من (وعي) المحاضرة الرمضانية السابعة للسيد القائد 1446هـ
تاريخ النشر: 10th, March 2025 GMT
أكد السيد القائد – عليه السلام – في محاضرته الرمضانية السابعة للعام الهجري 1446 هـ ، ان قرار سيدنا إبراهيم – عليه السلام – في تبيلغ رسالته كانت متدرجه لفهم الحقيقة باتجاه عملي في صورة البحث عن الحقيقة متجها باستعراض تأملي متسلسل في درجة الكمال بدأ مع الكوكب ثم مع القمر ثم مع الشمس، وكل هذه الأمور من المخلوقات ولم يرتض بها ربا لانها تختفي وتأفل، وكانت فئات الشرك كلها تختلف في أنواع آلهتها الا انهم استمعوا لسيدنا إبراهيم ولم يستفزهم ، وكان يستخدم مسألة ظهور الضوء وغيابه لتوضيح ما هو أكبر من ذلك، وفي هذا الاستعراض التأملي أمام قومه كان يستخدم الهداية لله، وسيدنا إبراهيم أكد الحقيقة الذي نحتاجها كبشر وهي هداية الله، وبدون هداية الله لا يمكن أن نتقدم في شيء وسيضل الإنسان مهما كان إنتاجه الفكري والثقافي ، ولا يمكن للإنسان أن يستغني عن هداية الله، الإنسان لا يصيب الحقيقة عندما لا يرتبط بهدى الله، وعلمنا الله في كل صلاة إلى طلب الهداية.
يؤكد نبي الله إبراهيم عليه السلام انه إذا لم يهده ربه ليكون من الضالين، وعندما استعرض الشمس استعرضها في حجم ضوئها وحجمها، وعندما أفلت انكر على قومه عبادتهم وإشراكهم بالله وأكد لهم ان الشمس مسيرة من الله وتأفل وتختفي بأمره، وبعد عرضه لدرجات التسلسل في درجات الكمال اعلن الإعلان الصريح والكبير وقال لقومه (اني بريء مما تشركون) وهذا الإعلان هو عبارة (البراءة) وهي عبارة توضح موقفه الحازم، لأن الشرك أساس الباطل والضلال الكبير والخطير، واتخذ موقف التوحيد لله وموقفاً من الشرك نفسه، ونبينا إبراهيم كان موحدا من الأساس، ولذلك اعلن موقفه من الشرك نفسه وهو موقف البراءة، ولهذا نجد في حركة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله الطاهرين كان موقفه حازماً مع قومه عندما حاولوا استمالته، والإنسان اذا اعتبر نفسه عبدا لغيره يحط من نفسه..
إن الأمور الواضحة في مسألة الاستعراض التأملي للكوكب والقمر والشمس لها دور صنعها الله لها لتقوم بمهمتها، ولو كانت تضر أو تنفع لاتخذت هي موقفا منه، ولكنها مسيرة لله، وسيدنا إبراهيم بعد ذلك وجه وجهه لله ولعبادة الله الذي فطر السموات والأرض، وهذا تعبير عن اتجاه نبينا إبراهيم بالعبادة بمفهومها الكامل والشامل لله وحده، واختياره لهذا التعبير يعني ان الله سبحانه له الكمال المطلق وهو سبحانه الجدير العبودية وهو مالك ما في السموات والأرض، وكان ملك عصره قد منع الحديث عن الله مثله مثل فرعون، وكان قد ذكرت كلمة (حنيفا) لسيدنا إبراهيم عدة مرات في القرآن وهو تعبير عن الاتجاه لله وحده بثبات وصدق وإخلاص وخشوع خضوع ومحبة لله ، وهي عنوان مهم لمفهوم عظيم، وهي مسألة مهمة للاتجاه الإيماني، وسيدنا إبراهيم نموذج عظيم للخضوع لله والانقياد التام، وهذا درس عظيم للمؤمنين..
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
صنع الله إبراهيم بين المحنة والاهتمام الرئاسي.. دلالات ومغزى
في لحظة استثنائية جمعت بين الأدب والسلطة، تصدر الروائي المصري الكبير صنع الله إبراهيم المشهد الثقافي والإعلامي، ليس من خلال رواية جديدة أو موقف سياسي لافت، وإنما عبر محنة صحية ألمّت به، قابلها اهتمام رئاسي أثار الكثير من الأسئلة حول العلاقة بين الدولة ورموزها الفكرية، خاصة أولئك الذين اتخذوا مواقف ناقدة على مدار سنوات طويلة.
كان صنع الله قد تعرض لسقوط في منزله، نُقل على إثره إلى مستشفى معهد ناصر، حيث تبين إصابته بكسر في عنق عظمة الفخذ، وهو ما استدعى تدخلاً جراحيًا دقيقًا لتركيب مفصل صناعي، وبحسب التقارير الطبية، فقد خرج من غرفة العمليات بحالة مستقرة، ويخضع حاليًا لبرنامج تأهيلي للعلاج في المستشفى، تمهيدًا لتعافيه.
لكنّ ما لفت الأنظار لم يكن فقط الجانب الطبي، بل البيان الصادر عن رئاسة الجمهورية، والذي أفاد بمتابعة الرئيس عبد الفتاح السيسي الشخصية لحالة الكاتب الصحية، وبتوجيهه وزارة الصحة لتقديم الرعاية اللازمة له، هذه اللفتة الرئاسية، التي جاءت مفاجئة للبعض، حظيت بتقدير واسع من الأوساط الثقافية، وأعادت فتح نقاش قديم ومتجدد حول موقع المثقف في الدولة المصرية.
بين الأدب والسلطة: مسيرة حافلة بالصدامات
صنع الله إبراهيم ليس كاتبًا عاديًا في تاريخ الأدب العربي، بل هو صاحب مشروع فكري وأدبي نادر، يزاوج بين التوثيق والتخييل، وبين الجرأة السياسية والتحليل الاجتماعي، منذ صدور روايته الأولى "تلك الرائحة" عام 1966، بدا صوته مغايرًا، متمردًا على السائد، ناقدًا للأنظمة، رافضًا للمهادنة، وقد زادت حدة مواقفه في أعمال مثل "اللجنة"، "أمريكانلي"، و"ذات"، حيث مارَس نوعًا من المقاومة الرمزية للنظام السياسي والاجتماعي، مستخدمًا السرد كوسيلة لتفكيك البنى السلطوية.
من أبرز مواقفه السياسية، رفضه في عام 2003 تسلُّم جائزة الرواية العربية من وزارة الثقافة المصرية، في مؤتمر رسمي شهده كبار مسؤولي الدولة. يومها صعد إلى المنصة، وأعلن رفضه الجائزة احتجاجًا على ما وصفه بـ"الاستبداد والفساد والتبعية"، وهو الموقف الذي اعتبره كثيرون قمة في النبل والنزاهة الفكرية، فيما رأى فيه البعض خروجًا على تقاليد التقدير الأدبي.
الرئيس والمثقف: هل تغيرت المعادلة؟
في ضوء هذه الخلفية، يبدو الاهتمام الرئاسي بحالة صنع الله إبراهيم حدثًا ذا دلالة رمزية كبيرة، فالرئيس المصري يضع ثقله في متابعة حالة كاتب عُرف عنه انتقاده الجريء للسلطة، بل وعلاقته المتوترة بالدولة منذ سنوات، وقد فُسّر ذلك على أنه تأكيد على أن الدولة الجديدة، بما تحمله من توجهات نحو بناء الجمهورية الجديدة، تسعى لاحتواء المثقفين، وفتح باب المصالحة مع رموز الفكر، أياً كانت مواقفهم السابقة.
ردود الفعل الثقافية: تقديرٌ وتفاؤلٌ حذر
أثارت متابعة الرئيس لحالة صنع الله إبراهيم ارتياحًا في الوسط الثقافي، وكتب كثير من المثقفين عبر وسائل التواصل الاجتماعي معبرين عن تقديرهم لهذه الخطوة، وإعتراف بأهمية دور المثقف في بناء الدولة، ونشر المعرفة، ورفع الوعي.
المثقف الذي لا يموت
أزمة صنع الله إبراهيم الصحية، والاهتمام الرئاسي بها، تكشف عن لحظة فارقة في علاقة الدولة بالمثقف: لحظة ربما تكون بداية لتقدير أوسع وأعمق لدور الكلمة في تشكيل الوعي العام، وفي دعم مشروع الدولة الوطنية، إنها فرصة لإعادة النظر في سياسات الثقافة، وفي كيفية دعم المبدعين، لا بوصفهم أفرادًا، بل باعتبارهم ضمير الأمة وروحها الناقدة.
وفي كل الأحوال، يظل صنع الله إبراهيم حيًّا في وجدان القراء، لا برواياته فقط، بل بمواقفه التي ظلّت، حتى في شيخوخته، تذكّرنا بأن للمثقف دورًا يتجاوز الترف الفكري، ليكون شاهدًا على عصره، وناقدًا له.
و تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى، بمتابعة الحالة الصحية للأديب الكبير بشكل مستمر، وتقديم الدعم الكامل له، فقد زار الدكتور أحمد هنو وزير الثقافة، صباح اليوم، الكاتب والروائى الكبير صنع الله إبراهيم، بمستشفى معهد ناصر، للاطمئنان على حالته الصحية.
وتمنى الوزير خلال زيارته بسرعة الشفاء العاجل لـ صنع الله إبراهيم، حيث إن الوزارة لا تنسى أبناءها من الرموز الثقافية والأدبية، الذين قدموا للوطن الكثير وأسهموا في تشكيل الوعي الثقافي والمعرفي للمجتمع.
وجاءت هذه الزيارة تعبيرًا عن التقدير العميق للمكانة الأدبية والفكرية التي يحتلها صنع الله إبراهيم، باعتباره أحد أبرز رموز الأدب العربي المعاصر.