هل ينزلق الساحل السوري نحو الفوضى الكاملة؟
تاريخ النشر: 9th, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهد الساحل السوري تصعيدًا خطيرًا من العنف، حيث أفاد سكان محليون بوقوع إطلاق نار كثيف خارج منازلهم وانتشار جثث في الشوارع، في أسوأ اضطرابات تشهدها البلاد منذ سقوط نظام بشار الأسد. ووفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد تجاوز عدد القتلى الألف شخص منذ يوم الخميس الماضي.
وفق تقرير نشرته نيويورك تايمز فإنه مع ساعات الفجر الأولى يوم الجمعة، استيقظ السكان على أصوات طلقات نارية متتالية بدافع الذعر.
تصاعد العنف وأعداد القتلى
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن هذه الحادثة لم تكن سوى جزء من موجة اضطرابات اجتاحت الساحل السوري على مدار الأيام الأربعة الماضية، حيث اندلعت اشتباكات دامية بين الموالين للأسد والقوات الحكومية الجديدة، ما أدى إلى مقتل أكثر من ألف شخص، بينهم حوالي 700 مدني. في بلدة الحفة وحدها، قُتل 65 مدنيًا، فيما شهدت مدينة بانياس مجازر راح ضحيتها عشرات الأشخاص، بينهم خمسة أطفال.
إغلاق الطرق وتحذيرات من الكمين
مع تزايد العنف، أُغلقت الطرق السريعة المؤدية إلى طرطوس واللاذقية، وتحولت شوارع المدينتين إلى مناطق أشباح، حيث أُغلقت المتاجر والتزم السكان منازلهم خوفًا من التعرض للاستهداف. شادي أحمد خضر، وهو سائق رافعة علوي، عبّر عن مخاوفه قائلًا: "نحن الآن في المياه الضحلة، ولم نصل إلى الأعماق بعد".
نزوح جماعي وسط حالة من الذعر
في بانياس، وصف غيث مصطفى، وهو صيدلاني يبلغ من العمر 30 عامًا، اللحظات العصيبة التي عاشها مع زوجته وطفله الرضيع، حيث اختبأوا لساعات خلف باب منزلهم الأمامي، بعيدًا عن النوافذ، خوفًا من إطلاق النار العشوائي. عندما سنحت له الفرصة للفرار، رأى مشهدًا صادمًا: جثث متناثرة على الطرقات، دماء تغطي الأرصفة، ومحلات تجارية محطمة ومنهوبة. وفق تقرير نيويورك تايمز.
مستقبل غامض وخوف من الأسوأ
وسط استمرار الاشتباكات، يبقى الساحل السوري على صفيح ساخن، حيث يخشى السكان من دخول البلاد في دوامة جديدة من الصراع الطائفي والعنف غير المسبوق. وبينما تتعالى دعوات الحكومة الجديدة للوحدة والتهدئة، يعيش المدنيون تحت رحمة الفوضى، مترقبين مصيرًا مجهولًا.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي صرح، الثلاثاء الماضي، إن قوات بلاده ستبقى إلى أجل غير مسمى في المواقع التي سيطرت عليها في سوريا بعد انهيار نظام بشار الأسد العام الماضي.
وفي البداية، وصفت إسرائيل توغلها في منطقة عازلة منزوعة السلاح داخل سوريا بأنه خطوة مؤقتة لمنع القوات المعادية من الانتقال إلى المنطقة في ظل الفراغ في السلطة الذي خلفه انهيار دكتاتورية الأسد في ديسمبر.
لكن خلال زيارته للجانب السوري من جبل الشيخ، الثلاثاء، قال يسرائيل كاتس إن القوات الإسرائيلية ستبقى "على قمة جبل الشيخ وفي المنطقة الأمنية لفترة غير محدودة لضمان أمن مرتفعات الجولان والمستوطنات الشمالية وجميع سكان دولة إسرائيل ".
وقال كاتس "لن نعتمد على الآخرين في الدفاع عن أنفسنا هنا وفي أي مكان آخر. ولن نسمح لقوات معادية بتأسيس وجودها في المنطقة الأمنية في جنوب سوريا... وسنعمل ضد أي تهديد".
ولم يصدر رد فعل فوري من السلطات السورية. لكن الزعيم الفعلي للبلاد أحمد الشرع ندد هذا الشهر بما أسماه "ذرائع" إسرائيل للاستيلاء على الأراضي. وأكد المسؤولون السوريون مرارا وتكرارا أنهم لا يريدون صراعات جديدة، بما في ذلك مع إسرائيل، قائلين إنهم يريدون التركيز على إعادة بناء البلاد.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الساحل السوري بشار الأسد إسرائيل الساحل السوری
إقرأ أيضاً:
عُهدة رئيس الوزراء
شيء قاسٍ على السودان ، أن يقيم خلال ستة أعوام، وسط القلاقل والأزمات. وشيء مؤلم أن يجدد الإقامة من عام إلى آخر. ثمة عاهة مستديمة أحدثتها تداعيات التغيير في ٢٠١٩، في جسد الدولة السودانية.
إذا نظرنا إلى المؤسسات ، سنكتشف صوراً من الفوضى والصراع وعدم الاستقرار الذي عطل الانتاج ، وعندما نفتش وراء كل هذا الانهيار نجد أن وراءها شبحاً قاسياً يدعى (الفساد) بكافة اشكاله ، وباتت الدولة رهينة لهذا الشبح .
حتى هذه اللحظة، الرأي العام ايجابياً حول خطاب رئيس الوزراء “د.كامل ادريس” الذي قدم فيه شرحاً وافياً للأسس التي سيستند عليها في تشكيل حكومته المرتقبة، نتمنى له الثبات حتى ينقشع الغبار.
خطاب رئيس الوزراء أعلن عن غاية سامية من غايات تأسيس السودان الجديد بعد ١٥/ابريل ، وهي (الرجل المناسب في المكان المناسب) ، ومن جهة أخرى أثبت هذا الموقف الموحد بُعد نظر القيادة إزاء صراع اقعد الدولة لسنوات .
ولكن على رئيس الوزراء أن ينتبه إلى أن هذا التفاؤل إن لم تصاحبه شجاعة متناهية في اتخاذ القرار فإنه سيصطدم بواقع أعمق من أحلام (المارشال السوداني) ، فالسودان بميراثه الجغرافي، والتاريخي، أعقد من أمنيات سياسية، وآمال زعيم ينظر إلى الأزمة بعين التنظير وليس الإنجاز.
حتى يتحقق حلم إعادة تأسيس السودان بعد ١٥/ أبريل ، علينا الاعتراف بأنه بلد “مدمن نزاعات وأزمات” وعليه أن يتخلص من هذا الإدمان.
وبرغم قوة موقف رئيس الوزراء حتى خطاب أمس والذي يستمد نفوذه من اجماع شعبي على ضرورة التغيير ، واقرار ضمني من القادة العسكريين بضرورة الحكومة المدنية ، فإنه قد يجد نفسه مقيداً بخيوط لا مرئية ينسجها (أمر واقع) حال دون تمزيق هذه الخيوط مراراً، يقاوم، ويمانع، ليجعل رؤية “ادريس” صعبة التحقيق.
نظام ٢٠١٩م خلف تعقيدات وصراعات، وحرب ١٥/أبريل افرزت الفوضى والفساد ، مفاتيح الإصلاح أصابها الصدأ، لا بد من تغيير الأقفال.
إن اللحظة السودانية الآن أكبر من صراع على السلطة أو المكاسب الذاتية ، البلاد في مفترق طرق، إما العودة إلى الرشد الوطني، أو الانزلاق إلى هاوية الفوضى الشاملة التي قد تشطب الدولة من الوجود.
الخيار بين الحضور والغياب لبلادنا في عُهدة “كامل ادريس” ، فقد آن الأوان أن ينصرف شبح الفساد والتمكين الاثني .
محبتي واحترامي
رشان اوشي
إنضم لقناة النيلين على واتساب