الجزيرة:
2025-06-22@14:22:16 GMT

كيف نفهم ماكرون الحائر؟

تاريخ النشر: 16th, April 2025 GMT

كيف نفهم ماكرون الحائر؟

حلَّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ضيفًا على نظيره المصري عبد الفتاح السيسي مطلع هذا الأسبوع، ولأول مرة منذ سنوات طويلة، شملت الزيارة جانبًا شعبيًّا، حيث رُتِّبَت جولة للرئيسيْن في منطقة الأزهر، ثم لقاءٌ لماكرون داخل جامعة القاهرة، وأخيرًا زيارة لمدينة العريش.

وقد أظهرت الصور علاقة دافئة بين البلدين، بالتزامن مع زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للولايات المتحدة للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وقد شملت تصريحات ماكرون في الزيارة التأكيد على رفض تهجير الفلسطينيين من غزة، والتمسُّك بوقف إطلاق النار، ودعم الخطة المصرية لغزة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كيف عاش السودانيون ليالي الرعب والابادة؟list 2 of 2ابن أبيه الأكثر تطرفا.. يائير نتنياهو يهاجم أميركا ويسب ماكرونend of list

استدعى كثيرون زيارة الرئيس الفرنسي السابق فاليري جيسكار ديستان للقاهرة قبل حوالي نصف قرن، حين استضافه الرئيس السادات إبَّان نقد لاذع من معارضيه في مصر، وهي زيارة أتت في خضم محاولات الرئيس الراحل أنور السادات وضع مصر في قلب التحالف الغربي.

ولكن إذا ما نظرنا إلى زيارة الأسبوع الماضي من منظور فرنسا وتاريخ تفاعلها مع المنطقة، فسنجد تشابُهًا بينها وبين زيارة الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك للضفة وغزة عام 1996.

في سنوات شيراك بَدَت فرنسا في ذروة تملمُلها من الهيمنة الأميركية المُطلقة التي سبَّبها انهيار الاتحاد السوفياتي، ومن ثمَّ قرَّرت أن تدخل -بما يتيحه لها ثقلها- في تفاعل مع العالم العربي بعيدًا عن السياسة الأميركية.

إعلان

كان ذلك يعني بالطبع أن تصبح باريس أقرب إلى منظمة التحرير الفلسطينية، ولم يكُن ذلك صعبًا على أي حال بالنظر إلى تخلِّي الأخيرة عن خيار المقاومة المُسلَّحة بعد اتفاق أوسلو في مطلع التسعينيات، وهو وضع رضخت له للمفارقة بسبب تفرُّد واشنطن بالهيمنة في النظام الدولي.

كان منطقيًّا إذن أن تبحث فتح وزعيمها عرفات عن قوة بديلة ولو جزئيًّا لمناورة الضغوط الأميركية بشأن مستقبل الدولة الفلسطينية وجيشها وسيادتها.

في رام الله، تحدَّث شيراك من قلب المجلس التشريعي الفلسطيني، وكان أول رئيس دولة على الإطلاق يفعلها. وفي شوارع القدس القديمة، تحرَّك الرئيس الفرنسي بعفوية مصافحًا الفلسطينيين في الشوارع، وحاول رجال الأمن الإسرائيليين أن يحُولوا بينه وبين الناس.

كان شيراك قد طلب ألا تتضمَّن ترتيبات تأمينه أي مسؤول إسرائيلي، تأكيدًا على رفضه الأمر الواقع في المدينة، وتمسُّكه بحدود 1967، التي تجاهلتها إسرائيل وتجاهلها كذلك الأميركيون بدرجة ما في ذلك الوقت.

الرئيس الفرنسي جاك شيراك (وسط الصورة) والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات (الثاني من اليمين) محاطان بالمساعدين والصحافة أثناء مراجعتهما للخطط الخاصة بميناء غزة الجديد في 23 أكتوبر/تشرين الأول من عام 1996 (رويترز)

لكن حكومة نتنياهو فرضت نفسها كالعادة وأقحمت رجالها، حتى صاح فيهم شيراك فجأة: "ماذا تريدون منِّي؟ تريدوني أن أذهب إلى طائرتي وأعود إلى فرنسا؟ دعوا الناس يقابلوني!" بلغ التوتُّر مداه إلى حد اضطُر معه نتنياهو إلى الاعتذار للرئيس الفرنسي، بالتوازي مع تزايد كراهية الإسرائيليين المحافظين له.

"كان شيراك يرى القضية الفلسطينية بعيون ياسر عرفات".

إريك أشيمان وكريستوف بولتانسكي، متحدِّثَيْن عن الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك، في كتابهما "شيراك العربي: سرابُ سياسة فرنسية". ديغول والمسافة من واشنطن

مثله مثل ديغول، لم يكُن شيراك على استعداد لإدراك الحدِّ الذي تقلَّص إليه وزن فرنسا. لقد خرجت فرنسا بتراجع كبير في قوتها العسكرية وحضورها الدولي بعد الحرب العالمية الثانية رغم انتصارها في الأخير.

إعلان

وبعد الحرب، لم تكن موسكو على اقتناع بأن الجزائر والمستعمرات الفرنسية في الهند الصينية من المفترض أن تعود إلى السيادة الفرنسية، وتردَّدت واشنطن نفسها لكنها رضخت للمطالب الفرنسية رغبة منها في تعزيز قوة فرنسا لمواجهة الهيمنة السوفياتية.

بعد سنوات قليلة، سيصبح الموقف الأميركي تحت قيادة أيزنهاور وكنيدي داعمًا لاستقلال الجزائر ورافضًا لاستمرار المستعمرات البريطانية والفرنسية، ولكن بعد أن انفكّت الجزائر بالفعل من سطوة الفرنسيين، حيث نشبت الحرب الأكثر دموية في المنطقة منذ حروب نهاية الدولة العثمانية، وضحَّى الجزائريون بدماء مليون شهيد حتى انتزعوا استقلالهم من فرنسا، وهي حرب خَدَم فيها جاك شيراك جنديًّا في شبابه.

ويقول أشيمان وبولتانسكي في كتابهما عن شيراك إن سنوات الخدمة في الجزائر أكسبته -على عكس المتوقَّع- تأثُّرًا وإعجابًا بالثقافة العربية لازمه حتى نهاية رئاسته عام 2007.

رغم أن ديغول كان له الفضل فيما بعد في إدراك استحالة الاحتفاظ بالجزائر، فإنه لم يتنازل عن استقلالية فرنسا وضرورة أن تؤدّي دورًا موازِنًا، لا متماهيًا، مع الإنجليز والأميركيين.

ورغم افتقادها للوزن والقوة اللازمين لكي تحصل على دور مكافئ لواشنطن ولندن، فإن ديغول أصرَّ على أن يصنع لبلاده قوة خاصة بها، ومن ثمَّ أبدى مع الوقت تملمُلًا من الهيمنة الأنغلو-أميركية، أفضى في النهاية إلى انسحاب فرنسا من القيادة العسكرية الموحَّدة لحلف الناتو في الستينيات، كي يحتفظ الجيش الفرنسي باستقلاله الكامل.

لاحقًا، أصبحت فرنسا تبحث عن موطئ قدم منفصل لها عن الناتو بالتقرُّب من حركات وقيادات يُنظر إليها بوصفها مناوئة لواشنطن، ولذلك قرَّرت أن تعترف بجمهورية الصين الشعبية عام 1964، وأن تنحاز إلى العرب في حرب 1967، وندَّدت بالعدوان الإسرائيلي، بل حظرت تصدير السلاح إلى تل أبيب بعض الوقت، رغم أنها قبل عقد واحد فقط كانت أقرب إليها من واشنطن نفسها.

حين تبلور التحالف الإستراتيجي بين أميركا وإسرائيل بالكامل، أصبح يُنظر إلى إسرائيل والانحياز الأعمى إليها بوصفه عبئًا على استقرار المنطقة، ومن ثمَّ تبلورت سياسة الميل النسبي إلى العرب.

إعلان

في السبعينيات، رأت باريس في صدَّام حسين قوة وازِنة يمكن الاستثمار فيها، بل ساعدت الرئيس العراقي على بناء مشروع نووي بالتعاون مع إيطاليا، دونما إمعان نظر في جرائمه اتجاه شعبه داخل العراق.

لم تعبأ إسرائيل بأيٍّ من ذلك، فقتلت المُشرِف على المشروع، العالم المصري يحيى المشد، بدم بارد في العاصمة باريس وهو في إحدى زياراته لها عام 1980، وبعد عام واحد من اغتياله، قرَّرت ضرب المشروع بالكامل بضربة جوية في عملية عُرِفَت باسم أوبرا.

لم تكُن إسرائيل أكثر اعتدادًا بنفسها فحسب بعد أن حصلت على كل ما أرادت من طي صفحة الجبهة المشتعلة مع مصر بتوقيع اتفاق كامب ديفيد، بل كانت على عِلم أيضًا بأن فرنسا في الحقيقة لا تملك قوة وهيمنة فعلية على الأرض.

بيد أن أيًّا من ذلك لم يمنع جاك شيراك، الذي تولَّى الرئاسة عام 1995، من العودة إلى الديغولية بقوة وواشنطن في ذروة قوتها، بدلًا من مسايرة البيت الأبيض وهو على قمة النظام الدولي وحده.

ليس ذلك فحسب، بل إن شيراك دخل إلى الإليزيه ومعه انحيازاته الثقافية والشخصية للعرب بشكل أغضب الكثير من صناع القرار الأميركيين، ودفع الصحافي الأميركي جون فينوكور إلى وصفه بأنه يتحرَّك في الشرق الأوسط وكأنه يلعب لعبة من ألعاب الفيديو ويحارب بين أزقة مدينة عربية من أجل العرب.

شيراك: ديغولية مع انحياز عربي

كانت الديغولية دومًا أشبه بمحاولة إلقاء ظلال طويلة على الساحة الإقليمية والدولية بقامة قصيرة للغاية، وكأنها نوع من أنواع التلاعب بالضوء. ولكن في السياسة، وحيث تُهيمن الولايات المتحدة وحلفاؤها بلا رادع في واحدة من أكثر المناطق التي منحت الأميركيين ما أرادوا مُبكرًا (منذ منتصف السبعينيات)، لم يكن هناك سوى مرآة الأمر الواقع، التي نظر فيها شيراك بنفسه عام 2003 ليعرف الحقيقة.

في ذروة عربدتها في المنطقة، قرَّرت الولايات المتحدة تحت إدارة جورج بوش الابن أن تغزو العراق دون رادع حقيقي، وقرَّرت فرنسا أن تشن حربًا دبلوماسية على القوة الدولية الأولى في العالم دفاعًا عن استقلال العراق، وتعاطُفًا أيضًا مع حليفها القديم.

إعلان

احتاج الأمر شجاعة كبيرة من جانب فرنسا، التي رأت أنها تستطيع مواجهة واشنطن من موقعها الراسخ الآن في النظام الأوروبي والدولي. غير أن أصدقاء شيراك من العرب، على عكس شيراك نفسه، لم يأخذوا الأمر بجدية. فلم يكُن القادة العرب في مطلع الألفية يملكون الندية التي امتلكها أعضاء الناتو في تحالفهم مع واشنطن، ولم يجرؤ أحد منهم على إغضابها.

وحين خرج شيراك من السلطة عام 2007، أشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى أن الزعماء العرب وبَّخوا شيراك في النهاية على تماديه أكثر من اللازم في استعداء واشنطن! كان الدرس قاسيًا لفرنسا التي اكتشفت بعد انتهاء رئاسة شيراك أن ما تحاول الاستثمار فيه في العالم العربي غير موجود، وأن العرب أنفسهم -على عكس ديغول وشيراك- غير مهتمين بمناورة الهيمنة الأميركية، بل إنهم مستفيدون منها ومتوائمون معها.

حين وصل نيكولا ساركوزي إلى الرئاسة عام 2007، بدت فرنسا نادمة على الحرب الدبلوماسية التي شنَّتها على واشنطن وحدها، بل وعازفة عن الديغولية التي لم تؤت أُكُلها. ولذا، حاول ساركوزي ومن جاء بعده أن يداوي المرض بتعميق الداء لا بتناول دواء مناسب.

كان الحل هو الانحياز الكامل للرابطة الأطلسية في ذروة الهيمنة الأميركية في المنطقة، وهو قرار لم يكُن مواكبًا للمزاج الفرنسي أو تقليد الدولة هناك، لكنه أتى وكأنه يحاول تقليد العرب أنفسهم. شملت تلك السياسة انحيازًا غير مسبوق لإسرائيل لم تشهده فرنسا منذ الخمسينيات حين تحالفت مع تل أبيب إبَّان أزمة السويس.

لكن محاولة استرضاء واشنطن جاءت متأخرة، إذ إن الهيمنة الأميركية ذاتها كانت بصدد إعادة تعريف أولوياتها تحت إدارة أوباما بسبب صعود الصين، حيث قررت واشنطن أن تتواءم -وإن ظاهرا- مع الثورات العربية بعد تردد في بدايتها، لعلها تظفر بحلفاء جدد وحكام أكثر جدية يخففون عنها أعباء إدارة المنطقة.

إعلان

لم يكُن القرار على هوى إسرائيل بالطبع، لكنه كذلك لم يكن على هوى فرنسا أيضا، التي قرَّرت أن تصبح مَلكية أكثر من الملك، وأن تنتزع ورقة دعم النظم الاستبدادية في المنطقة من الولايات المتحدة، فتشكَّلت علاقة وطيدة بين باريس ومحور الثورات المضادة، سرعان ما أثَّرت بشدة في شعبية فرنسا.

نسي الجميع شيراك ومآثر شيراك، وأصبحت فرنسا عنوانًا للتحالف مع أسوأ النظم السياسية، حتى جاءت الفضيحة الكبرى بتدخُّل فرنسا العسكري والكارثي في منطقة الساحل (أو الصحراء الكبرى)، الذي أسفر عن موجة كراهية شعبية كبيرة لوجودها وقواتها في مالي والنيجر وبوركينا فاسو، بشكل حفَّز في الأخير الانقلابات العسكرية في الدول الثلاث لصالح نخب عسكرية جديدة ناقمة على فرنسا، وراغبة في التقرُّب من روسيا للحصول على الدعم في مواجهة "الحركات الإرهابية".

حين وصل دونالد ترامب إلى البيت الأبيض عام 2016، أبدى الرجل سياسة مغايرة كُليًّا لسلفه، وأعاد توطيد علاقات بلاده مع كل النظم في المنطقة (سوى الإيراني بالطبع)، ومن ثمَّ تآكلت أكثر المساحة المتاحة لفرنسا ولأوروبا عمومًا.

في تلك الظروف وصل إيمانويل ماكرون إلى الإليزيه عام 2017، ووجدت فرنسا نفسها في حاجة ربما إلى صياغة ديغولية جديدة تتيح لها صياغة دور حقيقي، واستعادة المصداقية التي تمتَّع بها أمثال ديغول وشيراك.

لكن ماكرون اكتفى باللقطات الإعلامية لإثبات حضوره عربيًّا، وكانت أشهرها لقطته الشهيرة مع المطربة اللبنانية فيروز في أعقاب كارثة انفجار مرفأ بيروت، دون أن يكون للرجل أي دور في حل الأزمة السياسية أو الاقتصادية في لبنان.

فرنسا والطوفان: استفاقة متأخِّرة

في ردِّه على تصريح نتنياهو بأن دولة الاحتلال تخوض صراعا من أجل الحضارة في غزة، ردَّ ماكرون مستنكرًا وبلهجة بدَت مفاجئة قائلًا: "لست متأكِّدًا من أنك تستطيع الدفاع عن الحضارة عبر نشر البربرية (في غزة)".

إعلان

أتى تصريح ماكرون بعد مرور عام على طوفان الأقصى والحرب التي شنَّها الاحتلال على قطاع غزة، وحمل نبرة نقد قاسية غير مُعتادة من الإليزيه لإسرائيل، وقد عدَّه بعض المحللين حينها انعكاسًا لتراجع الموقف الفرنسي عن دعم إسرائيل، بعد أن أدان هجوم 7 أكتوبر في حينه واتجه مباشرة لزيارة نتنياهو وإعلان تضامنه وتضامن باريس مع الإجراءات التي سيتخذها جيش الاحتلال.

ثمَّة مؤشرات شعبية على غياب أي دعم حقيقي لدولة الاحتلال في صفوف الفرنسيين، فقد أظهر استطلاع للرأي أن 29% فقط من الفرنسيين يعتقدون أن إسرائيل تريد السلام. يُضاف إلى ذلك أن العام ونصف العام الماضي شهد انتخابات برلمانية فرنسية عُدَّت مفاجأة، بعد أن حققت الجبهة الشعبية الجديدة من اليسار العدد الأكبر من المقاعد، يليها تحالف "معًا" الحاكم، ثم التجمُّع الوطني اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبان.

وقد برز من الجبهة الشعبية السياسي جان لوك ميلانشون بمواقفه الجادة في دعم غزة، واستخدامه كلمة "الإبادة" صراحة لوصف الحرب الإسرائيلية. أما اليمين الفرنسي، صاحب المواقف التاريخية المُعادية لليهود، فلا يزال يتلمَّس طريقه من أجل استمالة بعض اليهود عبر دعم إسرائيل، وهو موقف يثير الانقسامات داخل اليمين.

لذلك، وبدون مُبرر شعبي حقيقي لتبني موقف منحاز لإسرائيل، وبدون رغبة لدى الحكومة في الصدام مع اليسار في الشارع، خاصة بعد أن تجاهل ماكرون نتائج الانتخابات وشكَّل حكومة أقلية بدون اليسار؛ بدت فرنسا على عكس واشنطن وبرلين ولندن، أكثر تردُّدًا في فتح أذرعها لنتنياهو.

ومع مرور الوقت، تبنَّت مواقف أكثر نقدا للسياسة الإسرائيلية، أبرزها دعوة ماكرون بنفسه لوقف تسليح الجيش الإسرائيلي وتطبيق حظر السلاح عليه حتى يُجبَر على وقف إطلاق النار، وهي سياسة حازت دعم 51% من الفرنسيين وقفًا لاستطلاع رأي أجري في فرنسا بعد ستة أشهر فقط من طوفان الأقصى.

إعلان

في أكتوبر/تشرين الثاني الماضي، قرَّرت الحكومة الفرنسية التصعيد مع تل أبيب بمنع الشركات الإسرائيلية من المشاركة في معرض يورونوفال، المعرض الأهم عالميًّا في مجال الدفاع والأمن البحري، الذي يُعقَد في فرنسا كل عاميْن.

وقد احتج وزير الخارجية الإسرائيلي كاتس -الذي أصبح مؤخرا وزيرا للدفاع- على الحظر الفرنسي، وقرَّر مقاضاة الحكومة أمام المحاكم الفرنسية، التي قرَّرت أن قرار ماكرون يُعَد تمييزًا تجاريًّا، ومن ثمَّ سمحت في الأخير للشركات الإسرائيلية بالمشاركة.

وقد زاد الأزمة في باريس عودة ترامب إلى السلطة قبل أربعة أشهر، حيث دخل الرجل هذه المرة بفريق رئاسي يحمل خطة كاملة، أبرزها تقليص الأعباء العسكرية والمالية التي تتكبَّدها واشنطن من أجل الشراكة الأطلسية.

لم يكُن ماكرون على استعداد لأي من تلك التحوُّلات الداخلية والخارجية، التي يبدو أنها حفَّزت محاولات إعادة إنتاج دبلوماسية ديغولية على عجالة، دون أن يكون الوضع في الداخل مواتيًا، أو يكون الرصيد الحقيقي والشعبي لفرنسا كافيًا.

بشعبية محدودة في الداخل، وصورة نالها ما نالها في العالم العربي تحديدًا، قرَّر ماكرون فجأة أن يحاول استعادة روح شيراك، وأن يترجم التوتُّر المكتوم بينه وبين تل أبيب إلى "حالة" سياسية جديدة، وهو تحرُّك وجد صدى بالطبع لدى الدول العربية التي تعاني من ضغوط الإدارة الأميركية وحلفائها من تل أبيب، ومن تجاوز كل الحقوق والالتزامات التاريخية للشعب الفلسطيني، وأبرزها مصر والأردن.

في هذا السياق، يمكن فهم الصعود المفاجئ من ماكرون إلى مسرح السياسة الإقليمية، ومحاولة السير على نهج شيراك في اجتذاب القادة الذين يقفون موقفًا مغايرًا لواشنطن وتل أبيب، رغم أن موقف فرنسا وحلفائها في العالم العربي الآن لا يصُبّ بالضرورة في صالح خيار المقاومة المُسلَّحة. في القاهرة وعمَّان استُقبِل ماكرون بحفاوة بالنظر إلى الحاجة الماسة إلى قوة دولية توازن الانحياز الأميركي الصارخ لخطة التهجير.

إعلان

أما في باريس فإن اللهفة للعودة إلى دبلوماسية شيراك أتت بحثًا عن رصيد جديد لفرنسا تواجه به الضغوط الأميركية على أوروبا، ويفتح مجالا لفرنسا كي تكون رأس حربة الدبلوماسية الأوروبية في التعبير عن مواقف أكثر استقلالية وذاتية، كما وصفها ماكرون بنفسه.

يعالج ماكرون مشاكله الداخلية والخارجية معًا بالهروب إلى الأمام، والبحث عن دور في صراع يحتل الاهتمام الأبرز الآن إلى جانب أوكرانيا. وكل ذلك والقارة الأوروبية في خضم نقاش حول ضرورة تأسيس قيادة عسكرية خاصة بها والإنفاق عليها كيلا تكون تحت رحمة الولايات المتحدة ومواءمات ترامب مع بوتين، وهي قيادة يحاول عبرها الاتحاد الأوروبي اجتذاب بريطانيا وتركيا غير الأعضاء.

في خضم تلك الأحداث، كانت فرنسا ستكون الأكثر استعدادًا لو أنها استثمرت بالفعل في سياسة مستقلة بدلًا من السياسة الأطلسية التي تبنَّتها منذ عقديْن تقريبًا، ولو أنها أيضًا حاولت ترجمة اهتمام شيراك بالعالم العربي إلى تواصل حقيقي مع المنطقة وشعبها، بدلًا من الانبهار بثقافتها من بعيد، والاكتفاء باحتضان زعمائها.

من رام الله 1996 إلى العريش 2025

كان شيراك يحب العالم العربي حقيقة، وإن شابت مشاعره تلك سِمات استشراقية واضحة، وتخلَّلتها أيضًا مصالح فرنسية براغماتية أرادت أن توجِد مجالًا حيويًّا لفرنسا في جنوبها، علاوة على تجاهلها تطلعات الشعوب العربية الحقيقية من أجل الحرية، وكان الدفاع عن حافظ الأسد وصدام حسين لمناورة الأميركيين، الذي رآه شيراك سياسة "مؤيدة للعرب" لمجرد أنها خالفت واشنطن، تجاهلًا فعليًّا لحقوق العراقيين والسوريين الذين سُلِبوا أبسط حقوقهم آنذاك.

الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك (يسار) والرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات يمسكان بأيدي بعضهما البعض في 23 أكتوبر/تشرين الأول من عام 1996 أثناء وقوفهما أمام جدارية كبيرة لقبة الصخرة في القدس في ختام مؤتمرهما الصحفي المشترك. (رويترز)

بذل شيراك الغالي والنفيس بالفعل لبناء شراكات مع النظم العربية، وغامر بتوتُّر مع تل أبيب، وشبه قطيعة مع واشنطن، من أجل سياسة مستقلة في العالم العربي، وسياسة خارجية أكثر استقلالا لباريس، وإن لم يملك الثمن في النهاية لتحقيق كل ذلك، تاركًا محض ذكريات عنه بوصفه "صديقًا للعرب".

إعلان

مرَّ عقدان تقريبًا من الانقلاب على الديغولية في باريس لصالح بديل أثبت مع الوقت أنه أسوأ لا أكثر، وكان التدخُّل العسكري في منطقة الساحل الأكثر كارثية إلى جانب انحياز فرنسا لجهود تقويض الثورات العربية، مما كلَّفها موجة غضب شعبية كبيرة، مع تراجع النظرة الإيجابية لدورها في المنطقة حتى في لبنان. ثم جاء ماكرون ولم يُبد أي محاولة لمراجعة الخطوط العامة لساركوزي وهولاند، بل اكتفى بتحرُّكات دبلوماسية لم تُحرِّك ساكنًا، على عكس الحفاوة التي لطالما قوبل بها شيراك.

في يوم وليلة، وبعد أن عاد ترامب بأجندة أسوأ من تلك التي حملها أثناء فترته الرئاسية الأولى، وانفتح باب الحرب الإقليمية الكاملة في المنطقة مع عملية طوفان الأقصى والتصعيد الإيراني الإسرائيلي وعملية ردع العدوان وسقوط نظام الأسد في سوريا، وتقلُّب الوضع اللبناني بسبب الضربات التي تعرَّض لها حزب الله؛ تجد فرنسا وأوروبا كلها نفسها أمام مسألة البحث عن إستراتيجية مستقلة في مواجهة كل التحديات، وهي فرصة مواتية لفرنسا لو أنها كانت قد استثمرت على مدار الأعوام العشرين الماضية في ديغولية ذات معنى.

بيد أن حكومة الأقلية التي تجاهلت فوز اليسار الانتخابي، وصورة ماكرون التي أصبحت عنوانًا لتدهور الدولة والاقتصاد في فرنسا، وسنوات طويلة من غياب أي هوية في السياسة الخارجية مع فقدان الشعبية في العالم العربي، كل ذلك لا يؤهل ماكرون لأداء الدور الذي يريد، وكأنه يريد أن يصبح فجأة جاك شيراك.

في صورة لجاك شيراك برفقة ياسر عرفات التُقطِت أثناء زيارته لفلسطين عام 1996، أخذ الزعيم الفلسطيني الراحل يستعرض خريطة غزة والميناء المُزمَعة إقامته للقطاع بعد إعلان الدولة الفلسطينية.

على ضوء ما يجري اليوم من إبادة ونسف لأي مقوِّمات حياة عادية في قطاع غزة فضلًا عن عدم وجود ميناء من الأساس؛ تقول الصورة الكثير عن وهم أوسلو، وكذلك عن قصور الديغولية عن فهم المنطقة والقوة التي تملكها فرنسا لترجيح كفة طرف على آخر، وهي قوة غير موجودة في الواقع.

إعلان

لقد تبخَّر صدام بضربة أميركية قسَّمت العراق، وتكسَّرت سوريا على وقع التدخُّل الإيراني الروسي، مع محاولات إسرائيلية اليوم لفرض واقع جديد في سوريا بعد سقوط الأسد، وتردَّى لبنان إلى حدود لم يعرفها من قبل، ووقفت فرنسا لا تملك إلا "الأكروبات الدبلوماسي"، ولم تترك إلا ذكريات هشَّة وصور قديمة.

كل ما تغيَّر على مدار عقديْن هو فقدان المصداقية والشعبية اللتين لم تملك فرنسا شيراك سواهما أصلًا، كما تثبت الوقائع، ومجريات الأحداث التي لم تفلح باريس في تغييرها قيد أنملة. فلا هي أنقذت مشروع الدولة الفلسطينية ولا حَمَت لبنان ولا ساهمت في إعادة تشكيل الوضع السوري ولا ظفرت بمكاسب حقيقية في ليبيا أو منطقة الساحل الأفريقي.

الآن، تحاول فرنسا أن تعود إلى الديغولية فجأة تحت ضغوط إدارة ترامب الثانية، والمساحات التي فُتِحَت من جديد للوقوف إلى جانب الموقف العربي التقليدي الذي تتزعَّمه مصر والأردن. لكن باريس تحاول اقتناص تلك الفرص وهي في أضعف حالاتها داخليًّا وخارجيًّا، حتى إن فرنسا شيراك تبدو من بعيد وكأنها كانت قوة إقليمية حقيقية، رغم أن الأيام أثبتت عكس ذلك الافتراض.

على الأرجح أن الأمر يحتاج إلى سنوات طويلة حتى تستطيع فرنسا إحياء دبلوماسيتها المستقلة من سُباتها، واستدراك أخطاء الديغولية ذاتها، التي لم يُعد بالإمكان أن تبني عليها فرنسا وكأنها في ستينيات أو تسعينيات القرن الماضي.

أما زيارة القاهرة والعريش، على ما تمثله من أهمية لفرنسا، مثلها في ذلك مثل زيارة فلسطين 1996، فإنها مُرشَّحة للانضمام إلى أرشيف الدبلوماسية الفرنسية النشطة، دون أي أثر فعلي على مجريات الأحداث، كما هي عادة الدور الفرنسي على الدوام.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات أبعاد الهیمنة الأمیرکیة الولایات المتحدة فی العالم العربی الرئیس الفرنسی فی المنطقة یاسر عرفات ل ماکرون على عکس ن شیراک فی ذروة ت فرنسا تل أبیب شیراک ب ومن ثم عام 1996 بعد أن من أجل رغم أن موقف ا

إقرأ أيضاً:

لمَ يريد إيمانويل ماكرون أن تصبح أوروبا قوة فضائية عالمية؟

أثناء معرض باريس الجوي بتاريخ 20 يونيو/حزيران 2025، شدّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أن أوروبا يجب أن تعود لتكون قوة فضائية عالمية مجددا، حسبما نقلت فرنس برس.

جاء ذلك بعد أن ضاعفت فرنسا حصتها في شركة "يوتل سات"، لتصبح أكبر مساهم فيها، وهو ما يعد جزءا من إستراتيجيتها لتعزيز الاستقلال الأوروبي في الفضاء.

وبشكل خاص، حذّر ماكرون من أن أوروبا قد تُهمَّش في سوق أقمار مدار الأرض المنخفض بسبب المنافسة الشديدة من شركات مثل سبيس إكس (التي يملكها الملياردير الأميركي إيلون ماسك) وشركة أمازون الفضائية (التي يملكها الملياردير الأميركي جيف بيزوس)، بالإضافة إلى جهود الصين المتنامية في هذا النطاق.

يعد المدار الأرضي المنخفض الأقرب إلى سطح الكوكب (شترستوك) في المدار

مدار الأرض المنخفض هو أحد أنواع المدارات التي تدور فيها الأقمار الصناعية حول الأرض، ويُعد الأقرب إلى سطح الكوكب، حيث يقع على ارتفاع يتراوح بين 160 إلى ألفي كيلومتر فوق سطح الأرض، ويدور القمر الصناعي الموجود في مدار من هذا النوع بسرعة كبيرة (90 دقيقة تقريبا للدورة الكاملة).

المسافة القريبة من الأرض تعطي الأقمار الصناعية فرصة لبناء اتصالات عالية السرعة، فالقرب من الأرض يعني زمن تأخير منخفض، وهذا مهم جدا في مكالمات الإنترنت والخدمات البنكية والمالية الفورية.

إلى جانب ذلك فإن هذه الأقمار تستخدم في مراقبة الطقس والمناخ والزراعة ورصد المحاصيل وتتبع الفيضانات والحرائق والكوارث الطبيعية.

إلى جانب ذلك، تُوفر هذه الأقمار الصناعية خدمات الإنترنت والاتصال للمناطق التي لا تصلها شبكات أرضية، مثل الصحاري والجبال والسفن في البحر، كما تستخدم من قِبل الجيوش والحكومات لرصد التحركات العسكرية أو إطلاق الصواريخ.

لكن يعيب هذا المدار أنه يغطي فقط منطقة صغيرة، لذا تحتاج شبكات من الأقمار لتغطية عالمية، وهو ما تقوم به شركات مثل سبيس إكس في أقمار ستارلينك الصناعية مثلا، فقد أطلقت إلى الآن نحو 12 ألف قمر صناعي، ويُتوقّع أن تصل الشبكة إلى 42 ألف قمر صناعي في المدى الطويل.

إعلان

ومن ثم فإن هذا المدار قد يواجه في نقطة ما مشكلة ازدحام، فوجود آلاف الأقمار في مدارات متقاربة يرفع من خطر التصادم، كما أن الأقمار التالفة تُشكل خطورة مستقبلية على الأقمار العاملة ورواد الفضاء.

تتنافس دول عدة على السيطرة على الفضاء (أسوشيتد برس) فضاء مختلف

وقام ماكرون، في كلمته سالفة الذكر، بوصف الفضاء بأنه "مقياس جديد للقوة"، يشمل الاتصالات والدفاع والاستجابة للطوارئ والاستقلال التكنولوجي.

والواقع أن الدفاع لا يقتصر على الحروب الأرضية، بل أصبح يشمل حماية الأصول العسكرية في الفضاء، مثل أقمار التجسس، التي تُستخدم لمراقبة تحركات الجيوش والدول، وأقمار الاتصالات العسكرية والتي تُمكّن القوات من التنسيق السريع والآمن في أي مكان في العالم، إلى جانب أنظمة الإنذار المبكر التي تكتشف إطلاق الصواريخ أو الهجمات المفاجئة.

يأتي ذلك في سياق تصاعد عسكرة الفضاء عاما بعد عام، حيث بدأت بعض الدول (ونجحت) في تطوير أسلحة مضادة للأقمار الصناعية يمكنها تدمير أو تعطيل أقمار دول أخرى، وأقمار صناعية هجومية تحمل قدرات تشويش أو هجوم إلكتروني أو تحمل ليزرا مدمرا.

وعلى سبيل المثال أنشأت الولايات المتحدة "قوة الفضاء كفرع مستقل من الجيش منذ عام 2019، وطورت الصين وروسيا برامج شبيهة، خلال الأعوام القليلة الماضية.

أثناء التجهيز لإطلاق أحد أقمار يوتل سات الصناعية (وكالة الأنباء الأوروبية) استقلال تكنولوجي

يأتي ما سبق في سياق ضرورة ملحة حالية للاستقلال التكنولوجي، لأن الفضاء أصبح بُنية تحتية أساسية للحياة اليومية، فنحن نعتمد يوميا على الأقمار الصناعية في الملاحة والاتصالات (الإنترنت، الهواتف، البث التلفزيوني)، ورصد الطقس والمناخ، والخدمات المالية والمصرفية.

وإذا كانت هذه الأنظمة تحت سيطرة دول أو شركات أجنبية، فإن أمن البلاد الرقمي والاقتصادي ليس بالكامل في يدها.

أضف لذلك أن الفضاء سوق اقتصادي هائل، ومن ثم فمن يتحكم في الأقمار الصناعية وشبكات المدار المنخفض، يتحكم في خدمات الإنترنت العالمي والمراقبة الزراعية والبيئية والأسواق المستقبلية مثل التعدين الفضائي والسياحة الفضائية، ومن ثم فإن الاستثمار في هذه النطاقات يضمن نصيبا عادلا من هذه الأسواق، بدل البقاء مستهلكا فقط.

ويتطلب بناء برامج فضائية مستقلة أن تعمل الدول الأوروبية على صناعة أقمارها بنفسها من دون الاعتماد على دول أخرى، وامتلاك صواريخ إطلاق خاصة بها (مثل أريان الفرنسية) بدلا من الاعتماد على شركات مثل سبيس إكس، وإدارة شبكات الاتصالات والملاحة الفضائية بشكل مستقل، وتطوير التقنيات الرقمية الخاصة بالفضاء (مثل الشرائح وأنظمة القيادة والذكاء الاصطناعي) داخل أوروبا.

وبشكل خاص بدأت أوروبا في استشعار الخطر من انفصال الولايات المتحدة الأميركية عنها شيئا فشيئا، ومن ثم باتت مطالبة بالانفاق على التصنيع والتطوير العسكري لسد الفجوة التي تتركها أميركا، ويأتي الاستقلال التكنولوجي في نفس أهمية التسليح بالنسبة للبعض.

تسارع عالمي

في السنوات الأخيرة زاد عدد الإطلاقات الصاروخية الفضائية بشكل كبير مقارنة بالعقود السابقة، فمثلا في التسعينيات كان معدل الإطلاقات العالمية حوالي 40 إلى 60 إطلاقا سنويا، ولكن في عامي 2023 و2024 تجاوز عدد الإطلاقات 220 سنويا، معظمها بقيادة شركات خاصة.

وهناك عدة أسباب لذلك، يأتي على رأسها زيادة عدد الأقمار الصناعية الصغيرة، حيث تطورت التكنولوجيا الخاصة بالأقمار الصناعية، وهذا جعل من السهل والرخيص تصنيع أقمار صناعية صغيرة وخفيفة، وشاركت في ذلك جامعات وشركات خاصة، وحتى دول صغيرة باتت تطلق أقمارها الخاصة بمعدلات متسارعة لتخدم كل شيء، من الاتصالات للعمليات العسكرية.

إعلان

وأضف لذلك نمو مشاريع الكوكبات الضخمة، حيث تنوي شركات مثل "كايبر" و"ستارلينك" و"غووانغ" إطلاق الآلاف من الأقمار لتوفير الإنترنت عالميا.

وتتطلب هذه المشاريع وحدها عشرات الإطلاقات سنويا، يأتي ذلك في سياق تطور واضح لتكنولوجيا تصنيع الصواريخ التي باتت أسهل وأرخص، خاصة مع توفر إمكانية عودة الصاروخ للأرض وإعادة استخدامه.

وعلاوة على ذلك فإننا في خضم سباق فضائي جديد، فدول مثل الصين والولايات المتحدة والهند وكوريا الجنوبية توسع برامجها الفضائية بشكل كبير، يأتي ذلك في سياق تطلعات ومخاوف من سباق التسلح فضائي.

مقالات مشابهة

  • لمَ يريد إيمانويل ماكرون أن تصبح أوروبا قوة فضائية عالمية؟
  • ماكرون يترأس اجتماعاً لمجلس الدفاع عقب الضربات الأميركية على إيران
  • بعد ضربات أمريكا على إيران.. ماكرون يجمع مجلس الدفاع الفرنسي
  • ماكرون يعلن تحركاً أوروبياً متسارعاً لتفادي حرب أوسع
  • أدم وناس على بعد خطوة من العودة إلى الدوري الفرنسي
  • ادم وناس على بعد خطوة من العودة إلى الدوري الفرنسي
  • الدولي الفرنسي زوما يستمتع بروعة صحراء أكفاي
  • قبل ساعات من اجتماع بالغ الأهمية.. ماكرون يكشف عن عرض أوروبي لإيران
  • ماكرون: السلاح النووي الإيراني تهديد حقيقي
  • ماكرون: النووي الإيراني تهديد حقيقي وسنقدم عرضًا تفاوضيًا كاملًا لطهران