يمانيون../
في أعذب فصول العام وبساط خضرة الصيف وندى قطرات نسيم الصباح وأصوات تُغاريد الطيور على فروع الأشجار وروائح عطر الزهور، تستقبل المدارس الصيفية النشء والشباب في عام صيفي جديد.
المدارس الصيفية هي البيئة الآمنة والحاضنة الإيمانية والروضة المحمدية والملاذ التربوي الآمن لتحرير الذات ورسم مستقبل الأمة وفق أسس تعليمية وتربوية وثقافة قرآنية والأحكام الربانية والمبادئ الأخلاق السامية التي تنظم حياة البشرية.
و”الحارس الأمين” للأجيال من الضياع في عالم اللهو والضياع والتيه في ظلمات الألعاب الإلكترونية وبرامج الجوال ومسخ أفلام الكرتون التي أنتجتها الآلة الإعلامية الغربية بشكل خاص لمخاطبة وتنمية قدرات أطفال المجتمع الغربي والعرب المتأسلمين.
ينظر لها أهل العلم كجبهة ثقافية مكتملة الأركان تحمل سلاح المعرفة والوعي لصد مكائد الحرب الناعمة وحملات التضليل التي تشنها ماكنات إعلام العدو الغربي على شريحتي النشء والشباب بشكل خاص، الذين هم أمل الأمة ومستقبلها.
بات الإهتمام بأنشطة المدارس الصيفية ضرورة ملحة في ظل الحملات المضادة والمؤامرات التي تستهدف الهوية الإيمانية والوطنية لدورها التربوي والثقافي والتوعوي في تحصين النشء والشباب بسلاح العلم المستنير ومعرفة الله والدين والرسول وحب الوطن والجهاد في سبيل الله ثم الوطن ونصرة المستضعفين.
برأي أساتذة التعليم العرب تكمن أهمية الأنشطة الصيفية بإعتبارها الوصفة التربوية لحل الكثير من المشاكل النفسية والسلوكية، مثل عقدة الخجل التي يعاني منها بعض الطلاب، من خلال دورها في صقل الشخصية وتعزيز الثقة بالقرب من الله أكثر ومعرفة سيرة نبيه محمد عليه الصلاة وأزكى التسليم.
وتعد فرصة ذهبية لتعليم النشء والشباب مهارات جديدة بطرق مبتكرة لتطوير القدرات وإكتشاف الذات والمواهب وتفريغ الضغوط النفسية وإخراج الطاقات السلبية التي أنتجتها سياسات دور التعليم النظامي.
إن”استثمار الفراغ الصيفي، تعزيز الوعي المعرفي، وتحصين الأمة من خبث الفكر الهدام وآفات الثقافات المنحطة، ومخاطر حملات الغزو الفكري والحروب الناعمة على النشء والشباب والفرد والأسرة والمجتمع الإسلامي بشكل عام”، عبارة عن مصفوفة تعريف مبسط للرسالة التي تحملها المدارس الصيفية.
إذا كان العلم هو ترياق سموم الجهل وخرافات العصر، فالمدرسة هي حاضنة الأجيال ومنبع العطاء وحامية الدين والعقيدة ونور البشرية من الظلمات، وهي الأم التي أعدت شعوب طيبة الأعراق، وقد قيل إن من فتح مدرسة أقفل سجناً.
مما ذكر أعلاه، تولي القيادة الثورية والسياسية والتربوية أهمية خاصة بالأنشطة الصيفية في موجهات خطابات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، كصرح تربوي لتحصين النشء والشباب والحفاظ على الهواية وتحرير الذات والفكر وتعزيز ثقافة القرآن والجهاد ونصرة مستضعفي الأمة لمواجهة المؤامرات الصهيو – صليبة على الشعوب العربية والإسلامية.
خلاصة الكلام، كان على الكيانات المتأسلمة في الداخل والخارج توجيه رسائل حملاتها المسعورة تجاه السموم الفكرية التي تروج لها مناهج التعليم في دول الغرب و”إسرائيل” في عقول الطلاب والمجتمعات الغربية ضد العرب والإسلام والأمة، لا تجاه مدارس الدورات الصيفية في المحافظات الحرة الواقعة في نطاق جغرافية حكومة صنعاء.
السياســـية – صادق سريع
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: المدارس الصیفیة النشء والشباب
إقرأ أيضاً:
مسيرة راجلة لطلاب المدارس الصيفية في خولان بصنعاء تضامناً مع غزة
يمانيون../
في مشهدٍ يجسّد عمق الوعي الشعبي اليمني، سيّر طلاب المدارس الصيفية في عزلة بني شداد بمديرية خولان محافظة صنعاء، اليوم، مسيرة راجلة تضامنية مع أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، في خطوة تعبّر عن استمرار الحضور الشعبي المقاوم للقضية الفلسطينية، رغم الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد بفعل العدوان والحصار.
المسيرة، التي تقدّمها عدد من مسؤولي السلطة المحلية والتربوية، بينهم مسؤول التربية بالمديرية أحمد نشوان، ومدير مكتب الزراعة نبيل جعفر، ومسؤول التعبئة في مربع الخضراء أحمد الضريمي، حملت رسائل متعددة الأبعاد، أبرزها تأكيد الجيل اليمني الناشئ على التمسك بالقضايا الكبرى للأمة، وعلى رأسها قضية فلسطين، بوصفها قضية مركزية لا تسقط بالتقادم، ولا تتأثر بخرائط المصالح السياسية المتغيرة.
رفع المشاركون العلمين الفلسطيني واليمني، في دلالة رمزية عميقة على وحدة الموقف المقاوم والمصير المشترك، كما حملوا لافتات عبّرت عن إدانتهم المستمرة للجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق المدنيين، والتي طالت النساء والأطفال والمؤسسات الخدمية والبنى التحتية في قطاع غزة، دون أن تحرّك تلك المجازر ساكنًا لدى الأنظمة العربية أو ما يُسمى بالمجتمع الدولي.
الهتافات التي ردّدها الطلاب لم تكن مجرد شعارات، بل كانت صرخة وعي نابعة من معاناة مشتركة وفهم دقيق لطبيعة المعركة القائمة في فلسطين، بوصفها معركة إرادات وكرامة في مواجهة مشروع صهيوني أمريكي يسعى إلى إخضاع المنطقة وإسكات كل صوت حر فيها.
كما دعا المشاركون في المسيرة كل أحرار العالم إلى التحرّك الجاد والمسؤول تجاه ما يجري في فلسطين، ورفض سياسة التواطؤ والصمت المريب، مؤكدين أن نصرة الشعب الفلسطيني ليست خيارًا سياسيًا، بل التزامًا أخلاقيًا وإنسانيًا ودينيًا لا يمكن التنازل عنه، في ظل ما تتعرض له غزة من حصار خانق وعدوان متواصل على مدار الساعة.