البلاد – الرياض

 

في عالم تتسارع فيه الخطى نحو الاحترافية وتحقيق الذات، تبرز قصص ملهمة لأشخاص حولوا شغفهم إلى إنجازات حقيقية. من بين هذه القصص، تلمع تجربة همس الحربي، الشابة الطموحة التي لم تكتفِ بأن تكون مجرد عضوة في مجتمع الهوايات، بل صنعت لنفسها مسارًا متميّزاً وناجحاً، جمعت فيه حبها للفلسفة، والثقافة، والفكر، والإبداع، مستفيدة من الدعم الذي قدمته لها البوابة الوطنية للهويات “هاوي”، إحدى مبادرات برنامج جودة الحياة، أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030.

تقول همس الحربي، خريجة برنامج الماجستير في ريادة الأعمال والإبداع “كنت أسعى لإنشاء مشروع يرتبط بشغفي في الفلسفة والاهتمامات الأخرى، لكن لم أجد المنصة المناسبة لتحقيق أفكاري، لجأت إلى وسائل التواصل الاجتماعي، مثل واتساب وإنستقرام، لكن النجاح كان محدودًا، كنت أبحث عن مساحة أكثر احترافية تتيح لي الانطلاق الحقيقي.”

تأسيس نادٍ للفلسفة

وكانت نقطة التحوّل حين تلقت اتصالًا من وائل السوسي، أحد المهتمين بتطوير مجال الهوايات، ليعرّفها على بوابة “هاوي”.

تلك اللحظة كانت بداية جديدة لهمس، حيث قامت بتأسيس أول نادٍ لها تحت اسم “عائلتك الروحية”، المهتم بالفلسفة والثقافة، لتجد نفسها محاطة بدعم وتشجيع كبير من القائمين على البوابة.

 ويناقش النادي بحسب الحربي: “كافة المواضيع والفلسفات والثقافات المختلفة، بهدف الارتقاء بالحياة وتحقيق النمو والتطور الشخصي والنفسي والمهني، بما يسهم في الوصول إلى جودة حياة أفضل للمجتمع.

مساحة تثري الفكر والروح

وتوضح الحربي أن نادي “عائلتك الروحية” لا يقتصر فقط على تبادل المعلومات أو قراءة النصوص الفكرية، بل يشكّل مساحة حوارية حقيقية، حيث يتم طرح تساؤلات عميقة حول معاني الحياة، والهوية، والسعادة، ويُفتح المجال أمام الأعضاء لتبادل وجهات النظر والانخراط في نقاشات تثري الفكر وتغذي الروح.
كما يُعنى النادي بتسليط الضوء على تجارب ثقافية من مختلف الحضارات، مما يعزز من فهم الآخر ويكرّس قيمة التعددية والانفتاح، وتؤمن همس “بأن الفلسفة ليست حكرًا على النخب أو الأكاديميين، بل هي أداة متاحة للجميع تساعدهم على فهم ذواتهم والعالم من حولهم بطريقة أكثر وعيًا وعمقًا”.

مشاركات ريادية

ولم تتوقف عند ذلك، بل واصلت الحربي توسّعها في مجالات شغفها، من خلال ريادة بعض الأندية في “هاوي”، فقد أصبحت نائبة رئيسة “نادي أمان يوغا” لهواية اليوغا، ومشرفة في “نادي باتشيو ديكورز” لهواية التصميم الداخلي، وعضوة فعالة في “نادي برق المملكة للإعلام”.

تقول همس: “كل نادٍ من هذه الأندية أتاح لي فرصة فريدة لتحقيق إنجازات مختلفة، وشعور عميق بالرضا والفخر”.

“هاوي” تحتضن الطموحات

وتعرب همس الحربي عن امتنانها لبوابة “هاوي”، وتصفها بأنها “مكان يحتضن الطموحات، ويمنح الاستقرار والدعم اللازم للتطوير الذاتي”، وتضيف “هاوي ليست مجرد منصة، بل بيئة محفزة تشجع على الإبداع، وتمكّن الأفراد من تحويل أفكارهم إلى واقع ملموس”.

وتستهدف بوابة “هاوي” تمكين قطاع الهوايات في المملكة، من خلال خدمات تشمل تأسيس الأندية، وتنظيم الأنشطة، وتقديم برامج تدريبية وتطويرية، لمختلف الفئات العمرية من المواطنين والمقيمين.

وتختتم همس حديثها برسالة ملهمة “لكل من يحمل شغفًا، لا تتردد في اتخاذ الخطوة الأولى.. الهواية ليست وقتًا مستقطعًا، بل قد تكون بداية لحياة مهنية مليئة بالنجاحات”.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: الفلسفة بوابة هاوي

إقرأ أيضاً:

“إلى والدي الراحل، في يوم ميلاده…”

“إلى #والدي_الراحل، في يوم ميلاده…”

#هبة_عمران_طوالبة

غدًا، تحلّ الذكرى التي اعتدتُ أن أحتفل بها قربك، أن أعدّ لها الكلمات البسيطة، والضحكة الصافية، والكعكة التي تختصر فرحًا صغيرًا في زحام الدنيا.

غدًا عيد ميلادك يا أبي، لكنك لست هنا.

مقالات ذات صلة علامات التغير في موقف أمريكا من إسرائيل 2025/05/17

غدًا تمرّ السنة مرة أخرى، ولا زلتَ الغائب الذي لم يغب، الحاضر في كل زاوية من حياتي، في كل نظرة، وكل تنهيدة، وكل دعاء يرتفع من صدري خفيًا نحو السماء.

يا أبي،

اشتقت إليك كثيرًا…

وكل يوم يمرّ، أحمله بين يديّ كمن يحمل ذكرى ثقيلة لا يقدر على وضعها ولا يستطيع التخلّي عنها.

كل لحظةٍ من أيامي تذكّرني بك، وكأنك لم ترحل،

وكأنّ الفقد كان كذبة عابرة، سنصحو منها يومًا ونراك عائدًا، تبتسم كأن شيئًا لم يكن.

كنتَ لي معنى الطمأنينة…

حين كنتَ موجودًا، لم يكن للخوف مكان،

كنتَ الجدار الذي لا يهتز، والظلّ الذي لا يغيب،

أما اليوم، فقد صرتَ غيمة تسكن سماء روحي، تمطر حنينًا كلما اشتدت الوحدة.

أتظاهر بالقوة،

لكن الشوق يا أبي لا يرحم،

يتسلّل في كل هدوء، ويخنقني حين ينام العالم من حولي،

فأبكيك في صمتي، وأحدّثك بيني وبين نفسي،

وأشكو إليك كما كنت أفعل دومًا، رغم أنني أعلم أن لا جواب سيأتيني… إلا في الحلم.

كل عامٍ وأنت بعيد…

وكل عامٍ وأنا أحاول أن أحتفل بك بطريقتي،

أن أكتب لك، وأدعو لك، وأخبرك أن حبّي لك لم يتغيّر،

بل زاد…

كبر معي، وتغلغل في تفاصيل أيامي،

وبات جزءًا من كياني لا يُمحى، ولا يُنسى.

رحمك الله كما كنتَ رحيمًا بي،

وأسكنك فسيح جناته كما وسعتني أيامك بحنانك،

وسامحني إن قصّرت بالدعاء أو مرّت أيامي مزدحمة دون أن أذكرك كما يليق بك.

سلامٌ عليك في يوم ميلادك،

وفي كل يومٍ، إلى أن ألقاك…

مقالات مشابهة

  • “إلى والدي الراحل، في يوم ميلاده…”
  • “ديستركت 11” بوابة استراتيجية لرواد الأعمال في الإمارات
  • رواية جديدة للدانة البوهاشم السيد: «كان شغفي عطاء» إرادة تقهر الانكسار
  • حماس تعقيباً على تصريحات لترامب: غزة ليست للبيع
  • علماء يحذرون: “قونية ليست بمأمن من الزلازل”
  • وزير قطاع الأعمال: توسيع الشراكة مع القطاع الخاص مرتكز لا غني عنه للنجاح
  • وزير الإنتاج الحربي: ننقل أحدث تكنولوجيا التصنيع لخطوط الإنتاج
  • الإنتاج الحربي: نعمل على نقل أحدث تكنولوجيات التصنيع العسكري والمدني إلى خطوط الإنتاج
  • رابطة الأندية المحترفة تدعو لاجتماع مع 18 ناديًا لمناقشة شكل الدوري الجديد
  • جولة “نسمع رأي ونطبق فكرة” تعزز تواصل الدراجات مع الأندية والمستثمرين والمجموعات الرياضية