الأمم المتحدة نبهت إلى أن زيادة الوصول إلى الإنترنت، عالمياً، فاقمت خطر استغلال منصاته لأنشطة الاتجار من قبل المجرمين.

التغيير: وكالات

حذر تقرير أممي جديد من أن الاتجار بالأطفال يتصاعد بشكل مخيف، وأن الأطفال يشكلون 38% من ضحايا الاتجار بالبشر على مستوى العالم، ومن المرجح أن يكون العدد الفعلي للأطفال الضحايا أعلى بكثير مما تم الإبلاغ عنه.

ونبه التقرير إلى أن هذه الجريمة ستستمر في الارتفاع ما لم يتم اتخاذ إجراءات فورية وحاسمة.

التقرير السنوي للممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالعنف ضد الأطفال المقدم إلى مجلس حقوق الإنسان يسلط الضوء على زيادة كبيرة في نسبة الأطفال الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار خلال السنوات الخمس الماضية، وخاصة بين الفتيات.

ونبه التقرير- بحسب مركز أخبار الأمم المتحدة- إلى أن زيادة الوصول إلى الإنترنت، عالميا، فاقمت خطر استغلال منصاته لأنشطة الاتجار من قبل المجرمين.

وفقا للتقرير، يتم الاتجار بالفتيات بشكل متزايد للاستغلال الجنسي، وكذلك العمل القسري وأشكال أخرى من الإيذاء، بما في ذلك الزواج القسري. ويتم الاتجار بالفتيان بشكل أساسي للعمل القسري والمشاركة في الأنشطة الإجرامية.

الاستجابات لا تواكب تطور وحجم الجريمة

وقالت الدكتورة نجاة معلا مجيد، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالعنف ضد الأطفال إنه على الرغم من التقدم الكبير الذي تم إحرازه في التشريعات والسياسات والممارسات، يستمر الاتجار بالأطفال في الازدياد، لأن الاستجابات لا تتطور بالسرعة الكافية لمواكبة تطور وحجم الجريمة.

وأوضحت أن المتاجرين بالبشر يتكيفون بسرعة، ويستغلون التطورات التكنولوجية والثغرات التي تخلقها الأزمات، بينما لا تزال الاستجابات متأخرة.

أمر ملح وممكن

وخلال حديثها في حوار تفاعلي على هامش الدورة الثامنة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان، أكدت الممثلة الخاصة للأمين العام أن القضاء على الاتجار بالأطفال أمر ملح وممكن، “إذا استثمرنا المزيد في أنظمة الحماية الاجتماعية وحماية الطفل، بما في ذلك في السياقات الإنسانية، وإذا عززنا المساءلة لإنهاء إفلات الجناة من العقاب”.

وأشارت إلى ما وصفتها بالحلول القائمة على الأدلة والموضحة في دعوة مجموعة التنسيق المشتركة بين الوكالات لمكافحة الاتجار بالأشخاص (ICAT) من أجل العمل لمنع وإنهاء الاتجار بالأطفال.

وقالت إن تنفيذ هذه الإجراءات الشاملة والمنسقة ضروري لإنهاء الاتجار بالأطفال والعنف ضدهم بحلول عام 2030. وبينت أن إشراك الناجين والأطفال المعرضين للخطر بأمان وأخلاقية في تصميم استجابات مكافحة الاتجار أمر ضروري أيضا للقضاء على هذه الجريمة بشكل فعال.

ثلاثة عوامل بحاجة إلى المعالجة

الممثلة الخاصة للأمين العام حذرت من أن العواقب المدمرة وطويلة الأمد للاتجار بالأطفال، على الأطفال والأسر والمجتمعات، تؤدي إلى دورة تستمر لأجيال من العنف والإقصاء الاجتماعي.

وقالت إن هذه الجريمة المعقدة تحرك ثلاثة عوامل مترابطة يجب معالجتها في وقت واحد:

أولا، تتفاقم قابلية الأطفال للاتجار بهم على مستوى العالم.

يتضاعف خطر هذه الجريمة بسبب الفقر وانعدام الأمن الغذائي والأزمات الإنسانية والصراعات والنزوح القسري والعنف، إلى جانب عدم المساواة الاجتماعية والجنسانية.

ثانيا، تنمو شبكات الاتجار بشكل مثير للقلق وتصبح أكثر تنظيما.

يتم تسهيل هذه الجرائم أيضا من خلال التقنيات الرقمية المتطورة. يستخدم المتاجرون الذكاء الاصطناعي لتعزيز النشاط الإجرامي العابر للحدود عن طريق تقليل التكاليف وزيادة الإيرادات وتقليل احتمالية الكشف.

ثالثا، يتزايد الطلب على الخدمات الاستغلالية للأطفال، مثل الاستغلال الجنسي عبر الإنترنت وخارجه، والعبودية المنزلية، وتزويج الأطفال، والتجنيد في الجماعات المسلحة، والتسول القسري والأنشطة الإجرامية القسرية.

أحكام غير كافية

وقالت الممثلة الخاصة إن الأحكام والإدانات ضد من يتاجرون بالأطفال منخفضة ويستمر الجناة في التمتع بالإفلات من العقاب، مشيرة إلى أن الفساد والوصم والخوف ونقص الحماية يحدون من قدرة الأطفال على الإبلاغ وطلب العدالة، و”نتيجة لذلك، يظل الاتجار بالأطفال جريمة منخفضة التكلفة ومنخفضة المخاطر، ولكنها عالية الربح، وتدر مليارات الدولارات سنويا”.

واختتمت الدكتورة نجاة معلا مجيد، حديثها في الحوار التفاعلي باقتباس من فتاة وقعت ضحية للاتجار بالبشر قالت إنها التقتها مؤخرا: “لا توجد عدالة. أنا محتجزة في ملجأ بينما لا يدفع المعتدون الثمن! من الظلم ألا يتم القبض عليهم”.

الوسومالأمم المتحدة الإنترنت الاتجار بالأطفال الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالعنف الجنسي في حالات النزاع مجلس حقوق الإنسان نجاة معلا مجيد

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الأمم المتحدة الإنترنت الاتجار بالأطفال مجلس حقوق الإنسان الممثلة الخاصة للأمین العام الاتجار بالأطفال هذه الجریمة إلى أن

إقرأ أيضاً:

سفير الإمارات بالأمم المتحدة: يجب وقف استخدام التجويع سلاحاً في السودان

طالب محمد أبوشهاب، سفير دولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، فرقاء السودان بوقف استخدام التجويع سلاحاً، مؤكدًا الحاجة لإلزامهم بمحادثات سلام.

وقال أبوشهاب في مقابلة مع قناة “ذا ناشونال” إن “الأطراف المتحاربة في السودان تعرقل المساعدات الإنسانية بادّعاءات السيادة، ويجب وقف استخدام التجويع كسلاح”.

السودان و«العدل الدولية».. حين تكون الدعاوى وسيلة للهروب من المسؤولية
وشدد سفير دولة الإمارات لدى الأمم المتحدة على ضرورة إلزام الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بمحادثات وقف إطلاق النار ومسار سياسي نحو حكومة مدنية مستقلة.

ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قتالًا مريرًا في السودان منذ أبريل/نيسان 2023، خلّف آلاف القتلى وملايين النازحين في البلد الذي يعاني أصلًا من أزمات اقتصادية وتردّي الخدمات.

ودعا السفير أبوشهاب مجلس الأمن والأمم المتحدة للتصدي لتحريف عملها، كما يفعل ممثل السودان لصرف الانتباه عن الفظائع المرتكبة في البلاد.

ويشير أبوشهاب إلى ادعاءات الجيش السوداني بشأن مزاعم عن انحياز إماراتي لأحد طرفي الصراع، وهو ما فنّدته تقارير دولية، والواقع على الأرض.

وكانت دولة الإمارات قد شددت في رسالة رسمية موجهة إلى مجلس الأمن الخميس الماضي على رفضها القاطع لمحاولات الممثل السوداني استغلال تقرير فريق خبراء الأمم المتحدة بشكل مغلوط لدعم الحملة التضليلية للقوات المسلحة السودانية، مؤكدة أنه أمر لا يمكن التساهل معه.

وقالت البعثة الإماراتية لدى الأمم المتحدة إنه “بدلًا من محاولة صرف انتباه المجتمع الدولي عن انتهاكاتها في السودان، يجب على القوات المسلحة السودانية التركيز على التوصل إلى وقف إطلاق النار، وتيسير وصول المساعدات الإنسانية، والانخراط في محادثات سلام ذات أهداف واضحة، تتمثل في الانتقال إلى حكومة مدنية بعيدة عن السيطرة العسكرية”.

ورغم المزاعم التي يطلقها الجيش السوداني، أكدت دولة الإمارات أنها ستواصل التعاون الدولي لتلبية احتياجات الشعب السوداني.

وأمس السبت، جمع السفير محمد أبوشهاب، المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، لقاء بمسؤولة الأمم المتحدة روزماري ديكارلو، سلّط الدبلوماسي الإماراتي الضوء على الأزمة الكارثية في السودان، مطالبًا بضرورة وقف فوري لإطلاق النار.

وبحسب بيان صادر عن بعثة دولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، فإن السفير أبوشهاب أكد أنه على المجتمع الدولي مواصلة التركيز على تحقيق وقف فوري ودائم لإطلاق النار، والتمهيد للانتقال إلى حكومة مدنية بعيدة عن السيطرة العسكرية.

وفيما شدد على ضرورة حياد المنظمات الدولية لضمان وصول المساعدات دون عوائق سياسية أو عسكرية تعوق إغاثة الشعب السوداني، دعا إلى تجنّب أي تحيّز قد يعوق بناء السلام ويُطيل أمد الصراع.


مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: الهجمات على بورتسودان تفاقم المعاناة الإنسانية
  • مدير تعليم مطروح تشهد احتفالية ختام الأنشطة التربوية وتخرج رياض الأطفال بمدرسة الهدي الخاصة
  • غزة تحت الحصار.. الأمم المتحدة تطالب بإجراءات فورية
  • صور لإنشاءات إسرائيلية في رفح ضمن خطة جديدة
  • تشفيره سهل التحرش بالأطفال.. انتقادات بريطانية لفيسبوك
  • الأمم المتحدة ترفض خطة إسرائيل لإدخال المساعدات إلى غزة المحاصرة
  • الأمم المتحدة ترفض خطة إسرائيلية لتوزيع المساعدات في غزة
  • الأمم المتحدة ترفض خطة إسرائيلية بشأن المساعدات إلى غزة
  • الأمم المتحدة ترفض خطة إسرائيلية لإيصال المساعدات إلى غزة
  • سفير الإمارات بالأمم المتحدة: يجب وقف استخدام التجويع سلاحاً في السودان