أعلنت صحيفة "إل فوليو" الإيطالية أنها الأولى في العالم التي تنشر طبعة مُولّدة بالكامل بالذكاء الاصطناعي، حسب تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" وترجمته "عربي21".

وصرح رئيس تحرير صحيفة "إل فوليو"، كلاوديو سيراسا، بأن مبادرة الصحيفة اليومية الليبرالية المحافظة، تُعدّ جزءا من تجربة صحفية تستمر شهرا كاملا، وتهدف إلى إظهار تأثير تقنية الذكاء الاصطناعي "على أسلوب عملنا وحياتنا اليومية".

 

وتم دمج طبعة "إل فوليو" ذات الأربع صفحات، والمُولّدة بالذكاء الاصطناعي، في طبعة الصحيفة العريضة، وهي متاحة في أكشاك بيع الصحف وعلى الإنترنت ابتداء من يوم الثلاثاء. 


وقال سيراسا: "ستكون أول صحيفة يومية في العالم تُنشر على أكشاك بيع الصحف تم إنشاؤها باستخدام الذكاء الاصطناعي بالكامل. في كل شيء. في الكتابة، والعناوين، والاقتباسات، والملخصات. وأحيانا، حتى في السخرية". وأضاف أن دور الصحفيين سيقتصر على "طرح الأسئلة [على أداة الذكاء الاصطناعي] وقراءة الإجابات". 

تأتي هذه التجربة في الوقت الذي تكافح فيه المؤسسات الإخبارية حول العالم لإيجاد طريقة لاستخدام الذكاء الاصطناعي. في وقت سابق من هذا الشهر، أفادت صحيفة الغارديان أن بي بي سي نيوز ستستخدم الذكاء الاصطناعي لتزويد الجمهور بمحتوى أكثر تخصيصا. 

تحمل الصفحة الأولى من العدد الأول من صحيفة Il Foglio AI قصة تشير إلى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تصف "مفارقة الترامبيين الإيطاليين" وكيف ينتقدون "ثقافة الإلغاء" لكنهم إما يغضون الطرف، أو الأسوأ من ذلك، "يحتفلون" عندما "يتصرف معبودهم في الولايات المتحدة كطاغية يحكم جمهورية موز". 

تحتوي الصفحة الأولى أيضا على عمود بعنوان "بوتين، الخيانات العشر"، مع تسليط الضوء على "20 عاما من الوعود الكاذبة والاتفاقيات الممزقة والكلمات الخائنة" من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. 

في الصفحة الثانية، قصة عن "المواقف" وكيف يفر الشباب الأوروبيون من العلاقات المستقرة.  



تتضمن الصفحة الأخيرة رسائل مُولّدة بالذكاء الاصطناعي من القراء إلى المحرر، ويتساءل أحدها عما إذا كان الذكاء الاصطناعي سيجعل البشر "عديمي الفائدة" في المستقبل. وجاء في الرد المُولّد بالذكاء الاصطناعي: "الذكاء الاصطناعي ابتكار رائع، لكنه لا يعرف بعد كيفية طلب القهوة دون أن يخطئ في كمية السكر". 

وقال سيراسا إن الذكاء الاصطناعي لصحيفة Il Foglio يعكس "صحيفة حقيقية" وهو نتاج "الأخبار والنقاش والاستفزازات". ولكنه أيضا أرض اختبار لإظهار كيفية عمل الذكاء الاصطناعي "عمليا" مع رؤية التأثير الذي سيكون على إنتاج صحيفة يومية باستخدام التكنولوجيا والأسئلة "التي نضطر إلى طرحها على أنفسنا، ليس فقط من منظور صحفي". 

وأضاف سيراسا: "إنها مجرد صحيفة Il Foglio أخرى مصنوعة بالذكاء، لا تسمها اصطناعية". 

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية الذكاء الاصطناعي ترامب إيطاليا ترامب الذكاء الاصطناعي المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بالذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

حقوق النشر.. معركة مستعرة بين عمالقة الذكاء الاصطناعي والمبدعين

خلال عطلة نهاية الأسبوع الثانية من الشهر الماضي، أقال الرئيس دونالد ترامب مديرة مكتب حقوق النشر، وذلك بعد يوم واحد فقط من صدور تقرير للمكتب بعنوان: «حقوق النشر والذكاء الاصطناعي – الجزء الثالث: الذكاء الاصطناعي التوليدي».

فقد اعتبر هذا التقرير بمثابة إعلان حرب من قبل «أباطرة التقنية» الذين أنفقوا مبالغ طائلة لدعم وصول ترامب إلى السلطة، وجرى التشكيك في صلاحية استخدام مبدأ «الاستخدام العادل»، وهو السند القانوني الذي تستخدمه شركات مثل «أوبن إيه آي» و«ميتا» وغيرهما لتبرير حقها غير المقيد في «جمع» البيانات من الإنترنت لأغراض تدريب نماذجها. وتصدرت قضية حماية حقوق النشر واجهة التحديات الكبرى التي فرضتها الطفرة السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي، لتتحول إلى ساحة صراع محتدم داخل أروقة البرلمان البريطاني، في أعقاب مشاورات حكومية موسعة. ويتركز الخلاف بشكل خاص بين الحكومة التي تهيمن على مجلس العموم، ومجلس اللوردات الذي يتبنى موقفاً مغايراً.

وفي هذا السياق، وجهت البارونة بيبان كيدرون، التي تتزعم حملة الدفاع عن أصحاب حقوق النشر، انتقادات لاذعة للموقف الحكومي قائلة: «تفضل الحكومة التنازل عن حقوق ملكية من اكتسبوها بجهدهم مقابل وعود فضفاضة بالنمو الاقتصادي للأمة، غير أنها تعجز عن تحديد المستفيدين من هذا النمو المزعوم أو حجمه الفعلي. والأمر الوحيد المؤكد لدى جميع الأطراف – الحكومة والمعارضة وشركات الذكاء الاصطناعي، بل وحتى أصحاب الحقوق أنفسهم – هو أن الصناعات الإبداعية لن تكون ضمن المستفيدين من هذه المعادلة».

وعليه، إذا رغبت شركات التكنولوجيا في استثمار إبداعات الآخرين، فيتعين عليها دفع المقابل العادل، وهذا ما يفسر اعتراف الدول المتقدمة بحقوق النشر وتبنيها آليات لحمايتها. وتطرح الملكية الفكرية بشكل عام وحقوق النشر على وجه الخصوص إشكاليات معقدة، يأتي في مقدمتها مسألة المدة الزمنية المناسبة لهذه الحماية، فبموجب القانون البريطاني تتمتع المصنفات الإبداعية من كتب وموسيقى وأفلام بحماية تمتد لـ 70 عاماً بعد وفاة مبدعيها، وهي فترة وإن بدت اعتباطية، إلا أنها تمثل إطاراً قانونياً ملزماً لا جدال فيه.

وتبرز إشكالية أخرى تتعلق بآليات إنفاذ هذه الحقوق، حيث تؤكد البارونة كيدرون أن من حق المبدعين معرفة متى يتم استخدام ممتلكاتهم الفكرية، خصوصاً أن عمليات انتهاك حقوق النشر باتت تتم اليوم بصورة مجهولة الهوية، مما يحول دون قدرة أصحاب الحقوق على حمايتها. وبذلك يغدو محور القضية الرئيسية هو الشفافية.

وتدعي حكومة كير ستارمر انفتاحها على مختلف الخيارات، بل إنها لم تستبعد خيار «انهب ما تشاء». ويمكن تفسير هذا الموقف باعتبارات عدة، منها تجنب إثارة غضب الإدارة الأمريكية – الحليف المشكوك في ولائه أصلاً – بفرض متطلبات الشفافية، نظراً لهيمنة شركات التكنولوجيا على القرار السياسي هناك، أو ربما اعتقاداً بأن العوائد الاقتصادية من مغازلة صناعة الذكاء الاصطناعي ستفوق الأضرار التي ستلحق بالصناعات الإبداعية المحلية، أو حتى تشككاً في إمكانية تطبيق متطلبات الشفافية على أرض الواقع.

ورغم وجاهة هذه التبريرات، إلا أن هناك اعتبارات موازية لا يمكن تجاهلها، فوفقاً لتقديرات الحكومة نفسها، «ساهمت الصناعات الإبداعية بنحو 126 مليار جنيه استرليني كقيمة مضافة للاقتصاد (أي ما يعادل 5% من الناتج المحلي الإجمالي) ووفرت 2.4 مليون فرصة عمل في عام 2022». ومن غير المعلوم حتى الآن ما إذا كانت القيمة المضافة لصناعة الذكاء الاصطناعي ستصل يوماً إلى هذا الحجم في المملكة المتحدة.

يضاف إلى ذلك أن الصناعات الإبداعية تمثل جوهر التميز البريطاني، بل وذروة الإنجاز الإنساني، مما يجعل فكرة التنازل عن مخرجاتها مجاناً أمراً مستهجناً ومرفوضاً. وقد تجاوزنا حتماً مرحلة منح هذه الصناعة «حسن الظن»، فشعارها المعلن «تحرك بسرعة وحطم القواعد» تمت ترجمته حرفياً على أرض الواقع، حيث دمرت بالفعل الكثير، بما في ذلك، على الأرجح، الصحة النفسية لكثير من الشباب، ناهيك عما اختبرته شخصياً عندما استخدمت تقنية «التزييف العميق» لاستنساخ هويتي، مما أدى إلى فقدان السيطرة على انتشار عمليات الاحتيال المالي.

ومن المفارقات التاريخية المثيرة أن الولايات المتحدة نفسها لم تعترف بحقوق النشر الدولية في تشريعاتها المحلية طوال معظم فترات القرن التاسع عشر، الأمر الذي دفع الكاتب البريطاني الشهير أنتوني ترولوب للاحتجاج بشدة على سرقة حقوق نشر مؤلفاته، حيث كتب قائلاً: «يدعون بلا خجل أو مواربة بأنهم يستمتعون بالاستيلاء على ممتلكات الآخرين، وأنهم سيواصلون فعل ذلك طالما يمكنهم الإفلات من العقاب، غير أن هذه الحجة، وفقاً لتقديري، لا تصدر عن عامة الناس، بل عن وحوش، وعن أولئك السياسيين الذين نجحت هذه الوحوش في ربطهم بمصالحها التجارية». وقد تغيرت طبيعة هذه الوحوش اليوم، لكن الدافع ظل هو ذاته.

وتصر البارونة كيدرون على وجود فرصة حقيقية لبناء علاقة صحية ومثمرة بين عمالقة التكنولوجيا والصناعات الإبداعية، لكنها تستدرك قائلة: «هذا الزواج القسري، بشروط تشبه العبودية، ليس هو الإطار المنشود لتلك العلاقة» – وهو رأي أتفق معه تماماً.

صحيفة البيان

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • واتساب تقدم ميزة تلخيص الرسائل بالذكاء الاصطناعي
  • مركز (ICAIRE) يطلق النسخة الثانية من مبادرة إليفيت لتدريب 5000 امرأة في الذكاء الاصطناعي حول العالم بشراكة مع (Microsoft)
  • تلخيص للرسائل.. الذكاء الاصطناعي يدخل واتساب
  • "سيمنز هيلثنيرز" تكشف عن أحدث ابتكارات الرعاية الصحية المدعومة بالذكاء الاصطناعي خلال مشاركتها في معرض صحة إفريقيا 2025
  • مستشفى ياس كلينك – مدينة خليفة يطلق برنامج جراحة روبوتية متطوراً ومدعوماً بالذكاء الاصطناعي
  • حقوق النشر.. معركة مستعرة بين عمالقة الذكاء الاصطناعي والمبدعين
  • هيئة التأمين الصحي الشامل تطلق جلسة حول التغطية المدعومة بالذكاء الاصطناعي
  • هيئة التأمين الصحي الشامل تطلق جلسة لرقمنة التغطية الصحية بالذكاء الاصطناعي
  • العمري: حتى الذكاء الاصطناعي لا يستطيع حل مشاكل النصر
  • مساعد العمري: مشاكل النصر لا يحلها إلا الذكاء الاصطناعي.. فيديو