تمكين المرأة هدف محوري لصندوق أبوظبي للتنمية
تاريخ النشر: 9th, March 2025 GMT
سيد الحجار (أبوظبي)
أخبار ذات صلةأكد صندوق أبوظبي للتنمية مواصلة دعمه للمرأة في مختلف دول العالم، إيماناً منه بدورها المحوري والفاعل في تنمية المجتمع وتقدمه، حيث يسهم تمكين المرأة في تحسين جودة حياتها وحياة أسرتها، ويحدّ من الفقر وعدم المساواة، مما يعزّز قدرتها على مواجهة مختلف التحديات العالمية المتسارعة.
وبالتزامن مع اليوم الدولي للمرأة، الذي يحمل هذا العام شعار «الحقوق والمساواة والتمكين لكافة النساء والفتيات»، أكد الصندوق لـ«الاتحاد» تركز استراتيجية الصندوق على تقديم التمويل المرن، وتنمية مهارات المرأة، وإتاحة فرص شاملة لها في مختلف القطاعات، مشيراً إلى مواصلة التزامه بدعم المبادرات التي تعزّز دور المرأة عالمياً، إيماناً بأن تمكينها يشكل حجر الأساس لبناء مجتمعات قوية ومزدهرة.
وأوضح أنه من أبرز المشاريع الريادية التي موّلها الصندوق وحققت تأثيراً إيجابياً في دعم المرأة، مشروع توسعة مطار البحرين الدولي، الذي أسهم في زيادة مشاركة المرأة في سوق العمل، حيث تشكّل النساء 19% من إجمالي القوى العاملة في المطار، كما يواصل الصندوق دعم مشاريع الطاقة المتجدّدة في دول جزر البحر الكاريبي، وقد عملت هذه المشاريع على تمكين المرأة وتعزيز دورها في هذا القطاع الحيوي من خلال مشاركتها الفاعلة في تبني الحلول المبتكرة، مما يبرز دورها المتنامي في قيادة التغيير وتحقيق التنمية المستدامة.
وأسفرت مبادرة صندوق الشراكة بين دولة الإمارات ودول جزر البحر الكاريبي لدعم مشاريع الطاقة المتجدّدة، والذي يعد ثمرة شراكة استراتيجية بين وزارة الخارجية، وصندوق أبوظبي للتنمية وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، عن نتائج متميزة، فمن خلال التمويل الذي قدمه الصندوق بقيمة 50 مليون دولار، تم إشراك المرأة في تنفيذ وتطوير هذه المشاريع، والتي أسهمت في توفير الطاقة النظيفة في 16 دولة جزرية في منطقة البحر الكاريبي، وتُعد هذه النتائج ثمرة لمشاركة المرأة جنباً إلى جنب مع الرجل في مشاريع ريادية، مما يعكس التكاتف والتعاون بين الجنسين لتحقيق النجاح والتقدم.
وفي سورينام، تميز مشروع الطاقة الشمسية الكهروضوئية بمشاركة مهندسات أشرفن على تنفيذ الجوانب الرئيسة للمشروع، كما شهدت دول مثل غرينادا، وغيانا، وجزر الباهاما، وسانت فنسنت وجزر غرينادين وبربادوس أنماطاً مماثلة، حيث تتولى النساء أدواراً قيادية، وتشاركت المهندسات في عمليات صيانة محطات الطاقة، مع التزام بضمان توظيف ما لا يقل عن 30% من النساء في عقود الهندسة والتوريد والبناء، متجاوزاً بذلك المتوسط العالمي البالغ 29.2% للعاملين في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
وفي سياق التزامه بتمكين المرأة، لعب صندوق أبوظبي للتنمية دوراً محورياً في إنشاء المدارس والمؤسسات التعليمية في الدول المستفيدة من تمويلاته، مما أتاح للنساء الفرص المتكافئة للحصول على تعليم عالي الجودة، واكتساب المهارات والمعرفة التي تؤهلهن لتولي أدوار قيادية والمساهمة الفاعلة في تنمية مجتمعاتهن.
وأكد الصندوق أن تمكين المرأة وتحقيق العدالة والمساواة على المستوى العالمي يُعد من الركائز الأساسية لبناء مجتمعات متقدمة، فالمساواة بين الجنسين لا تقتصر على ضمان حقوق المرأة فحسب، بل تمثل محركاً رئيساً للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، إذ يسهم تمكين المرأة وتوفير الفرص المتكافئة لها في التعليم، والرعاية الصحية، وريادة الأعمال في تعزيز الابتكار وتسريع النمو الاقتصادي المستدام، إلى جانب ترسيخ العدالة الاجتماعية، وتقليص الفجوات التنموية، مما يدعم رفاه المجتمعات وتطورها.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: صندوق أبوظبي للتنمية تمكين المرأة اليوم الدولي للمرأة أبوظبی للتنمیة تمکین المرأة
إقرأ أيضاً:
هل الطريق إلى قلب الرجل يبدأ من المطبخ؟
من قديم الأزل ارتبط الطعام بالحب، ليس فقط لأنه حاجة أساسية؛ بل لأنه وسيلة للتعبير عن الاهتمام والرعاية، فكثير من الرجال مهما اختلفت شخصياتهم، أو بيئاتهم يتفقون على أن المرأة التي تجيد الطبخ تملك مفتاحًا إضافيًا لقلبهم، الأمر ليس مجرد طبق متقن، بل إحساس الرجل بأن هناك من يفكر فيه، ويخصص وقتًا وجهدًا ليقدم له شيئًا يفرحه، المطبخ في هذه الحالة يصبح مساحة دفء وليس مكانًا لإعداد الطعام حتى رائحة الطعام التي تنتشر في المنزل قادرة علي تغيير مزاج أي رجل بعد يوم طويل من التعب، من يظن أن الطهي مجرد مهارة في المطبخ لم يفهم بعد عمق هذه الحكاية، فالطعام في المنازل ليس مجرد وجبة لسد الجوع، بل هو رسالة غير مكتوبة تقول”أنا فكرت بك، أنا اهتممت، أنا وضعت وقتي وجهدي لتكون بخير”، الرجل في أعماقه ليس معقدًا- كما نتصور؛ فكثير من مشاعره تُفتح ببساطة عبر بعض التفاصيل الدافئة؛ لعل أقربها الطعام، ليس لأن معدته هي التي تحكم قلبه؛ بل لأن الطهي المنزلي يحمل روحًا مختلفة، روح البيت، ودفء الأيدي التي أعدته، المرأة التي تجيد الطهي لا تقدم طعامًا فقط، بل تقدم إحساسًا بالانتماء، فالطهي فعل رعاية، والطبق الذي يوضع على المائدة هو انعكاس لحب وصبر وحرص، ما يجعل الرجل حين يجلس أمام وجبة أعدتها زوجته يشعر دون أن يقول أن هناك من يراه ويهتم لأمره، المرأة التي تجيد الطهي غالبًا ما ترى على أنها منظمة وصبورة، وتعرف كيف تدير منزلها بحب، فالطهي نفسه يحتاج لمهارات تشبه الحياة الزوجية من صبر وتخطيط وموازنة بين المكونات حتى يخرج الطبق بأفضل صورة، والرجل بطبيعته ينجذب لهذه الصفات الأنثوية؛ لأنها تمنحه إحساسًا بالأمان والاهتمام، لكن في المقابل إذا كانت المرأة لا تعرف الطهي، فالأمر لا يعني بالضرورة أنها أقل قيمة أو أن حياتها مع شريكها محكوم عليها بالفشل، فاليوم بإمكان أي شخص أن يتعلم الطبخ، ولكن الحقيقة أن غياب مهارة الطبخ قد تترك فراغًا صغيرًا في العلاقة بين الرجل والمرأة، خاصة في مجتمعنا العربي حيث للطعام معنى وارتباط اجتماعي عميق وعاطفي، فالأمر ليس مقارنة، بقدر ما هو إدراك لقيمة ما يمنحه الطعام من رابط إنساني؛ فالمهارة تأتي بالممارسة لكن الإحساس هو السر، فأحيانًا طبق بسيط إن أُعد بحب يترك أثرًا أعمق من أفخم الولائم في النفس، يمكن للمرأة التي لا تطبخ أن تعوض ذلك بطرق أخرى؛ كاختيار مطاعم جيدة، أو بعض التجارب للطهي، لكن ستبقى اللمسة الشخصية في الطبق المنزلي مختلفة، لأنها لا تشترى بالمال، فالطهي ليس فقط مهارة؛ بل هو لغة حب غير منطوقة، والطبق الذي يعد بحب يمكن أن يذيب غضب يوم كامل، ويخلق ذكريات تبقى لسنوات حتى بعد الخلافات، فمن الممكن أن يكون فنجان من الشاي أو طبق من المعكرونة هو بداية الصلح، وذاكرة دافئة للبيوت، فحين تحرص المرأة على أن يكون في بيتها طعام من صنع يديها، فهي في الحقيقة تحافظ على هذا الخيط الدافئ الذي يربط قلبها بقلب زوجها، فالحياة الزوجية ليست رومانسية طوال الوقت، بل تمر بأيام عادية وضغوط وخلافات، وفي وسط كل ذلك من المهم أن يكون طبق دافئ هو أبسط وأقوى وسيلة لردم المسافات التي تصنعها الأيام، الطهي ليس واجبًا تقليديًا فرض على النساء، بل هو مساحة من الحب يمكن أن تختار المرأة أن تضع فيها جزءًا من قلبها؛ فهو لغة صامتة لكنها تفهم وتُحس، ومن تجيد الحديث بها تدرك أن الطريق إلى القلب ليس دائمًا بالحديث؛ بل أحيانًا يمر من رائحة طعام يتصاعد في أرجاء المنزل، لذلك من الحكمة أن تحرص المرأة سواء كانت مقبلة على الزواج أو متزوجة على تنمية مهارة الطبخ؛ ليس لإرضاء الرجل فقط، بل لإضافة بعد آخر للعلاقة، فالطهي يجمع بين الفن والعاطفة، وهو مساحة للتواصل والدفء الإنساني، وأحيانًا هو الجسر الأقصر إلى القلب.
NevenAbbass@