«هواتف أيفون تطير سريعًا من الهند إلى أمريكا».. كيف واجهت «آبل» تحديات ترامب الجمركية؟
تاريخ النشر: 10th, April 2025 GMT
كيف واجهت «آبل» تحديات ترامب الجمركية؟.. في خطوة تعكس براعة استراتيجية وتكيفًا سريعًا مع التحولات السياسية والاقتصادية، شرعت شركة أبل الأمريكية في تنفيذ خطة واسعة لنقل كميات ضخمة من هواتف آيفون المصنعة في الهند إلى السوق الأمريكية.
وتأتي هذه الخطوة في ظل استمرار القيود الجمركية المشددة التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي استُؤنفت مؤخرًا بعد تعليق مؤقت.
حسب ما كشفته وكالة "رويترز" نقلًا عن مصادر مطلعة، استأجرت أبل طائرات شحن لنقل ما يقرب من 600 طن من هواتف آيفون – ما يعادل نحو 1.5 مليون جهاز – من الهند إلى الولايات المتحدة.
وتُعد هذه العملية واحدة من أكبر تحركات أبل في سعيها إلى تجاوز الحواجز الجمركية الأمريكية التي تعيق دخول منتجاتها القادمة من الصين.
تحايل استراتيجي على الرسوم الجمركية الأمريكيةتوفر هذه الخطوة لمحة واضحة عن النهج الذي تتبعه أبل للالتفاف على التعريفات الجمركية المرتفعة التي فُرضت على الواردات الصينية، من خلال تعزيز تصنيعها في الهند، ثاني أكبر قاعدة إنتاج للهواتف الذكية بعد الصين، وزيادة المخزون في السوق الأمريكية في فترة حرجة من العام.
مخاوف من ارتفاع أسعار آيفون في الأسواق الأمريكيةفي ظل ارتفاع الرسوم الجمركية على الواردات الصينية إلى 125%، حذر محللون من أن أسعار آيفون قد تشهد زيادات كبيرة في الولايات المتحدة، خاصة وأن الجزء الأكبر من إنتاج أبل لا يزال يأتي من الصين، مقارنةً بالتعريفة الأقل المفروضة على المنتجات الهندية، والتي تبلغ 26% فقط – وقد تم تعليقها مؤقتًا لمدة 90 يومًا هذا الأسبوع.
أبل تضغط لتسريع الإجراءات في المطارات الهنديةضمن استعداداتها لهذه العملية الضخمة، مارست أبل ضغوطًا على سلطات مطار تشيناي بولاية تاميل نادو لتقليص زمن التخليص الجمركي من 30 ساعة إلى 6 ساعات فقط، ما يعكس مدى حرص الشركة على تنفيذ عملية الشحن بسلاسة وسرعة.
انطلاق الرحلات الجوية من الهند إلى أمريكاأفادت مصادر بأن ما لا يقل عن ست طائرات شحن – تزن كل واحدة منها 100 طن – قد أقلعت من الهند منذ مارس الماضي، كان آخرها هذا الأسبوع بالتزامن مع تفعيل الرسوم الجديدة.
ووفقًا لتقديرات "رويترز"، فإن متوسط وزن جهاز آيفون 14 مع كابل الشحن يبلغ نحو 350 جرامًا، ما يعزز من صحة التقديرات حول نقل 1.5 مليون جهاز.
الهند تتقدم كمركز بديل لتجميع آيفونتشير أرقام شركة "كاونتربوينت ريسيرش" المتخصصة في تحليل الأسواق إلى أن نحو 20% من واردات آيفون إلى الولايات المتحدة تأتي حاليًا من الهند، في حين لا تزال الصين تمثل المصدر الرئيسي لبقية الكميات.
تصعيد في الرسوم الجمركية على الصينواصل ترامب حملته لفرض مزيد من القيود على الواردات الصينية، إذ ارتفعت التعريفة الجمركية من 54% إلى 125% اعتبارًا من الأربعاء الماضي، ما يهدد بارتفاع كبير في أسعار الأجهزة المستوردة من الصين، وعلى رأسها هواتف آيفون.
"الشيوخ" يناقش دراسة تطوير النظام الجمركي وتحليل لقياس زمن الإفراج في الجمارك المصرية عاجل.. تعيين أحمد أموى رئيسًا لمصلحة الجمارك سعر آيفون 16 برو ماكس قد يقفز لـ2300 دولارتوقعت شركة "روزنبلات للأوراق المالية" أن يسبب ارتفاع الرسوم الجمركية قفزة كبيرة في أسعار بعض طرازات آيفون، حيث قد يرتفع سعر "آيفون 16 برو ماكس" من 1599 دولارًا إلى نحو 2300 دولار، ما يمثل عبئًا كبيرًا على المستهلك الأمريكي.
زيادة الإنتاج في الهند لتلبية الطلب الأمريكيفي محاولة للتكيف مع الوضع الجديد، رفعت أبل وتيرة الإنتاج في مصانعها بالهند بنسبة 20%، من خلال توسيع ساعات العمل وتشغيل مصنع فوكسكون – الأكبر في البلاد – حتى في أيام الأحد، التي تُعد يوم راحة رسمي في الهند.
فوكسكون تعمل بكامل طاقتها في تشينايأكدت مصادر أن مصنع فوكسكون في تشيناي، والذي أنتج نحو 20 مليون هاتف العام الماضي، من بينها آيفون 15 و16، يعمل حاليًا بأقصى طاقته ويواصل الإنتاج حتى في عطلة نهاية الأسبوع لتلبية الأهداف الجديدة للشركة.
الهند شريك محوري في خطة أبل المستقبليةمع سعي أبل لتنويع سلسلة التوريد وتقليل الاعتماد على الصين، أصبحت الهند مركزًا إستراتيجيًا لعملياتها. وتعمل شركتا فوكسكون وتاتا للإلكترونيات – المورّدان الرئيسيان لأبل في الهند – على إدارة ثلاثة مصانع قائمة حاليًا، فضلًا عن بناء مصنعين جديدين في الوقت الراهن.
تعاون حكومي هندي لتسهيل خطط أبلوفقًا لتصريحات مسؤول هندي رفيع، فقد عملت حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي عن كثب مع أبل خلال الأشهر الثمانية الماضية لتسهيل عملية التخليص الجمركي السريع، ضمن خطة تهدف إلى تعزيز مكانة الهند كمركز عالمي لتجميع الإلكترونيات.
قفزة في قيمة الشحنات من الهند إلى أمريكاتُظهر بيانات الجمارك أن قيمة شحنات شركة فوكسكون من الهند إلى الولايات المتحدة ارتفعت بشكل لافت، حيث بلغت 770 مليون دولار في يناير و643 مليون دولار في فبراير، مقارنة بفترة سابقة لم تتجاوز فيها الشحنات 331 مليون دولار كحد أقصى.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: أبل شركة ابل الامريكية الرسوم الجمركية الأمريكية الرسوم الجمركية على الواردات الصينية الولایات المتحدة الرسوم الجمرکیة من الهند إلى کیف واجهت فی الهند
إقرأ أيضاً:
أمريكا تضغط لتشكيل قوة دولية.. الأمم المتحدة: إعادة إعمار غزة تكلف 70 مليار دولار
كثفت الولايات المتحدة ضغوطها على عدد من الدول لدفعها لإرسال قوات إلى قطاع غزة ضمن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لتشكيل “قوة استقرار دولية” بعد الحرب. وتهدف القوة متعددة الجنسيات إلى نحو 10 آلاف جندي، تعمل تحت قيادة جنرال أميركي لتحقيق الاستقرار، مع توقع استكمال جاهزيتها خلال معظم العام المقبل، وفق صحيفة وول ستريت جورنال.
أوضح مسؤولون أميركيون أن عدم التزام أي دولة حتى الآن يعود إلى التحفظات بشأن إمكانية توسع مهمة القوة لتشمل نزع سلاح مقاتلي حركة حماس. وأشارت المصادر إلى أن أذربيجان وإندونيسيا تقتربان من إرسال قوات بتفويض محدود لا يورطهما في عمليات قتالية.
طلبت وزارة الخارجية الأميركية رسمياً من أكثر من 70 دولة تقديم مساهمات عسكرية أو مالية، شملت دولاً كبرى مثل فرنسا وإيطاليا، ودول أصغر مثل مالطا والسلفادور، فيما أبدت 19 دولة اهتمامها بالمساهمة بقوات أو بتقديم الدعم اللوجستي والمعدات. ومن المتوقع مشاركة ممثلي أكثر من 25 دولة في لقاء يُعقد في قطر الأسبوع المقبل لوضع خطط القوة ونطاق مهمتها.
أفاد نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس أن القوة تعد عنصراً أساسياً في عملية نزع سلاح حماس، مع الإشارة إلى أن الجنود الأميركيين لن يشاركوا داخل غزة، بل سيركزون في مركز تنسيق بمدينة كريات جات الإسرائيلية.
أوضح مسؤولون أميركيون أن واشنطن لم تتخل عن محاولاتها لإقناع الدول المساهمة بتوسيع نطاق مهمتها ليشمل مناطق تحت سيطرة حماس، محذرين من أن أي تأخير في نزع السلاح قد يدفع إسرائيل للبقاء في غزة بدلاً من الانسحاب الكامل كما نصت خطة السلام.
وأشار المسؤولون إلى موقف حماس، التي أبدت استعدادها للتخلي عن أسلحتها الثقيلة في محادثات خاصة، لكنها تصر علناً على التمسك بسلاحها إلا مقابل التزامات بشأن إقامة دولة فلسطينية.
أكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير أن قواته قد لا تغادر “الخط الأصفر” أبداً، محذراً من أن المنطقة قد تتحول إلى “حدود جديدة دائمة”، بينما قدرت الأمم المتحدة تكلفة إعادة إعمار غزة بنحو 70 مليار دولار، في ظل تضرر أو تدمير نحو 75% من مباني القطاع.
أكثر من 300 فلسطيني قتيلًا في هجمات إسرائيلية منذ بدء وقف إطلاق النار
أفادت وسائل إعلام أمريكية، نقلًا عن مسؤولين صحيين محليين في قطاع غزة، بمقتل أكثر من 300 فلسطيني في هجمات إسرائيلية منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في 10 أكتوبر 2025.
وجاءت هذه التطورات رغم اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، والذي أسفر عن الإفراج عن 20 رهينة محتجزة لدى حماس منذ 7 أكتوبر 2023، فيما أطلقت إسرائيل سراح نحو 2000 أسير فلسطيني، بينهم محكومون بالسجن المؤبد.
وأوضحت المصادر أن حركة حماس تقوم حاليًا بإعادة جثامين الرهائن الذين لقوا حتفهم أثناء الأسر إلى إسرائيل، بعد أن أعادت سابقًا جثامين 27 رهينة تم التعرف على هوياتهم.
ويواصل سكان شمال غزة مواجهة الدمار والجوع تحت ركام المنازل، وسط جهود محدودة لتقديم المساعدات الإنسانية، بينما سجلت هجمات إسرائيلية متفرقة مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين غرب مدينة غزة.
مقتل القيادي في حماس رائد سعد بغارة إسرائيلية على غزة
أكد رئيس حركة حماس في غزة، خليل الحية، الأحد، مقتل القيادي في الجناح العسكري للحركة رائد سعد خلال غارة إسرائيلية على القطاع.
وأعلنت إسرائيل السبت أنها اغتالت رائد سعد القيادي في الجناح العسكري لحركة حماس في عملية نفذتها بقطاع غزة، وأوضح الجيش الإسرائيلي أن سعد كان يدير المقر العام لصنع الأسلحة التابع لكتائب القسام ويشرف على تعزيز قدرات الحركة.
ونشر الجيش الإسرائيلي فيديو لعملية استهداف سعد، ووصفه بأنه شغل عدة مناصب عليا في حماس، وكان مقربا من مؤسس الحركة أحمد ياسين الذي اغتيل عام 2004، بالإضافة إلى علاقته بمحمد الضيف ومروان عيسى.
وذكر الجيش أن سعد أسس لواء مدينة غزة التابع لحماس وقاده، وشارك في تشكيل القوة البحرية للحركة، ثم عُيّن لاحقا رئيسا لقيادة العمليات، وساهم في صياغة الخطة التي اعتمدتها الحركة في هجوم السابع من أكتوبر 2023.
وأقيل سعد من منصبه كقائد للعمليات عام 2021 على خلفية خلافات شخصية مع يحيى السنوار، ثم شغل مناصب أخرى في الجناح العسكري، ومؤخرا كان رئيسا لمقر تصنيع الأسلحة التابع للحركة.
خليل الحية يصف الأوضاع في غزة بالكارثية ويؤكد التزام حماس باتفاق وقف إطلاق النار
أكد رئيس حركة حماس في قطاع غزة، خليل الحية، أن الشعب الفلسطيني يواجه معاناة إنسانية شديدة جراء استمرار آثار العدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة الجماعية التي استمرت لسنوات، مشيراً إلى أن أكثر من 70 ألف فلسطيني استشهدوا، وكان آخرهم القيادي البارز في كتائب القسام رائد سعد، الذي اغتيل في غارة إسرائيلية السبت غرب مدينة غزة.
ووصف الحية الظروف المعيشية في القطاع بالكارثية، حيث يعيش عشرات الآلاف في العراء وسط البرد القارس والسيول الجارفة، دون توفر الماء أو الغذاء أو الدواء، في ظل حصار مستمر وتدمير واسع للبنية التحتية، فيما تصارع العائلات في شمال غزة الدمار والجوع والموت تحت ركام المنازل أملاً في النجاة.
وشدد الحية على أن حركة حماس، بالتنسيق مع الفصائل الوطنية الأخرى، ملتزمة تماماً باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في أكتوبر 2025، ورافضة أي شكل من أشكال الوصاية أو الانتداب الخارجي على الشعب الفلسطيني، موضحاً أن دور مجلس السلام، برئاسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يقتصر على رعاية تنفيذ الاتفاق والإشراف على إعادة إعمار غزة، مؤكداً أن أي قوات دولية يجب ألا تتدخل في الشؤون الداخلية للقطاع.
ودعا الحية إلى التشكيل الفوري للجنة من التكنوقراط الفلسطينيين لإدارة شؤون غزة، معلناً جاهزية حماس الكاملة لتسليم المهام في جميع المجالات لهذه اللجنة، ومشدداً على أن سلاح الحركة حق مشروع كفلته القوانين الدولية، مع استعداد الحركة لمناقشة أي اقتراحات بشأنه بشرط ضمان قيام دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة.
وأفاد مسؤولان أمريكيان أن القيادة المركزية الأمريكية تعتزم عقد مؤتمر في العاصمة القطرية الدوحة يوم الثلاثاء 16 ديسمبر 2025 بمشاركة أكثر من 25 دولة، لبحث تشكيل قوة استقرار دولية في قطاع غزة، ومناقشة هيكل القيادة والقضايا التنظيمية المتعلقة بالقوة المقررة.
آخر تحديث: 14 ديسمبر 2025 - 13:33