الحديدة: تشييع رسمي وشعبي مهيب لشهداء مجزرة العدوان الامريكي في رأس عيسى
تاريخ النشر: 20th, April 2025 GMT
وانطلق موكب التشييع من أمام جامع الرضا بمدينة الحديدة، بمشاركة جماهيرية واسعة وحضور رسمي تقدمه محافظ الحديدة عبدالله عطيفي، ووكيل أول المحافظة أحمد البشري، ووكلاء المحافظة، والقائم بأعمال المدير التنفيذي لشركة النفط اليمنية محمد اللكومي، ونائب رئيس مؤسسة موانئ البحر الأحمر نصر النصيري.
كما شارك في التشييع مدير فرع شركة النفط بالمحافظة عدنان الجرموزي، وقيادات عسكرية وأمنية، ومدراء المكاتب والمديريات وموظفو الموانئ وشركة النفط وقطاعات عمالية ومدنية وجموع من أبناء المحافظة، حيث تم الصلاة على جثامين الشهداء ومواراتهم الثرى في روضة الشهداء والبعض منهم في مسقط رأسه.
وأكد المشيعون، أن استهداف العدوان الأمريكي لمنشأة مدنية خدمية بحجم ميناء رأس عيسى، جريمة حرب مكتملة الأركان، وانتهاك صارخ لكل المواثيق والأعراف الدولية والإنسانية.. محملين الإدارة الأمريكية كامل المسؤولية عن هذه المجزرة.
وشددوا على أن دماء الشهداء لن تذهب هدراً، بل ستثمر نصرا على قوى الاستكبار.. مؤكدين أن الشعب اليمني لن يتوانى عن مواصلة الصمود والثبات والجهاد، حتى تحقيق النصر الكامل.
وجدد المشيعون التفويض لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في اتخاذ القرارات والخيارات المناسبة للرد على هذه الجريمة، وتوسيع العمليات العسكرية ضد قوى العدوان، واستهداف المصالح الأمريكية والإسرائيلية في البحر الأحمر وغيره.
وقبل التشييع، أقيمت وقفة احتجاجية غاضبة في شارع الميناء، بمشاركة المحافظ عطيفي والوكيل البشري والوكلاء، وقيادتي شركة النفط والموانئ، أعلن المشاركون فيها النفير العام والجهوزية لخوض معركة " الفتح الموعود والجهاد المقدس" والوقوف صفاً واحداً خلف القيادة الثورية والسياسية.
ورددوا الشعارات والهتافات المنددة بالعدوان الأمريكي والمؤكدة على أن هذه الجريمة تمثل إعلان حرب على الشعب اليمني، وكشفت المشروع الأمريكي الإجرامي تجاه الشعوب الحرة.
وأدان بيان صادر عن الوقفة تلاه أمين محلي مديرية الحالي صالح الحرازي، هذه الجريمة الشنيعة التي استهدفت منشأة مدنية.. مؤكداً أن كل قطرة دم سُفكت في ميناء رأس عيسى، ستقابل بمزيد من العمليات النوعية ضد العدو الأمريكي وفي عمق الكيان الصهيوني، وأن الشعب اليمني لن يتراجع عن خوض المعركة مهما بلغت التضحيات.
وأشار إلى أن هذه المجزرة كشفت حجم الإفلاس الأخلاقي والسياسي للعدو، وتُعد تصعيداً خطيراً ضد المنشآت المدنية ومقومات الحياة.. مشدداً على أن استمرار الصمت الدولي يُعد تواطؤاً مباشراً ومشاركة في الجريمة.
وأعلن البيان البراءة من كل المرتزقة والخونة الذين سعوا لتبرير جرائم العدوان بحق الشعب اليمني.. داعياً أبناء الشعب إلى التحرك الواسع في كل الجبهات الميدانية والإعلامية والسياسية، ورفض أي شكل من أشكال الوصاية والتبعية.
ودعا المشاركون في الوقفة كل الأحرار في الداخل والخارج إلى الوقوف صفا واحدا في معركة الحق في مواجهة قوى الباطل والغطرسة الأمريكية والإسرائيلية، والاصطفاف خلف القيادة الحكيمة.
وشددوا على أن دماء الشهداء في الحديدة وكل المحافظات لن تذهب سدى، بل ستثمر نصراً.. مؤكدين أن هذه الجريمة ستزيد من وحدة الجبهة الداخلية، وتماسك الشعب اليمني، لمواجهة أي تصعيد قادم، وتوسيع دائرة الرد المشروع ضد الأهداف المعادية في البر والبحر والجو.
وجدد أبناء الحديدة في بيانهم التأكيد على موقفهم الثابت في مناصرة الشعب الفلسطيني المظلوم، والتزامهم بالمضي في معركة الأمة ضد المشروع الأمريكي الصهيوني.
كما أكدوا أن الحديدة ستظل حارس البحر الأحمر، وأبناؤها في طليعة الصفوف.. مجددين العهد لقيادة الثورية والسياسية بالمضي على درب الشهداء حتى تحقيق النصر الكامل لليمن وأحرار الأمة.
وقد عبر المشاركون في الوقفة والتشييع عن خالص العزاء والمواساة لأسر الشهداء وذويهم.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: الشعب الیمنی هذه الجریمة على أن
إقرأ أيضاً:
براءة تحت القصف.. مجزرة الهشمة تكشف الوجه الدموي لمليشيا الإصلاح في تعز
الثورة نت /..
في جبل الحبيل بمنطقة الهشمة في مديرية التعزية، كانت الأرض تحتضن خمسة أطفال، تتناثر ضحكاتهم بين الحجارة الترابية، وتلتمع أعينهم ببساطة أحلامهم.. حتى دوى الانفجار، وارتفع الغبار، وسكنت الأجساد الصغيرة في مشهد مفجع، مبارك، أسامة، بشير، أحمد، وأنس، خمسة أسماء نقشتها الشظايا على جدران الذاكرة، وخلفت وجعا يتجاوز المكان والزمان.
مرتزقة حزب الإصلاح، المنتشرون كعصابات منفلتة في المناطق الخاضعة للاحتلال، وجهوا القذيفة إلى حي مأهول بالسكان، بلا اشتباك، وبلا مظاهر مسلحة، نُفذت العملية، واختيرت ضحاياها من بين لعب الطفولة وسكون الأحياء، لتكون الحصيلة جريمة مكتملة الأركان ضد الحياة.
هذه المجزرة تُظهر السلوك العدائي المتجذر في أداء المليشيا الإصلاحية، وتعكس صورة العدوان من خلال أدوات محلية بارعة في استخدام المدفعية الثقيلة ضد المجتمعات المدنية، في مسعى لإخضاعها وترهيبها، وإجبارها على التماهي مع مشاريع الاحتلال.
نقل الأهالي جثامين الضحايا إلى مستشفى الرفاعي وسط ذهول وانهيار، ورددوا مطالب واضحة بمحاسبة الجناة وتحقيق العدالة، معتبرين أن هذه الجريمة لم تستهدف الأطفال فحسب، بل ضربت جوهر الأمان في عمق الأحياء، وحفرت دمغتها على جبين الإجرام.
اللافت أن الجريمة عبرت من دون ضجيج إعلامي، فلا بيانات صدرت، ولا تغطيات نُشرت، ولا عناوين تصدرت المشهد، النعوش الصغيرة عبرت إلى المستشفى بلا عدسة تواكبها، ومشاعر الفقد تاهت بين الحسابات.
حين يكون الفاعل محسوبا على أدوات تحالف العدوان، تُطوى المجازر، وتغيب الحناجر، ويُسدل الستار على الفعل الدموي، بينما يقف المجتمع المكلوم وجها لوجه مع الحقيقة، دون منصة تسنده أو رواية ترفعه، وتبقى الجريمة شاهدة على عمق الانحياز في صناعة الذاكرة.
مليشيا الإصلاح، التي تسيطر على المناطق المحتلة من تعز بقبضة الدم، تواصل اعتماد أساليب القصف والقنص كأدوات تحكم، وتغذي واقعا أمنيا منفلتا، يجمع بين عدة مليشيات ويفضي إلى توسيع رقعة الرعب، وتعميق فجوة الأمن داخل المجتمع.
هذه الجريمة واحدة من أبشع صور الاعتداء على الطفولة، بما تحمله من مضامين وحشية، وتكشف عن سياسة ممنهجة تستخدم القذائف لإسكات البراءة، وتعميم الخوف، في بيئة تُدار بمنطق الحديد والنار، وتُصادر فيها أبسط معايير الطفولة.
الأبعاد الكامنة في هذه الجريمة تتجاوز مجرد القصف، فهي ترجمة حية لنهج عدواني يرمي إلى زعزعة المجتمع، وتحويل المدن إلى مناطق توتر دائم، واستبدال الأمل بنذر الخطر، في ظل حرمان شامل من الخدمات ووسائل الحماية.
تحالف العدوان، الراعي المباشر للمليشيا الإصلاحية، يواصل إنتاج البيئات الدموية، ويستثمر مرتزقته في تنفيذ المهام القذرة، ويُسند منصاته الإعلامية لأدوار التبرير والترويج، ويُوظف صمته لإضفاء المشروعية على جرائم تتكرر بوتيرة منتظمة.
أهالي الشهداء في الهشمة، وأبناء تعز كافة، نددوا بهذا الفعل المشين الذي أقدم عليه المرتزقة من حزب الإصلاح، وأكدوا أن المجزرة عمقت الوجع في وجدان المحافظة، ورفعت مستوى الغضب الشعبي تجاه هذا السلوك الإجرامي.
المجزرة فجرت موجة غضب عارمة، وأثارت ردود فعل غاضبة في الأوساط الحقوقية والشعبية، وأطلقت على إثرها بيانات إدانة متعددة، وظلت بقع الدم شاهدة على لحظة الغدر في حي العرسوم، بينما ارتسمت صورة النعوش الصغيرة في قلب اليمن جرحا لا يندمل.
مجزرة الهشمة تعكس بوضوح مشروعا دمويا يتحرك فوق أجساد الأطفال، ويحول المجتمعات إلى ساحات رعب، ويستبدل السكينة بقبضة السلاح، ليدار الواقع بمنطق المليشيا، ويُزرع الموت كوسيلة للبقاء.
سبأ