انضم عدد من أعضاء الكنيست الإسرائيلي إلى المتظاهرين في ساحة هبيما بتل أبيب مطالبين حكومة الاحتلال بإبرام صفقة الرهائن مع فصائل المقاومة الفلسطينية.

مظاهرات في تل أبيب

وذكر موقع Ynet العبري أن الآلاف يشاركون في المظاهرة.

وساهمت إفادة رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك” رونين بار، في إقبال المتظاهرين، وأدت إلى سلسلة من الانتقادات العلنية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وكان زعيم الحزب الديمقراطي يائير جولان، من بين المتحدثين في مظاهرة مساء الاثنين، حيث انتقد نتنياهو، مدعيًا أنه يشكل خطرًا على المجتمع الإسرائيلي.

وقال جولان إن الرجل الذي يمسك بزمام السلطة هو أكبر تهديد لوجودنا كدولة حرة وآمنة، وطالما هو موجود، فإن الرهائن وجنود جيش الاحتلال الإسرائيلي وجميع مواطني إسرائيل في خطر.

وأوضح جولان: “دولة إسرائيل دولة ديمقراطية تُناضل بحزم من أجل وجودها، وقد أثبت رونين بار ذلك”، مضيفا “يجب اعتقال نتنياهو واستجوابه بشأن الأمور الخطيرة التي يكشفها رئيس الشاباك”.

نتنياهو خطر على إسرائيل

ثم خاطب جولان وسائل الإعلام في خطابه قائلاً: "لقد حان الوقت لاختيار جانب ليس جانبًا سياسيًا بل جانبًا ديمقراطيًا وأخلاقيًا وصحفيًا. 

وقال إنه من المستحيل الاستمرار في تطبيع استمرار هذا الرجل الخطير، من المستحيل بث تصريحاته المسجلة - وتسميتها "أخبارًا". لم يعد من الممكن خدمة "روايته" واعتبارها صحافة ​لم يعد من الممكن أن نرفع أعيننا ونقول “لم نكن نعرف”.

حوالي الساعة العاشرة مساءً، بدأت الشرطة باعتقال المتظاهرين وإبعادهم من المظاهرة المناهضة للحكومة، وفقًا للقناة الـ12 العبرية.

نتنياهو هو بوتين الإسرائيلي

وحضر موشيه رادمان، وهو زعيم احتجاج آخر ضد الإصلاحات القضائية، وقال: "نتنياهو هو بوتين الإسرائيلي، والطريقة الوحيدة للتعامل معه هي المقاطعة الكاملة يا أعضاء المعارضة، كفوا عن هذه الخطابات الفارغة يا وسائل الإعلام، كفوا عن بث تصريحاته.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: بوتين الإسرائيلي أعضاء في الكنيست نتنياهو الكنيست الإسرائيلي حكومة الاحتلال فصائل المقاومة الفلسطينية صفقة الرهائن المقاومة الفلسطينية رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي الشاباك رونين بار رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير جولان جيش الاحتلال الإسرائيلي نتنياهو خطر على إسرائيل المزيد

إقرأ أيضاً:

الطواقم الطبية في غزة.. بين الموت البطيء والإنقاذ المستحيل

غزة «عمان» - د.حكمت المصري:

في أحد أروقة مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، يجلس الطبيب سعيد يحيى (35 عامًا) مستندًا إلى الحائط، بعد نوبة عمل استمرت لأكثر من 24 ساعة متواصلة. عيناه المثقلتان بالإرهاق ترفضان النوم، وأذناه ترقبان نداءات الإسعاف المتكررة، فيما معدته الخاوية لم تنل سوى قطعة خبز صغيرة محشوة بقرصين من الفلافل.

يقول الطبيب سعيد: «ما نعيشه فاق كل تصورات الطب والإغاثة الإنسانية؛ نخيط الجروح دون مخدر، ننعش القلوب بلا أجهزة، ونتناول ما يتوفر... وأحيانًا لا نتناول شيئًا». هكذا ينهي الطبيب يومه، تاركًا سطرًا موجعًا جديدًا في دفتره عن غزة، التي لا تسقط مرة واحدة، بل تسقط ألف مرة كل يوم... وتقف رغم الجوع، رغم الحصار، رغم كل شيء.

في غرفة عمليات ضيقة داخل مستشفى ناصر بمدينة خان يونس، يقف الطبيب رائد مصلح (59 عامًا) يحاول إنقاذ أحد المصابين في قسم الكلى والمسالك البولية، يتصبب العرق من جبينه، وتبدأ الرؤية في التلاشي تدريجيًا من أمام عينيه. يقول: «وصلت بالأمس من غزة، ودوامي يستمر لثلاثة أيام متتالية بسبب بُعد المسافة وغلاء المواصلات. لا أذكر متى تناولت آخر وجبة، لكنني أعلم أنني مرهق جدًا.

ربما السبب هو قلّة الطعام وغياب القهوة التي اعتدت عليها. الإصابات لا تتوقف، لكن جسدي لم يعد يحتمل، وجبة واحدة من الأرز أو العدس يوميًا، وأحيانًا أقل. الجوع والإرهاق... كارثتان مزدوجتان تواجهان الطواقم الطبية في غزة، فالجسد الذي يُفترض أن يقود غرفة العمليات، بات عاجزًا عن الوقوف لساعات.

ويضيف الدكتور رائد بأسى: «أفكر في عائلتي أثناء وجودي في المستشفى: هل أكلوا؟ هل وجدوا طعامًا؟ يبقى قلبي مشغولًا. أقتنص الفرص للاتصال بهم، ويؤلمني عندما يخبرني طفلي الصغير بأنه جائع». في مستشفى ناصر نفسه، الذي يُعدّ المستشفى الحكومي الوحيد العامل في جنوب القطاع، يدير الطبيب أحمد الفرا (55 عامًا) قسم الأطفال، بينما تهتز جدران المستشفى على وقع الغارات المتواصلة.

صوت الانفجارات لا يغيب، لكنه ليس الأقسى. ففي الأيام السابقة، وأثناء جولة اعتيادية على المرضى، استهدفت غارة إسرائيلية غرفة داخل المستشفى. ركض الطبيب الفرا برفقة زملائه نحو مصدر الانفجار، ليجد الطفلة دنيا محسن، التي كانت ترمز للأمل، غارقة في دمائها وقد فقدت ساقيها.

يقول الطبيب الفرا بصوت متهدّج: «تأثرت نفسيًا جدًا. رأيت أحلام الطفلة تتبخر في لحظة، لكن الأصعب من الإصابة، هو أن ترى أطفالًا عالجتهم بأقصى جهد، يموتون لاحقًا جوعًا». يضيف وقد أنهكته الشهور الطويلة: «أعاني من صداع مزمن ونوبات نسيان. أتناول وجبة واحدة يوميًا منذ أربعة أشهر، بالكاد تكفي طفلًا صغيرًا. أحاول البقاء يقظًا لإنقاذ حياة الأطفال، لكن الجوع ينهشنا، والإرهاق بات أقوى منا». ما يعانيه الفرا هو واقع مئات الأطباء والممرضين، الذين يعملون في ظروف غير إنسانية داخل مستشفيات مدمرة، بأجهزة شبه معطلة، ونقص حاد في الأدوية والغذاء، تحت وطأة القصف المتواصل.

بات الطبيب، الذي اعتاد إجراء العمليات المعقّدة تحت الضغط، يخشى اليوم من انهياره الذاتي أكثر من أي مضاعفات جراحية. فالأعصاب مشدودة حدّ الانفجار، والماء شحيح، والطعام شبه مفقود.

في مستشفى القدس بمدينة غزة، أنهى الطبيب ناجي القرشلي (60 عامًا) عملية جراحية دقيقة استمرت لساعات. جلس بعدها على كرسي قرب غرفة العمليات، يلتقط أنفاسه الثقيلة. كان جسده يصرخ طلبًا لاستراحة لم تُمنح منذ شهور.

يقول الطبيب الذي يعمل في قسم النساء والتوليد: «أعاني من إرهاق شديد أثناء العمليات التي تتطلب تركيزًا عاليًا. أحيانًا أكاد لا أرى بوضوح. ورغم ذلك نواصل العمل، وسط القصف، في غرف مظلمة، وبدون تخدير كافٍ، ولا حتى قطعة خبز نسند بها أنفسنا. ومع ذلك نُكمل». منذ بدء العدوان الإسرائيلي في أكتوبر الماضي، فرض الاحتلال حصارًا خانقًا على أكثر من 2.3 مليون فلسطيني في القطاع، حارمًا إياهم من الغذاء والماء والدواء، ضمن سياسة أطلق عليها الغزيون «هندسة الجوع»، تهدف إلى كسر إرادة الناس عبر التجويع المتعمّد.

منظمة الصحة العالمية حذّرت من أن النظام الصحي في غزة على شفا الانهيار الكامل، حيث يعاني أكثر من نصف الأطفال من سوء تغذية حاد. ومع استمرار الحصار، توقفت خطوط الإمداد الإنساني بشكل شبه كامل، وفرغت الأسواق من السلع الأساسية.

يقول مدير مجمع الشفاء الطبي، الدكتور محمد أبو سلمية: «لا طعام لدينا، لا ماء نظيف، لا كهرباء مستقرة، ولا حتى رواتب. نعيش فقط على الإرادة والصمود... لكن حتى الإرادة تحتاج إلى ما يُبقي الجسد واقفًا». وبحسب بيانات رسمية، فقد استشهد منذ بداية الحرب 1590 من أفراد الطواقم الطبية، وأُصيب المئات، واعتُقل أكثر من 360 طبيبًا وممرضًا.

ويؤكد الدكتور رأفت المجدلاوي، المدير العام لجمعية العودة الصحية، أن الاحتلال يتعمد استهداف القطاع الصحي ومنع دخول الوقود اللازم لتشغيل المولدات، ما أدى إلى تدمير أو توقف 94% من المرافق الصحية، فيما لا تغطي الإمدادات الطبية التي تدخل غزة سوى 5% من الاحتياجات العاجلة.

ويحذّر المجدلاوي: «الاحتلال يتعمد إخراج المنظومة الصحية عن الخدمة بهدف تأزيم الوضع الإنساني. أكثر من 15 ألف مريض وجريح توفّوا بعد منعهم من العلاج خارج القطاع». ورغم مناشدات منظمة الصحة العالمية والمؤسسات الإغاثية، لا يزال الصمت الدولي يُخيّم، بينما تنهار أعمدة النظام الصحي واحدًا تلو الآخر. فحتى الطعام البسيط الذي كانت تُحضّره المشافي داخليًا للطواقم، لم يعد موجودًا.

اليوم، يواجه الأطباء في غزة خيارين أحلاهما مرّ: إما أن يواصلوا أداء مهامهم الإنسانية حتى الإنهاك...أو يسقطوا جوعًا في ممرات المستشفيات، التي باتت تضم الموتى أكثر من الأحياء.

مقالات مشابهة

  • لأول مرة.. نشطاء في إسرائيل يتظاهرون ضد مؤسسة غزة الإنسانية: سلاح إبادة جماعية
  • إسرائيل تكثف قصف غزة بعد تهديد نتنياهو بتوسيع الهجوم
  • إسرائيل تكثف قصفها على مدينة غزة بعد توعد نتنياهو بتوسيع الهجوم
  • السفير الأمريكي لدى الناتو: اجتماع زيلينسكي مع بوتين بيد ترمب
  • نتنياهو: السيطرة على مدينة غزة أفضل وسيلة لإنهاء الحرب
  • الطواقم الطبية في غزة.. بين الموت البطيء والإنقاذ المستحيل
  • أزمة ثقة تهز حكومة نتنياهو .. انقسامات في الصف الإسرائيلي حول إدارة حرب غزة
  • مئات آلاف المتظاهرين في لندن يطالبون بوقف الحرب على غزة
  • عائلات الأسرى تعلن تحركا لشل مرافق الاقتصاد الإسرائيلي يوم 17 أغسطس
  • عشرات الآلاف يتظاهرون في تل أبيب ضد خطة نتنياهو بشأن غزة