تمر جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، وذراعها السياسية حزب جبهة العمل الإسلامي بمأزق حقيقي، بعد كشف دائرة المخابرات العامة عن "مخططات كانت تهدف إلى المساس بالأمن الوطني، وإثارة الفوضى، والتخريب المادي داخل المملكة".

ووفقا للبيان الصادر عن دائرة المخابرات العامة فقد "ألقت دائرة المخابرات العامة القبض على 16 ضالعا بتلك المخططات التي كانت تتابعها الدائرة بشكل استخباري دقيق منذ عام 2021، وشملت المخططات قضايا تتمثل في تصنيع صواريخ.

. وحيازة مواد متفجرة وأسلحة نارية وإخفاء صاروخ مجهز للاستخدام، ومشروع لتصنيع طائرات مسيرة".

وتضمنت الاعترافات المصورة التي بثتها دائرة المخابرات العامة "اعتراف المتهمين بقضايا تصنيع الصواريخ، وتصنيع الطائرات المسيرة، والقيام بأعمال التجنيد والتدريب".. ذاكرين في ثنايا اعترافاتهم انتماءهم لجماعة الإخوان المسلمين.

جماعة الإخوان المسلمين أكدّت بدورها أن "كل ما تم التطرق إليه خلال المؤتمر الصحفي وما تلاه إعلاميا من مجريات وأحداث وأفعال، هي أعمال فردية، على خلفية دعم المقاومة، لا علم لجماعة الإخوان المسلمين بها، ولا تمت لها بصلة".

وأكدّت الجماعة في بيانها أنها "التزمت منذ نشأتها قبل ثمانية عقود بالخط الوطني، وظلت متمسكة بنهجها السلمي، ولم تخرج يوما عن وحدة الصف وثوابت الموقف الوطني، بل انحازت على الدوام لأمن الأردن واستقراره، وكانت وما زالت جزءا أصيلا من نسيج الوطن، تقدم مصالح الأردن العليا فوق كل اعتبار".

وفي الآونة الأخيرة شهدت علاقة جماعة الإخوان المسلمين في الأردن بالنظام الأردني تأزما شديدا على خلفية تصعيد الجماعة لحراكها وفعالياتها التي درجت على تنظيمها والقيام بها منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة للتنديد بالمجازر الدموية والإبادة الجماعية التي يقترفها جيش الاحتلال هناك.

وبعد استئناف دولة الاحتلال حربها على غزة في 18 آذار/ مارس الماضي، وعودتها لارتكاب المجازر اليومية بحق أبناء الشعب الفلسطيني بغزة، ومواصلتها عمليات الإبادة الجماعية، صعدت الحركة الإسلامية في الأردن، بشقيها جماعة الإخوان المسلمين، وذراعها السياسية حزب جبهة العمل الإسلامي فعالياتها المنددة بسياسات التهجير، والمطالبة بوقف الحرب والعدوان على غزة.

ويوم الجمعة الماضي شاركت الجماعة وحزب جبهة العمل في الفعالية التي أعلن عنها (الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن)، والتي كان من المقرر إقامتها في ساحة الجندي المجهول بمنطقة الأغوار القريبة من الحدود الأردنية الفلسطينية دعما للمقاومة، ورفضا للعدوان على غزة، إلا أن أجهزة الأمن الأردنية أغلقت جميع الطرق المؤدية لمكان الفعالية، ومنعت المشاركين من الوصول إليه.

وكان المنظمون للفعالية حددوا مسجد أبو عيشة في منطقة الدوار السابع بالعاصمة الأردنية عمان، كنقطة تجمع وانطلاق بعد صلاة الجمعة، وبعد خروج المتظاهرين قامت قوات الأمن بفض التجمع، وتفريق المتظاهرين، واعتقلت عددا من قيادات ونشطاء الحركة الإسلامية، منهم: أحمد بركات (عضو مكتب تنفيذي/ حزب جبهة العمل الإسلامي)، ومصطفى صقر (عضو مكتب تنفيذي/ جماعة الإخوان المسلمين)، والمهندس بادي الرفايعة (عضو مكتب تنفيذي سابق/ الإخوان المسلمين)، ونشطاء آخرون.

وبحسب تصريحات الناطق باسم كتلة جبهة العمل الإسلامي النيابية، النائب ينال فريحات فإن "الحكومة أصدرت قرارا يقضي بمنع إقامة أي فعاليات سلمية تضامنية مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، سواء في العاصمة عمّان، أو في باقي المحافظات والمخيمات".

وأشار فريحات إلى أن هذا القرار يأتي في ظل استمرار خروج ملايين المتضامنين حول العالم، في أوروبا والولايات المتحدة والدول الإسلامية للتنديد بالعدوان الإسرائيلي على غزة.

واستنكر فريحات هذا المنع، معتبرا أن من حق الشعب الأردني التعبير عن موقفه الإنساني والقومي تجاه ما يجري في فلسطين، لا سيما في ظل حجم الكارثة الإنسانية التي يشهدها القطاع منذ بدء العدوان.



وفي هذا الإطار تحدث الكاتب الصحفي الأردني، حسين الرواشدة، عن طبيعة العلاقة المتأزمة بين الجماعة والدولة الأردنية، لافتا إلى أن العلاقة هذه المرة لا تحتمل (طلاق الرجعة) على حد قوله، جاء ذلك في مقال له بعنوان (هل أصبح الإخوان عبئا على الدولة)، اطلعت "عربي21" عليه.

وتضمن المقال تحذيرات شديدة للجماعة كي تراجع سياساتها ومواقفها وممارساتها وتكون بحق جزءا من الدولة الأردنية، وتدور في فلكها بالأفعال لا بالأقوال، أو أن تتحمل تبعات ممارساتها خارج هذا السياق، فمصلحة الدولة الأردنية أهم من مصلحة الجماعة أو أي طرف آخر".

وذكَّر الكاتب الرواشدة في مقاله بالأوضاع التي آلت إليها جماعة الإخوان المسلمين في كثير من الدول العربية والتي أفضت إلى حذفهم من المشهد السياسي، وهو ما لا يستبعد وقوعه كخيار قد تلجأ إليه الدولة، "عبر إعادة ترسيم العلاقة مع الجماعة بمقتضى القانون، وبإجراءات إدارية حازمة" وفق قوله.



في ظل المعطيات السابقة والتي تشير بوضوح إلى تأزم العلاقة بين النظام الأردني وجماعة الإخوان في الأردن بصورة غير مسبوقة، ما هي السيناريوهات المحتملة في قادم الأيام، وما هي مآلات حالة التأزيم السائدة بين الدولة والجماعة.. وهل يمكن اعتبار الأزمة الحالية أزمة آنية كسابقاتها على خلفية الأحداث والمواقف الساخنة في غزة أم إنها تسير باتجاه التضييق على الجماعة وإخراجها من المشهد السياسي، وملاحقتها قانونيا ملاحقة شاملة؟

في قراءته للمرحلة الحالية وتقديره للموقف، والتي يعبر فيها عن وجهة نظره الخاصة رأى الأمين العام السابق لحزب جبهة العمل الإسلامي، زكي بني ارشيد أن "الاستهداف الإعلامي والأمني والسياسي يشكل حملة منظمة ومكتملة الأركان، وهي أشد من سابقاتها الماضية" عازيا دوافعها إلى "جملة من الهواجس الناتجة عن المتغيرات الإقليمية والدولية".

وواصل حديثه لـ"عربي21" ذاكرا تلك الهواجس بالقول: "ابتداء من حرب طوفان الأقصى، وصمود الشعب الفلسطيني، والمقاومة الفلسطينية، وفشل الاحتلال في تحقيق أهدافه بعد استخدام جميع أنواع الإرهاب الصهيوني وحرب الإبادة والدعم الأمريكي غير المحدود".

وتابع: "ومرورا بالمتغير السوري ونجاح الثورة في الإطاحة بنظام بشار، وبدء استعادة الدولة السورية واعتراف المجتمع الدولي بالنظام الجديد، وانعكاس هذه المتغيرات على المعادلة الداخلية الأردنية، وارتفاع منسوب القلق لدى بعض مراكز القرار الأردني وتحديدا المجموعة المحافظة سياسيا وقوى الشد العكسي".

وأردف بالقول: "أقدر أن الحملة مختلفة بعكس المنطق الذي يقدم المصالح الأردنية الوجودية، إذ إن المصالح المعتبرة في مواجهة التهديد الصهيوني المتمثل بخطر الضم والتهجير لا زالت قائمة ومستمرة، ما يستدعي تمتين الجبهة الداخلية والذهاب نحو حوار وطني، وليس الحل الأمني".

ولفت إلى أن "الحركة الإسلامية فكرة معبرة عن هوية المجتمع ولديها الاستعداد للحوار وتفهم الاعتبارات والتعاون فيما يخدم المصالح المعتبرة.. ولا بد من الإشارة إلى المخاطر الحقيقية التي تشكل تحديا للوحدة الوطنية وتماسك النسيج الاجتماعي.. وأن الأردن الذي يواجه تحديا حقيقيا يتمثل في المشاريع الصهيونية يحتاج إلى تمتين الجبهة الداخلية ورص صفوف جميع أبنائه ومختلف مكوناته".

وردا على سؤال حول مستقبل العلاقة بين جماعة الإخوان والنظام الأردني في ظل التطورات الأخيرة، قال بني ارشيد: "هذه الأزمة ليست هي الأولى في تاريخ العلاقة بين النظام والجماعة، وعلى الرغم من اختلاف مستوى الاستهداف هذه المرة، فإن الجماعة قادرة على التكيف الإيجابي، من خلال البدائل الممكنة لعبور هذه الأزمة".


                      زكي بني ارشيد.. الأمين العام السابق لحزب جبهة العمل الإسلامي

من جانبه أشار النائب عن جبهة العمل الإسلامي، الدكتور أحمد الرقب، إلى أن "الحراك الذي انخرطت فيه الحركة الإسلامية في الأردن منذ بداية العدوان على غزة كان يسير بانتظام وسلاسة، وبتنسيق تام مع الأجهزة الرسمية المعنية".

وردا على سؤال "عربي21" حول أسباب تغير الموقف الرسمي في الأسابيع الأخيرة من فعاليات الحراك التي درجت الحركة الإسلامية على تنظيمها مساندة لغزة ودعما لصمود أهلها ومقاومتها، أرجع النائب الرقب ذلك إلى سببين: "أولهما: تقدير وتوقع وجود ضغوطات من قبل الإدارة الأمريكية، وبعض الدول العربية المتواطئة مع المشروع الصهيوأمريكي"..

وأضاف: "أما السبب الثاني فيعود بتقديري إلى بعض الأحداث والممارسات التي خرجت عن السياق العام، والتي ندينها ونرفضها جميعا، وقد استغلها بعض المحرضين لتأليب الدولة ضد الحركة، والتحريض عليها، وتحميلها مسؤولية ذلك".

وانتقد النائب الرقب الدور الذي يقوم به بعض الكتاب والإعلاميين وأصحاب الرأي في تشويه الحركة الإسلامية، والتحريض عليها، موجها دعوته لهم "للبحث عن القواسم والهموم المشتركة بين الدولة والحركة الإسلامية، وتعظيمها، هذا إن كانوا حريصين بالفعل على الأردن، وفي الوقت نفسه العمل على إزالة أي مظهر من مظاهر الاحتقان بين الدولة والحركة، سعيا منهم لتقوية الجبهة الداخلية في مواجهة الأخطار المحدقة بالأردن، والمتمثلة في مشاريع التهجير والوطن البديل".


                                      د. أحمد الرقب.. نائب عن حزب جبهة العمل الإسلامي



وعن توقعاته لمسار العلاقة بين الدولة والحركة الإسلامية في قادم الأيام، نوّه الرقب بـ"العلاقة التاريخية بينهما، والقائمة على التفاهم والتعاون، والتي كانت في كثير من محطاتها إيجابية وجيدة، وإن اعتراها التوتر والتأزيم في بعض مراحلها، والتي تم تجاوزها بحكمة وحصافة العقلاء من الطرفين بتغليب المصلحة العليا للأردن".

 وختم حديثه بالقول: "وفي تقديري أن الأزمة الحالية وإن كانت أشد من سابقاتها، والتي قد تطول بعض الشيء عن الأزمات السابقة، إلا أننا نأمل ونرجو تجاوزها بحكمة رجال الدولة، والعمل على بناء شراكات سياسية بين الدولة والأحزاب والقوى السياسية المختلفة لمواجهة التحديات الجسيمة، وحماية الأردن من الأخطار المحدقة به".

ومن جهته وصف الباحث والخبير في شؤون الحركات الإسلامية، حسن أبو هنية العلاقة بين جماعة الإخوان والنظام الأردني بأنها "علاقة تاريخية عميقة ومتجذرة، قائمة منذ مرحلة التأسيس الأولى على التفاهم والتعاون، وإن اعتراها بعض التوتر وكان الإخوان هم العنصر الأيديولوجي للدولة، وكانوا جزءا من النظام السياسي الأردني".

وأضاف: "وطوال العقود السابقة لم يتم تسجيل أي مظهر لصدام حقيقي بين الجماعة والنظام، بل كانت الجماعة في كثير من المحطات الهامة والمفصلية صمام أمان لحماية الأمن والاستقرار في الأردن، ولعبت دورا هاما في قيادة الشارع، وضبط مساراته، وترشيد الفعاليات الشعبية بحكمة واتزان".


                                حسن أبو هنية.. باحث وخبير بشؤون الحركات الإسلامية

وردا على سؤال "عربي21" حول تداعيات التطورات الأخيرة على العلاقة بين الجماعة والنظام، إن كانت ستدفع باتجاه حظر الجماعة وتفكيكها والتخلص منها، وحلَّ ذراعها السياسية حزب جبهة العمل الإسلامي، فقد استبعد الباحث والخبير أبو هنية وقوع ذلك، "نظرا للعلاقة التاريخية والعميقة بين الطرفين من جهة، ولحاجة النظام للجماعة كإطار تنظيمي عريض ومتماسك، وقادر في الوقت نفسه على قيادة الشارع وضبط مساراته".

وأنهى كلامه مرجحا أن يقوم النظام الأردني "بمزيد من الضغط على جماعة الإخوان لتطويعها وإخضاعها كي تتوافق وتتماهى مع السياسات الحكومية، لا سيما ما يتعلق منها بالشأن الفلسطيني، ولتقدير حجم التحديات والأخطار التي تُحدق بالأردن المتمثلة بمشاريع التهجير والوطن البديل، تلك الورقة التي لا يكف اليمين الإسرائيلي عن التلويح بها".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير تقارير الاردن اخوان سياسة مصير آراء تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب جبهة العمل الإسلامی دائرة المخابرات العامة جماعة الإخوان المسلمین الحرکة الإسلامیة النظام الأردنی العلاقة بین بین الدولة فی الأردن على غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

ما دلالات تسليم أمن السويداء لضابط من نظام المخلوع بشار الأسد؟

أثار تعيين "اللجنة القانونية العليا" التي شكلها شيخ عقل الدروز حكمت الهجري في السويداء، العميد شكيب أجود نصر، في منصب قيادة الأمن الداخلي لمحافظة السويداء، وهو أحد أبرز ضباط النظام السابق، تساؤلات عن دور "فلول النظام" في الأحداث الدامية التي شهدتها السويداء مؤخراً.

ونصر الذي كان يشغل منصب رئيس فرع "الأمن السياسي" في طرطوس، يتهم بارتكاب جرائم وانتهاكات واسعة بحق السوريين خلال شغله لعدد من المناصب الأمنية في عهد النظام البائد.

تعيين أجود نصر، سبقه تسريبات عن مشاركة واسعة لفلول النظام في معارك السويداء، وخاصة أن العديد من التقارير أشارت إلى لجوء المئات من ضباط النظام البائد إلى السويداء، قبيل سقوط النظام البائد.

وفي هذا السياق، يؤكد الباحث في مركز "جسور للدراسات" وائل علوان، أن المجلس العسكري في السويداء يضم عدداً كبيراً من ضباط النظام، وهو ما يشكل واحداً من التحديات التي تعيق إنشاء علاقة بين المجلس العسكري في السويداء والحكومة السورية.



وأكد أن الأمر ذاته ينسحب على منطقة شمالي شرق سوريا، الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وهي المنطقة التي هرب إليها العشرات من ضباط وعناصر جيش النظام (الفلول) البائد، الذين يتهموا بارتكاب الجرائم والانتهاكات بحق السوريين.

وفي رأي علوان، فإن الدولة السورية ستشترط تسليم الضباط من السويداء و"قسد"، لكن السؤال: "هل تستجيب الأطراف لمطلب دمشق؟".

بدوره، أوضح الكاتب والمحلل السياسي باسل المعراوي، أن الانهيار السريع لجيش النظام، حول السويداء لمكان آمن للضباط الهاربين، وبالتأكيد فإن أعدادهم كبيرة لأن معظم تشكيلات جيش النظم كانت تتواجد في الجنوب السوري.

وأضاف لـ"عربي21" أن المجلس العسكري في السويداء تشكل باكراً بعد أيام من سقوط نظام الأسد، ليكون بؤرة لأي عمل عسكري يستهدف تعطيل مسيرة العهد الجديد.

استفزاز دمشق
وعن دلالات تعيين شكيب نصر من قبل حكمت الهجري، اعتبر المعراوي، أن الهدف استفزاز الحكومة في دمشق، وتقديم السويداء مركزاً للثورة المضادة على العهد الجديد.

وتابع بأن الهجري يسعى للحصول على تأييد كل المتضررين من إسقاط نظام الاسد وذلك لتشكيل رأس حربة أو نموذج لتشجيع قوى أخرى في الساحل وشرق سوريا (قسد) لزعزعة استقرار السلطة الجديدة.

ويدل المعراوي على ذلك، بمشاركة الشيخ الدرزي حكمت الهجري في مؤتمر دعم "اللامركزية" الذي نظمته "قسد" قبل أيام في القامشلي، بمشاركة رئيس ما يسمى بـ"المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا" غزال غزال.

حاجة تنظيمية
لكن في المقابل، يرى الكاتب والسياسي جمال درويش من السويداء، أن تعيين شكيب نصر جاء "حاجة تنظيمية" لسد الفراغ، بعد انسحاب الحكومة من السويداء.

وأوضح لـ"عربي21" أن السويداء لا تريد دخول الفوضى، ومن الضرورات التي فرضها المشهد تشكيل لجنة عليا في المحافظة، من مهامها تشكيل لجان.

ويصف درويش العميد شكيب نصر بـ"رجل الدولة"، ويقول: "الضابط كان موجوداً في وزارة الداخلية في العهد السابق، وبالتأكيد إن كانت له انتهاكات في السابق، فإنه سيتعرض للحساب في ظل قانون سوري ومحاسبة".



ورفض السياسي اعتبار أن "السويداء تعد ملاذاً آمناً لفلول النظام"، مؤكداً " أن الكثيرين من رموز النظام يسرحون ويمرحون في دمشق".

ما دقة الأنباء عن افتتاح معبر مع الأردن؟
إلى ذلك، طالب أهالي السويداء بافتتاح معبر بري يصل السويداء بالمملكة الأردنية، معتبرين أن افتتاح المعبر يُنهي حالة من الحصار التي تفرضها الحكومة السورية على المحافظة، علماً أن دمشق نفت أي وجود لحصار السويداء، مؤكدة أن قوافل المساعدات تصل بانتظام.

وفي هذا الجانب، يؤكد الباحث الأردني المختص بالشأن السوري صلاح ملكاوي لـ"عربي21"، أن الأردن لا يُعير أي مطلب من جماعات سورية الاهتمام في حال لم يكن المطلب من تقديم الحكومة السورية في دمشق، لأن علاقة عمان هي مع دمشق، وليست مع جماعات عرقية أو مذهبية.

ويضيف ملكاوي، أنه لا بد من مراعاة مصلحة الأردن، مشيراً إلى وجود معبر نصيب- جابر مع سوريا، ومعبر "الجمرك القديم" (مغلق حاليا)، وقال: إن "المعبر الحالي يكفي حاجة الأردن، بالتالي ما هي مصلحة الأردن من افتتاح معبر ثالث".

وبحسب الباحث الأردني، فإن افتتاح معبر لها مع دولة جارة هو شأن سيادي، موضحاً أن "الأردن لن يرد على مطالب من جماعات سورية، دون طلب رسمي من دمشق، وخاصة أن الخلاف بين السويداء ودمشق هو شأن سوري داخلي".

محادثات في الأردن
في الأثناء، كشف مصادر سورية وأمريكية، أن المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توم باراك، يجري اتصالات مكثفة مع وزير الخارجية الأردنية أيمن الصفدي، ونظيره التركي هاكان فيدان، إضافة لوزراء خارجية عرب آخرين، استعداداً لعقد جولة مفاوضات بين الحكومة السورية وممثلين عن الدروز في العاصمة الأردنية عمّان.

وقالت المصادر الأمريكية إن هناك رغبة دولية وإقليمية بإنجاح المؤتمر، وإن الأطراف الدبلوماسية تسعى لإقناع الشيخ حكمت الهجري بالحضور شخصيا.

مقالات مشابهة

  • محلل سياسي: الجماعة ليست صاحبة مشروع فكري أو سياسي بل مجرد أداة بيد أجهزة معادية
  • برلماني: الاستثمار في التعليم هو مستقبل مصر وركيزة النهضة الحقيقية
  • ما دلالات تسليم أمن السويداء لضابط من نظام المخلوع بشار الأسد؟
  • وفود رسمية تزور المستشفى الميداني الأردني جنوب غزة/7
  • العاهل الأردني اتصل بالرئيس عون معزياً: نؤكد وقوف الأردن إلى جانب لبنان وجيشه
  • وحدة “التيّار الديمقراطيّ الأردني” …!
  • الجزائر تدين المخططات الصهيونية التي تستهدف مستقبل غزة
  • تويوتا تتصدر مبيعات السيارات عالميًا في النصف الأول من عام 2025 والمركزية تويوتا تكرّس هذا النجاح في السوق الأردني
  • جدلية العلاقة بين أرباب العمل والمواطنين
  • مصدر مسؤول في الحكومة السورية عن مؤتمر قسد: إن ما جرى في شمال شرق البلاد لا يمثل إطاراً وطنياً جامعاً بل تحالف هشّ يضم أطرافاً متضررة من انتصار الشعب السوري وسقوط عهد النظام البائد وبعض الجهات التي احتكرت أو تحاول احتكار تمثيل مكونات سوريا بقوة الأمر الوا