برفع حالة الطوارئ وهدّدت بـ«حرق الأخضر واليابس» فيما حشدت ميليشيا الردع عناصرها المسلحة في العاصمة.

وقالت خدمات الطوارئ الليبية (في بيان) إن «ما لا يقل عن 27 شخصًا لقوا مصرعهم، وأصيب 106 آخرون في الاشتباكات العنيفة في طرابلس، نتيجة إطلاق النار والقذائف في مناطق متفرقة من العاصمة»، حيث يحظى طرفا القتال بنفوذ كبير مع استناد حكومة الوحدة الوطنية المدعومة من الأمم المتحدة إليهما.

لكن جهات أخرى قالت إن «حصيلة الاشتباكات التي تمت أسفرت عن وقوع أكثر من 55 قتيلا فضلا عن 146 مصابا كما أسفرت عن تهجير نحو 234 عائلة ليبية فضلا عن خسائر ضخمة في الممتلكات العامة والخاصة» فيما حثت جامعة الدول العربية على استعادة الأمن في طرابلس ووقف الاشتباكات بين الميليشيات المسلحة.

وأدت الاشتباكات التي وقعت بين الميليشيات المتمركزة في طرابلس إلى وقف حركة الطيران في مطار معيتيقة الجوي لعدة أيام كما توقفت حركة السير والمرور في المناطق التي شهدت الاشتباكات مما أدى إلى حالة من الشلل التام في الحياة فضلا عن إصابة سكان مناطق الاشتباكات بحالة من الرعب والهلع نتيجة استخدام الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.

وفتحت الاشتباكات الدامية التي شهدتها طرابلس باب التكهنات حول مصير الوضع السياسي الليبي الذي أصبح قريبا جدا من حافة المواجهات العسكرية التي عاشتها البلاد لسنوات طويلة وأدت إلى خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات العامة والخاصة، وسط مطالبات بمحاسبة حكومة عبد الحميد الدبيبة.

وزادت أعداد المطالبين بضرورة وجود حكومة وطنية تدير الملفات الشائكة في ليبيا، بعد الفشل الذريع الذي عانت منه البلاد في الخدمات وتدني المستوى المعيشي وافتقاد الأمن والأمان في ليبيا خاصة في المناطق التي تقع تحت سيطرة حكومة الدبيبة في طرابلس.

وقال الاتحاد الأوروبي (عبر سفيره، خوسيه ساباديل) إن «الأحداث الأخيرة التي شهدتها طرابلس تعزز الحاجة إلى عملية سياسية شاملة، وأن الاتحاد الأوروبي سيدعم الحل السياسي الذي يحقق الاستقرار السياسي في البلاد» فيما حثت جامعة الدول العربية الأطراف المتصارعة علي «ضبط النفس، وأهمية الإسراع بتوحيد مؤسسات الدولة وإجراء الانتخابات في أقرب وقت».

يأتي هذا فيما يعتزم المبعوث الأممي إلى ليبيا، عبد الله باتيلي، تقديم تقريره حول الحالة الليبية غدا الثلاثاء إلى مجلس الأمن بعد تأجيلها من الأسبوع الماضي ومن المتوقع أن يتناول تقريره الوضع الليبي الراهن في ظل المتغيرات الجديدة التي شهدتها الأسبوع الماضي، محذرا من الوضع الأمني الهش الذي يجعل إجراء الانتخابات صعبا إلا من خلال سلطة تنفيذية موحدة يقبلها الجميع، مع ضرورة البدء في تنفيذ مخرجات لجنة 6+6 والبدء في تنفيذ اتفاقات لجنة 5+5 العسكرية.

ولا تنفصل حالة التوتر الأمني والسياسي في طرابلس عن الدور المشبوه الذي تلعبه عواصم إقليمية ودولية (تدعم حكومة الدبيبة) بهدف الهيمنة على موارد ليبيا، والاستفادة من موقعها الجغرافي، خاصة بعد معلومات عن تأجير ميناء مدينة الخمس البحري، لدولة حليفة للدبيبة، لمدة 99 عاما، وتسببت هذه الخطوة وغيرها في تشكل حراك شبابي رافض لوجود القوات الأجنبية والمرتزقة المدعومين من عواصم داعمة للإرهاب، تغذي حالة الخلل الأمني الذي تعيشه ليبيا، منذ 11 عاما.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: ليبيا اللواء 444 اشتباكات طرابلس جهاز الردع فی طرابلس

إقرأ أيضاً:

مقتل 3 جنود إسرائيليين في اشتباكات بغزة

غزة- الوكالات

استشهد 51 فلسطينيا اليوم الثلاثاء في غارات إسرائيلية جديدة على مراكز توزيع المساعدات بغزة، في حين أعلنت "القسام" الإجهاز على 3 من جنود الاحتلال في اشتباكات مباشرة.

وأفادت مصادر في مستشفيات غزة باستشهاد 51 فلسطينيا بينهم 32 من منتظري المساعدات وإصابة العشرات منذ فجر اليوم بنيران الاحتلال وسط قطاع غزة.

يأتي ذلك وسط أوضاع كارثية جراء الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

واستهدف العدوان الإسرائيلي منازل وخياما تؤوي نازحين وتجمعات لمواطنين.

وبدعم أميركي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 187 ألف شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 11 ألف مفقود، إلى جانب مئات آلاف النازحين.

مقالات مشابهة

  • مقتل 3 جنود إسرائيليين في اشتباكات بغزة
  • الأوجلي محذرًا: طرابلس تعيش سيناريو “فجر ليبيا” من جديد
  • التارقي: ليبيا مهددة بأن تصبح مصدر قلق زراعي إقليمي بسبب الجراد
  • سلطنة عُمان تتضامن مع دولة قطر فيما تتخذه من إجراءات تحفظ أمنها
  • اشتباكات وقتل إرهابيين.. الإطاحة بالمتورطين بهجوم كنيسة مار إلياس بدمشق
  • أزمة دبلوماسية بين ليبيا واليونان.. طرابلس تستدعي السفير، وأثينا ترسل سفنا حربية
  • الخارجية القطرية: الوضع الأمني في الدولة مستتب
  • دولة الاحتلال بعد 77 عاما: هشاشة مزمنة تستدعي البلطجي الأمريكي
  • العرفي: حكومة الدبيبة تتحمل مسؤولية تعثر العملية السياسية في ليبيا
  • المرعاش: اشتباكات طرابلس تكشف عجز المجلس الرئاسي