لجريدة عمان:
2025-06-16@11:10:14 GMT

تذكّروهم.. حيثما كانوا

تاريخ النشر: 26th, March 2025 GMT

(1)

ها هو شهر رمضان يلملم أوراقه الأخيرة، ليترك مكانه لزائر كريم آخر، هو العيد، وما أدراك ما العيد، إنه الأيام الثلاثة الأكثر بذخا لدى «بعض» المسلمين، الذين تفـيض موائدهم عن حاجة نصف سكان الأرض، بينما يتضور الكثير الآخر منهم جوعا، وظمأ، يعيشون دون طعام، يأكلون الفتات، ويشربون ماء البحر، ويموتون عطشا، وبردا، صائمون قبل رمضان وبعده، لم يعودوا يفرّقون بين الأيام، ولا يهتمون بالوقت، ولا ينظرون إلى السماء ليعرفوا فـي أي شهر (عربيّ) هم، إنه التناقض المريع الذي يعيشه المسلمون، التشرذم المقيت الذي يحيونه، الإحساس المعدوم الذي افتقدوه بالآخر، يرون، ويسمعون، ويقرأون عن حرب إبادة إخوانهم فـي «غزة» ولا يلتفتون إليهم، بل أصبح بعض العرب أكثر قسوة من عدوهم، يؤيدونه، ويمدونه بالمال والسلاح، ليقضي على «أخوانهم»، تماما كما هي قصة «قابيل وهابيل» الأزلية، لقد أصبحت شعائر الله مجرد عادات، وتقاليد لدى الكثيرين، لا يحرك فـيهم ضميرا، ولا نخوة، ولا رجولة، ولا إنسانية، وتمر عليهم آية «.

.إنما المؤمنون أخوة..» دون أن يراعوا حقها.. فأي صوم ذاك الذي صاموه «بالعادة»، بينما هم غائبون، أو مغيّبون عن فقهه، ومعانيه النبيلة الأكثر عمقا، وفهما؟!!

(2)

بينما يحتفل الناس بالعيد، بين أهاليهم، هناك من هم يعملون من أجل أن ينعم المواطنون بالراحة، والأمان، والرفاهية أحيانا، هناك رجال الأمن (الشرطة والجيش) الذين يؤمنون بواجبهم الوطني المقدس، والذين يحرسون هذا الوطن، ومن سكن على أرضه، لينعم كل مواطن ومقيم بالهدوء، والسلام، والطمأنينة.

تحية لأولئك الأطباء والممرضين، والمناوبين من رجال الإعلام، والبلديات، وغيرهم من المرابطين على رؤوس أعمالهم، فـي مثل هذه الأيام التي ينتظرها كل فرد، ليعيش بهجة أول أيام العيد مع أهله، وذويه يشاركهم المتعة، والفرحة، ويعيّد على أولاده، وأسرته، وأهله، هؤلاء الذين يضحون بأوقاتهم السعيدة، من أجل الوطن، يستحقون منا كل إجلال، وإكبار.

(3)

فـي المستشفـيات أولئك الذين أنهكهم المرض، وفتّ عضدهم السقم، والذين يعاونون على فراش المشفى، ينتظرون زيارة من ولد، أو زوج، أو قريب، أو بعيد، ينظرون إلى الممرات، وعيونهم مشرعة على أبواب العنابر، علّهم يرون من يخفف عنهم، ويشاركهم فرحته، ويفتح لهم أبواب الأمل، ويعيد إليهم روح التفاؤل، ويرفع من روحهم المعنوية أيام العيد، ويصبّرهم على معاناتهم، مرضى مزمنون، وأمراض فتاكة، ووقت طويل بين الثانية، والثانية، إنهم يستحقون منا بعض الوقت، لزيارتهم، والتخفـيف من معاناتهم، والوقوف معهم أيام العيد.

(4)

هناك النزلاء فـي السجن، الذين يبكون حرقة على ما فرطوا فـي حق أنفسهم، وأسرهم، يحسبون الثواني، والدقائق، ويتلهفون للحظة التي يرون فـيها نور الحرية، أولئك الذين يدفعون ثمن أفعال لم يحسبوا لها حسابا، والذين ضاعت زهرة شبابهم وهم بين جدران السجن، بين حاضر مؤلم، ومستقبل معتم، يغمضون أعينهم كي يروا العالم من جديد، ويفتحون قلوبهم كي يشعروا ببعض الحياة التي تنتظرهم.

هؤلاء يستحقون منا أن نتعاطف معهم، وننتظر فرجهم، ونخفف عنهم، ونسأل الله أن يفرّج كربهم، فتحية لهم، وتحية لرجال الأمن فـي السجون الذين تخلصوا من عقدة «السجين والسجان»، والذين يخففون من معاناتهم، ويتفهمون ظروفهم، ويعايشون تحولاتهم، فلهم كل الأجر، والثناء، والتحية.

(5)

تحية لكل هؤلاء، لكل أم تنتظر ولدها، لكل أب يعمل من أجل أسرته، لكل مغترب ذهب ليؤدي واجبه فـي الخارج، لكل دارس فـي بلاد الدنيا يسعى ليعلي اسم وطنه.. تحية لكل هؤلاء فـي العيد السعيد.. تذكروهم، ولا تنسوهم.

وكل عيد والجميع مؤتلفـين، متآلفـين، يحتفلون مع أحبائهم بسعادة ومحبة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

عبدالقيوم: «قافلة البسوس» جُلبت لأغراض سياسية جهوية لا علاقة لها بمعاناة أهل غزة

أكد الكاتب الصحفي عيسى عبدالقيوم، أن «قافلة البسوس» جُلبت لأغراض سياسية جهوية لا علاقة لها بمعاناة أهل غزة.

وقال عبد القيوم في منشور عبر «فيسبوك»: “لن أعتب على شلة مخابيل سمح لهم بتمثل دور «المناضلين» من أجل فلسطين نهاراً والرقص على جراح ليبيا ليلاً. لن أعتب على شلة مريضة استخدمت لغرض مريب أجزم بأنه يضر مصلحة أهل غزة ولا يفيدهم في شيء ولو سموا أنفسهم قافلة الصمود”.

وأضاف “لكني سأعتب يقيناً على من يفترض أنهم شركاء العمل السياسي والإعلامي في النصف الغربي من الوطن. فما هكذا تورد الإبل. سيرحل هؤلاء المخابيل وسنتذكر طويلاً كيف سلطتم جهات أجنبية على أبناء بلدكم تشويهاً وتزويراً. وكيف سمحتم بممارسة هذا العهر والشيطنة ضد من يفترض أنهم شركائكم في الوطن. وكيف قدمتم مصالح جهوية وحزبية على مصلحة الوطن العليا حتى قبلتم بوصف ليبيا الغربية وسنتذكر من أطلقه ومن رضي به”.

وتابع “سيرحل هؤلاء المخابيل وستبقى هذه النقطة السوداء في ذاكرتنا طويلاً. سنتذكر كيف جلبت «قافلة البسوس» من أجل أغراض سياسية جهوية لا علاقة لها بمعاناة أهل غزة الكرام. سنتذكر قيمة المواطنة لديكم وكيف كنتم تسعدون بتشويه غريب لمن يفترض أنهم أبناء بلدكم. سيرحل هؤلاء السفلة وستبقى برقة أرض الشرف والجهاد ورمز نضال ليبيا في جميع عصورها”.

واستطرد “سيرحل شذاذ الآفاق وتبقى سيرة الأبطال عنوان تهفوا إليه أفئدة من يعرفون قيمة الرجال وتاريخهم. سيرحل هؤلاء المرضى الذين لا يمثلون قيم شعوبهم وسنبقى أعزاء فوق أرضنا نمارس سيادتنا وفق رؤيتنا المحلية. سيرحلوا وستبقى برقة داعمة بالمال والرجال لنضال الشعب الفلسطيني فأخر من دخل سجل الشهداء من أجل غزة كانوا إعلاميين من بنغازي. سيرحلوا بعارهم الذي كشفته تصرفاتهم الصبيانية الخرقاء وسنبقى هنا نرفع شارة النصر على المؤامرة”.

الوسومغزة قافلة ليبيا

مقالات مشابهة

  • ما علاقتهم بالسودان أليسو هم مثل العمالة الآسيوية في الخليج
  • إلى الذين يكتبون بالضوء
  • امتحانات الثانوية العامة.. صرف 3 آلاف جنيه لـ هؤلاء المعلمين
  • عبدالقيوم: «قافلة البسوس» جُلبت لأغراض سياسية جهوية لا علاقة لها بمعاناة أهل غزة
  • مهرجان جرش يثير الجدل مجدداً
  • مهيب عبد الهادي: الأهلي فرط في 3 نقاط كانوا في المتناول وهيندم
  • رغم فوائده الخارقة .. هؤلاء الممنوعون من القرنفل
  • العيد في عرعر قبل 60 عام
  • ترامب يتراجع.. ويجمّد مداهمات الترحيل بحق هؤلاء
  • إيران ترد على العدوان