ترامب: ضغطت على نتانياهو لإدخال المساعدات إلى غزة
تاريخ النشر: 26th, April 2025 GMT
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الجمعة، إنه ضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لإدخال المزيد من الغذاء والدواء إلى قطاع غزة.
وتوقف إدخال المساعدات إلى القطاع منذ الثاني من مارس. وتقول إسرائيل إنها لن تسمح بدخول البضائع والإمدادات إلى غزة لحين إطلاق حركة حماس سراح باقي الرهائن المحتجزين لديها.
وفي وقت سابق من اليوم الجمعة، أعلن برنامج الأغذية العالمي نفاد مخزونه الغذائي في غزة.
وردًا على سؤال من أحد الصحفيين عما إذا كانت المخاوف بشأن المساعدات الإنسانية طُرحت خلال مكالمته الهاتفية مع نتانياهو، قال ترامب على متن الطائرة الرئاسية "طُرحت مسألة غزة، وقلت: علينا أن نتخذ موقفًا جيدًا تجاه غزة... هؤلاء الناس يعانون".
وعندما سُئل عما إذا كان أثار مسألة فتح نقاط وصول لإدخال المساعدات إلى غزة، أجاب ترامب "نعم".
وتابع "سنتولى ذلك. هناك حاجة ماسة للأدوية والغذاء. نحن نتولى ذلك".
وعند سُؤاله عن رد نتانياهو، قال ترامب "كان هناك شعور بالارتياح حيال ذلك".
واندلعت الحرب على غزة في السابع من أكتوبر 2023، عندما قتلت حماس نحو 1200 شخص في جنوب إسرائيل واحتجزت نحو 251 رهينة، وفقًا لإحصاءات إسرائيلية.
وتقول السلطات الصحية في غزة إن إسرائيل قتلت منذ ذلك الحين أكثر من 51300 فلسطيني.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك اليوم الجمعة "الجوع ينتشر في غزة وسوء التغذية يتفاقم. الجرحى والمرضى الآخرون لا يزالون دون علاج في غزة، وكما ذكرنا سابقا، يموت الناس".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: غزة فلسطين دونالد ترامب حركة حماس بنيامين نتانياهو برنامج الأغذية العالمي رئيس الوزراء الإسرائيلي فی غزة
إقرأ أيضاً:
مؤسسة غزة اللاإنسانية!
حمد الناصري
بعد حرب إبادة غير مسبوقة وبكل معنى الكلمة في عهد أمريكا راعية حقوق الإنسان والديمقراطية الأولى في العالم!! وبعد شهور طويلة من التجويع المُتعمَّد حتى الموت لأهلنا في غزة، وافق الكيان الإسرائيلي على صيغة جديدة لتوزيع المساعدات على الفلسطينيين في غزة دون تدخل منظمة الأونروا الأممية التي كانت هي المسؤولة عن توزيع المُساعدات لعقود طويلة ومن خلال مؤسسة تسمّى مؤسسة غزة الإنسانية؛ وهي منظمة أمريكية اتضح لاحقًا أنها وهمية مقرّها في ديلاوير، وتأسست في فبراير 2025 لذلك الغرض تحديدًا، وتم تعيين جيك وود كرئيس لتلك المنظمة، والذي لم يستمر في منصبه لأكثر من شهرين ونصف تقريبًا؛ حيث قدّم استقالته في 25 مايو 2025 بسبب غياب الاستقلالية واستحالة الالتزام بالمبادئ الإنسانية الأساسية حسب ادعائه!
ثمّ عيّن دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، جون مور رئيسًا للمؤسسة في 26 مايو 2025 وجون مور هو قِس إنجيلي معروف بتطرفه ومُستشار سابق في إدارة ترامب.
ورغم نشاط المؤسسة المُريب، فقد انتقدت إسرائيل عملها، رغم أن الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة وافقت على توليها المسؤولية، واتهمتها بتسييس توزيع المساعدات.. وفي 3 يونيو 2025 أعلنت مجموعة بوسطن الاستشارية الأمريكية العاملة في إدارة عمليات الإغاثة إلى جانب مؤسسة غزة الإنسانية، بالتنسيق مع إسرائيل عن إلغاء عقدها مع "مؤسسة غزة الإنسانية" وأنها أعطت أحد كبار الشركاء الذي كان مديرًا للمشروع إجازة، ريثما تجري مراجعة داخليه.. وفي 11 يوليو 2025، قُتل الفلسطينيون عند نقاط التوزيع الإنسانية وتمّت مُهاجمة قوافل منظمات الإغاثة من قبل الجيش الإسرائيلي؛ علمًا أنّ تلك النقاط هي عبارة عن مصائد للموت وليس نقاطًا لتوزيع المساعدات، حيث قتل فيها أكثر من ألف فلسطيني عند محاولتهم الحصول على المساعدات في مجازر لم يشهدها التاريخ ضدّ أناسٍ عُزّل لا يملكون سلاحًا أو قُوة وجوعى وعلى أيدي قناصين ودبابات إسرائيلية وأمام الكاميرات والإعلام العالمي، والسؤال الذي نطرحه: إن لم تكن كلّ هذه جرائم وحشية وجرائم إبادة بشرية وجرائم حرب ضِدّ الإنسانية لا أخلاق فيها ولا قيَم، فكيف يكون شكل جرائم الحرب والإبادة البشرية؟
ومن الجرائم الصهيونية المُصورة والموثّقة، في غزة المحتلة جريمة قتل الطفل أمير الذي قطع مسافة 12 كيلومترًا للحصول على المُساعدات، من مؤسسة غزة؛ حيث أجبره الموظف الأمريكي انتوني أغيلار على تقبيل يده قبل أنْ يعطيه حصته من الغذاء فقام بعدها الجنود الإسرائيليون بقتل أمير في نفس المكان، قبل أن يوصل المساعدات لأهله.
كذلك كشف الصحفي توم باتمان من شبكة "بي بي سي"، أنّ مؤسسة غزة الإنسانية تعمل بعنوان وهمي في بلدة أمريكية نائية، دون أن يكون للمؤسسة وجود فعلي على الأرض، وأنها تُخفي مصادر تمويلها ويرأسها قِسّ إنجيلي مُتطرف مقرّب من ترامب.
وكشفت ناشطة أمريكية عن مُمارسات تلك المؤسسة القذرة بقولها: "تخيّل كم دقيقة فتحت مؤسسة غزة الإنسانية نقاطها لتوزيع المساعدات يوم الأحد؟ خمّنوا؟ 7 دقائق فقط، إنه أمر مقصود لإجبار الناس على المشي أميالا للحصول على المساعدات والعودة إما قتلى أو بدون مساعدات".
إنّ عملية الإبادة المجنونة التي يُخطط لها نتنياهو ويُنفذها ترامب بطريقة لا تمت إلى البشر بأي صلة يجب أن تتوقف الآن وأنْ يُحاكم الرجلان بتهمة الإبادة البشرية وجرائم الحرب أمام محكمة دولية نزيهة.
خلاصة القول.. اتضح وبشكل لا يقبل الخطأ أنّ ما يهتم به ترامب ودول الغرب ليس غزة ولا أهلها ولا تقديم المُساعدات والإغاثة، ولا أنصاف الحق، ولا الاهتمام بحقوق الإنسان في فلسطين، ولكن جُلّ همّهم هو سعادة نتنياهو وابتسامته الصفراء وهو يُمعن قتْلًا ويُنهي حياة الفلسطينيين وتجويع الملايين منهم؛ ذلك لأنّ غزة فضحت النظام العالمي الجديد وكشفته لشعوب العالم أنه نظام وحشي لا إنساني، خالٍ من القِيم الإنسانية لا يأبه بحقوق الإنسان.