جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-25@11:35:21 GMT

"الكهف"

تاريخ النشر: 21st, April 2025 GMT

'الكهف'

 

 

عيسى الغساني

قصة أو رمزية الكهف لأفلاطون ظهرت في القرن الرابع قبل الميلاد، تعد من أهم الأعمال التي لها دلالات رمزية، حيث تتعاطى مع واحد من أهم العناصر أو القضايا بشأن تعريف المعرفة وحقيقتها وهل المعرفة تأتي من الذات أم هي عنصر خارجي تشكله الحواس البشرية.

في الكهف، يحكي عدد من الأشخاص يعيشون بداخل الكهف ويرون العالم الخارجي من خلال الظلال التي تنعكس بداخل الكهف على الجدران نتيجة انعكاس أشعة الشمس، وبالتالي تصورهم وفهمهم للعالم الخارجي لا يتعدى الصور التي تنعكس من الخارج إلى داخل الكهف.

وعلى هذه الصور تدور كل حياتهم ونقاشهم وتصورهم للواقع، وهكذا استمرت بهم الحياة لوهلة غير يسيرة من الزمن. لكن ذات صباح قرر فرد من المجموعة أن يخرج وبعد صراع مع أفكاره، اندفع خارج الكهف ليتفاجأ بأشعة الشمس التي تسقط على عينيه، ويعجز في البداية عن الرؤية. وبعد برهة يتكيف بصرة مع أشعة الشمس وينظر حوله، فيرى عالمًا مختلفًا. نعم كل شيء مختلف السماء، الأرض، الأشجار، الحيوانات، البشر، وهنا يدرك أن كل ما يشاهده في الكهف ليس سوى صور مُشوَّهة للواقع!

وبين الظلام والنور تتجلى الحقيقة، وهنا يشعر من خرج من الكهف بواجب أخلاقي لإخبار الآخرين عن العالم الحقيقي الذي ظهر له، ولكنه يُوَاجه بالسخرية والرفض؛ ذلك أن من بداخل الكهف لا يستطيع أن يتصور حقيقة تختلف عن الظل الذي تعودوا عليه، وبدافع الخوف والانكار يرفضون الخروج من الكهف، بحجة ما يعتقدون بأن المعروف خيرٌ من المجهول؛ فالإنسان عدو ما يجهل.

أسطورة الكهف تُمثِّل زوايا وأبعادا عميقة، إنها دعوة للتفكير النقدي في طبيعة المعرفة، وكيف للإنسان أن ينأى بنفسه ويتحرر من أغلال وقيود الجهل، الكهف يمثل تجليات العالم المادي مقابل عالم الأفكار والمُثُل، حسب ما يراه أفلاطون.

ويرى أفلاطون أن الأشياء تأتي وتذهب، تبرد وتسخن، لذلك هو عالم الأخطاء الكثيرة. لكنه يرى أيضًا أن هناك عالمًا حقيقيًا توجد فيه كل الأشياء الحقيقية التي تتصف بالكمال، ولها مثيلاتها المشابهة لها أو المُستنسَخة منها في عالمنا المحسوس. واعتبر أفلاطون هذا العالم عالم الحقيقية أو المثل. وهذا العالم مستقل عن كل شيء، وغير متأثر بالتغيُّرات التي تحصل للعالم الذي نختبره عن طريق الحواس.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

«عالم أزهري» يفجر مفاجأة عن وفاة النبي محمد ﷺ

قال الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، إن الصحابة رضوان الله عليهم أصيبوا بذهول عند سماعهم نبأ وفاة النبي محمد ﷺ، حتى أن كثيرًا منهم كرروا الآية الكريمة: "وما محمدٌ إلا رسولٌ قد خلت من قبله الرسل، أفإن مات أو قُتل انقلبتم على أعقابكم".

وأوضح الدكتور يسري جبر، خلال حلقة برنامج "أعرف نبيك"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، أن كلمة "أو" في الآية لا تفيد التردد أو الشك، بل تأتي بمعنى "بل"، أي: "أفإن مات بل قُتل"، في إشارة إلى أن النبي ﷺ مات على فراشه في الظاهر، لكنه في الحقيقة نال الشهادة نتيجة السم الذي دُس له في خيبر.

وأضاف أن رسول الله ﷺ حين تناول من الشاة المسمومة في خيبر، نطق اللحم وأخبره بأنه مسموم، فلفظ النبي ما في فمه، إلا أن بعض السم اختلط بريقه الشريف، واستمر يؤثر في جسده تدريجيًا حتى لحظة وفاته، وقد كان صلى الله عليه وسلم يعاني من الصداع والحمى المتكررة نتيجة ذلك، وكان يلجأ إلى الحجامة للتخفيف من آثار هذا السم.

وأشار الدكتور يسري جبر إلى أن الله عز وجل لو شاء لأبطل مفعول السم في جسد نبيه، لكنه أذن له أن يختار، فحين اختار النبي ﷺ الرفيق الأعلى، أُطلق السم في بدنه، فكان موته على الحقيقة شهادة، وبهذا يُعد النبي ﷺ قدوة حتى في نيل الشهادة، التي طالما دلّ أمته على فضلها.

وأكد على أن النبي صلى الله عليه وسلم ختم حياته كما عاشها، صابرًا محتسبًا، حتى يكون له نصيب من الجهاد في سبيل الله حتى آخر لحظة من حياته الشريفة.

مقالات مشابهة

  • قال عالم تالت قال
  • ليس الكباب ولا البقلاوة.. تعرف على الطبق التركي الذي نال إعجاب العالم!
  • الكتاب يصنع القارئ: أدباء الفيوم يناقشون صناعة النشر في ندوة ثقافية بإطسا
  • من هي أروى قاسم؟.. تسببت في إثارة الجدل بين مسلم وزوجته
  • جامعة القاهرة تفتح باب حجز مصيف مطروح للعاملين والطلاب بتكلفة رمزية
  • «عالم أزهري» يفجر مفاجأة عن وفاة النبي محمد ﷺ
  • الكاتب الأردني محمد النابلسي: الأطفال العمانيون الباحثون عن المعرفة لديهم استعداد للدخول في حوار عميق حول أفكار فلسفية
  • علم الأردن… رمزية الألوان ودلالات الهوية الوطنية
  • «الاقتصاد» تطلق مركز المعرفة والابتكار لترسيخ التعاون مع القطاع الأكاديمي
  • مصطفى بكري يكشف التفاصيل الكاملة لحادث السفارة الإسرائيلية في واشنطن