الجزيرة:
2025-06-19@15:52:34 GMT

العبادة والتدين الصحيح.. كيف نلتزم بهما؟

تاريخ النشر: 12th, March 2025 GMT


واستضافت الحلقة الدكتور محمد خير الشعّال، أستاذ مادة الحديث وعلومه بكليتي الشريعة وأصول الدين بجامعة بلاد الشام، حيث تحدث عن العبادة الصحيحة وعن التدين الذي يفترض أن يهتدي إلى الإنسان ويتمسك به.

ويؤكد أن مفهوم العبادة ارتبط في أذهان عدد لا بأس به من المسلمين بأنه صلاة وصوم وزكاة وحج وتلاوة للقرآن الكريم، في حين أن العبادة في الإسلام هي اسم جامع لكل ما يحبه الله عز وجل ويرضاه من قول وفعل.

فالزوجة التي ترعى زوجها هي في عبادة، والزوج الذي يحنو على زوجته هو في عبادة، لأن الله عز وجل يقول في سورة النساء: " وعاشروهن بالمعروف"، كما أن الابن الذي يبر أباه هو في عبادة، لأن الله سبحانه وتعالى يقول في سورة الإسراء: " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا". والحاكم الذي يعدل بين رعيته هو في عبادة أيضا.

وجعل بعض العلماء العادات الفطرية عبادة إن اقترنت بالنية الصالحة، مثل الطعام والشراب والنوم.

وعن مفهوم العبادة عن القدماء، يذكّر الدكتور الشعّال بمقولة للخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه "والله إني لأخشى من الله سبحانه وتعالى أن يسألني عن شاة على شاطئ دجلة زلت قدمها، لمَ لم تعبد لها الطريق يا عمر".

إعلان

وفي السياق نفسه، روى أن أحد الشيوخ زار بلدا إسلاميا فشاهد مآذن المساجد مليئة في ذلك البلد، ولما انتهى من زيارته، كانت هناك زيارة رسمية لرئيس الدولة التي يوجد بها البلد فسأله رئيس الدولة: كيف رأيت الإسلام في بلدنا؟ فرد الشيخ قائلا: رأيت أن الإسلام عندكم متراجعا، وكنت أتمنى أن أرى أمام كل مئذنة لمسجد مدخنة لمصنع.

ويوضح أن الناس الذين فهموا العبادة بأنها صلاة وصوم وزكاة وحج صار عندهم إفراط وتفريط من جهتين، فإذا أراد التقرب من الله سبحانه وتعالى يكثر من الصوم والزكاة والحج، لكنه يظلم زوجته، وممكن يغش أو يتلاعب بالموازين في محله.

وصحح رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم مفهوم العبادة في قوله "أتدرون من المفلس؟ قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. قال: المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وصدقات، ويأتي وقد ضرب هذا، وشتم هذا، وأكل مال هذا، وقذف هذا، يأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته وهذا من حسناته، حتى إذا لم تبق حسنات أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه ثم طرح في النار".

التدين الصحيح

وعن التدين المغلوط وأثره على المجتمع، يقول الدكتور الشعّال إن الله سبحانه وتعالى قال في سورة آل عمران: "إن الدين عند الله الإسلام"، والمراد بالإسلام الطاعة لأوامر الله تعالى، والموجودة في 5 مفاصل من الحياة، العبادات (صلاة وصوم وزكاة وحج وقراءة القرآن الكريم)، وفي المعاملات (بيع وشراء والصرف والوكالة..)، والأحوال الشخصية (زواج وطلاق ونفقات..)، وفي الحدود والجنايات والمرافعات، وفي السياسة الشرعية.

وحول مفهوم التدين الصحيح، يستند "ضيف برنامج "الشريعة والحياة في رمضان" إلى فهم الصحابة رضي الله تعالى عنهم عندما قال الخليفة عمر لعمرو بن العاص "يا عمر متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟!".

والتدين يظهره قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "رب زدني علما"، ويظهره الصحابة الذين انطلقوا ينشرون الخير في الأرض.

إعلان

وعن الذي يهجرون القرآن الكريم بعد شهر رمضان، يوضح الدكتور الشعّال أن الذي تغير بين الماضي والحاضر هو تعامل الإنسان مع القرآن الكريم، والرسول صلى الله عليه وسلم كان يدعو ويشجع الناس على قراءة القرآن ويرغبهم فيه، وكان يقول "من قرأ حرفا من كلام الله فله به حسنة والحسنه بعشر أمثالها".

ويتأسف الدكتور الشعال كون بعض الناس يقرؤون القرآن الكريم ويختمونه عدة مرات، لكنهم لا يبحثون عن تفسير معانيه.

12/3/2025

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان الله سبحانه وتعالى القرآن الکریم فی عبادة

إقرأ أيضاً:

رمضان عبد المعز: هذه أعظم عبادة تحقق لك النصر والسكينة في الدنيا

قال الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامي، إن الذكر (ولا ذكر الله أكبر)، هو أعظم عبادة على الإطلاق، وربنا سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز: 'فاذكروني أذكركم'، لافتا إلى أن الذكر هو الذي يربط العبد بربه، يذكرك برحمته، برزقه، بستره، بتوفيقه، بنصره، بكل ما يحتاجه الإنسان.

وأضاف الشيخ رمضان عبد المعز، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الاثنين: "أحب أن أذكركم بمشهد مهم ورد في سورة الفتح، حيث يطمئن الله قلب النبي محمد صلى الله عليه وسلم خلال محنته، مثل حصار الشعب، وهو ما يعلمنا أن القضية ليست في الأكل والشرب، فقد حاصروا النبي ثلاث سنوات، لكن النبي لم يقل قلقنا على الطعام، لأن الله قال له: رزقي لا يأخذه غيري".

وتابع الشيخ رمضان عبد المعز "وفي سورة المائدة، حيث يطلب سيدنا عيسى عليه السلام من ربه مائدة من السماء، كان ذلك طلباً لتقوية الإيمان، وليس فقط لقضية الطعام، لأنه لو كانت قضية الطعام هي الأساسية لما ترك النبي محمد صلى الله عليه وسلم الصحابة يعانون خلال الحصار، ولا نجد حديثاً واحداً يركز على نقص الطعام، بل كل اهتمامهم كان بالنصر والتوفيق من الله".

رمضان عبد المعز: قضية المؤمن الحقيقية هي نصر الله

وأوضح الشيخ رمضان عبد المعز أن "قضية المؤمن الحقيقية هي نصر الله، والسكينة في الأرض، والعيش بسلام دون اعتداء ولا تعرض، والإسلام دين عمارة الأرض، لا هو دين قتال وعدوان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'إنما أنا رحمة مهداة'، وأن تطعم الطعام وتقرأ السلام على من تعرف ومن لا تعرف هو جوهر الشرع الشريف، رسالة سلام ورحمة وإصلاح".

وتابع: "في القرآن الكريم، يقول الله تعالى في سورة المائدة: 'من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً'،  هذا هو الهم الحقيقي الذي يشغل بال المؤمنين: حفظ النفس والعدل والسلام، وليس شغلنا بقضايا سطحية".

طباعة شارك الشيخ رمضان عبد المعز رمضان عبد المعز الداعية الإسلامي أعظم عبادة الداعية عبادة

مقالات مشابهة

  • لا تنسوا الدعاء فهو عبادة يحيها الله
  • بعد العودة من الحج.. افتح صفحة جديدة مع الله بكلمة واحدة
  • تعقيبا على الدكتور عبد الله النفيسي!
  • القرآن الأوروبي: ما حقيقة هذا المشروع الذي يهاجمه اليمين المتطرف؟
  • كلية الشريعة تمنح أول درجة دكتوراه نقدية في التفسير العلمي لخلق الإنسان في القرآن الكريم بالعصر الحديث
  • عودة إذاعة المصحف المعلم للشيخ محمود خليل الحصري عبر إذاعة القرآن الكريم
  • الانتماء الصادق للإسلام لا يتحقق إلا بهذه الأمور.. أزهري يكشف عنها
  • بدء إذاعة المصحف المعلم للشيخ الحصري عبر إذاعة القرآن الكريم
  • رمضان عبد المعز: الإسلام يرعى مصالح الناس وحسن الظن بالله عبادة
  • رمضان عبد المعز: هذه أعظم عبادة تحقق لك النصر والسكينة في الدنيا