يُتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من بعض الأصوات في بلاده بأنه يقود، منذ ظهر على الساحة السياسية، انقلاباً على كثير من قيم بلاده بممارسات تخاصم ما استقر منها طويلاً مثل الديمقراطية والحرية.
ويصحّ ذلك أيضاً على نهج ترامب في تعامله الحالي مع بقية دول العالم القائم على افتعال الخلافات، وتوسيع رقعها، واللجوء إلى ما يمكن وصفه بالصدمات في التصريحات، من دون تهيّب لردود الفعل.في هذا الشأن، وعلى المستوى الداخلي، يثبت دونالد ترامب عدم صبره على الخلاف في الرأي، ناهيك عن السياسة، وضيقه تحديداً بالإعلام، وسعيه لإسكاته بأكثر مما يفعل بعض المسؤولين في الدول المحسوبة على "العالم الثالث".
وهذا المسلك تحديداً يمثل مفارقة في أداء ترامب الذي يقود "بلد الحريات"، أو البلد الذي يهاجم بعض النظم السياسية في العالم بحجة الدفاع عن الحريات، خاصة حرية الصحافة، أو يضغط لإطلاق سراح أسماء بعينها بزعم أنهم معتقلو رأي في بعض الدول.
منذ جاء ترامب رئيساً لأول مرة في 2017 لم تسلم الصحافة من هجماته، إما على ممثليها في مؤتمراته والتدخل فيما يطرحونه من أسئلة، أو وصف المخالفين له في الرأي بالتضليل أو الكذب.
في الولاية الرئاسية الثانية، لا يبدو ترامب شخصاً متفرداً في موقفه من الصحافة، فهناك ملامح لتوجّه إدارته نحو تعديل ملفات الإعلام الأمريكي، بحيث تبدأ مرحلة جديدة للتحكم في خطاب وسائل الإعلام، وصولاً إلى احتكار الحقيقة أو صناعتها على هوى الإدارة الأمريكية قبل تسويقها للداخل والخارج.
قبل ساعات، جدد ترامب هجومه على بعض وسائل الإعلام التي يرى أنها تكتب أخباراً سيئة عنه، ومن قلب وزارة العدل، حاول نزع الشرعية عن هذه الوسائل، مدعياً أنها تضطهده وتخدم خصومه.
وهذا استمرار لحملة ترامب منذ بداية ولايته الرئاسية الثانية مطلع العام على وسائل إعلام رئيسية مثل وكالة أسوشيتد برس، والحد من قدرة بعضها على تغطية أخبار البيت الأبيض.
وقبل هذا الهجوم الجديد من ترامب، أعلنت مستشارته كاري ليك التوجه لإلغاء العقود العامة مع وكالات الأنباء العالمية الثلاث، وكالة الصحافة الفرنسية، وأسوشيتد برس، ورويترز. وبرّرت الصحافية السابقة المقربة من ترامب والمستشارة الخاصة للوكالة الأمريكية للإعلام العالمي هذا التوجه بالقول إن الولايات المتحدة يجب "ألّا تدفع بعد الآن لشركات الإعلام الخارجية لتبلغنا بالأخبار".
وذكرت كاري ليك أن الوكالة الأمريكية للإعلام العالمي، وهي هيئة عامة تشرف على عدد من وسائل الإعلام الموجهة للخارج، تدفع عشرات ملايين الدولارات مقابل عقود غير ضرورية مع وكالات أنباء، وأنها تدخلت لإلغائها.
وتتناغم خطوة كاري ليك مع فكر الملياردير الأمريكي إيلون ماسك المقرب أيضاً من ترامب، والذي اقترح نهاية العام الماضي التوقف عن تمويل محطتي إذاعة صوت أمريكا، وأوروبا الحرة، وهما تابعتان للوكالة الأمريكية للإعلام العالمي، بل دعا إلى إغلاقهما.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: اتحاد سات وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل يوم زايد للعمل الإنساني يوم الطفل الإماراتي غزة وإسرائيل الإمارات ترامب
إقرأ أيضاً:
أين الحقيقة في خطاب صمود؟
أين الحقيقة في خطاب صمود؟
منذ بداية هذه الحرب المروعة، ظللنا نسلط الضوء علي التناقض الصارخ في خطاب “صمود”؛ فهي تزعم تمسكها بالسلام كأولوية، بينما تُصرّ على حظر المؤتمر الوطني، في في الوقت الذي تدعي إنه يسيطر على الجيش. وقد سبق أن أوضحنا أن هذا “ثالوث مستحيل” – فمن يريد السلام لا بد أن يخوض التفاوض ويبحث عن تسوية مع الخصم المقاتل، لا أن يشهر سلاح الحظر في وجهه. فلا يعقل أن تكون “صمود” جادة في اتهامها للمؤتمر الوطني و بالسيطرة على الجيش، والدعوة لحظره وفي ذات الوقت تكون صادقة في ادعاء سعيها للحل السلمي. هذه ادعاءات متعارضة، وصحة أحدهما تفني آخر بالضرورة.
فأين تصدق ر “صمود”؟
الأرجح أنها تختار السلام – ولكن هذا ليس مبدأً راسخًا لديها، بل موقفًا ظرفيًا بحكم توازن القوة، خاصةً أن معظم مكوناتها إما خاضت حربًا مسلحة ضد نظام البشير، أو تحالفت مع فصائل المقاومة المسلحة. لكن هذا يعني بالضرورة أن اتهامها للإخوان بالسيطرة على الجيش هو محض افتراء. وهذا ليس غريبًا؛ فالهجوم على الجيش الوطني وهو يدافع عن سيادة البلاد ضد ميليشيا همجية وغزو دموي ليس موقفًا يُفاخر به، ولا يشرف أي وطني. ولدغمسا هذا الموقف المحرج ، لا بد لـ”صمود” من إختراع أسطورة تبسيطية تعيد إنتاج عدائها للجيش في لحظة تصديه لغزو خارجي كمعركة ضد “الإخوان” – في نفس الوقت الذي تتحالف فيه مع إخوان الشعبي!
معتصم اقرع
إنضم لقناة النيلين على واتساب