فيلم أوبنهايمر يكشف حملة أمنية على مثليات شاركن في القنبلة الذرية

"كل شخص تقريباً اعتبر النساء الثمان من المثليات، واستخدم الملف لغة معادية للمثليين، ومتحيزة ضد النساء كانت شائعة في تلك الفترة".

قصة تلقي الضوء على فصل من التاريخ الأمريكي حينما تعرّضَ الموظفون في الجهات الفيدرالية، إلى مراقبة شديدة لأنشطتهم الشخصية.

عدة عوامل دفعت أيزنهاور لإصدار أمر تنفيذي في أبريل 1953 باتخاذ سياسات أكثر صرامة، تستهدف الموظفين المثليين، ينفذها مكتب التحقيقات الفيدرالي.

كان هناك اعتقاد بأنه يتم التنصت على مقار إقامة الجميع، وتعقب العاملين خارج ساعات العمل، ونقبوا في ماضيهم واستجوبوا معارفهم بفترة الطفولة بحثا عن إشارة تشكل خطراً أمنياً.

بحث مكتب التحقيقات الفيدرالي عن تفاصيل خفية في حياتهن ما دفع الحكومة التي جندتهن للعمل في مشروع مانهاتن نحو إلغاء تصاريحهن الأمنية عن طريق إثبات أنهن مثليات جنسيا.

* * *

سياتل: مع عرض "فيلم أوبنهايمر" في دور السينما، والذي يصور مهمة العالم الشهير روبرت أوبنهايمر في تصنيع القنبلة الذرية، أصبح "مشروع مانهاتن" الأمريكي تحت الأضواء الآن، بحسب وسائل إعلام أمريكية.

ففي عام 1943، بدأ آلاف العاملين في الوصول إلى مواقع نائية، في واشنطن ونيومكسيكو وتينيسي، للانخراط في مشروع تعمل فيه العبقرية الأمريكية بأقصى ما تستطيع، لإنتاج أول قنبلة ذرية في العالم.

ومن بين أولئك العاملين في المشروع، الذي أطلق عليه اسم مانهاتن، مجموعة معينة من ثماني نساء، ما كان سيكون لهن أي ذكر، لولا الحملة المحمومة التي شنّها مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، بحثاً عن التفاصيل الخفية في حياتهن، ما دفع الحكومة التي جندتهن للعمل في ذلك المشروع النخبوي، لأن تسعى لإلغاء التصاريح الأمنية الخاصة بهن، عن طريق إثبات أنهن مثليات الجنس.

وتحتوي سجلات مكتب التحقيقات الفيدرالي، التي رُفعت عنها السرية، وكذلك بيانات لجنة الطاقة الذرية، والتي اطلعت عليها صحيفة "ذي سياتل تايمز"، على التجارب التي خاضتها النساء الثماني، في سعيهن لممارسة حياتهن الحقيقية، بينما يحاولن سبق مكتب التحقيقات الفيدرالي، في مطاردة امتدت على مدى عقد من الزمان، من منطقة لوس ألموس إلى موقع هانفورد، الذي كانت تجرى فيه التجارب، وتم بدء المذكرات الداخلية تنفيذاً لأمر رئاسي، صدر عام 1953، يحظر تشغيل المثليين في وظائف بالجهات الفيدرالية، ما كان له تداعيات فورية.

وقصة هذه المجموعة النسائية، التي أطلقت عليها صحيفة "ذي سياتل تايمز" وصف "ثمانية مانهاتن"، لم تكن معروفة من قبل لبعض أبرز الباحثين المعنيين بـ "مشروع مانهاتن"، وأيضاً الدّارسين لما يعرف باسم "رعب لافندر"، وهو الاسم الذي أطلقه المؤرخون على "الحملة الصليبية"، التي شنّتها الحكومة الأمريكية ضد المثليين، واستمرت خلال فترة الخمسينيات من القرن العشرين، وذلك وفقاً للمقابلات التي أجرتها الصحيفة.

وتلقي هذه القصة الضوء على فصل مظلم من التاريخ الأمريكي، حينما تعرّضَ الموظفون في الجهات الفيدرالية، إلى مراقبة شديدة لأنشطتهم الشخصية، وأيضاً لمعارفهم واتصالاتهم، وتقوم هذه المراقبة على أتفه المعلومات، أو تصورات الآخرين عنهم.

وداخل موقعي هانفورد ولوس ألموس، اللذين يعدّان قلب “مشروع مانهاتن”، كان هناك اعتقاد بأنه يتم التنصت على مقار إقامة الجميع، وتعقب عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي، العاملين في المشروع خارج ساعات العمل، ونقبوا في ماضيهم واستجوبوا معارفهم أثناء فترة الطفولة، بحثاً عن معلومات عنهم، أو أية إشارة تفيد بأن أياً منهم يشكل خطراً أمنياً، أو أن هناك ضعفاً ما في شخصيتهم يعرضهم للابتزاز من جانب أعداء الولايات المتحدة.

ويشير ملخصٌ لملف عن المجموعة لوكالة الطاقة الذرية، تم رفع السرية عنه، إلى أن "كل شخص تقريباً اعتبر النساء الثمان من المثليات، واستخدم الملف لغة معادية للمثليين، ومتحيزة ضد النساء كانت شائعة في تلك الفترة".

وفي أوائل الخمسينيات من القرن الماضي، تم احتجاز الرجال المثليين الذين يعملون بجهات الحكومة الفيدرالية، وفي ذلك الوقت برزت روسيا كمنافس للولايات المتحدة في سباق التسلح النووي، ثم جرى انتخاب دوايت أيزنهاور ليدخل البيت الأبيض محمولاً على منصة جمهورية، حيث تعهد بإزالة من وصفهم بـ"المخربين"، الذين تسللوا إلى الحكومة الفيدرالية.

وهذه العوامل مجتمعة دفعت أيزنهاور لإصدار أمر تنفيذي، في نيسان/أبريل 1953، باتخاذ سياسات أكثر صرامة، تستهدف الموظفين المثليين، ينفذها مكتب التحقيقات الفيدرالي.

المصدر | (د ب أ)

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أمريكا فيلم أوبنهايمر المثلية الجنسية مشروع مانهاتن مكتب التحقيقات الفيدرالي مکتب التحقیقات الفیدرالی

إقرأ أيضاً:

القرار القضائي والخيار الفيدرالي: الطريق إلى حل أزمة الرواتب

15 يونيو، 2025

بغداد/المسلة: أكد رئيس المحكمة الاتحادية العليا القاضي جاسم العميري في لقاء مع رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد ضرورة إيجاد حل حاسم لأزمة رواتب موظفي إقليم كردستان وفقاً للقانون والدستور، مشدداً على ضمان استقلال القضاء وسيادة القانون في معالجة هذا الملف الذي لم يعد تقنياً بل إنسانياً واجب الحل بقوة العدالة والقضاء.

وأعلنت الحكومة الاتحادية مؤخراً تعليق تمويل رواتب موظفي الإقليم حتى نهاية عام 2025 معتبرة ان الإقليم تجاوز حصته البالغة 12.67 ٪ من موازنة العراق، مما أثار اتهامات كردية بالاستثمار السياسي لأزمة مالية بل آلة ضغط جماعي يعاقب بها المدنيون.

وشهدت التطورات تصعيداً سياسياً حيث هددت كتلة سياسية كردستانية بقطع العلاقة مع بغداد إذا استمر توقف الرواتب، وسط اتهامات متبادلة بين بغداد وأربيل حول عدم تحويل الإيرادات النفطية وغير النفطية

وتشير إفادات رسمية عراقية أن الإقليم استلم حصته من الميزانية لعامي 2023–2024، بينما يرفض تقديم تفاصيل دقيقة عن الإيرادات المحلية، مما أعاق النظام المصرفي لنظام التوطين ومن ثم صرف الرواتب .

وواجهت رواتب مايو انقطاعاً تاماً، فيما كشفت إحصائيات رسمية أن رواتب الإقليم من بداية 2025 وحتى أبريل بلغت نحو 3.664 تريليون دينار دون حساب رواتب متأخرة، ما يمثل نصيباً بنسبة 12.67 ٪ من المصاريف التشغيلية .

وهددت قوى كردية بإطلاق تحركات مدنية وأعمال ضغط تضامنية، فيما طالبت مبادرة تحالف النقابات بحل دستوري شامل يحقق الحقوق القانونية والمالية لموظفي الإقليم .

وترى قوى كردية بضرورة تدخل الولايات المتحدة على الخط، حيث كشف نائب سابق عن أن واشنطن تمارس ضغوطاً على بغداد لتسوية الملف فيما. يجري إقليم كردستان اتصالات مستمرة بالمجتمع الدولي لمحاولة التغلب على الأزمة .

ويدعو مراقبون إلى أن حل الأزمة لا يتطلب فقط صدور حكم قضائي، بل ضرورة تفعيل الاستحقاقات النفطية المشتركة، وإعادة هيكلة العلاقة المالية بين بغداد وأربيل، ونشر بيانات تفصيلية شهرية عن الإيرادات والنفقات لضمان شفافية التعامل بالموازنة الفدرالية.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • خبير محطات نووية يكشف مفاجأة بشأن امتلاك طهران للقنبلة الذرية
  • حشيش وأفيون.. حملة أمنية على مروجي المخدرات بالأقصر
  • غروسي يكشف عن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية
  • الحكومة الإيرانية: 45 شهدًا من النساء والأطفال جراء الهجمات الإسرائيلية الأخيرة
  • حملة أمنية في دير الزور تستهدف خارجين عن القانون ومتورطين بالإرهاب والخطف والمخدرات
  • القرار القضائي والخيار الفيدرالي: الطريق إلى حل أزمة الرواتب
  • الحكومة: لا تداعيات أمنية مباشرة على مصر نتيجة الصراع الإسرائيلي - الإيرانى
  • فى اليوم العالمي للتبرع بالدم..محافظ المنيا يؤكد استمرار الحملة التي انطلقت منذ أبريل
  • ضبط كميات من المواد المخدرة في حملة أمنية موسعة بدمياط وأسوان
  • ضبط 97 سلاحا ناريا وتنفيذ 603 أحكام قضائية متنوعة في حملة أمنية موسعة بأسيوط