واشنطن تصدر بيان بشأن المصير الغامض للسفينة الأمريكية المحملة بالقمح إلى اليمن
تاريخ النشر: 18th, April 2025 GMT
قالت وزارة الخارجية الأمريكية، الخميس، إن شحنة القمح المُحملة على متن سفينة تُبحر باتجاه جنوب اليمن "لن تهدر"، وذلك ردا على تقرير شبكة CNN الذي أفاد بأن التخفيضات الأخيرة التي أجرتها إدارة دونالد ترامب على تمويل المساعدات الإنسانية قد تُؤدي إلى تعفن القمح أو نهبه بمجرد وصوله إلى ميناء عدن. وقق الشبكة آلتي سبق وأن تحدثت عن مصير غامض لتلك الشحنة من القمح.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية، في بيان لـ CNN: "ندرس بجدية الخيارات المُتاحة، ولا نية لدينا للسماح بضياع الطعام"، وأضاف أن "إعادة توجيه الشحنات الإنسانية أمر شائع، وقد حدث سابقًا مع سلع أمريكية مُتجهة إلى اليمن.
وأكد أن السفينة التي تحمل القمح غادرت ولاية أوريغون في أوائل إبريل/ نيسان، ومن المقرر أن تصل إلى جنوب اليمن في منتصف مايو، كما ذكرت CNN سابقا.
وليس من الواضح ما إذا كانت السفينة ستغير مسارها في منتصف الرحلة وتتجه إلى وجهة نهائية جديدة، أو ما إذا كان القمح الموجود على متن السفينة سيُفرّغ في جنوب اليمن قبل إرساله إلى بلد آخر محتاج.
كما لم تتطرق وزارة الخارجية إلى التمويل الذي سيُستخدم لضمان وصول القمح في نهاية المطاف إلى المحتاجين، نظرًا لأن عقود الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مع برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، بما في ذلك عقود اليمن، لا تزال ملغاة.
ورفضت وزارة الخارجية التعليق على هذا الخبر، ولم يستجب برنامج الأغذية العالمي لطلب التعليق.
ووفقا لمصدر مطلع، فإنه على الرغم من أن هذه الممارسة ليست شائعة، إلا أنه قد يتم أحيانًا تحويل مسار السفن التي تحمل مساعدات إنسانية إلى وجهة مختلفة، بما في ذلك، على سبيل المثال، في حالة وقوع كارثة طبيعية أو إذا كانت الظروف في الوجهة الأصلية للناقل تجعل تفريغ المساعدات أمرًا صعبًا للغاية.
وسيؤدي تحويل مسار مثل هذه السفينة إلى تكاليف إضافية، وفقًا لمصدر آخر، الذي أشار إلى أنه من غير الواضح من أين ستأتي هذه الأموال.
ويقدر برنامج الأغذية العالمي أن حوالي نصف سكان اليمن - 17 مليون نسمة - يعانون من انعدام الأمن الغذائي.
وعانى الشعب اليمني من دمار جراء حرب أهلية استمرت لسنوات، بدأت باقتحام المتمردين الحوثيين للعاصمة صنعاء وتفكيك الحكومة المعترف بها دوليًا في البلاد خلال 2014.
وأحدثت التخفيضات الجذرية في تمويل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية خلال الأشهر القليلة الماضية دمارًا كبيرًا في منظومة المساعدات الإنسانية العالمية، حيث تم إلغاء عقود عشرات الشركات والمنظمات أو تلقي مدفوعات متأخرة أو جزئية.
وحتى مستقبل المنظمات التي لا تزال لديها عقود سارية مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لا يزال غامضًا للغاية.
وصرّح كبار مسؤولي إدارة ترامب في البداية بأن البرامج الإنسانية المنقذة للحياة لن تُلغى، إلا أن قرار إنهاء تمويل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية للمساعدات الغذائية الطارئة في وقت سابق من هذا الشهر فاجأ العاملين في المجال الإنساني.
وصرحت، في الأسبوع الماضي، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تامي بروس، بأن قرار الإدارة بإنهاء منح اليمن يعود جزئيًا إلى "مخاوف من أن التمويل يُفيد الجماعات الإرهابية"، بما في ذلك الحوثيون.
وقالت بروس: "لقد وُثّقت هذه المخاوف بشأن تمويل الأمم المتحدة ونوقشت لسنوات، ولهذا السبب أوقفت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية جميع المساعدات الغذائية في شمال اليمن من خلال برنامج الأغذية العالمي، تحديدًا للتخفيف من أي تدخل من جانب الحوثيين".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن أمريكا سفينة قمح مساعدات إغاثية الوکالة الأمریکیة للتنمیة الدولیة برنامج الأغذیة العالمی وزارة الخارجیة
إقرأ أيضاً:
العزلة الأمريكية تتسع.. والبحر الأحمر يتحول إلى ساحة مواجهة بين اليمن والكيان الصهيوني
يمانيون | تقرير
تشهد الساحة الدولية تزايداً ملحوظاً في عزلة الولايات المتحدة الأمريكية، التي تمضي في سياسة دعم الكيان الصهيوني رغم ارتكابه جرائم إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني في غزة.
في الوقت الذي يئن فيه أهل غزة تحت وطأة العدوان الوحشي، تحاول واشنطن تبرير هذه الجرائم وإخفاء حقيقتها عن الرأي العام الدولي، ماضية في مسارات تضليلية تخدم أجنداتها الاستراتيجية حتى على حساب الاستقرار الإقليمي.
مجلس الأمن: موقف أمريكي معزول مقابل دعم دولي متزايد لليمن وغزة
في جلسة مجلس الأمن الأخيرة لمناقشة الملف اليمني، بدت الولايات المتحدة في عزلة واضحة.. حيث طالبت مندوبة واشنطن بفرض عقوبات على اليمن، معتبرةً أن ذلك ضرورة لضمان “حرية الملاحة” في البحر الأحمر، وهو تعبير يحمل في طياته حرصاً أمريكياً على تأمين الملاحة للسفن الإسرائيلية تحديداً.
تجاهلت الولايات المتحدة التحركات اليمنية المشروعة التي تهدف لمنع خطوط الملاحة الإسرائيلية في البحرالأحمر، بهدف إيقاف العدوان الصهيوني الوحشي على غزة، في موقف يُظهر دفاع واضحاً عن مصالح الكيان الصهيوني على حساب دماء الأبرياء في غزة.
رد روسيا: فضح السياسات الأمريكية وتأكيد دعم القضية الفلسطينية
المندوب الروسي في مجلس الأمن اتخذ موقفاً صريحاً كشف به حقيقة التوترات في البحر الأحمر، حيث أكد أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة هي السبب الرئيس لهذه التوترات، وأن وقف العدوان هو السبيل الوحيد لتحقيق الهدوء في المنطقة.
هذا الموقف الروسي لا يعبر فقط عن دعم إنساني للقضية الفلسطينية، بل يمثل استثماراً استراتيجياً في تعزيز النفوذ الروسي إقليمياً، ومحاولة لكسر الأحادية الأمريكية في صياغة القرارات الدولية المتعلقة بالشرق الأوسط.
الأمم المتحدة: تراجع المصداقية في ظل تحيز واضح
في مقابل ذلك، يستمر المبعوث الأممي إلى اليمن في تكرار خطاباته المتحيزة التي تركز على “خفض التصعيد” دون معالجة الأسباب الجوهرية التي أدت إلى التوترات في البحر الأحمر، مما يساهم في فقدان المنظمة الدولية لمصداقيتها لدى أطراف الصراع وشعوب المنطقة.
اليمن: إسناد غزة وحماية القيم الإنسانية
في ظل هذا المشهد الدولي المضطرب، تبرز اليمن كفاعل إقليمي مؤثر.. لا يقتصر دور اليمن على حماية حدودها وسيادتها في البحر الأحمر، بل تتعداه إلى إسناد غزة ودعم القضية الفلسطينية بكل قوة.
التحركات اليمنية في البحر الأحمر تهدف إلى وقف مرور السفن الإسرائيلية التي تستخدم الممرات البحرية لاستمرار العدوان على غزة، وهو موقف يكسب اليمن احتراماً دولياً وعربياً، ويعكس موقفاً إنسانياً وأخلاقياً راسخاً في مواجهة الوحشية الصهيونية.
خسائر أمريكية على عدة أصعدة
تواجه الولايات المتحدة خسائر متتالية:
سياسياً: عزلتها تتسع داخل مجلس الأمن وفي المحافل الدولية، حيث تتنامى الأصوات الداعمة لليمن وغزة، بينما يقل دعم التحالف الأمريكي الإسرائيلي.
ميدانياً: فشلها في حماية السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر رغم وجود الحشود البحرية الغربية.
معنوياً: تراجع مصداقيتها بعد انكشاف محاولاتها المستمرة لتزييف الحقائق.
خلفيات المواقف الدولية
الولايات المتحدة:
تمضي واشنطن في حماية مصالحها الاستراتيجية بإصرار على دعم الكيان الصهيوني، وترى في اليمن عقبة يجب الضغط عليه عبر العقوبات لمنعه من تهديد خطوط الملاحة الإسرائيلية، رغم تبعات ذلك على الاستقرار الإقليمي.
روسيا:
تستثمر موسكو في الأزمة لتعزيز مكانتها كقوة دولية قادرة على فرض حلول سياسية تتجاوز السيطرة الأمريكية، وتضع نفسها كداعم للقضية الفلسطينية ولاعب أساسي في المنطقة.
الأمم المتحدة:
تتعرض الأمم المتحدة لضغوط من القوى الكبرى، مما يجعلها عاجزة عن لعب دور الوسيط النزيه، وتفقد بذلك ثقة الأطراف والشعوب.
اليمن:
تصنع اليمن من تحركاتها البحرية رسالة واضحة بأن دفاعها عن البحر الأحمر هو دفاع عن القضية الفلسطينية والكرامة الإنسانية، مستفيدة من تعاطف شعبي ودعم دولي متنامي يضيف إلى ثقلها السياسي.
خاتمة
المشهد في البحر الأحمر ومجلس الأمن يعكس صراعاً متعدد الأبعاد بين قوى الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية، والقوات المسلحة اليمنية.
كما يُبرز التحولات الجيوسياسية التي تعيد ترتيب موازين القوى في المنطقة، حيث يصبح اليمن صوتاً مهماً يقف في وجه العدوان ويؤكد على أن قضية غزة ليست قضية فلسطينية فقط، بل هي قضية إنسانية عربية وعالمية تستوجب وقوف الجميع صفاً واحداً لنصرتها.