تايمز: تفاصيل اصطدام سفينتين ببحر الشمال وتفادي كارثة بيئية
تاريخ النشر: 13th, March 2025 GMT
تستمر السلطات البريطانية في التحقيق بحادث اصطدام سفينة الشحن "سولونغ" بناقلة النفط الأميركية "إستينا إيماكيوليت" في بحر الشمال يوم الاثنين فيما يبقى قبطان السفينة الروسي قيد الاحتجاز لدى الشرطة البريطانية بعد أن تبين أن السفينة فشلت في اجتياز العديد من فحوصات السلامة العام الماضي.
وحسب مالك سفينة الشحن فإن القبطان المحتجز هو مواطن روسي يبلغ من العمر 59 عاما، فيما ذكرت شركة الشحن "إيرنست روس"، التي تملك سولونغ أن القبطان الروسي كان يقود أفراد طاقم السفينة البالغ عددهم 14 شخصا وهم مزيج من المواطنين الروس والفلبينيين.
وأكد جون كريغ مساعد رئيس خفر السواحل البريطاني أن هناك استجابة شاملة لمكافحة التلوث، وأن خفر السواحل البريطاني يواصل الاستعداد لأي تلوث قد يحدث بسبب الأضرار التي تلحق بالسفن، مشيرا إلى أن المخاوف من المواد الخطرة التي تم تحديدها سابقا على متن السفينة قد انخفضت بشكل ملحوظ. ولم تُظهر عينات جودة الهواء البرية أي سموم، وتشير نماذج مكتب الأرصاد الجوية إلى عدم وجود أي تهديد للعامة.
وحسب تايمز البريطانية، التي روت تفاصيل الاصطدام، حصل الحادث صباح يوم الاثنين الماضي، عندما كان الضباب كثيفا فوق بحر الشمال وسفينة الحاويات "سولونغ" التي ترفع العلم البرتغالي تبحر بمحاذاة الساحل الشرقي للمملكة المتحدة، متجهة إلى ميناء روتردام الهولندي.
إعلانوأبحرت سفينة الحاويات التي يبلغ ارتفاعها 140 مترا، والتي كانت قد غادرت ميناء غرانغماوث الأسكتلندي مساء الأحد 9 مارس/آذار، بسرعة 16عقدة واتجهت جنوبا، وهو طريق أبحرته من قبل.
كانت السفينة "سولونغ" لا تزال تسير بسرعة عندما لاحت في الأفق صباح الاثنين، ناقلة نفط محملة بوقود الطائرات. ومع أقل من كيلومتر واحد لتجنب الاصطدام، اصطدمت سولونغ بقوة بناقلة النفط "إستينا إيماكيوليت".
بدا الاصطدام قويا لدرجة أنه دفع إستينا إيماكيوليت مسافة 200 متر تقريبا، كما تظهر بيانات الشحن. وفي غضون دقائق اشتعلت النيران في كلتا السفينتين.
وكافح رجال الإنقاذ لتجنب ما يمكن أن يكون واحدا من أسوأ الكوارث البيئية في السنوات الأخيرة. هل يجب أن تتسرب 18 ألف طن من وقود الطائرات كانت تحملها ستينا إيماكيوليت في بحر الشمال؟
كان أحد أفراد طاقم "سولونغ" لا يزال مفقودا عندما أعلن خفر السواحل في وقت متأخر يوم الاثنين أنه تم إلغاء البحث. كان على متن سولونغ 14 طاقما، بينما كان طاقم إستينا إيماكيوليت مكونا من 23 فردا.
أبحرت الناقلة من ميناء كورينث في اليونان. وقد استأجرها الجيش الأميركي لنقل وقود الطائرات كجزء من برنامج أمن الناقلات التابع للحكومة الأميركية، والذي يزود وزارة الدفاع بـ10 ناقلات مسجلة في الولايات المتحدة لنقل الوقود "في أوقات النزاع المسلح أو الطوارئ الوطنية".
كان من المقرر أن تسلم الناقلة حمولتها إلى منشأة في إمينغهام بشمال إنجلترا على مصب نهر هامبر، في وقت لاحق من هذا الأسبوع وكانت تنتظر في منطقة رسو مخصصة.
وقالت شركة كراولي التي تمتلك إستينا إيماكيوليت، كانت النيران قد شبت في الوقود الذي بدأ الانسكاب، وإذا فُقدت الـ 18 ألف طن كلها، فستحتل المرتبة الأولى بين أكبر انسكابات الوقود في بريطانيا.
إعلانوأوضحت كراولي أن السفينة "إستينا إيماكيوليت" أصيبت بتمزق في خزان شحن يحتوي على "وقود جيت-إيه 1″، وأن الطاقم غادر السفينة "بعد انفجارات متعددة على متنها". وأظهرت بيانات من منصة تتبع السفن "مارينترافيك" أن رفع الإنذار تم بعد 3 دقائق من وقوع الاصطدام.
واستدعى خفر السواحل مروحية وطائرة ثابتة الجناحين و4 قوارب نجاة وما يصل إلى 21 قاطرة وسفينة إطفاء. وتظهر عمليات البث الإذاعي أن وحدة التحكم في المروحية حذرت الطيار من أن السفينة كانت تحمل شحنة من السائل القابل للاشتعال.
وفي رسالة منفصلة عبر بالراديو أرسلت إلى السفن في المنطقة، دعا خفر السواحل السفن المزودة بمعدات مكافحة الحرائق أو قدرات البحث والإنقاذ للتوجه إلى مكان الحادث، مضيفة: "السفينة إستينا إيماكيوليت تحمل وقود الطائرات المشتعل في الماء".
وأرسلت المؤسسة الملكية الوطنية لقوارب النجاة 4 طواقم وقالت: "كانت هناك تقارير تفيد بأن عددا من الأشخاص قد غادروا السفن بعد تصادم واندلاع حرائق في كلتا السفينتين".
لكن أحد أفراد طواقم المؤسسة قال إنه لم يكن هناك الكثير مما يمكنهم فعله بعد عملية البحث والإنقاذ الأولي، مضيفا: "كان ضبابا كثيفا ولم نتمكن من رؤية شيء. نحن غير مجهزين بمعدات مكافحة الحرائق لهذا النوع من الحوادث". وأضاف أن الطقس في البحر كان "باردا لدرجة التجمد". من المفهوم أن عملية المؤسسة الملكية تم تقليصها مساء الاثنين إلى قارب واحد فقط.
وبقي أكثر من 20 زورقا للإنقاذ ومكافحة الحرائق في الموقع لكن خفر السواحل أمرهم بالابتعاد عن السفن المحترقة على بعد 3.2 كيلومترات.
وقال مايكل باترسون العضو المنتدب لشركة سفيتزر البريطانية إن 7 من سفن الشركة كانت في الموقع مع معدات إطفاء قادرة على ضخ 2400 لتر في الدقيقة.
ووصف الحادث بأنه "واحد من أخطر ما رأيته في حياتي في البحر". في البداية، أرسلت الشركة 4 قوارب، وزادتها لاحقا إلى 7، ستتناوب طوال الليل.
ومع عودة زوارق الجر وسفن مكافحة الحرائق، ذكرت "لويدز ليست إنتليجنس"، التي توفر البيانات البحرية، أن سولونغ كانت تحمل 15 حاوية من سيانيد الصوديوم.
إعلانويعد سيانيد الصوديوم غير قابل للاشتعال، ولكن عند تسخينه، يمكن أن يطلق غاز سيانيد الهيدروجين، وهو قابل للاشتعال وسام. وعند استنشاقه فإنه يعطل قدرة الجسم على استخدام الأكسجين ويمكن أن يسبب الصداع والمرض، وفي الحالات القصوى، فقدان الوعي أو الموت.
ومع ذلك، تم التأكيد يوم الثلاثاء على عدم وجود سيانيد الصوديوم على متن سولونغ.
وقال باترسون: "لا نعرف إلى متى سيستمر هذا، لكن مراحل هذا عادة ما تكون البحث والإنقاذ واحتواء الحرائق، ثم ينتقل إلى التحكم البيئي والتلوث وإنقاذ السفن".
وأضافت "نحن نفهم أن البحث والإنقاذ قد اكتملا الآن، لكن من الواضح أن مكافحة الحرائق ستستمر بمجرد أن نتمكن من العودة لمساعدة السفن. وبعد ذلك سنحتاج إلى نوع من التحكم البيئي والإنقاذ".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان بيئي سیانید الصودیوم مکافحة الحرائق البحث والإنقاذ وقود الطائرات خفر السواحل کانت تحمل
إقرأ أيضاً:
60 دقيقة حاسمة.. أسامة ربيع يعلن نتائج فحص السفينة الجانحة «الغطس RED ZED 1»
صرح الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، اليوم السبت، بأن نتائج الفحص الشامل الذي أعدته لجنة تحقيقات الحوادث التابعة للهيئة عن واقعة جنوح سفينة الغطس RED ZED 1 ، أكدت عدم وجود أية خسائر بشرية أو إصابات، وسلامة السفينة بشكل عام مع وجود بعض التلفيات الجاري حصرها في موقع الحادث.
وأوضح الفريق ربيع أن قناة السويس نجحت في التعامل باحترافية شديدة مع الموقف الطارئ حيث تعرضت سفينة الغطس RED ZED 1خلال عبورها للقناة ضمن قافلة الشمال، أمس الجمعة، لفقدان مفاجئ في منظومة التوجيه أدى إلى انحرافها بالكيلومتر ٤٥ ترقيم القناة بموقع معدية الركاب بالقنطرة غرب.
وأكد رئيس الهيئة أن الإجراءات التي تم اتخاذها من قبل الهيئة لإدارة الموقف الطارئ حالت دون وقوع اصطدام مؤثر برصيف المعدية، مشيرا في هذا الصدد إلى احترافية مرشدي القناة ممن تواجدوا على السفينة RED ZED1 ونجاحهم في منع التصادم العمودي والمباشر بين بدن السفينة مع رصيف المعدية ليكون التصادم موازيا لمنع حدوث أضرار جسيمة، علاوة على الدور الاستباقي الهام الذي قام به مشرفو محطة إرشاد القنطرة بملاحظة إنحراف السفينة عن خط سيرها وإبلاغ موقع معدية القنطرة بضرورة إخلاء الركاب والوحدات البحرية بالموقع في وقت قياسي لمنع حدوث أية إصابات أو خسائر جسيمة.
وأضاف الفريق ربيع أنه بمجرد تلقى مركز مراقبة الملاحة إخطارا بانحراف السفينة عن مسارها تحركت على الفور ثلاثة قاطرات تابعة للهيئة وهي القاطرات "مصر الجديدة" و "مساعد ٤" و "سويس ١" وذلك للتعامل مع الموقف الطارئ حيث تمكنت القاطرات من استعدال السفينة في موقعها ثم تأمينها بعد إصلاح السفينة بمعرفة طاقمها ثم التحرك بمحاذاتها إلي منطقة البلاح ثم منطقة البحيرات الكبرى.
وشدد رئيس الهيئة على أن قناة السويس تمتلك منظومة متكاملة لإدارة الأزمات تمكنها من التعامل السليم والفوري مع المواقف الطارئة والتعامل الأمثل مع الظروف والمواقف غير الاعتيادية، مشيدا بكفاءة مرشدي القناة في التحكم وتأمين عبور سفن قافلة الجنوب حتى خروج السفينة RED ZED 1 إلى منطقة ازدواج القناة بالبلاح، وذلك بالتعاون مع مركز الحركة الرئيسي ومركز مراقبة الملاحة والذي تحول لغرفة عمليات مركزية لإدارة الازمة تتولى توجيه التعليمات واتخاذ ما يلزم لتحرك الوحدات والقاطرات البحرية اللازمة لإدارة الأزمة والحفاظ على انتظام الملاحة في القناة.
كما أكد الفريق ربيع على عدم تأثر حركة الملاحة بالقناة نتيجة للحادث حيث تمت إدارة الأزمة بشكل كامل في وقت قياسي خلال ٦٠ دقيقة ، منوها عن عدم تأثر عملية انتقال المواطنين بين ضفتي القناة بموقع معدية القنطرة حيث تم على الفور استبدال المعدية التي تعرضت للحادث بأخرى احتياطية واتخاذ اللازم حيال تحديد التلفيات وإصلاح الأعطال بمعرفة اللجان المعنية التابعة للهيئة.
وأوضح الفريق ربيع أن التقرير الذي أعده فريق الإنقاذ البحري التابع للهيئة بعد إجراء المعاينة المبدئية للسفينة أكد سلامة بدن السفينة بشكل عام وعدم وجود ما يمنع من مواصلة إبحارها مرة أخرى بعد إجراء الإصلاحات المؤقتة لفتحة صغيرة موجودة في مقدم السفينة فوق مستوى سطح الماء، وفور الانتهاء من كافة الإجراءات الإدارية واستكمال التحقيقات المتعلقة بالحادث.
واختتم رئيس الهيئة تصريحه بالتأكيد على جاهزية هيئة قناة السويس للتعامل باحترافية مع حالات الطوارئ المحتملة من خلال منظومة متكاملة تزخر بكفاءات ملاحية وخبرات متراكمة في أعمال الإنقاذ البحري ووحدات بحرية متخصصة في أعمال الإنقاذ البحري والتأمين الملاحي ومكافحة التلوث.
جدير بالذكر، أن سفينة الغطس RED ZED 1 يبلغ طولها ٢١٧ مترا، وعرضها ٤٣ مترا، وحمولتها ٤١ ألف طن، وعبرت القناة خلال رحلتها قادمة من هولندا ومتجهة إلى السودان.