أبوبكر الديب يكتب: من الذهب الأسود للهيدروجين الأخضر.. مستقبل الطاقة في دول الخليج
تاريخ النشر: 22nd, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
لم يعد مستقبل الطاقة في دول الخليج العربي مرتبطا فقط بالنفط، لكنه أصبح يعتمد على التنوع، والابتكار، والالتزام البيئي، ورغم التحديات، فإن الفرص هائلة، مع وجود الإرادة السياسية والموارد المالية والرؤي الاستراتيجية، وتعد الطاقة المتجددة خيارا استراتيجيا لقادة دول الخليج العربي، لتنويع مصادر الطاقة وتقليل الاعتماد على النفط مع تزايد الطلب العالمي على الطاقة النظيفة.
وأصبحت دول الخليج تستثمر بشكل كبير في الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، والطاقة الهيدروجينية، الخليج اليوم لا يكتفي بتصدير النفط، فقط بل يطمح إلى قيادة العالم في قطاع الطاقة المستدامة.
ولطالما ارتبط اسم دول الخليج العربي بالنفط، فالدول الخليجية الست، المملكة العربيـة السعودية، والإمارات العربية المتحدة وقطر وعمان والكويت والبحرين، تحتـل مكانة كبري فــي سوق الطاقة الدولي، لما تحويه أراضيها من احتياطات ضخمة مــن النفط والغاز، حيث تمثل هذه الدول أبرز المنتجين والمصدرين العالميين للخام، وتكشف بيانات المركز الإحصائي لدول مجلس التعاون الخليجي، أن دول المجلس احتلت المراتب الأولى في مؤشرات الطاقة العالمية، إذ حققت المرتبة الأولى في كل من إنتاج النفط الخام واحتياطي النفط الخام وصادرات النفط الخام واحتياطي الغاز الطبيعي، إضافة إلى المرتبة الثانية عالميا في صادرات الغاز الطبيعي، والثالثة عالميا في إنتاج الغاز الطبيعي المسوق.
ويملك مجلس التعاون الخليجي أكبر احتياطي من النفط الخام على مستوى العالم عام 2023 بإجمالي 511.9 مليار برميل، وهو ما يمثل نسبة 32.6% من إجمالي الاحتياطي العالمي للنفط الخام.. وبالنسبة للغاز الطبيعي، احتلت دول مجلس التعاون الخليجي المرتبة الأولى عالميا بإجمالي احتياطي بلغ 44.195 تريليون متر مكعب بنهاية عام 2023، وهو ما يمثل 21.4% من إجمالي الاحتياطي العالمي للغاز الطبيعي.
ومع تزايد الضغوط البيئية، والتقلبات في أسعار الطاقة، وتغير التوجهات العالمية نحو الاقتصاد الأخضر، أصبحت دول الخليج أمام معادلة دقيقة وهي الاستفادة من الموارد التقليدية مع التحول نحو مصادر الطاقة المستدامة.
ورغم الدعوات المتزايدة عالميا للتخلي عن الوقود الأحفوري، يظل النفط والغاز مصدر الدخل الرئيسي لدول مجلس التعاون الخليجي، حيث تشكل العائدات النفطية أكثر من 70% من إيرادات بعض هذه الدول، وفي دول الخليج العربي هناك تحول في طريقة التعامل مع هذه الثروة من خلال الاستثمار في البتروكيماويات والصناعات المرتبطة لزيادة القيمة المضافة والتركيز على كفاءة الإنتاج وتكنولوجيا الاستخراج وتأسيس صناديق سيادية مثل صندوق الاستثمارات العامة في السعودية، وجهاز أبوظبي للاستثمار، لتحويل الفوائض النفطية إلى استثمارات طويلة الأجل.
والمتابع لرؤي "السعودية 2030"، و"الإمارات 2050"، واستراتيجية الطاقة العمانية رؤية 2040، ورؤية قطر الوطنية 2030، ورؤية البحرين الاقتصادية 2030، ورؤية الكويت 2035 "كويت جديدة"، يري أن الطاقة المتجددة ستكون ركيزة أساسية في مستقبل المنطقة وأن دول الخليج ستصبح موردا أساسيا للطاقة النظيفة، مع الاستثمارات الهائلة في البنية التحتية والتكنولوجيا.
وأطلقت دول الخليج رؤى استراتيجية طموحة تهدف إلى تحقيق تنويع اقتصادي، وتنمية مستدامة، وبناء مستقبل أقل اعتمادًا على الموارد الطبيعية وهذه الرؤى لا تعبر فقط عن طموح اقتصادي، بل عن تحول شامل في نمط التنمية والإدارة والسياسة العامة.
وتتشارك الرؤي، في تحسين بيئة الأعمال، وجذب الاستثمارات، تنويع الاقتصاد، وتخفيض الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للدخل، والإستثمار في الإنسان، والاستدامة وحماية البيئة وتعزيز الطاقة المتجددة والتنافسية العالمية، وتطوير التعليم والصحة والشباب، والتحول الرقمي ورقمنة الخدمات وتطوير البنية التكنولوجية.
وفي ظل تعهدات دولية بخفض الانبعاثات وتحقيق "صفر كربون"، بدأت دول الخليج في اتخاذ خطوات جادة لتنويع مصادر الطاقة، ومنها مشروعات الطاقة الشمسية والرياح كـ "مشروع نيوم" ومصفوفة "سكاكا" في السعودية والتي تمثل مستقبل الطاقة النظيفة.. أما دولة الإمارات فقد أطلقت محطة "نور أبوظبي" ومحطة "محمد بن راشد للطاقة الشمسية"، وهي من الأكبر عالميا.
فيما تتجه سلطنة عمان بقوة نحو طاقة الرياح والهيدروجين الأخضر والذي يعرف بوقود المستقبل وتتنافس دول الخليج لتكون من أوائل مصدري الهيدروجين الأخضر، الذي يعد بديلا نظيفا للوقود التقليدي، مع وجود مشاريع ضخمة قيد التطوير في السعودية والإمارات وعمان كما أطلقت الإمارات محطة براكة للطاقة النووية مع التركيز على تحسين كفاءة استهلاك الطاقة في المباني والصناعة.وهناك تحديات تواجه سوق الطاقة العالمي فتقلب أسعار النفط قد يبطئ من وتيرة الاستثمار في الطاقات البديلة وكذلك الاعتماد المالي على النفط ما يزال عاليا في بعض الدول، مما يصعب التحول السريع وتتطلب المنافسة الدولية في سوق الطاقة المتجددة تقنيات متقدمة ومزايا تنافسية قوية ويبقي نقل المعرفة والتكنولوجيا أحد التحديات لبناء قطاع طاقة نظيفة محلي مستدام.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: النفط الطاقة دول الخليج الامارات السعودية قطر الغاز إنتاج الطاقة من الهيدروجين أبوبكر الديب مجلس التعاون الخلیجی دول الخلیج العربی الطاقة المتجددة النفط الخام
إقرأ أيضاً:
قبل الغلق الإيراني.. ماذا تعرف عن مضيق هرمز وتجارة النفط العالمية؟
سيطرت حالة من الهلع على أسواق النفط في العالم، ذلك مع إعلان البرلمان الإيراني اتخاذ خطوة مفاجئة نحو غلق مضيق هرمز، كردة فعل على قصف الولايات المتحدة للمنشآت النووية الثلاث الإيرانية، السبت الماضي.
يقع مضيق هرمز بين عُمان وإيران، ويربط الخليج العربي بخليج عُمان وبحر العرب، ويتميز المضيق بعمقه واتساعه الكافيين لاستيعاب أكبر ناقلات النفط الخام في العالم باعتباره أحد أهم ممرات النفط.
يساهم مضيق هرمز بأكبر نصيب في تدفقات تجارة النفط العالمية، ولا توجد سوى خيارات قليلة لنقل النفط منه في حال إغلاقه.
التجارة عبر مضيق هرمز- بلغ متوسط تدفق النفط عبر مضيق هرمز نحو 20 مليون برميل يوميًا خلال عام 2024، أي ما يعادل حوالي 20% من استهلاك السوائل البترولية العالمي.
- لم تتوقف حركة الملاحة البحرية عبر مضيق هرمز في أعقاب التوترات الأخيرة، لكن ارتفع سعر خام برنت من 69 دولارًا للبرميل في 12 يونيو إلى 74 دولارًا للبرميل في 13 يونيو 2025.
عدم عبور أي ناقلة نفط «مضيق هرمز» ولو مؤقتًا، سيؤدي إلى تأخيرات كبيرة في الإمدادات ورفع تكاليف الشحن، مما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الطاقة العالمية.
- بالرغم من إمكانية تجاوز معظم نقاط الاختناق في العبور باستخدام طرق أخرى، إلا أن العبور من مضيق هرمز يفتقر إلى بدائل عملية، وذلك رغم وجود بعض خطوط الأنابيب البديلة التي يمكنها تجنب مضيق هرمز.
شكلت التدفقات عبر مضيق هرمز عام 2024 والربع الأول من عام 2025 أكثر من ربع إجمالي تجارة النفط العالمية المنقولة بحرًا، وحوالي خُمس الاستهلاك العالمي من النفط والمنتجات البترولية. إضافةً إلى ذلك، عبر مضيق هرمز حوالي خُمس تجارة الغاز الطبيعي المسال العالمية في عام 2024، ومعظمها من قطر، وفقاً لبيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
ووفقاً لبيانات تتبع ناقلات النفط التي نشرتها «فورتيكسا»، تنقل المملكة العربية السعودية كميات من النفط الخام عبر مضيق هرمز أكثر من أي دولة أخرى، وفي عام 2024، شكلت صادرات النفط الخام والمكثفات المصدرة من السعودية 38% من إجمالي تدفقات النفط الخام عبر مضيق هرمز (5.5 مليون برميل يوميًا).
تمتلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بنية تحتية قادرة على تجاوز مضيق هرمز، مما قد يخفف إلى حد ما من أي انقطاعات في النقل عبر المضيق.
لا تعمل خطوط الأنابيب عادةً بكامل طاقتها، وتقدر البيانات أن حوالي 2.6 مليون برميل يوميًا من الطاقة الإنتاجية لخطوط الأنابيب السعودية والإماراتية قد يكون متاح لتجاوز مضيق هرمز، حال انقطاع الإمدادات.
تمتلك شركة أرامكو السعودية خط أنابيب النفط الخام «شرق-غرب»، والذي تبلغ طاقته نحو 5 ملايين برميل يوميًا، ويمتد من مركز معالجة النفط في بقيق بالقرب من الخليج العربي إلى ميناء ينبع على البحر الأحمر.
وسّعت أرامكو سعة خط الأنابيب مؤقتًا إلى 7 ملايين برميل يوميًا في عام 2019 عندما حوّلت بعض أنابيب سوائل الغاز الطبيعي لاستيعاب النفط الخام. وفي عام 2024، ضخّت المملكة العربية السعودية المزيد من النفط الخام عبر خط الأنابيب "شرق-غرب" لتجنب انقطاعات الشحن حول باب المندب.
وتشغل دولة الإمارات العربية المتحدة خط أنابيب يتجاوز مضيق هرمز، ويربط هذا الخط، والذي تبلغ طاقته 1.8 مليون برميل يوميًا، حقول النفط البرية بمحطة الفجيرة للتصدير في خليج عُمان.
في عام 2024، انخفضت كميات النفط الخام والمكثفات القادمة من الإمارات العربية المتحدة والتي تعبر مضيق هرمز بمقدار 0.4 مليون برميل يوميًا مقارنةً بعام 2022، وذلك بفضل تحديثات المصافي التي أتاحت تكرير المزيد من النفط الخام الثقيل محليًا.
وافتتحت إيران خط أنابيب غوره-جاسك ومحطة تصدير «جاسك» على خليج عُمان «متجنبةً مضيق هرمز» بشحنة تصدير واحدة في يوليو 2021، وتبلغ الطاقة الإنتاجية الفعلية لخط الأنابيب حوالي 300 ألف برميل يوميًا.
- تقدر وزارة الطاقة الأمريكية، أن نسبة 84% من النفط الخام والمكثفات و83% من الغاز الطبيعي المسال الذي انتقل عبر مضيق هرمز ذهب إلى الأسواق الآسيوية في عام 2024، وكانت الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية الوجهات الرئيسية للنفط الخام الذي ينتقل عبر مضيق هرمز إلى آسيا، حيث مثلت ما مجموعه 69% من إجمالي تدفقات النفط الخام والمكثفات في هرمز في عام 2024.
اقرأ أيضاًإيران تهدد بإغلاق مضيق هرمز إذا شاركت واشنطن في هجمات إسرائيل
رويترز عن برلماني إيراني: طهران تدرس بجدية إغلاق مضيق هرمز البحري
الاتحاد يستعرض تأثير الأوضاع الجيوسياسية الحالية على صناعة التأمين