في الذكرى الثانية لاندلاع الحرب الأهلية في السودان، أعلنت قوات الدعم السريع عن تشكيل حكومة موازية تعرف باسم حكومة (السلام والوحدة) تهدف إلى إدارة المناطق الخاضعة لسيطرتها بما في ذلك دارفور، وتتألف هذه الحكومة من مجلس رئاسي يضم 15 عضوا وتدعي الحصول علي دعم من مجموعات حليفة مثل فصيل من حركة تحرير السودان.
هذا الإعلان أثار مخاوف دولية من احتمال تقسيم السودان واستمرار الصراع علي غرار الأزمة الليبية، وقد أدانت الأمم المتحدة وعدة دول بما في ذلك الولايات المتحدة هذه الخطوة الأحادية الجانب، معتبرة إياها تقويضا لجهود السلام وتهديدا لوحدة السودان.
أزمة إنسانية متفاقمة.. المجاعة والعنف يهددان ملايين السودانيينمع دخول الحرب عامها الثالث، يواجه السودان أزمة إنسانية تعد الأسوأ عالميا، بحسب الأمم المتحدة أكثر من 13 مليون شخص نزحوا داخليا بينما فر نحو 4 ملايين إلى دول مجاورة الهجمات المتكررة علي مخيمات النازحين خاصة في دارفور أدت إلى مقتل أكثر من 300 مدني، مما فاقم من حدة المجاعة وحاليا يواجه أكثر من نصف سكان السودان البالغ عددهم 50 مليون نسمة خطر الجوع الحاد، وقد تم إعلان المجاعة رسميا في عشر مناطق مع انتشار الأزمة بسرعة
الهجمات علي المخيمات.
مئات من القتلى وتدمير المرافق الحيويةفي دارفور شنت قوات الدعم السريع هجمات علي مخيمي زمزم وأبو شوك للنازحين، مما أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص بينهم 20 طفلا وتسعة من عمال الإغاثة، واستهدفت الهجمات مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور، حيث تم تدمير مئات المنازل والسوق المركزي في مخيم زمزم، وأجبرت هذه الهجمات حوالي 2، 400 شخص علي الفرار مما أدى إلى تعقيد الازمة الإنسانية في المنطقة.
جهود دولية محدودة.. مؤتمر لندن يتعهد بالمساعدات دون تقديم سياسيفي محاولة للتعامل مع الأزمة عقد مؤتمر دولي في لندن شاركت فيه الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا حيث تم التعهد بتقديم أكثر من مليار دولار، كمساعدات للسودان والدول المجاورة، ومع ذلك لم يحقق المؤتمر اختراقا دبلوماسيا أو مبادرة سلام منسقة حيث لم يحضر أي من ممثلي الأطراف المتحاربة مما يعكس صعوبة تحقيق الحوار، وفي الوقت نفسة حذرت المنظمات الإنسانية من تفاقم الأزمة الإقليمية مع تزايد أعداد اللاجئين الذين يثقلون كاهل الدول المجاورة مثل جنوب السودان.
السودان بين مفترق طرقبعد ثلاث سنوات من الصراع، يقف السودان على مفترق طرق حاسم، إما أن تتجه الأطراف المتنازعة نحو حلي سلمي ينقذ البلاد من الانهيار أو يستمر النزاع ليقود إلي مزيد من الدمار والتقسيم المجتمع الدولي مطالب بتكثيف جهوده لدعم عملية السلام وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للسودانيين الذين يعانون من ويلات الحرب.
اقرأ أيضاًعاجل| مقتل 8 من ميليشيا الدعم السريع في مواجهات عنيفة مع الجيش السوداني
الأمم المتحدة: لم يعد بإمكان العالم تجاهل السودان فيما يدخل عامه الثالث من الحرب
نقيب الصحفيين السودانيين: مقتل 28 صحفيا منذ اندلاع الحرب
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مقالات صحيفة الأسبوع الدعم السريع حكومة موازية أکثر من
إقرأ أيضاً:
دبلوماسي سابق: الأزمة الروسية الأوكرانية تمر بمنعطف خطير وسط تصعيد عسكري غير مسبوق
قال الدكتور يوسف أحمد مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الأزمة الروسية الأوكرانية التي بدأت منذ 22 فبراير 2022، تمر الآن بمنعطف خطير للغاية، وسط حالة تصعيد عسكري غير مسبوقة.
وأضاف خلال تصريحات ببرنامج "مطروح للنقاش" الذي تقدمه الإعلامية فيروز مكي، عبر قناة "القاهرة الإخبارية": " المشهد السياسي والدبلوماسي يشهد في الوقت نفسه محاولات لبناء الثقة بين الطرفين، وذلك من خلال الإفراج عن عدد من الأسرى في إطار مفاوضات عقدت مؤخراً في إسطنبول".
وتابع، ن التصعيد العسكري كان واضحاً في ليلة أمس، حيث شهدت الحرب استخدام مكثف للطائرات المسيرة من كلا الجانبين، إضافة إلى إطلاق صواريخ بعيدة المدى، مما يبرز تعقيد المشهد وازدواجية المسار بين الحلول الدبلوماسية والتصعيد الميداني.
وأشار إلى أن المقترحات التي عرضها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن إقامة منطقة عازلة على طول الحدود مع أوكرانيا، ما زالت غير واضحة التفاصيل، ما يثير العديد من التساؤلات بشأن تأثير هذه الخطوة على مجريات الحرب.
وأشار الدكتور يوسف إلى أن هناك تغيراً ملحوظاً في مواقف الولايات المتحدة الأمريكية تجاه الأزمة، لافتاً إلى أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كانت أكثر حدة مقارنةً بفترتي رئاسته السابقتين، وهو ما يعكس تحولات سياسية ربما تؤثر على توجهات واشنطن في التعامل مع النزاع، لافتًا، إلى تغيرات مماثلة في مواقف كل من فرنسا وألمانيا، اللتين تلعبان دوراً محورياً في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي فيما يخص الملف الأوكراني.
وحول دلالات إقامة المنطقة العازلة الروسية، ذكر الدكتور يوسف أن هناك تفسيرين متناقضين؛ الأول يرى أن الخطوة تعني استسلاماً لأوكرانيا، والثاني يشير إلى احتمال تنازل أوكراني عن مطالبها فيما يخص القرم والأقاليم التي احتلتها روسيا منذ 2014، وهذا يطرح سؤالاً كبيراً حول مستقبل الحرب والاتجاه الذي تسير نحوه، خاصة في ظل تعقيد المواقف الدولية والتوترات المتزايدة بين القوى الفاعلة.