تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في ظل تصاعد الغارات الإسرائيلية المكثفة على قطاع غزة، أطلقت كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا نداءً مشتركاً لإسرائيل بضرورة الالتزام بالقانون الدولي، والسماح الفوري بمرور المساعدات الإنسانية دون عوائق. البيان الثلاثي، الذي صدر عن وزراء خارجية الدول الثلاث، أشار بشكل واضح إلى أن المساعدات لا يجب أن تُستخدم كأداة ضغط سياسي، كما شدد على رفض أي تقليص للأراضي الفلسطينية أو تغييرات ديموغرافية مفروضة بالقوة.


يأتي هذا الموقف الأوروبي وسط تصعيد غير مسبوق من الجيش الإسرائيلي الذي نفذ، على مدار يومين، أعنف سلسلة غارات على غزة منذ أسابيع، أودت بحياة ما لا يقل عن 19 فلسطينياً، بينهم نساء وأطفال، واستهدفت بشكل خاص المرافق الحيوية، بما في ذلك المعدات المستخدمة لانتشال الضحايا من تحت الركام.
واحدة من أكثر الغارات دموية طالت مدرسة يافا في حي التفاح، والتي كانت تؤوي آلاف النازحين، وأسفرت عن مقتل 11 شخصاً على الأقل، بعضهم تفحّمت جثثهم بفعل الحريق الكبير الذي اندلع نتيجة القصف. كما طالت الغارات منازل مدنيين في مناطق جباليا وخان يونس والزيتون، ما يؤكد اتساع رقعة الاستهداف الإسرائيلي للمناطق المأهولة.

شلل المنظومة الصحية وانهيار البنية التحتية

في موازاة الكارثة الإنسانية، تحذّر وزارة الصحة في غزة من انهيار وشيك لمنظومة الرعاية الصحية، وسط نقص حاد في المعدات والمستلزمات الأساسية، بل وتعمّد استهداف المرافق الطبية. فجر الأربعاء، استهدفت الطائرات الإسرائيلية مستشفى الدرة للأطفال، ما ألحق أضراراً جسيمة بمنظومة الطاقة البديلة وقسم العناية المركزة.
ويواجه القطاع أزمة صحية خانقة، بعد تعليق حملة التطعيم ضد شلل الأطفال المدعومة أممياً، والتي كانت تستهدف أكثر من 600 ألف طفل، في وقت تظهر فيه مؤشرات سوء تغذية على عشرات الآلاف من الأطفال، ما يُنذر بكارثة صحية قد تمتد آثارها لأجيال.

الحصار كأداة حرب


منذ انهيار وقف إطلاق النار في 18 مارس، فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على غزة، مانعة دخول أي مساعدات أو إمدادات، بما في ذلك الغذاء والدواء. وأدى هذا الحصار إلى إغلاق جميع المخابز المدعومة من الأمم المتحدة، والتي كانت آخر خطوط الإمداد الغذائي المتبقية.
ووفق تصريحات من مسؤولي الصحة والسكان المحليين، فإن الغارات الإسرائيلية دمّرت عشرات المركبات الهندسية التي كانت تُستخدم لرفع الأنقاض، بما فيها تسع مركبات قدمتها مصر حديثاً، ما فُسّر على أنه استهداف متعمّد لجهود الإنقاذ. الجيش الإسرائيلي، من جهته، برر القصف بزعم أن تلك المركبات كانت تُستخدم في "أفعال هجومية"، في تبرير لا يجد صداه في المجتمع الدولي، خاصة في ظل العجز الواضح في معدات الدفاع المدني.

بين دعوات التهدئة وتبادل الاتهامات

في حين تطالب الدول الأوروبية بوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، تتزايد حدة الانتقادات الدولية للحصار، الذي وصفه السيناتور الأميركي بيرني ساندرز بـ"جريمة حرب"، في حين دافع وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس عن الممارسات الإسرائيلية معتبراً أنها "تخضع للمراقبة" وتُنفذ "وفق القانون الدولي".
لكن مفوض الأونروا، فيليب لازاريني، قدم تقييماً مختلفاً، مشيراً إلى أن المساعدات أصبحت أداة للمساومة وسلاحاً في الحرب، مؤكداً أن ما يحدث هو عقاب جماعي لملايين المدنيين.


 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الغارات غزة

إقرأ أيضاً:

اسرائيل تواصل قتل الجوعى وقصف المدنيين في غزة

غزة"وكالات": قالت سلطات الصحة في قطاع غزة اليوم إن قوات إسرائيلية قتلت ثلاثة فلسطينيين على الأقل وأصابت عشرات آخرين قرب موقع لتوزيع المساعدات تديره مؤسسة غزة الإنسانية ومقرها الولايات المتحدة.وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه على علم بالتقارير التي تفيد بوقوع قتلى ومصابين .

وزعم في بيان أن الواقعة حدثت على بعد كيلومتر واحد من موقع توزيع المساعدات.فيما زعمت مؤسسة غزة الإنسانية، وهي منظمة خاصة ترعاها الولايات المتحدة وتؤيدها إسرائيل، إنه لم يسقط قتلى أو جرحى في موقع التوزيع أو المنطقة المحيطة به.

والواقعة هي الأحدث في سلسلة من الوقائع التي تبرز هشاشة الوضع الأمني الذي أدى إلى تعقيد عملية توصيل المساعدات إلى غزة بعد أن خففت إسرائيل الشهر الماضي حصارا استمر نحو ثلاثة أشهر.

وقال مسؤولون فلسطينيون ودوليون الأحد إن ما لا يقل عن 31 شخصا قُتلوا وأصيب العشرات قرب الموقع نفسه، وهو واحد من عدة مواقع تديرها مؤسسة غزة الإنسانية في رفح.

وعبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش اليوم الاثنين عن صدمته إزاء تقارير واردة عن مقتل وإصابة فلسطينيين في أثناء سعيهم للحصول على مساعدات في غزة اليوم ودعا إلى إجراء تحقيق مستقل.

من جهة أخرى قال الجيش الإسرائيلي في بيان آخر إن قواته وسعت في اليوم الماضي عملياتها البرية في قطاع غزة وقتلت مقاومين وفككت مخازن أسلحة وبنية تحتية عسكرية فوق الأرض وتحتها.

وفي الوقت نفسه، قالت وزارة الصحة في غزة إن الغارات الإسرائيلية على القطاع أسفرت عن مقتل 51 شخصا وإصابة 500 خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. وقالت السلطات الصحية المحلية إن 16 شخصا على الأقل استشهدوا في منزل بجباليا شمال غزة في وقت سابق من اليوم.

وقالت مؤسسة غزة الإنسانية إن عمليات التوزيع التي تمت اليوم ترفع عدد الوجبات التي وزعتها منذ بدء عملياتها إلى ما يقرب من ستة ملايين.فيما قالت الأمم المتحدة إن معظم سكان غزة، البالغ عددهم مليوني نسمة، معرضون لخطر المجاعة بعد حصار إسرائيلي دام 11 أسبوعا منع دخول المساعدات إلى القطاع.

ودشنت مؤسسة غزة الإنسانية أول مواقع التوزيع الأسبوع الماضي وقالت إنها ستفتح مزيدا من المواقع.

وتعرضت خطة المؤسسة للمساعدات لانتقادات شديدة من الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية التي تقول إن مؤسسة غزة الإنسانية لا تلتزم بالمبادئ الإنسانية.

وحثت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية اليوم على مقاطعة ما سمته "آلية المساعدات الإسرائيلية الأمريكية" احتجاجا على أعمال القتل التي وقعت.

وفي مستشفى ناصر في خان يونس، وصل أقارب حسام وافي (37 عاما)، وهو أب لستة أطفال قُتل قرب موقع المساعدات اليوم، لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه قبل دفنه. وقال علي شقيق حسام إن الجوع هو ما كان يحرك القتلى.

وذكر علي "الأمريكان وإسرائيل إش بتقول لنا؟ روحوا جيبوا الأكل والشرب والمساعدات، وعندما تيجي المساعدات (يطلقون النيران علينا)، هذا عدل؟".

وقال أبو يوسف أبو مصطفى جار حسام "راحوا سلميين، انقتلوا. حرام. يعني الواحد يروح يجيب أكل لولاده، يجيب أكل وشرب لولاده، عشان يروح يجيب له علبة حمص ولا علبة فول ولا كرتونة (طعام) ولا ما تيسر، يطلقون عليه النار ويموت؟".

* استئناف محادثات وقف إطلاق النار

وعلى الصعيد السياسي تبادلت إسرائيل وحماس الاتهامات بشأن تعثر جهود الوساطة العربية الأمريكية الجديدة للتوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة مقابل الإفراج عن سجناء فلسطينيين.

وقال مسؤول فلسطيني مطلع على جهود الوساطة اليوم إن قادة حماس على اتصال دائم بالوسطاء في القاهرة والدوحة على أمل أن يتمكنوا من الضغط على إسرائيل كي توافق على إجراء محادثات لإنهاء الحرب في غزة ضمن اتفاق وقف إطلاق النار.

وقال مسؤول فلسطيني مطلع على جهود الوساطة اليوم الاثنين إن قادة حماس على اتصال دائم بالوسطاء في القاهرة والدوحة على أمل أن يتمكنوا من الضغط على إسرائيل كي توافق على إجراء محادثات لإنهاء الحرب في غزة ضمن اتفاق وقف إطلاق النار.

مقالات مشابهة

  • اسرائيل تواصل قتل الجوعى وقصف المدنيين في غزة
  • كم بلغت أعداد ضحايا آلية المساعدات الأمريكية الإسرائيلية في غزة؟
  • فصائل فلسطينية تعقب على المجزرة الإسرائيلية غرب رفح
  • وحدة الموقف اللبناني ضرورة لمواجهة التصعيد الإسرائيلي
  • المقاومة تواصل عملياتها النوعية ضد الاحتلال الإسرائيلي في غزة
  • الأمم المتحدة: الكارثة الإنسانية في غزة بلغت أسوأ مراحلها منذ بداية الحرب الإسرائيلية
  • واشنطن بوست: خطة المساعدات الإسرائيلية لغزة خطيرة وغير قابلة للتنفيذ
  • وزير الدفاع الإسرائيلي يكشف تفاصيل الضربات الأخيرة على سوريا
  • طيران الاحتلال الإسرائيلي يستهدف عدة مواقع في ريفي اللاذقية وطرطوس
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يشن غارات جوية على الساحل السوري