وقع مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، مذكرة تفاهم مع أكاديمية دبي للإعلام بهدف تعزيز آفاق التعاون، وتنفيذ برامج وفعاليات مشتركة تساهم في ترسيخ المعرفة باللغة العربية، ونشر محتوى إعلامي هادف وقيّم يرضي تطلعات الجمهور، ويتمتع بدرجة عالية من الجودة والكفاءة.
وبموجب هذه المذكرة يعمل الطرفان على تطوير وتنفيذ برامج أكاديمية ودراسات بحثية، مع التركيز على تعزيز جهود النشر وتبادل الموارد والمعرفة، وتطوير مناهج دراسية متقدمة.


كما يسعى هذا التعاون إلى تسخير تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز المحتوى العربي، وإطلاق مبادرات مبتكرة، وتنظيم فعاليات مشتركة تهدف إلى تحقيق الفائدة المتبادلة للمجتمعين الأكاديمي والإعلامي، بما يساهم في تحقيق الأهداف الإستراتيجية للطرفين.
وقال سعادة الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية إن التعاون مع أكاديمية دبي للإعلام يعكس التزام مركز أبوظبي للغة العربية بتعزيز مكانة اللغة العربية ونشر المحتوى الهادف، ويسعدنا أن نتعاون في هذا الإطار مع مؤسسة دبي للإعلام إحدى المنارات الإعلامية الرائدة في دولة الإمارات، والتي تتمتع بمكانة أكاديمية مرموقة، لما لها من دور محوري في تعزيز الوعي المعرفي والثقافي في المجتمع الإماراتي.
وأضاف أن هذه الشراكة تؤكد الالتزام المشترك بتنفيذ برامج وإطلاق مبادرات وتقديم محتوى هادف بأساليب مبتكرة مواكبة للعصر ومتطلباته، يمكنها أن تصل إلى الجمهور في كل مكان حول العالم، ما يعزز دور الإعلام الوطني المساهم الرئيس في نقل الصورة الحضارية لدولة الإمارات، كما تدعم هذه الخطوة التوجهات الإستراتيجية الرامية إلى ترسيخ مكانة اللغة العربية، ونشر المحتوى الثقافي العربي، وتعزيز القيم الأصيلة في المجتمع، وصون الهوية الثقافية.
من جانبها قالت منى بوسمرة رئيسة أكاديمية دبي للإعلام إن التعاون مع مركز أبوظبي للغة العربية محطة مهمة في سعينا لتعزيز حضور اللغة والثقافة العربية في المشهد الإعلامي، لا سيما في ظل التحولات التي يشهدها الإعلام الجديد المعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، ونحن نؤمن بأهمية تطويع هذه التقنيات لخدمة لغتنا وهويتنا، وإيجاد محتوى عربي معاصر يجمع بين الجودة والابتكار، ويواكب تطلعات الأجيال الجديدة.
وتساهم مذكرة التفاهم الموقعة بين المركز والأكاديمية في تعزيز نشر اللغة العربية والثقافة الإماراتية، ورفع الوعي بأهمية حضور اللغة العربية في الحياة اليومية.
ومن خلال إطلاق مشاريع بحثية متخصصة، تساهم المذكرة في إيجاد حلول تعليمية حديثة تدعم تعلم اللغة العربية، وتزيد كفاءة المحتوى الثقافي المتاح للجمهور.
ويتيح هذا التعاون تنظيم فعاليات وندوات تعزز التواصل الثقافي، وتفتح أبواباً أوسع للحوار بين شرائح المجتمع المختلفة.
ومن شأن هذه المبادرات المشتركة أن ترفع مستوى التفاعل الثقافي، وتعزز الهوية الوطنية، وتدعم مكانة دولة الإمارات وجهة ثقافية عالمية تجمع بين الأصالة والمعاصرة.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

انطباعات أكاديمية أوزبكية بمعهد السلطان قابوس لتعليم اللغة

يرتبط تاريخ وثقافة أوزبكستان ارتباطًا وثيقًا بالثقافة الإسلامية منذ العصور القديمة، لقد أنتج العديد من أسلافنا العظماء أعمالًا في العلوم والأدب، منسجمة مع الثقافة العربية الإسلامية.

ولم يكن المثقفون الأوزبكيون، حتى في العصور الوسطى، بل حتى في بداية القرن الماضي، يتمتعون بمعرفة عميقة باللغة العربية، وكانوا يكتبون أعمالهم باللغة العربية وبالخط العربي.

ولعل الاهتمام الكبير باللغة العربية في الأراضي الأوزبكية، والالتزام بالثقافة الإسلامية في الأسر الأوزبكية، هو ما تأثرت به منذ صغري، عندما كنت في العاشرة من عمري، تعلمت الخط العربي بمفردي، دون مساعدة أحد، من كتاب مدرسي سُمي «الخط الأوزبكي القديم» في منزلنا، ومنذ تلك اللحظة بدأ اهتمامي باللغة والثقافة العربية.

لقد فزتُ عدة مرات بالمرحلة الجمهورية من أولمبياد العلوم في اللغة والأدب، الذي يتم تنظيمه بين تلاميذ المدارس في أوزبكستان، ولكن بعد تخرجي من المدرسة، تغلب اهتمامي باللغة العربية، وقررت الدراسة في معهد طشقند الحكومي للدراسات الشرقية، بفضل الله، في العام الذي تخرجت فيه من المدرسة الثانوية، أصبحت طالبة في المعهد الذي حلمت به.

ومن الجدير بالذكر أنه قد تم تشكيل مدرسة علمية قوية جدًا للدراسات الشرقية، وخاصة مدرسة قوية للدراسات العربية، في أوزبكستان، وبدأت كطالبة أتعرف على أسرار اللغة العربية وأدبها القديم والراقي، وازداد اهتمامي بالعالم العربي أكثر فأكثر، لقد تلقيت تعليمًا ممتازًا من معلمين مؤهلين تأهيلاً عاليًا في معهد الدراسات الشرقية، وبعد تخرجي من المعهد تزوجت وأنجبت طفلًا.

وبعد انقطاع طويل لسنوات، اهتممت بقضايا الأدب العربي، وخاصة شعرية الخطابات العربية القديمة، ودافعت بنجاح عن أطروحتي للدكتوراه حول هذا الموضوع، وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، كانت لدي فكرة في عقلي أنني في يوم من الأيام سأسافر بالتأكيد إلى الأراضي العربية.

بالطبع، مثل كل النساء، كنت دائمًا أعطي الأولوية للعائلة وتربية الأطفال على مهنتي، لذلك لم أتمكن لسنوات عديدة من تحقيق هذا الحلم...

ونتيجة للإصلاحات الفعالة في قطاع التعليم العالي في أوزبكستان في السنوات الأخيرة، بدأت مؤسسات التعليم العالي الخاصة تفتح أبوابها أيضًا، وعلى الرغم من أن جامعة «أوريينتال» (Oriental University) افتُتحت منذ 4 سنوات فقط، إلا أنها تمكنت من احتلال أحد المراكز الرائدة في سوق التعليم في أوزبكستان، وعلى وجه الخصوص، حققت جامعة «أوريينتال» نتائج إيجابية في المدى القريب في مجال فقه اللغة العربية، وقد توصلت الجامعة حتى الآن إلى اتفاقيات ومذكرات تعاون مع العديد من الجامعات الأجنبية الحكومية وغير الحكومية.

أنا أعمل حاليًا كدكتورة في جامعة «أوريينتال»، ولذلك، عندما دعتني رئيسة قسم اللغات الشرقية لحضور دورة تدريبية لمدة شهر في تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها في معهد السلطان قابوس في سلطنة عمان، كنت مترددة في البداية، ولكن زملائي الذين شاركوا سابقًا في الدورة نفسها في معهد السلطان قابوس أبدوا آراء إيجابية جدًا حول الدورة، ودعوني للمشاركة في الدورات التي نُظمت في شهري مايو ويناير من العام الماضي، لكن كما قيل: «كل شيء في أوانه»، لم أستطع أن أقرر السفر.

ولكن هذه المرة شيء ما دعاني للذهاب، وأنا أشارك في هذه الدورة والحمد لله؛فعُمان ومعهد السلطان قابوس... بصراحة، ربما الكلمات لا تكفي للتعبير عن مشاعري منذ اليوم الذي وصلت فيه إلى هنا.

بالطبع، كنت قد سافرت إلى عدة دول أجنبية من قبل، وخاصة أوروبا وتركيا ودول آسيا الوسطى المجاورة، ولكن مباشرة في مطار عُمان، بدأت أشعر بالأمان والراحة لدرجة أنني لم أشعر بهذه الطريقة من قبل في أي من رحلاتي السابقة، وخاصة في بداية الرحلة، إن الصدق والمستوى الرفيع من الضيافة الذي أظهره ممثلو معهد السلطان قابوس الذين رحبوا بنا، والأستاذ سالم الذي راسلناه، يدل على فضائل الضيافة العالية.

إن قيادة معهد السلطان قابوس والمباني التعليمية والمساكن المعدة للمشاركين في الدورة، والظروف الرفيعة فيها، تدل على الأخلاق العالية والروحانية الكاملة لهذا الشعب العماني الكريم المضياف.

وأود أن أعرب عن امتناني لفريق عمل معهد السلطان قابوس بأكمله: فريق الإدارة، وهيئة التدريس، وكل موظف يخدمنا بدون كلل وملل، والموظفين، والسائقين، وموظفي المطبخ.

وأتمنى أن يشارك المزيد من المعلمين والطلبة في مثل هذه الدورات التي ينظمها معهد السلطان قابوس لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وجامعة السلطان قابوس، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار في سلطنة عمان.

أتمنى كذلك أن المتدربين، بعد الرجوع، سوف يُسهمون في تنمية أوطانهم بالمعرفة التي يتعلمونها هنا.

مقالات مشابهة

  • المفوضية توقع مذكرة تفاهم مع أكاديمية الدراسات العليا لتعزيز الوعي الانتخابي
  • الهيئة الملكية لمحافظة العُلا تفتح باب التسجيل في برامج أكاديمية “إعلاء” لشهر يوليو المقبل
  • “عسل الشفاء” توقّع مذكرة تفاهم مع جمعية النحالين بالباحة تحت رعاية وزارة البيئة والمياه والزراعة
  • قرية “علقان التراثية” بتبوك.. إرث تاريخي شاهد على إنشاء مركز علقان الحدودي
  • خريجي الأزهر تواصل فعاليات اليوم الثاني للبرنامج الثقافي بالمحلة
  • عبدالله آل حامد يلتقي عدداً من صناع المحتوى العرب في مدينة كان الفرنسية
  • تدشين مركز الاتصال التابع لمجموعة هاينان للإعلام في الشرق الأوسط
  • المسلماني يبحث مع سفير باكستان ترجمة مسلسلات مصرية للغة الأُردية
  • “المسلماني” يبحث مع سفير باكستان ترجمة مسلسلات مصرية للغة الأردية
  • انطباعات أكاديمية أوزبكية بمعهد السلطان قابوس لتعليم اللغة