كذبة النفق.. إلى أي مدى تحرج جيش الاحتلال؟
تاريخ النشر: 22nd, April 2025 GMT
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء الركن محمد الصمادي إن اعتراف وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت بأن الصورة التي نُشرت لنفق ضخم في محور فيلادلفيا جنوب قطاع غزة كانت مزيفة، يفضح منظومة الأكاذيب التي تعتمد عليها القيادة العسكرية والسياسية الإسرائيلية لتبرير فشلها.
وأوضح الصمادي في تحليل للمشهد العسكري بقطاع غزة في قناة الجزيرة، أن هذه ليست الكذبة الأولى التي يُكشف عنها، بل تندرج ضمن سلسلة طويلة من التضليل.
واعتبر أن جيش الاحتلال والحكومة اليمينية المتطرفة يكذبان على الداخل الإسرائيلي وعلى المجتمع الدولي، وأن هذه الأكاذيب تُستخدم غطاء لارتكاب جرائم الإبادة والتهجير القسري في قطاع غزة.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية نقلت عن غالانت، بأن النفق الذي زُعم بأنه يبلغ عمقه عشرات الأمتار، لم يكن سوى خندق بعمق متر واحد فقط، وأن الصورة استُخدمت للتأثير في الرأي العام الإسرائيلي والمماطلة في صفقة تبادل الأسرى.
وكانت الصورة المذكورة نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية في أغسطس/آب الماضي، وتضمنت مزاعم بأن الجيش اكتشف نفقا ضخما يتكون من 3 طوابق على الحدود المصرية، ضمن ما قيل إنها شبكة أنفاق مفاجئة للمخابرات والجنود الإسرائيليين، قبل أن يتضح لاحقًا أن ما وُصف بالنفق لم يكن سوى قناة لتصريف المياه.
إعلانوفي هذا السياق، لفت الصمادي إلى ما ذكره اللواء المتقاعد إسحاق بريك الذي وصف ما يُروّج من إنجازات عسكرية بأنه "أكاذيب"، وأن جيش الاحتلال لم يدمّر سوى أقل من 10% من شبكة أنفاق المقاومة، وليس 25% كما يدّعي قادة الجيش.
فضيحة وإحراج كبيرواعتبر الصمادي أن اعتراف غالانت يمثل إحراجا كبيرا للمؤسسة العسكرية والسياسية الإسرائيلية، خصوصا بعد مرور أكثر من 560 يوما على اندلاع الحرب، و36 يوما منذ استئناف العمليات دون أن تحقق تل أبيب أهدافها المعلنة، رغم حجم الدمار والدماء التي خلفتها الحرب في غزة.
وأشار إلى أن هذه الفضيحة تأتي في وقت يعاني فيه جيش الاحتلال من استنزاف متزايد، ويواجه مقاتلي المقاومة الفلسطينية في معارك داخل عمق ميداني صعب، كما في بيت حانون وشرق حي التفاح، وهي معارك استنزاف كشفت هشاشة الخطط العسكرية الإسرائيلية.
ولفت الصمادي إلى أن حالة الإرباك انعكست في الداخل الإسرائيلي، حيث تتزايد الأصوات المطالبة بوقف الحرب مع توقيع مئات الآلاف على عرائض تدعو إلى إنهاء العمليات العسكرية التي وصفها بـ"العبثية"، في ظل فقدان القيادة السياسية لقدرتها على الإقناع.
وأكد أن التناقضات في التصريحات الرسمية إزاء مصير الأسرى وأولويات الحكومة تدل على أزمة مصداقية حادة داخل القيادة الإسرائيلية، حيث صرح وزير المالية بتسلئيل سموتريتش أن تحرير الأسرى ليس أولوية، بينما يصر الناطق باسم الجيش على العكس.
كما أشار الصمادي إلى وجود مشكلة حقيقية في ملف جنود الاحتياط، لافتا إلى أن إذاعة الجيش نقلت عن ضباط قولهم إن 60% فقط من جنود الاحتياط استجابوا للاستدعاء، خلافا للرقم الرسمي الذي أعلنته المؤسسة العسكرية بنسبة 85%.
وشدد على أن الجيش يحاول تجميل الواقع أمام الرأي العام بإخفاء الأرقام الحقيقية، لأن كشفها سيؤدي لانهيار معنويات الجنود، وهو ما يفسر استعانة إسرائيل بشركات أمنية ومرتزقة لسد النقص في القوات، في ظل العزوف المتزايد لدى الضباط من الرتب المتوسطة عن العودة للخدمة.
إعلانوأضاف أن توقيع الأهالي على عرائض تطالب بعدم إرسال أبنائهم مجددا إلى الحرب يعكس حجم الاستياء، وأضاف بأن الجرحى والمصابين الذين بُترت أطرافهم أو فقدوا بصرهم أصبحوا صورة حية لفشل هذه الحرب داخل المجتمع الإسرائيلي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات جیش الاحتلال
إقرأ أيضاً:
هيئة البث الإسرائيلية تكشف خطة الجيش للسيطرة على غزة
كشفت هيئة البث الإسرائيلية، الخميس، ما قالت إنه خطة الجيش الإسرائيلي للسيطرة الكاملة على غزة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، أن رئيس هيئة الأركان العامة فيه إيال زامير، وافق على الخطوط العريضة لخطة الهجوم على قطاع غزة، للسيطرة الكاملة عليها.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية، إن خطة السيطرة على غزة تشمل إخلاء حوالي 800 ألف فلسطيني، وإعادة إنشاء محور نتساريم.
وبعد عملية الإخلاء، ستقوم قوات الجيش الإسرائيلي بتطويق مدينة غزة، وعزلها عن منطقة المخيمات الوسطى، والمنطقة الإنسانية في المواصي، وذلك من خلال إعادة بناء محور نتساريم.
وسيبدأ الجيش الإسرائيلي بعد ذلك عمليات مكثفة داخل مدينة غزة، مصحوبة بهجمات جوية واسعة النطاق.
وستُبذل جهود في إسرائيل لزيادة المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى القطاع.
وبالإضافة إلى ذلك، يستعد منسق الأنشطة الحكومية في المناطق لتجهيز مناطق جنوبي مدينة غزة سيتم فيها إقامة بنى تحتية حيوية مثل المياه والخدمات الطبية.
وكجزء من التحضيرات للتحضيرات لعملية السيطرة على مدينة غزة، سحب الجيش الإسرائيلي في الأيام الأخيرة معظم قواته من القطاع، ولم يتبق في غزة الآن سوى خمسة ألوية، أي ثلث القوات التي عملت في عملية "مركبات جدعون".
والهدف من تقليل عدد القوات هو تمكين الجنود من أخذ قسط من الراحة، وتدريب الألوية قبل بدء العملية العسكرية، وإعداد الأدوات الهندسية لها.
ويعمل الجيش الإسرائيلي على تقليل عدد جنود الاحتياط قدر الإمكان للسماح للقوات النظامية بالانضمام إلى عملية السيطرة على مدينة غزة.
وحاليا، تتمركز الألوية الخمسة في شمال القطاع (ضمن عملية بدأت في الساعات الأخيرة في حي الزيتون جنوب مدينة غزة)، وخان يونس (للسيطرة على المناطق التي احتلت وتأمين محاور موراج ومغين عوز)، ورفح.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أصدر بيانا الأربعاء ذكر فيه أن رئيس هيئة الأركان العامة فيه زامير صادق على "الفكرة المركزية" لخطة الهجوم في غزة، وذلك خلال اجتماع بمشاركة منتدى هيئة الأركان العامة وقادة من الشاباك (جهاز الأمن الداخلي) وأجهزة أخرى.
وأوضح البيان: "خلال النقاش، عُرضت إنجازات الجيش حتى الآن، بما في ذلك الهجوم في منطقة الزيتون الذي بدأ يوم أمس، كما عُرضت وصودق على الفكرة المركزية للخطة الخاصة بالخطوات المقبلة في قطاع غزة، وذلك وفقا لتوجيهات المستوى السياسي".
وكانت الحكومة الأمنية الإسرائيلية أقرت الأسبوع الماضي خطة للسيطرة على مدينة غزة والمرحلة المقبلة من الحرب في القطاع الفلسطيني.