مجلس أمناء جامعة اليرموك: صوت الحكمة وعنوان الإصلاح
تاريخ النشر: 17th, April 2025 GMT
#سواليف
#مجلس_أمناء_جامعة_اليرموك: #صوت_الحكمة و #عنوان_الإصلاح
بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة
في زمن تتقاذفه التحديات وتثقل فيه الأعباء كاهل مؤسسات التعليم العالي، تبرز الحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى قيادات أكاديمية تمتلك من الرؤية والحنكة ما يؤهلها للعبور بالمؤسسات من عنق الأزمة إلى رحابة الاستقرار والتميّز.
ففي الوقت الذي ساد فيه التوتر، وتفاقمت التحديات داخل أروقة الجامعة، جاء صوت مجلس الأمناء متزنًا، عاقلًا، يستمع وينصت، يقيّم ويستجيب، لا يلوذ بالصمت، ولا يختبئ خلف التبريرات، بل يفتح أبواب الحوار، ويشرع نوافذ الأمل. وهذه هي القيادة التي نحتاجها، قيادة لا تنحاز لمواقعها بل تنحاز لقيم العدالة، ولا تصون الكراسي بل تصون الكرامة، ولا تبحث عن المجد الشخصي بل تنشد الإنقاذ المؤسسي.
مقالات ذات صلة عمان الأهلية تحتفل بيوم العلم الأردني بأجواء مميزة 2025/04/17لقد لمست اللجنة الممثلة لأعضاء الهيئة التدريسية في جامعة اليرموك روحًا جديدة في آليات تعاطي المجلس مع مطالب العاملين، وخاصة تلك المرتبطة بملفات ملحة طال انتظار حلها، مثل علاوة النقل و القضايا القانونية المرفوعة ضد الزملاء، والاقتطاعات المالية غير المبررة من حقوق المتفرغين علميًا، فضلاً عن مقترحات التعديلات على النظام الخاص بأعضاء الهيئة التدريسية، الذي يحمل في طياته العديد من النقاط الخلافية التي تمس جوهر العدالة وتكافؤ الفرص.
ولأن مجلس الأمناء لم يكن خصمًا، بل كان شريكًا في الإصلاح، فقد جاء موقفه متناغمًا مع مطالب العقلاء من أبناء الجامعة، فرفض فرض أنظمة لا تحظى بالإجماع، وأبدى تفهمًا عميقًا لأهمية أن تأتي التشريعات بعد حوار لا قبله، وبعد مشاركة لا بعد إملاء، لأن الأنظمة الجامعية ليست أوامر عسكرية بل أدوات لتنظيم العمل وضمان حقوق الجميع بعدالة وشفافية.
وفي هذا السياق، فإن المجلس – مشكورًا – أوقف السير نحو المصادقة على النظام المقترح، وأبدى نية صادقة بمراجعته بندًا بندًا، والاستماع إلى الآراء الأكاديمية حول ما يخص “الملف التقييمي” و”ملف المساق” وغيرهما من الأمور التي يفترض أن تبقى تعليمات داخلية لا أن تتحول إلى مواد قانونية ذات طابع جامد ومربك.
نعم، نختلف أحيانًا في وجهات النظر، لكننا نلتقي على الهدف الأسمى: إنقاذ جامعة اليرموك. وهذه الجامعة، التي كانت ذات يوم مفخرة وطنية وأحد أعمدة التعليم العالي في الأردن والمنطقة، تستحق منّا جميعًا أن نضع مصالحها فوق كل اعتبار، وأن ننتشلها من دوامة التراجع التي ألمّت بها في الفترة الماضية.
وإذ نحيّي المجلس على موقفه المسؤول حيال المطالب المقدّمة، فإننا في ذات الوقت نذكّر بأن الطريق لا يزال طويلًا، وأن الجامعة بحاجة إلى إصلاحات أعمق في ملفات عديدة، بدءًا من اختيار القيادات الأكاديمية على أسس الكفاءة لا المحاباة، ومرورًا بإعادة هيكلة آليات تشكيل اللجان، وانتهاءً بضرورة التصدي لكل من يستغل منصبه لمصلحة شخصية أو يسهم بفشله في تعميق الأزمات.
في الختام، أقولها بكل محبة: إن مجلس أمناء جامعة اليرموك اليوم أمام فرصة تاريخية لإعادة الثقة بهذه المؤسسة، ولتقديم نموذج حقيقي في الحوكمة الرشيدة والشراكة الصادقة بين الإدارة والعاملين. فاستمرار هذا النهج التشاركي، القائم على الحوار والاستماع والتنفيذ، هو السبيل الأنجع للنهوض بالجامعة واستعادة مكانتها بين نظيراتها، بل والارتقاء بها لتكون كما كانت دائمًا، صرحًا أكاديميًا وطنيًا يفتخر به الأردنيون جميعًا.
حفظ الله الأردن، وطنًا آمنًا، وجامعاته منارات للعلم، تحت ظل القيادة الهاشمية الحكيمة.
جامعة اليرموك – 17 نيسان 2025
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف صوت الحكمة عنوان الإصلاح
إقرأ أيضاً:
ختام الدورة الثالثة لتأهيل القيادات بجامعة كفر الشيخ
اختتمت جامعة كفر الشيخ، اليوم، فعاليات الدورة التدريبية الثالثة لتأهيل القيادات الجامعية، والتي نظمها المركز الدولي لإدارة الموارد البشرية والتعليم المستمر خلال الفترة من 31 مايو حتى 2 يونيو 2025، تحت إشراف الدكتور إسماعيل القن نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث ورئيس مجلس إدارة المركز، والدكتور طارق عبد الرحمن المدير التنفيذي للمركز.
شهد حفل الختام مشاركة فاعلة من الدكتور عبد الرازق دسوقي، رئيس جامعة كفر الشيخ، والدكتور شريف خاطر، رئيس جامعة المنصورة، حيث قدما جلسات تدريبية متخصصة، إذ أدار الدكتور دسوقي جلسة بعنوان "القيادات الأكاديمية والتصنيفات الدولية"، بينما أدار الدكتور خاطر جلسة حول "الجوانب القانونية والإدارية في العمل الأكاديمي".
وأكد الدكتور عبد الرازق دسوقي على أهمية هذه الدورة في رفع كفاءة القيادات الأكاديمية والإدارية بالجامعة، مشيرًا إلى أن تأهيل الكوادر يأتي في قلب استراتيجية الجامعة لتطوير منظومة التعليم العالي والبحث العلمي، داعيًا المشاركين إلى تطبيق ما اكتسبوه من خبرات ومعارف على أرض الواقع.
ومن جانبه، أشاد الدكتور شريف خاطر بالتنظيم المتميز للدورة، وبحرص جامعة كفر الشيخ على دعم وتنمية القدرات القيادية، مؤكدًا على ضرورة تعزيز التعاون بين الجامعات المصرية في مجالات التدريب والتطوير المؤسسي.
من جهته، أوضح الدكتور إسماعيل القن أن الدورة شملت عددًا من المحاضرات وورش العمل التفاعلية التي تناولت موضوعات محورية، منها التخطيط الاستراتيجي، الاعتماد الأكاديمي، جودة التعليم، الإدارة المالية، وتنمية البيئة الجامعية.
كما شارك في تقديم الجلسات التدريبية نخبة من قيادات الجامعة، حيث قدم الدكتور محمد عبد العال، نائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب، جلسة حول إدارة الامتحانات وشؤون الطلاب، وقدمت الدكتورة أماني شاكر، نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، جلسة حول العمل المجتمعي. وقدم كل من الدكتور رضا صالح والدكتور حسن يونس، نائبي رئيس الجامعة السابقين، جلسات عن الجوانب المالية والدراسات العليا والبحوث، فيما قدّم الدكتور طارق عبد الرحمن جلسة حول إدارة التغيير والتطوير المؤسسي والابتكار.
وفي ختام الفعاليات، تم توزيع شهادات إتمام الدورة على 24 من أعضاء هيئة التدريس من مختلف كليات الجامعة، الذين أبدوا تفاعلًا كبيرًا وحرصًا واضحًا على الاستفادة من المادة التدريبية المقدمة.
اقرأ أيضاًجامعة كفر الشيخ تتعاون مع البرنامج الوطني للمخلفات الصلبة لإعداد أول دليل إرشادي بيئي
رئيس جامعة كفر الشيخ يستقبل وزيرة البيئة على هامش مؤتمر الابتكار من أجل مستقبل أخضر