ابتزاز واستغلال المنظمات الدولية.. منظمة الصحة أنموذجا
تاريخ النشر: 21st, March 2025 GMT
قبل سنوات، استدعى الحوثيون العديد من الموظفين في منظمتَي الصحة والغذاء العالمي لأكثر من مَرَّة، وكان الهدف من هذه الممارسات ابتزاز المنظمات وإرغامها على تنفيذ طلباتها المختلفة.
وقتها عين الحوثيون -عبر وزارة الصحة التي يسيطرون عليها- مسؤولًا عن قسم الوارد في المخازن التابعة لمنظمة الصحة العالمية لتسهيل عملية السطو على الأدوية والمستلزمات الطبية الخاصة بالمنظمة.
وإذا أخذنا ابتزاز الحوثيين لمكتب منظمة الصحة العالمية كمثال، سنجد بأنَّ هيمنة الحوثيين على هذه المنظمة الحيوية تزايدت وأصبحت أكثر كارثية بعد أن عيّنت الجماعة طه المتوكل وزيرًا للصحة والسكان في 12 مايو/ ايار 2018م. يُعَدُّ المتوكل من المرجعيات الدينية لجماعة الحوثي، فهو خطيب وإمام جامع «الحشوش» في حي «الجراف» شمالي العاصمة صنعاء.
بعد تعيين المتوكل وزيرًا للصحة في حكومة الحوثيين، نشر موقع «الجزيرة نت» تقريرًا مُوسَّعًا تحت عنوان: «القطاع الصحي بصنعاء.. دجاجة تبيض ذهبًا للحوثي»، ليجيب على سؤال هام لطالما رَدَّده اليمنيون في تلك المرحلة: لماذا يتم تعيين هذا الرجل العقائدي المُتشدِّد والمُقرَّب جدًّا من قيادة الجماعة في هذا المكان بالرغم من أنَّ هذه الوزارة «استهلاكية» وليست إيرادية كما أنَّ الوزارة ليست من ضِمْن المُؤسَّسات السيادية؟! عدَّد التقرير كثيرًا من الأسباب، على رأسها أنَّ الوزارة التي كانت مُصنَّفة ضِمْن الوزارات الاستهلاكية، تحوَّلت إلى «دجاجة تبيض ذهبًا بالنسبة للحوثيين»، كونها باتت تتلقَّى أموالًا مهولة مُقدَّمة من المنظمات الدولية دعمًا للقطاع الصحي الذي تضرَّر بشكل بالغ بسبب الحرب وإجراءات الحوثيين.
ومن الممارسات التي فُرضت على مكتب منظمة الصحة من قِبَل الحوثيين في الوزارة المذكورة، الآتي:
– فَرْض موظفين حوثيين في مكتب منظمة الصحة العالمية في اليمن مقابل أيَّة تسهيلات للمنظمة، وفي حال الرفض تتم مضايقة المنظمة في التصاريح والملاحقات للموظفين التابعين لها.
– ترفيع وترقية الموظفين المؤيدين للحوثيين في مكتب المنظمة.
– إرغام المنظمة على فصل موظفين يعملون لديها بذريعة أنَّ هؤلاء يعملون مع وزارة الصحة.
– يُقدِّم الحوثيون طلبات مُستمِرَّة للمنظمة مفادها تأثيث مكاتب بعض قيادات الوزارة أو بعض الأقسام فيها.
– تحديد المنظمات والمؤسسات المحلية التي يجب أن تتعامل معها المنظمة سواء التي تُقدِّم الخدمات الصحية، أو التي تُوفِّر الاحتياجات الطبية والأدوية، وغيرها.
غالبًا، لا تستطيع المنظمة تقديم الخدمات للمواطن اليمني إلَّا عَبْرَ وسيط.. منظمة، أو مؤسسة، أو شركة تجارية.. وغيرها. وغالبًا ما تكون هذه المؤسسات الوسطية حوثية، ولهذا لا تسطيع منظمة الصحة العالمية، معرفة مصير هذه المساعدات سواء كانت أموالًا أو أدوية أو مستلزمات طبية أو مشتقات نفطية لتشغيل المستشفيات والمراكز الصحية. لا تعرف منظمة الصحة العالمية لمصلحة مَن تعمل سيارات الإسعاف.. هل لنقل المرضى والجرحى؟ أمْ لنقل المقاتلين والقيادات الحوثية؟!
في مارس/ أذار 2021م، أثار ناشطون يمنيون في مواقع التواصل الاجتماعي كثيرًا من التساؤلات حول مصير سيارات الإسعاف التي تُقدِّمها منظمة الصحة الدولية لوزارة الصحة الخاضعة لسيطرة الحوثيين، لا سِيَّما بعدما ظهرت عناصر حوثية مسلحة على متنها، ليرُدَّ المكتب القُطري للصحة العالمية أنَّ «المنظمة لا تمتلك أيَّة سيارات إسعاف في اليمن، حيث يقتصر دورها على تسهيل توريد هذه السيارات لفائدة المنشآت الصحية كجزء من دعمها المتواصل لقطاع الصحة في اليمن»، وأنَّها «ليست مسؤولة عن كيفية استعمال هذه السيارات بعد تسليمها للجهات المَعنِيَّة».
ما تعرَّضت له منظمة الصحة العالمية، لاقته كافة المنظمات الدولية والأممية والإغاثية على رأسها منظمتَا الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، وبرنامج الأغذية العالمي ((WFP التي استمرت لسنوات عاجزة عن التأكد من المصير النهائي لمساعدات تُقدَّر بملايين الدولارات في العام الواحد.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق كتابات خاصةاتحداك تجيب لنا قصيدة واحدة فقط له ياعبده عريف.... هيا نفذ...
هل يوجد قيادة محترمة قوية مؤهلة للقيام بمهمة استعادة الدولة...
ضرب مبرح او لا اسمه عنف و في اوقات تقولون يعني الاضراب سئمنا...
ذهب غالي جدا...
نعم يؤثر...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: منظمة الصحة العالمیة المنظمات الدولیة فی الیمن
إقرأ أيضاً:
نيوزويك: الصراع يتفاقم بين السعودية والإمارات في اليمن والانتقالي يقوض جهود الرياض ويفيد الحوثيين (ترجمة خاصة)
قالت مجلة نيوزويك الأمريكية إن الخلاف يتزايد بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، الشريكتان القديمتان للولايات المتحدة، في اليمن، مما يحول الصراع من جبهة موحدة ضد حركة الحوثيين إلى صراع بالوكالة على الأراضي والموارد الجنوبية.
وأشارت إلى أن هذا التنافس الجديد يُعقّد السياسة الأمريكية، ويُعطّل المساعدات الإنسانية، ويُصعّب تحقيق سلام دائم أو وقف هجمات الحوثيين على الملاحة في البحر الأحمر، كما يؤدي إلى إعادة توازن رئيسية في السياسة الخليجية، حيث تمنح السيطرة على جنوب اليمن نفوذًا على احتياطيات النفط الحيوية والموانئ والحدود، مما قد يُحدد مستقبل الحكم المُجزأ في البلاد.
وتشير المجلة التي نقل أبرز مضامين تقريرها الموقع بوست إلى العربية إلى أن ما جرى في شرق اليمن يضعف السعودية فقدان النفوذ في هذه المناطق، وقدرتها على تشكيل المسار السياسي لليمن وتأمين حدودها الجنوبية، بينما لا تزال حركة الحوثي، المدعومة من إيران، قوةً فاعلة في شمال اليمن، معتبرة هذه التنافسات بين الرياض وأبو ظبي وطهران يزيد من التعقيد الجيوسياسي لواشنطن وشركائها.
واعتبرت الصحيفة سيطرة الانتقالي على المحافظات الشرقية لليمن يمثل ضربة موجعة لنفوذ المملكة العربية السعودية في البلاد، التي تواجه الآن احتمال فقدان نفوذها على موانئ الجنوب الاستراتيجية وحقول النفط والمناطق الحدودية، معتبرة سحب الرياض لقواتها يشير إلى هزيمة القوات المدعومة منها، مما يُقوّض جهودها للحفاظ على جبهة موحدة ضد الحوثيين المدعومين من إيران، ويُعقّد استراتيجيتها الإقليمية الأوسع، ويجبرها على إعادة تقييم خياراتها، سواءً لجهة الرد العسكري، أو السعي إلى مفاوضات دبلوماسية مع المجلس الانتقالي الجنوبي، أو قبول دور مُقلّص في جنوب اليمن.
وأشارت المجلة إلى أن سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي على السلطة يعقد أيضا السياسة الأمريكية، إذ تواجه واشنطن الآن صراعًا بين حليفيها الخليجيين.
وتضيف بالقول: "ويبدو أن هذا التقدم مرتبط بالتوترات الناجمة عن السودان، حيث أكد الرئيس دونالد ترامب أن المملكة العربية السعودية طلبت التدخل الأمريكي في الحرب الأهلية السودانية، وهي أزمة أثارت انتقادات دولية للإمارات العربية المتحدة بزعم تسليحها قوات الدعم السريع، وهي ميليشيا متهمة بارتكاب جرائم حرب في دارفور".
ورجحت المجلة أن يُرسّخ المجلس الانتقالي الجنوبي حكمه في الجنوب، مما يُمهّد الطريق لصدامات أو مفاوضات محتملة مع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، وقالت إن على السعودية أن تُقرر ما إذا كانت سترد عسكريًا، أو تنخرط دبلوماسيًا، أو تقبل بجنوب شبه مستقل.
وذكرت بأن جماعة الحوثي قد تستغل هذا الانقسام لتعزيز موقفها، بينما ستحتاج الولايات المتحدة والجهات الفاعلة الدولية الأخرى إلى تعديل المساعدات والتنسيق الأمني والدبلوماسي لمنع اليمن من الانزلاق أكثر إلى التشرذم وعدم الاستقرار.