تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

لم يعد مستقبل الطاقة في دول الخليج العربي مرتبطا فقط بالنفط، لكنه أصبح يعتمد  على التنوع، والابتكار، والالتزام البيئي، ورغم التحديات، فإن الفرص هائلة، مع وجود الإرادة السياسية والموارد المالية والرؤي الاستراتيجية، وتعد الطاقة المتجددة خيارا استراتيجيا لقادة دول الخليج العربي، لتنويع مصادر الطاقة وتقليل الاعتماد على النفط مع تزايد الطلب العالمي على الطاقة النظيفة.

 وأصبحت دول الخليج تستثمر بشكل كبير في الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، والطاقة الهيدروجينية، الخليج اليوم لا يكتفي بتصدير النفط، فقط بل يطمح إلى قيادة العالم في قطاع الطاقة المستدامة.

ولطالما ارتبط اسم دول الخليج العربي بالنفط، فالدول الخليجية الست، المملكة العربيـة السعودية، والإمارات العربية المتحدة وقطر وعمان والكويت والبحرين، تحتـل مكانة كبري فــي سوق الطاقة الدولي، لما تحويه أراضيها من احتياطات ضخمة مــن النفط والغاز، حيث تمثل هذه الدول أبرز المنتجين والمصدرين العالميين للخام، وتكشف بيانات المركز الإحصائي لدول مجلس التعاون الخليجي، أن دول المجلس احتلت المراتب الأولى في مؤشرات الطاقة العالمية، إذ حققت المرتبة الأولى في كل من إنتاج النفط الخام واحتياطي النفط الخام وصادرات النفط الخام واحتياطي الغاز الطبيعي، إضافة إلى المرتبة الثانية عالميا في صادرات الغاز الطبيعي، والثالثة عالميا في إنتاج الغاز الطبيعي المسوق.

ويملك مجلس التعاون الخليجي أكبر احتياطي من النفط الخام على مستوى العالم عام 2023 بإجمالي 511.9 مليار برميل، وهو ما يمثل نسبة 32.6% من إجمالي الاحتياطي العالمي للنفط الخام.. وبالنسبة للغاز الطبيعي، احتلت دول مجلس التعاون الخليجي المرتبة الأولى عالميا بإجمالي احتياطي بلغ 44.195 تريليون متر مكعب بنهاية عام 2023، وهو ما يمثل 21.4% من إجمالي الاحتياطي العالمي للغاز الطبيعي.

ومع تزايد الضغوط البيئية، والتقلبات في أسعار الطاقة، وتغير التوجهات العالمية نحو الاقتصاد الأخضر، أصبحت دول الخليج أمام معادلة دقيقة وهي الاستفادة من الموارد التقليدية مع التحول نحو مصادر الطاقة المستدامة.

ورغم الدعوات المتزايدة عالميا للتخلي عن الوقود الأحفوري، يظل النفط والغاز مصدر الدخل الرئيسي لدول مجلس التعاون الخليجي، حيث تشكل العائدات النفطية أكثر من 70% من إيرادات بعض هذه الدول، وفي دول الخليج العربي هناك تحول في طريقة التعامل مع هذه الثروة من خلال الاستثمار في البتروكيماويات والصناعات المرتبطة لزيادة القيمة المضافة والتركيز على كفاءة الإنتاج وتكنولوجيا الاستخراج وتأسيس صناديق سيادية مثل صندوق الاستثمارات العامة في السعودية، وجهاز أبوظبي للاستثمار، لتحويل الفوائض النفطية إلى استثمارات طويلة الأجل.

والمتابع لرؤي "السعودية 2030"، و"الإمارات 2050"، واستراتيجية الطاقة العمانية رؤية 2040، ورؤية قطر الوطنية 2030، ورؤية البحرين الاقتصادية 2030، ورؤية الكويت 2035 "كويت جديدة"، يري أن الطاقة المتجددة ستكون ركيزة أساسية في مستقبل المنطقة وأن دول الخليج ستصبح موردا أساسيا للطاقة النظيفة، مع الاستثمارات الهائلة في البنية التحتية والتكنولوجيا.

وأطلقت دول الخليج رؤى استراتيجية طموحة تهدف إلى تحقيق تنويع اقتصادي، وتنمية مستدامة، وبناء مستقبل أقل اعتمادًا على الموارد الطبيعية وهذه الرؤى لا تعبر فقط عن طموح اقتصادي، بل عن تحول شامل في نمط التنمية والإدارة والسياسة العامة.

وتتشارك الرؤي، في تحسين بيئة الأعمال، وجذب الاستثمارات،  تنويع الاقتصاد، وتخفيض الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للدخل، والإستثمار في الإنسان، والاستدامة وحماية البيئة وتعزيز الطاقة المتجددة والتنافسية العالمية، وتطوير التعليم والصحة والشباب، والتحول الرقمي ورقمنة الخدمات وتطوير البنية التكنولوجية.

وفي ظل تعهدات دولية بخفض الانبعاثات وتحقيق "صفر كربون"، بدأت دول الخليج في اتخاذ خطوات جادة لتنويع مصادر الطاقة، ومنها مشروعات الطاقة الشمسية والرياح كـ "مشروع نيوم" ومصفوفة "سكاكا" في السعودية والتي تمثل مستقبل الطاقة النظيفة.. أما دولة الإمارات فقد أطلقت محطة "نور أبوظبي" ومحطة "محمد بن راشد للطاقة الشمسية"، وهي من الأكبر عالميا.

فيما تتجه سلطنة عمان بقوة نحو طاقة الرياح والهيدروجين الأخضر والذي يعرف بوقود المستقبل وتتنافس دول الخليج لتكون من أوائل مصدري الهيدروجين الأخضر، الذي يعد بديلا نظيفا للوقود التقليدي، مع وجود مشاريع ضخمة قيد التطوير في السعودية والإمارات وعمان كما أطلقت الإمارات محطة براكة للطاقة النووية مع التركيز على تحسين كفاءة استهلاك الطاقة في المباني والصناعة.وهناك تحديات تواجه سوق الطاقة العالمي فتقلب أسعار النفط قد يبطئ من وتيرة الاستثمار في الطاقات البديلة وكذلك الاعتماد المالي على النفط ما يزال عاليا  في بعض الدول، مما يصعب التحول السريع وتتطلب المنافسة الدولية في سوق الطاقة المتجددة تقنيات متقدمة ومزايا تنافسية قوية ويبقي نقل المعرفة والتكنولوجيا أحد التحديات لبناء قطاع طاقة نظيفة محلي مستدام.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: النفط الطاقة دول الخليج الامارات السعودية قطر الغاز إنتاج الطاقة من الهيدروجين أبوبكر الديب مجلس التعاون الخلیجی دول الخلیج العربی الطاقة المتجددة النفط الخام

إقرأ أيضاً:

مع ارتفاع وتيرة التصاعد بين «إيران وإسرائيل».. استقرار نسبي لـ سعر الذهب عالميا

تواصل أسعار سلع الملاذ الآمن تذبذباتها وسط الأحداث التي تشهدها مناطق مختلفة من العالم، تتأثر أسعار الذهب العالمية بالصراعات القائمة في منطقة إقليم الشرق الأوسط، نظرا لما يمثله المعدن الأصفر من كونه سلعة تستخدمها الدول للتحوط في الأزمات، لذا ترتبطأسعار الذهب العالمية بحالة الظروف العالمية ومن ثم تنعكس على تداول سعر الذهبفي البورصات العالمية.

شهدت أسعار الذهب في التعاملات الآسيوية، اليوم، الثلاثاء، بعد تراجعها في الجلسة السابقة بفعل حالة من عدم اليقين المتزايدة بشأن احتمالية انخراط الولايات المتحدة في الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل، إلى جانب تقارير حول سعي محتمل لوقف إطلاق النار.

سعر الذهب عالميا

وسجل سعر الذهب الفوري سجل ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.2% ليصل إلى 3.392.25 دولار للأوقية، بينما تراجعت عقود الذهب الآجلة تسليم أغسطس بنسبة 0.2% إلى 3.410.70 دولار للأوقية.

وكانت أسعار المعدن النفيس قد تخلّت عن جزء كبير من مكاسبها الأخيرة أمس الإثنين بعد أنباء أفادت بأن طهران تسعى لوقف إطلاق النار، ما أدى إلى موجة من التفاؤل المحدود في الأسواق، غير أن إيران نفت تلك التقارير، مؤكدة أنها لن تدخل في أي هدنة وهي تحت القصف الإسرائيلي، في حين زادت تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب من مخاوف التصعيد الوشيك.

سعر المعادن الأخرى

وعن المعادن الثمينة الأخرى، تراجعت عقود البلاتين بنسبة 0.1% إلى 1.239.90 دولار للأوقية، بعد موجة ارتفاعات قوية خلال الشهر الماضي، وفي المقابل، ارتفعت عقود الفضة بنسبة 0.2% إلى 36.503 دولار للأوقية.

أما في أسواق المعادن الصناعية، فقد انخفضت العقود القياسية للنحاس في بورصة لندن بنسبة 0.4% إلى 9.674.75 دولار للطن، بينما استقرت العقود الأمريكية عند مستوى 4.8163 دولار للرطل.

اقرأ أيضاًسعر الذهب عالميا يسجل هبوطا بعد تعافي سعر الدولار

مع ترقب نتيجة مفاوضات «الصين وأمريكا».. ارتفاع طفيف لسعر الذهب عالميا

وسط ترقب لنتائج محادثات «أمريكا والصين».. سعر الذهب يواصل التراجع عالميا

مقالات مشابهة

  • مع ارتفاع وتيرة التصاعد بين «إيران وإسرائيل».. استقرار نسبي لـ سعر الذهب عالميا
  • دعا لنهج واقعي في التحول العالمي ..الناصر: أوقات الصراعات أظهرت أهمية النفط والغاز لأمن الطاقة
  • مؤسسة النفط تكشف كميات الغاز والنفط المستهلكة خلال أسبوع
  • جني أرباح في الذهب وتقلبات بالنفط على وقع مواجهة إسرائيل وإيران
  • أسواق النفط الخام متقلبة مع تصاعد الصراع بين إسرائيل وإيران
  • ارتفاع أسعار النفط والأسهم الآسيوية وسط تصاعد التوترات في المنطقة
  • المخاطر الجيوسياسية ترفع تكلفة نقل النفط عالمياً
  • وزير البترول الأسبق يوضح تداعيات التصعيد في المنطقة على أسعار النفط عالميا
  • بحث تمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في قطاع الطاقة والمعادن
  • أسعار النفط تقفز عالمياً وسط توقعات بقفزات جديدة خلال الساعات القادمة